شكرا لك سفيان على استقبالك لنا مجددا في فالنسيا؟ لا شكر على واجب وشرف لي أن أستقبلكم مجددا هنا ومرحبا بكم في أي وقت. بعد التأهل الثمين إلى الدور نصف النهائي من الدوري الأوروبي، نريد العودة معك إلى مباراة الإياب أمام “إي زد ألكمار”، كيف كان التأهل؟ قبل الدخول في هذه المنافسة كان هدفنا واضحا وهو بلوغ النهائي لا غير، وها نحن اليوم في نصف النهائي بعد إقصائنا “ألكمار” الهولندي وفرق أخرى قوية في أدوار سابقة، ولا يخفى عليكم أننا أبعدنا “ألكمار” الذي يلعب جيدا وسيطرنا عليه في مباراة العودة، وحتى في الدفاع صمدنا كما ينبغي وكان من الضروري عدم تلقي أي هدف، وهذا لا يعني أن المنافس لم يكن في المستوى بل العكس، فقد عبثوا بنا في لقاء الذهاب. وكيف تقيّم مردودك في هذه المباراة؟ أنا راض عن أدائي ومردودي في ذلك اللقاء، خاصة أنني قدمت كل ما لديّ وتمكنت من لمس العديد من الكرات وحاولت اللعب بطريقتي لا غير والمساهمة قدر المستطاع في الهجوم، وكان لي ذلك في نهاية المطاف وأتمنى المواصلة على هذا النحو لتحقيق المزيد من النجاحات. يُقال دائما أن الجمهور هو أفضل حكم وهو الذي وقف لك يحييك بعد مغادرتك أرضية الميدان، ماذا يعني لك ذلك؟ جمهورنا في فالنسيا متطلب كثيرا، فهو يريدنا دائما أن نكون في المستوى ويطلب من اللاعبين تقديم أكثر مما يستطيعون ولأجلهم نقدّم كل ما لدينا، ومن الرائع أن يحييك الأنصار بتلك الطريقة في “الميستايا”، وهذا ما يعني أني في الطريق الصحيح وأتمنى أن يتواصل معي ذلك. بعد الهدف الأول الذي تمكنتم من تسجيله اتجه جميع رفاقك نحو مسجل الهدف عادل رامي إلا جوردي ألبا الذي اتجه نحوك لتهنئتك، لماذا؟ من الطبيعي أن يذهب اللاعبون نحو مسجل الهدف للاحتفال معه بالهدف، لكن بما أن جوردي ألبا كان بقربي فقد فضل تهنئتي لأنني كنت صاحب التمريرة الحاسمة التي أتى على إثرها الهدف، فنحن مجموعة متماسكة ولا يهم من يسجل بقدر ما يهم تحقيق نتائج إيجابية تفرح أنصارنا، وبما أننا في نصف نهائي “أوروبا ليغ” وبصدد تقديم موسم جيد في البطولة، فالفضل يعود إلى الجميع وإلى الروح الجماعية السائدة داخل الفريق. هل نعطي أهمية لهوية المنافس لما نصل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي؟ شخصيا لا أعطي أهمية قصوى للمنافس لأنه في هذا الدور المتقدم كل المنافسين أقوياء، فالفريق الذي يصل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي فإنه يستحق ذلك، وأتليتيكو مدريد فريق صلب وعنيد ويمتاز بفرديات عالية، لكن لا يجب أن ننسى أيضا أننا فالنسيا وسنعمل كل ما في وسعنا للإطاحة بالأتليتيكو وبلوغ المباراة النهائية، وعلى العموم ستكون مباراتا الدور نصف النهائي صعبتين للغاية ومعقدة على الجانبين. بعد نهاية اللقاء وفي المنطقة المختلطة للصحفيين، شاهدناك تتحدث مع الرئيس مانويال لورانتي، ما الذي قاله لك بالضبط؟ لم يكن هناك شيء محدد والمهم أن ذلك يؤكد أن الرئيس قريب من اللاعبين وعلاقته جيدة بهم، وشخصيا علاقتي رائعة مع رئيس الفريق. لكن ما الذي قاله لك بالتحديد؟ لقد حياني بعد الفوز الذي حققناه وكان في قمة السعادة بعد التأهل، وكما قلت لك لم يكن هناك أي شيء خاص. هل تعلم أنك ثالث جزائري في التاريخ يبلغ نصف نهائي منافسة أوروبية بعد ماجر مع بورتو وحمداني مع مرسيليا ورانجرز؟ لقد سمعت بذلك، لكنني لا يجب أن أفرح بنصف النهائي كثيرا لأنني أريد أن أكون ثاني لاعب جزائري يرفع كأس أوروبا. بعد مغادرتك أرضية الميدان شاهدناك تعاني من إرهاق شديد، يبدو أنه من الصعب لعب مباراة كل ثلاثة أيام مع نهاية الموسم، أليس كذلك؟ بالتأكيد من الصعب لعب مباراة في كل ثلاثة أيام مع مدة قصيرة للاسترجاع، لكن ما باليد حيلة فنحن في المستوى العالي وعلينا تحمل مسؤولياتنا ونكون في المستوى المطلوب في كل مرة، وعدم تخييب أنصارنا الذين ينتظرون منا الكثير وهذا هو الشأن بالنسبة للفرق الكبيرة. لكن من الجيد التواجد في الميدان بدل المدرجات في كل مرة، أليس كذلك؟ هذا أكيد، فأنا أريد أن أشارك في جميع المباريات كوني أحب كثيرا كرة القدم، وأفضل اللعب كل ثلاثة أيام بالنظر إلى أهمية كل المباريات التي نلعبها طيلة الموسم. ستكونون على موعد مع مباراة كبيرة هذا الأحد أمام ريال مدريد، ومواجهة هذا الفريق في البيرنابيو يعتبر حلما، أليس كذلك؟ همّي الوحيد هو السعي إلى حصد النقاط في هذه المباراة حتى لو تعلق الأمر بمواجهة ريال مدريد، فهم يحتلون المرتبة الأولى وسيكون لقاء صعب علينا، لكن مهما تكن هوية المنافس فسنتنقل إلى مدريد للعب الهجوم والعمل على العودة إلى الديار بنتيجة إيجابية. هل تعتقد حقا أن فالنسيا قادرة على إيقاف ريال مدريد مثلما فعل مالاڤا من قبل؟ سنلعب هذا اللقاء من أجل الفوز به مثلما نفعل في كل مبارياتنا، ولدينا رغبة كبيرة لتحقيق نتيجة إيجابية رغم أننا ندرك أن المباراة صعبة للغاية، لكن بما أننا لن نخسر شيئا في هذا اللقاء، فسنلعب هذا اللقاء من دون أي ضغط. إذا تمكنتم من بلوغ نهائي “أوروبا ليغ” ستلعبون مباراة في ثلاثة أيام إلى غاية نهاية الموسم، قبل الالتحاق بتربص المنتخب الوطني والشروع في التحضير للمباريات الثلاثة المهمة في شهر جوان، ألا تخشى أن تلتحق بالمنتخب مرهقا قبل تصفيات المونديال والكان؟ هذا هو المستوى العالي، وكما قلت لك من قبل فإنني في المستوى العالي حاليا ومطالب بتحمل كامل مسؤولياتي، فاللاعب في هذا المستوى يستطيع لعب من 50 إلى 60 مباراة في الموسم الواحد وهو ما سيساعدني على التأقلم أكثر، ولا أخفي عليك أنني حاليا لا أفكر في المنتخب لأن ذلك مازال بعيدا بعض الشيء، وأفضل التركيز على أهدافي القريبة مع النادي رغم أنني أنتظر الالتحاق بالمنتخب بفارغ الصبر وفي أحسن لياقة ممكنة، وتقديم الإضافة المنتظرة مني إن شاء الله. يقطن بقربك زميلك في المنتخب عبد القادر غزال، كيف تجري الأمور بينكما؟ الأمور تجري على أحسن ما يرام مع كادير (غزال) وهو مقرب إليّ كثيرا، وأنا سعيد لما يحققه مع فريقه الجديد “ليفانتي” لأن الأمور تجري معه على أحسن ما يرام، وبما أننا جزائريان فنحن مثل الأشقاء ونتضامن كثيرا فيما بيننا. هل تتحدثان سويا عن المنتخب الوطني؟ نعم بالتأكيد، لكننا لسنا دائما إلى جانب بعضنا البعض بالنظر إلى الرزنامة المكثفة لكل لاعب مع فريقه، لكننا نتحدث أيضا عن كل شيء وعن المنتخب الوطني في أغلب الأحيان. قبل داربي فالنسيا أمام “ليفانتي”، كان هناك رهان بينك وبين غزال بدفع ثمن وجبة عشاء، لكن اللقاء انتهى بالتعادل، فمن تحمل الأعباء؟ (يضحك بشدة) كالعادة دائما أنا من يدفع ثمن الوجبات، لقد دفعت ثمن تلك الوجبة وغزال لم يرد فعل ذلك لأنه بخيل... (يضحك). كيف هو عبد القادر؟ إنه دائما مبتسم وسعيد، إنه فعلا شخص ممتاز للغاية. قبل يومين من الآن صرّح المدرب الوطني السابق رابح سعدان بأنه كان يريد أن يأخذك إلى كأس العالم، هل كان لديك اتصال مباشر معه؟ الأمر يعود إلى فترة بعيدة بعض الشيء، في الحقيقة كان هناك اتصال بين الاتحادية ومناجيري لكن بما أني كنت قد عدت من إصابة خطيرة فقد فضّلت أن أؤجل الرد العرض، فلم يكن من الممكن أن أذهب إلى المنتخب وأنا مصاب ولم أرد الذهاب بعدد قليل من اللقاءات، وبكل صراحة ما كنت لأكون فخورا لو ذهب إلى كأس العالم بدون أن أشارك في كل مباريات التصفيات، وبالتالي في نظري لم يكن الوقت المناسب للذهاب ففي قرارة نفسي كنت دائما أقول إنني سألتحق بالمنتخب لما أكون قادرا على تقديم الإضافة، وبمجرد أن حصلت على وقت لعب أكثر مع فالنسيا قبلت دعوة “الخضر”. يُدهشنا أنّ شابا في سن 20 يرفض لعب كأس العالم التي أهديت له على طبق من ذهب. لا يمكنني أن أذهب إلى المنتخب وأنا أشعر بأنني لا أستطيع تقديم الإضافة، أضف إلى هذا أنّ صحتي تمر قبل كل شيء، لا يمكنني أن أغامر وأخاطر باللعب مع المنتخب وأنا كنت أعاني من إصابة خطيرة للغاية على مستوى الركبة، أعتقد أنه كان القرار الأمثل بالنسبة لي وللمنتخب على حد سواء، كنت أريد أن أبدأ في مشروع ما منذ البداية وهو ما حدث هذه المرة منذ لقاء غامبيا. رغم أنك شاركت في تربصين فقط إلا أنك أخذت نظرة عن تعداد “الخضر”، هل تعتقد أنّ المنتخب قادر على الذهاب مرة أخرى إلى المونديال بهذه التشكيلة؟ أنا متأكد من ذلك فاللاعبون يتمتعون بإمكانات كبيرة ولديهم شخصية معطاءة والكل يريدون منح كل ما عندهم ل “الخضر”، وبالتالي أقول إننا نملك الإمكانات اللازمة للتأهل إلى كأس العالم القادمة وسنعمل كل ما بوسعنا للوصول إلى هذا الهدف. في أول مشاركة لك سجلت هدفا، لا يمكن أن تنتظر أفضل من هذا أليس كذلك؟ الفريق ككل قدّم أداء مميّزا ولعب لقاء كبيرا رغم الظروف الصعبة التي سادت ذلك اللقاء، لقد مررنا بالعديد من اللحظات الحماسية في اللقاء خاصة بعد الهدف الشرعي الملغى ل ڤديورة وبعد ذلك جاء هدف الغامبيين عكس مجريات اللعب، لكن رد فعلنا كان جيدا وتمكنا من قلب الموازين رغم كل شيء، من جهتي لم أستسلم تماما وهو ما سمح لي بالتسجيل في أول لقاء لي. كل اللاعبين لمّا يبدأون في أول مبارياتهم في إفريقيا يشتكون من الظروف خاصة المناخية لكنك لم تفعل، ما الذي كان يدور في ذهنك قبل اللقاء وأثناءه؟ كنت أعرف أنّ الأمور معقدة فعلا في إفريقيا، لكني كنت أضع في ذهني أنّ هذه الأمور تدخل في اللعب أيضا ومهما كانت الظروف القائمة كنت أضع في ذهني أنني أدافع عن ألوان بلدي وهو ما جعلني أعطي كل ما عندي فوق الميدان. كان اللاعبون الجدد دائما يقومون بشيء ما خلال التحاقهم بالمنتخب، ما الذي قمت به؟ لا شيء خاص، لم أقم بشيء. ألم يطلبوا منك القيام بأي شيء؟ لا، كان عليّ أن ألقي خطابا أمام جميع اللاعبين لكن كل ما قلته هو إنني سعيد بالتواجد هنا معهم، بعض اللاعبين فضّلوا الغناء أمّا أنا ففضلت أن ألقي خطابا. لماذا؟ لأنني لا أجيد الغناء. منذ لقاء غامبيا، الكل يتحدثون عن أنّ فغولي هو القائد الجديد وصانع اللعب المستقبلي للمنتخب الجزائري، هل هذا يزيد الضغط عليك؟ أعتقد أنّ ذلك يُقال عبر وسائل الإعلام فقط وإذا قيل هذا عني فهذا يعني أنهم يعتقدون أنني قد أكون هاما في المجموعة، لكني في الحقيقة أبقى بعيدا عن كل ما يُقال هنا وهناك سواء كان إيجابيا أو سلبيا، أمّا عن الضغط فيجب أن تعلموا بأنني أضع الضغط على نفسي من خلال رغبتي في الذهاب إلى أبعد حد ممكن سواء مع المنتخب الجزائري أو مع فالنسيا، أحاول أن أقول بواجبي على أكمل وجه، وسأقول لك شيئا، عندما أدخل أرضية الميدان فهذا يكون بحماس شديد ورغبة قوية في أن أكون الأحسن. جمال مصباح أكد في حديث معنا أنه من الضروري أن نتركك تعمل في راحة وهدوء لأنك قدمت للتو ويجب أن نترك لك فرصة التأقلم والعمل شيئا فشيئا، ما تعليقك؟ أحترم جمال مصباح وأحترم رأيه، لكني أقول إنني لا أهتم بما يُقال في الخارج وكل ما يهمني هو تطوّر المنتخب بسرعة مهما كان دوري في المجموعة، فالجماعة أهم عندي من أي أمر آخر، هاجسي الوحيد هو أن أعمل كل يوم بشكل مضاعف لكي أكون في كل مرة أحسن من سابقتها وهذا لكي أصل إلى أبعد حد مع المنتخب. على ذكر مصباح، ما الذي تشعر به لما تعرف أنّ زميلا لك يلعب في ناد كبير مثل ميلان؟ غنه أمر مشرف أولا ل جمال وللمنتخب الوطني، إنه شخص مميز فعلا ولديه شخصية محبوبة وأتمنى أن نشاهد لاعبين جزائريين آخرين في أكبر الأندية الأوروبية، لأنني أقول إننا نملك الإمكانات في المنتخب الوطني والموهبة موجودة وأتمنى أيضا أن يؤدي مصباح موسما مميزا ويفوز بالبطولة رفقة ميلان. قال لنا في السابق إنّ لعبه في فريق عريق مثل ميلان لا يغيّر شيئا من وضعيته في المنتخب فهو يبقى لاعبا مثل الآخرين، هل يمكن قول الكلام نفسه بالنسبة لك وأنت تلعب في فالنسيا أحد أكبر الأندية الأوروبية؟ في المنتخب الكل سواء فكلنا موجودون لأجل هدف واحد هو تمثيل بلدنا أحسن تمثيل، فمن يلعب عليه أن يعطي كل ما عنده أما من يكون على كرسي الاحتياط فما عليه سوى أن يحضّر نفسه للدخول في أي وقت وإعطاء الإضافة اللازمة ولا يمكننا الذهاب بعيدا إلا بهذه الطريقة ويجب علينا أن نعمل على الإبقاء على هذه العقلية في المنتخب لأنها الطريقة الوحيدة التي تسمح لنا بالوصول إلى مبتغانا وإلى أبعد حد ممكن حدث مع الجيل الذي سبقنا، هذه الروح هي التي من شأنها أن تسمح لنا بالتأهل إلى كأس العالم القادمة. أنت تلعب في فالنسيا وهو سبق له اللعب في هذا الفريق، أنت قريب من الفوز ب أوروبا ليغ وهو سبق له الفوز برابطة أبطال أوربا مع بورتو، أنت تحمل الرقم 8 في فالنسيا وهو كان دائما يحمل الرقم 8 مع بورتو، التشبيه بينكما أصبح حتميا ولا يمكن تفاديه ونتكلم بطبيعة الحال عن رابح ماجر، هل ترى نفسك وريثه الطبيعي؟ أولا أريد أن أؤكد أنني أحترم كثيرا كل ما قام به وحققه، فعندما نتحدّث عن الكرة الجزائرية نتحدث عن رابح ماجر وهذا أمر يشرّفني كثيرا بصفتي جزائريا فهو لاعب كبير جدا، فيما يتعلق بي فأنا أحاول أن أحقق مشوارا لي وبطبيعة الحال أتمنى أن أقوم بنفس ما قام به أو أحسن، لكن لا أعتبر نفسي وريثه الطبيعي أو خليفته، فأنا اسمي سفيان فغولي وأريد أن أصنع مشوارا لنفسي. بالمستوى الذي ظهرت به هذا الموسم من المؤكد أنك ستتلقى العديد من العروض، هل تفكر في مغادرة فالنسيا عن قريب أم أنك تفضّل الاستقرار؟ الأمور تسير معي على أحسن ما يرام في فالنسيا ونحن نؤدي موسما مميّزا، ونحن نحتل المركز الثالث في البطولة هذا الموسم ومتأهلون إلى نصف نهائي أوروبا ليغ، بينما أقصينا من كأس إسبانيا على يد برشلونة وبالتالي من الواضح أنه ليس الوقت المناسب للمغادرة. حتى وإن فزت في النهاية بلقب أوروبا ليغ؟ سواء فزنا بها أم لا أتمنى المواصلة لأطول فترة ممكنة مع فالنسيا. حاوره: محمد ساعد