يُقال إن “مصائب قوم عند قوم فوائد”، ومصيبة الدولي الجزائري حسان يبدة المصاب والمنتهي موسمه قبيل الأوان، صبّت في صالح المهاجم عبد القادر غزال الذي تمّ الاستنجاد به من طرف المدرب الوطني وحيد “حليلوزيتش”، لتعويض يبدة في قائمة اللاعبين المتنقلين إلى “بانجول” لمواجهة منتخب غامبيا لحساب الدور التمهيدي من تصفيات كأس إفريقيا 2013. وكان المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية متردّدا في منحنا اسم اللاعب الذي قرّر الاستنجاد به في مكان يبدة الذي تعرّض لقطع في الرباط الصليبي لركبته، لدى اتصالنا به أوّل أمس الأحد. وها هو يكشف الآن عن اسم هذا اللاعب الذي سيكون عبد القادر غزال مهاجم نادي “ليفانتي” الإسباني. قائمة الاحتياطيين خلت من لاعبي الوسط فتمّ الاستنجاد بمن هو متعدّد المناصب وكانت التساؤلات أثيرت منذ تعرّض يبدة لتلك الإصابة الخطيرة، حول هوية اللاعب الذي سيعوضه، لاسيما أن قائمة الاحتياطيين التي وضعها “حليلوزيتش” خلت من لاعبي الوسط، حيث ضمّت حارس مرمى وهو زماموش، وثلاثة مهاجمين هم: غزال، سليماني وغيلاس، ما جعلنا نتنبأ في تقريرنا أمس بالإبقاء على قائمة من 23 لاعبا فقط، لكن “حليلوزيتش” اختار في نهاية المطاف المهاجم غزال الذي لا يقتصر دوره على اللعب في الهجوم فقط، بل أنه صار بحكم تجاربه مع العديد من الأندية الإيطالية، لاعبا متعدد المناصب، فاللاعب يجيد اللعب أيضا في الجهة اليمنى من وسط الميدان، مثلما يجيد الدفاع من تلك الجهة أيضا، فلجأ إليه عوض اللجوء إلى سلماني وغيلاس اللذين يعدّان رأسي حربة صريحين. إبعاده من البداية خطأ لأنه يملك الخبرة مع أنه لا يسجّل ويكون المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب أحسن التصرّف هذه المرّة، وتدارك بذلك الخطأ الذي ارتكبه يوم قرّر وضع غزال في قائمة الاحتياطيين، لأن خبرة غزال تسمح له بمساعدة العديد من الشبّان الذين سيكتشفون أدغال إفريقيا لأول مرّة في صورة فغولي وكادامورو مثلا، وتسمح لشبّان آخرين لم يتعوّدوا على هذه الخرجات مع المنتخب في صورة جابو وعودية مثلا، وتواجده رغم أنه لا يسجّل أهدافا لا مع المنتخب ولا الفرق التي يلعب لها كان ضروريا منذ البداية، لا أن ننتظر أن يصاب يبدة أو أيّ لاعب آخر ويتم الاستنجاد به. “حليلوزيتش” كان أعجب به في لقاء إفريقيا الوسطى رغم عدم تسجيله ولا يقتصر اختيار غزال لخلافة يبدة لأنه لاعب متعدّد المناصب وفقط ولا لأنه بإمكانه أن يلعب في الوسط لو يتمّ اللجوء له في هذا المنصب سواء كوسط دفاع أيمن أو هجومي أيمن، بل لأن المدرب “حليلوزيتش” يعدّ من المعجبين بهذا اللاعب رغم أنه لا يسجّل، والعودة قليلا إلى الوراء تثبت ذلك، ففي لقاء إفريقيا الوسطى مثلا ضيّع غزال ما لا يضيّع من الفرص، لكن المدرب البوسني ولدى التصريحات التي أدلى بها للإعلاميين عقب نهاية اللقاء، عبّر عن إعجابه بما قدّمه مهاجم “ليفانتي”، بل ووصفه ب “قلب الأسد”، وبالمكافح الذي لا يكلّ ولا يمل ويبقى يحارب فوق الميدان، دون أن ننسى وقفته للجمهور في ملعب 5 جويلية، ومطالبتهم بتشجيع غزال ومساعدته على تجاوز الفترة الصعبة التي يمرّ بها حتى يفكّ عقدة التسجيل التي مضى عليها أكثر من سنتين مع المنتخب دون أن يسجّل ولا هدف. غزال “الجريح” قد ينتفض في غامبيا بعدما وضع في قائمة الاحتياطيين وحتى إن كنا لا ندري إن كان غزال سيكون ضمن حسابات المدرب البوسني في غامبيا أم أنه سيكتفي باصطحابه مع التعداد وفقط، إلا أن الفرصة مواتية ل غزال إن هو دخل ولو لبضع دقائق كي ينتفض، لأن حالته هي حالة لاعب جريح وضع على خط التماس دون أن يكون تنقله إلى غامبيا أكيدا، قبل أن يتم الاستنجاد به لتعويض زميله المصاب، وهو ما قد يعتبره اللاعب في نفسه دون الإدلاء بذلك “إهانة شخصية” له، ما دام أن “حليلوزيتش” لم يختره من البداية ضمن قائمته، ووضعه في قائمة الانتظار إلى أن وجد له مكانا في الرحلة التي سيقوم بها “الخضر” بعدما تأكد غياب يبدة عنها. ولا غرابة إن مُسّ غزال في كرامته وكان ردّ فعله إيجابيا، للتأكيد على أنه كان أولى بالتواجد ضمن هذه الرحلة منذ البداية، أما إذا فضّل أن يواصل الصيام فذلك أمر آخر. قال في حديثه ل “الهدّاف”: “سأكون في فرنسا يوم 26 وفي “بانجول” يوم 27” ويبقى المهم أن غزال هدّد عبر “الهداف” في الحوار الذي خصّنا به بعد صدور القائمة، أنه سيتواجد في غامبيا مع زملائه، وهو يسير نحو تنفيذ ما وعد وهدّد به، بعدما تمّ اللجوء إليه عقب إصابة يبدة. فبالعودة إلى ذلك الحوار، فإن غزال قال: “في ذهني سألعب لقاء غامبيا... أنا مركّز عليه رغم أنكم تقولون لي إني ضمن قائمة الاحتياطيين... أشعر بما يشعر به جبور وزياني الآن. أضرب لكم موعدا يوم 26 سبتمبر في باريس خلال التربص، ويوم 27 سأكون ضمن قائمة اللاعبين الذين سيسافرون إلى غامبيا”. تصريحات قالها غزال في حواره لنا وهو خارج القائمة الرسمية التي كان من المقرّر أن تتنقل إلى غامبيا، وها هي تصريحاته تصدق بعدما تأكد غياب يبدة.