غادر المدرب مصطفى هدان مدينة سعيدة متوجّها إلى العاصمة حيث يقطن تاركا وراءه العديد من الأسئلة تخصّ الأسباب والدوافع الرئيسية التي جعلته يرمى المنشفة، خاصة أنه أجرى الحصة التدريبية لصباح أول أمس دون أيّ إشكال، حتى أنه ضرب موعدا للاعبيه اليوم لإجراء حصة تدريبية في ملعب 13افريل، وحثّ اللاعبين على المجيء مبكّرا إلى التدريبات، إلا أنه غادر سعيدة دون رجعة بعد أن ترك استقالته الكتابية على مكتب الرئيس الغائب وحمل حقائبه، كما أرجع مفاتيح السيارة التي خصّصتها له الإدارة دون أن يبلّغ أيّ مسير بأسباب ذهابه، مكتفيا بالقول إنه ذاهب دون رجعة. طريقته في التعامل لم تعجب الكثير وكانت أوّل الأسباب التي عجلت برحيل المدرب هي الصدامات العديدة التي كانت له مع بعض اللاعبين منذ إشرافه على الفريق، في صورة برملة، بوهدة وحجاري. وفى آخر حصة تدريبية صباح أمس كانت بعض الملاسنات بين المهاجم حديوش ومساعد المدرب زاوي. وكلّها أسباب ومعطيات كانت تنبئ بحدوث شيء ما، هذا بالإضافة أن المدرب هدان حاول فرض أسلوبه في العمل مباشرة وتغيير عدّة معطيات كانت سائدة بين ليلة وضحاها لعناصر اعتادت على طريقة عمل خاصة مع المدرب السابق روابح، وهو ما جعل بعض اللاعبين_"يركبوا رؤوسهم"، مما حتم على الإدارة ممثلة في رئيسها عقد اجتماع ساخن سهرة أول أمس مع اللاعبين والطاقم الفني، حاول خلالها كلّ طرف الدفاع عن نفسه، وانتهى الاجتماع بوضع النقاط على الحروف وتحديد مهامّ وواجبات كلّ طرف في الفريق. خياراته الفنية لم تلق الإجماع وكان لقاء غليزان القطرة التي أفاضت الكأس إذ عجز الفريق السعيدي عن فرض نفسه أمام منافس جاء إلى سعيدة مثقلا بمشاكل لا حصر لها، منها غياب تسعة لاعبين دفعة واحدة، والأسلوب الذي انتهجه المدرب الذي لم يفهمه أحد بمن فيهم اللاعبون أنفسهم ورغم تحقيق التأهّل في الكأس، إلا أن نقاط استفهام كبيرة بقت دون إجابة، خاصة إشراك المالي "باكايوكو" في الرواق، وهو ما جعله يضيع الكرة ويكتفي برميها إلى التماس في أحسن الأحوال، وهو الذي كان نادرا ما يشتت الكرة دون عنوان. هذا بالإضافة إلى توظيف زاوي في غير منصبه المعتاد والتأثير في معنويات الحارس بوهدة قبل ساعة من انطلاق اللقاء، وهو ما جعل الجميع من أنصار ومسيّرين يقلقون على مصير الفريق قبل لقاء بلوزداد. فرض سلطته على لاعبين دون سواهم والشيء الذي تأكد منه الجميع خلال لقاء الكأس هو رغم أن العديد من اللاعبين كان يجب إزاحتهم من التشكيل الأساسي وخوفا من رفضهم وإغضابهم، إلا أن المدرب هدان لجأ إلى إشراكهم أساسيين بالرغم من أن بعضهم لم يحضر حصص الاستئناف، وعلى النقيض من هذا كان لا يتوانى في عدم استدعاء البعض الآخر للمشاركة في اللقاءات الرسمية دون إعطاء أيّ مبررات للاعبين، مثلما هو معمول به لدى أغلب المدرّبين، وأحسن دليل هو وضع اللاعب ولد تيڨيدى في كرسي البدلاء رغم أنه قدّم مردودا طيبا بشهادة هدان نفسه، وعدم استدعاء المدافع حمدي رغم أنه أكد للجميع مشاركته في لقاء الكأس. اختار ذهاب الرئيس إلى العاصمة وغادر وقد غادر المدرب هدان مقرّ إقامته بسعيدة متجها إلى العاصمة في غياب رئيس الفريق الخالدى المتواجد بالعاصمة لحضور قرعة الدور ثمن النهائي أمس، وهى الفرصة التي أغتنمها المدرب للمغادرة خاصة أنه يتفادى ملاقاة الخالدى الذي عيّنه على رأس الفريق، رغم أن أسهمه في سوق المدربين انخفضت كثيرا- يضيف المسيّرون -، وتمكن من العودة إلى الواجهة بفضل المولودية التي تتواجد بالقسم الأول، إلا أنه لم يحترم رجال عيّنوه على رأس الفريق، على حدّ تعبير المسيّرين. تقاضى مبلغ 210 ملايين وأشرف على 10 حصص كان المدرب هدان أشترط قبل قبوله الإشراف على الفريق أن ينال أجرة شهرين مسبقا رغم علمه بوضعية الفريق الصعبة من الناحية المالية، ورغم هذا سعى رئيس الفريق أن يوفر المبلغ للمدرب لعلّ وعسى أن ينقد الفريق من السقوط، ورغم كلّ هذه التضحيات إلا أن المدرب لم يراع شعور رئيس الفريق الغائب والمسيّرين الذين وقفوا في صفه ضدّ اللاعبين، وترك الفريق قبل مواجهة حاسمة قد تحدّد مصير الفريق فيما تبقى من مشوار البطولة. ---- الطبيب يوقف سعدي وحديوش عن مواصلة التدريبات بعد شعورهما ببعض الآلام الخفيفة، فضّل الطبيب باكورة أن يتوقف وسط الميدان سعدي والهداف حديوش عن مواصلة التدريبات، بعد المعاينة الأولية التي كانت في عيادة الفريق المتواجدة بالملعب، خوفا من تفاقم الإصابات التي تبدو سطحية بعد معاينتها من الطاقم الطبي للفريق. برملة وسايح يعودان للتدريبات كنا سجّلنا خلال تتبعنا لحصة الاستئناف عودة المغضوب عليهم من الإدارة والمدرب، في صورة وسط الميدان برمله بعد سوء التفاهم الذي كان له مع المدرب هدان، ونفس الشيء بالنسبة ل سايح الذي غاب عن أغلب حصص التدريبية للأسبوع الماضي وعاد للتدرّب بصفة طبيعية، مبديا جاهزية كبيرة قد تجعل الطاقم الفني يدخله ضمن خياراته الفنية، خصوصا أن اللاعب زاوي سيغيب عن اللقاء المقبل. عدادي يتدرّب تحت إشراف طبيب الفريق عاد المدافع الأيمن عدادي إلى التدريبات في حصة الاستئناف حيث خصّص له الطبيب باكورة برنامجا خاصا طبّقه اللاعب تنوع بين الركض وإجراء تطبيقات وتمارين خاصة. ومن خلال تجاوب اللاعب مع توجيهات الطبيب تبيّن أنه سيكون جاهزا للقاء القادم. للإشارة، فإن عدادي لم يشارك في لقاء الكأس أمام "الرابيد"، ووظف المدرب هدان مكانه المالي "باكايوكو" الذي لم يتأقلم مع منصبه الجديد ليستبدل في الشوط الثاني بالعائد حجاري، الذي أدّى شوطا في المستوى سواء في الدفاع أو في مساندة العناصر الهجومية أكثر من مرّة. الفريق حقق فوزين وهزيمة تحت إشراف هدان يعتبر الكثير أن الحصيلة الفنية وبلغة الأرقام تعتبر إيجابية إلى حدّ كبير إذ استطاع الفريق أن يفوز بمبارتين من ثلاثة، حيث تمكن رفاق كيال من الفوز أمام الخروبوغليزان وهزيمة بأقلّ فارق أمام "البابية"، ويعنى هذا أن الفريق سجّل ثمانية أهداف وتلقت شباك الحارسين كيال وبوهدة ثلاثة أهداف، لكن هذا يحتاج إلى تأكيد في اللقاء القادم خاصة أن المنافس من العيار الثقيل ويحسن التفاوض خارج قواعده. تحضيرات الأنصار لا زالت متواصلة يعتبر الأنصار أن الفوز في هذه المواجهة سيغيّر الكثير من المعطيات السلبية التي طغت في محيط الفريق وأفرزتها النتائج المخيّبة التي سجلها رفاق عدادي، إلا أن نداءات الأنصار الحقيقيين والأوفياء للفريق لبقية الأنصار ودعوتهم لمساندة الفريق قد تجدي نفعا هذه المرّة وتمتلئ مدرجات 13 أفريل عن آخرها، لوضع اللاعبين أمام الأمر الواقع وتشكيل ضغط رهيب على المنافس الذي لن يتنازل عن النقاط الثلاث بسهولة، إلا إذا كان حضور الأنصار قياسيا مثلما جرت عليه العادة في المواسم السابقة حين كان حضورهم يعتبر اللاعب رقم واحد في الدفع بالفريق إلى تسجيل الانتصار تلوى الانتصار. ولهذا فالأنصار يحضّرون أنفسهم وينسقون فيما بينهم لجعل مباراة "السياربي" بداية الانطلاقة الجديدة ولو أنها متأخّرة لفريق أمامه عشر مواجهات ينبغي عليه تحقيق الفوز بستة منها، إن أراد تفادى الدخول في متاهات الأرقام والتكهنات. الخالدى اجتمع بلاعبيه أول أمس نظرا لأهمية اللقاء المقبل، عقد رئيس الفريق اجتماعا مع لاعبيه والطاقم الفني سهرة أول أمس في مقر النادي بحي "الكاسطور" أغتنمه لوضع النقاط على الحروف مع اللاعبين والطاقم الفني، خاصة بعد ظهور بعض المظاهر السلبية على السطح من بعض اللاعبين، إضافة إلى الغيابات العديدة التي أثرت في تحضيرات الفريق ككل. وهدّد رئيس الفريق كلّ لاعب لم يحترم القانون الداخلي باتخاذ إجراءات ردعية ضدّه لم يسبق أن اتخذتها الإدارة مسبقا، مبديا في الوقت نفسه وقوفه إلى جانب لاعبيه والسعي إلى تسديد جميع مستحقاتهم في وقتها، كما دعاهم إلى احترام الطاقم الفني وقبول بجميع قراراته مهما كانت، وعدم مناقشتها لتكون الأمور في نصابها، وألحّ بالتسلح بالرغبة الشديدة أثناء المباريات وبذل أقصى مجهود بدني وفني وعدم الاستسلام المبكر للمنافس وضرورة المقاومة إلى آخر لحظة. وأكد أن إدارة الفريق ستكون قرب المجموعة أكثر من أيّ وقت مضي، لتعيد الأمور إلى نصابها وتجعل مسار الفريق يسير وفق برنامج تنظيمي يسمح للطاقم الفني بتطبيق عمله كما يجب ويهيئ للاعبين المناخ الجيد للقيام بواجباتهم تجاه الفريق. واختتم الرئيس اجتماعه باللاعبين والطاقم الفني بضرورة تحقيق الفوز في المواجهة المقبلة مهما كلفهم الأمر من ذالك، قصد تحضير باقي المواجهات بكل هدوء وإبقاء الأمل قائما إلى آخر لحظة. للإشارة، غادر الرئيس خالدى سعيدة متّجها للعاصمة وبالضبط إلى فندق "الماركير" لحضور قرعة الدور الثمن النهائي التي جرت مساء أمس. =============== حمدي: "تفاجأت لعدم إقحامي أمام غليزان.. والسياربي غير ما تطمع" كيف تسير تحضيرات الفريق وهل تجاوزت أثار الإصابة؟ جميع الأمور تسير على ما يرام للفريق وقد تأقلمنا مع الطاقم الفني الجديد ونسعى للتدارك، خاصة بعدم تضييع النقاط بملعبنا مثلما كان عليه الحال في مباراة "الكاب" التي عقدت أمورنا كثيرا. فتدعيم رصيد الفريق بالنقاط يكون أسهل من جلبها من خارج سعيدة. أشعر أنني في مرحلة استرجاع مستواي البدني بالرغم من عودتي المتأخّرة إلى المجموعة، فالأمور تسير معي بوتيرة جيّدة نتيجة جهود الطاقم الطبي الذي أشكره كثيرا هذا، بالإضافة إلى الرغبة الشديدة التي تسلّحت بها في فترة العلاج والتأهيل الوظيفي. هل كنت جاهز للمشاركة في لقاء الكأس؟ بالطبع، فمن ناحية الإصابة تعافيت منها نهائيا والدليل أني شاركت في جميع اللقاءات التطبيقية مع زملائي وكنت احتكّ بهم بصفة عادية، زيادة على أنني لم أغب عن أيّ حصة تدريبية منذ تماثلي للشفاء، من حصة الاستئناف إلى آخر حصة نظرية خاصة بلقاء الكأس أمام سريع غليزان. وأريد أن أضيف شيئا. تفضّل... كنت أرغب في المشاركة حتى أسجل عودتي إلى الميادين من جهة، وحتى يكتشفني الأنصار الذين لا يعرفون عني إلا الاسم، فالمقابلة كانت ستكون أحسن فرصة لي حتى أواجه الأنصار وأبرهن أنني استحقّ اللّعب في هذا الفريق الكبير، ولم آت لتقاضي راتبي وأصعد إلى المدرجات.. وعلى كل فربما المدرّب له تبريراته الخاصة التي يراها مقنعة من زاويته الفنية، وأن احترم جميع قراراته. الجميع كان ينتظر مشاركتك، ألم يفاجئك قرار المدرب؟ من خلال المعطيات السابقة كنت آمل للمشاركة في لقاء الكأس خاصة أنها مباراة تدخلني المنافسة من أوسع الأبواب، لنوعية المنافس وأهمية المنافسة بالنظر إلى مستوى البطولة، إلا أن قرار المدرب فاجأني إن لم أقل صدمني، بالنظر إلى الاستعدادات الحثيثة التي قمت بها مع باقي العناصر، وتصريحات المدرب بشأن هذه المباراة التي قال إنه سيشرك فيها بعض العناصر التي لم يعاينها من قبل في هذه المواجهة، حتى يأخذ نظرة شاملة عن درجة استعداداتها، ولكن لا شيء من هذا تحقق على الأقل بالنسبة لي. ألم تطلب توضيحات أو تفسيرات من المدرب؟ من طبعي أنني لا أناقش قرارات المدرّبين في جميع الفرق التي لعبت لها مهما كانت الأسباب، ولو أن الأمر حزّ في نفسي كثيرا، حيث كنت آمل في المشاركة ولو احتياطيا رغم أني جاهز لأكثر من هذا، ومن جهة أخرى توقعت أن تكون إجابة المدرب أن عودتي الأخيرة إلى التدريبات مقارنة بباقي اللاعبين هي السبب في عدم استدعائي في لقاء الكأس، زيادة على هذا تفاديت الدخول في صراع مع المدرب أنا في غنى عنه. ما تعليقك عن التأهّل الأخير؟ التأهّل الأخير رفع معنوياتنا خاصة بعد الانهزام أمام العلمة، زيادة على عودة الثقة لدى اللاعبين مثل حديوش الذي عاد لمعانقة الشباك بعد صيامه مدّة طويلة، ناهيك عن عودة الأنصار الذين ساندونا ولم نخيّبهم، وننتظر منهم المساندة كذالك في اللقاء المقبل أمام "السياربي"، لنعبّد طريق البقاء. كيف تتوقع لقاء "السياربي"؟ هو لقاء صعب وسيكون أصعب لو نمنح المنافس فرصة تنظيم صفوفه بالنظر إلى التركيبة البشرية التي يمتلكها وهو يؤكد مستواه من يوم لآخر، وهذا لا يعني أننا سندخل في ثوب الضحية فنحن كذلك لاعبون لنا مستوانا وإمكاناتنا، ولولا بعض الأخطاء التي كان يمكن تفاديها لكان للفريق شأن آخر، إضافة على أن الفريق ككل من لاعبين وطاقم فني وإداري أعاد ترتيب البيت جيّدا، ليكون هذا اللقاء الانطلاقة الحقيقية للفريق في رحلة ضمان البقاء. ماذا تقول للأنصار الذين يريدون الفوز؟ من حقّ الأنصار مطالبتنا بالفوز لأنه السبيل الوحيد للخروج من المنطقة الحمراء في هذا الوقت على الأقل، وأعلم جيدا أنهم سيكونون بقوّة في المدرجات في اللقاء القادم، وأقول لهم تنقلوا بقوّة وساندونا لآخر لحظة، ولن نخيّبكم هذه المرة، فرغبة اللاعبين شديدة للفوز على "السياربي"، وسيخرج الجميع سعيدا في نهاية هذه المواجهة.