منذ بداية الشهر الماضي غيّر مهدي لحسن فريقه ليلعب مع فريقه الجديد خيتافي حيث فضّل البقاء في “الليڤا“ الإسبانية لكن مع فريق أقوى من راسينغ سانتاندار، خاصة أنّ خيتافي تابع للعاصمة مدريد أين سيكون في موقع جيد من الناحية الإعلامية. انتقلنا لمقابلته في أنفير البلجيكية أين واجه احتياطيو خيتافي نادي أنتوارب لكن لم يشارك لحسن في هذه المواجهة وتمّ إقحامه في المباراة الأخيرة للتربص أمام نادي “فينلو” الهولندي في هولندا، لكن رغم ذلك ظهر مستعدا للإجابة على أسئلتنا في هذا الحوار الصريح. غادرت الراسينغ باتجاه خيتافي، ما هي التحفيزات التي جعلتك تختار هذا الفريق؟ بعدما كنت في نهاية عقدي قررت أن أدرس رفقة مناجيري جميع العروض المتاحة لي، وقد تأكدت بأن نادي خيتافي هو المناسب لي خاصة من الناحية الرياضية وهذا ما دفعني للتنقل إليه، الآن ما عليّ سوى أن أفوز بثقة المدرب والعمل على ربح مكانة أساسية في الفريق. ألم يكن اختيارك بسبب تواجد مدرب ميشال ڤونزاليس الذي ألحّ على جلبك؟ يمكن قول ذلك، لكنه حاليا غادر العارضة الفنية، لكن حتى لو بقي مع الفريق لكنت مجبرا أيضا على خطف مكانة أساسية، به أو بدونه الأمر سواء لأنّ الفريق يضم عددا كبيرا من اللاعبين والمنافسة ستكون شرسة. هل خيتافي كان الفريق الوحيد الذي عرض عليك الانضمام أو أنّ عرضه كان الأحسن من بين بقية العروض؟ كانت لدي عروض أخرى من بينها ثلاثة عروض جدية لكن خيتافي كان عرضه الأحسن، فرغم أنه أنهى الموسم الماضي في المركز 16 إلا أنه في الموسم الذي سبقه احتل المركز السادس، لذلك فهو فريق جيد خاصة أنّ الفريق أعيد شراؤه والمشروع الرياضي أعجبني وهذا كلّه حفزني على المجيء. العديد من الصحف الإسبانية اتهمت بعض اللاعبين من بينهم أنت بسبب ترك الفريق بعدما لم يتلقوا أموالهم، حتى نوضح كل ذلك هل لك أن تشرح لنا ما الذي حدث؟ ما حدث بسيط للغاية أنا لا زلت أدين لفريقي السابق سانتاندار بديون من الموسم الماضي والموسم الذي سبقه حيث لم أتلق سوى نصف مستحقاتي بالرغم من أني كنت أتدرب بانتظام وكنت دائما ألعب مبارياتي، لذلك لا أرى سببا لاتهامنا، البعض في هذا المستوى لم يتمكّن من فهم ما يحدث. وهل حصلت على بقية مستحقاتك؟ لا، لحد الآن الفريق يسيّره بعض الأشخاص ولا يمكن للرئيس أن يقوم بأي شيء، حدث لي الأمر نفسه مع ألافيس الذي لعبت معه في 2006 لكنني لم أتلق أجرتي سوى بداية الأسبوع الماضي، وأنتظر أن يحدث الأمر نفسه مع سانتاندار. الحظ لا يسير معك حيث تجد في طريقك دائما فرقا لا تدفع لك أجورك ... أتمنى أن لا يحدث ذلك مع خيتافي، أعتقد أنّ الانضباط موجود في هذا الفريق وحتى الصرامة موجودة من حيث دفع أجور اللاعبين، سألت البعض منهم وأكدوا لي أنه يتم دفع أجورهم في الوقت المناسب لذلك لست قلقا من هذه الناحية. خيتافي سيلعب هذا الموسم من أجل مرتبة مشرفة، فماذا سيكون طموحك الشخصي؟ خلال المواسم الثلاثة الأخيرة كنت ألعب دائما أساسيا مع راسينغ وأتمنى أن أواصل على هذا النحو، لكن خيتافي فريق مستواه أفضل من راسينغ لذلك من الضروري أن أعمل أكثر حتى أحصل على مكان، هذا الأمر لن يكون سهلا لأن الفريق يملك عدة لاعبين في الوسط، لكنني سأعمل المستحيل للظفر بمكانة أساسية. نرى أنك بدأت تنال ثقة المدرب بعدما شاركت في اللقاء الودي الأخير رفقة الأساسيين، هل يمكن القول إنّ البداية كانت جيدة؟ نعم يمكن قول ذلك وأتمنى أن يتواصل الأمر على هذا الحال، أعرف أنّ هذا الأمر سيكون صعبا فالفريق سيستقدم 4 أو 5 لاعبين آخرين لذلك سأواصل العمل على هذا النحو وسأضاعف جهودي مثل العادة خاصة أنّ الفريق تعوّد على اللعب على مراتب مشرفة، لحد الآن أتمنى أن أواصل العمل على هذا النحو وأحصل على ثقة المدرب أتمنى أن يعجبه عملي واللعب كأساسي. كنت من بين اللاعبين القلاقل في الفريق الوطني الذين لعبوا بانتظام مع فرقهم عندما كنت في راسينغ بالرغم من تواضع الفريق ثم بدأت بشكل جيد مع خيتافي، ألا تعتقد أنك ستحصل على فرص أخرى بفضل هذا الاستقرار؟ لا يهمني أن أمضي في فريق كبير وأحصل على 5 % من فرص اللعب معه، أفضّل أن ألعب في خيتافي لأنه فريق طموح أكثر من الراسينغ وقدّم موسما جيدا وكان قادرا على إنهائه بين المركزين السادس والعاشر، هناك إمكانية للعب وأتمنى أن ألعب وأتطور أكثر في هذا الفريق وبعد ذلك لا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل. “الداربي” التقليدي لمدينة مدريد بين الريال وأتليتيكو لكن حتى خيتافي فريق العاصمة الإسبانية ولطالما سبّب الكثير من الصعوبات للريال في السنوات الأخيرة، لاشك أنك تنتظر هذه المواجهة بفارغ الصبر أليس كذلك؟ تعلمون أنه بالنسبة لمناصري ريال مدريد فإنّ “الداربي” الوحيد بالنسبة لهم هو الذي يجمع فريقهم مع أتليتيكو مدريد، صحيح أنّ خيتافي متواجد في “الليڤا“ منذ 7 أو 8 سنوات لكن ذلك لا يعني أنه لما يواجه الريال سيلعب مباراة “داربي”، لكن تبقى المباراة ذات مذاق خاص بالنسبة للفريق وذلك لأنه سيواجه واحدا من أقوى الأندية في العالم، ولا أخفي عنكم أننا ننتظر هذه المباراة بشغف خاصة أنها على الأبواب وستكون لحساب الجولة الثالثة من البطولة. أنت مع خيتافي الآن وأكدت أنك تفضّل اللعب في فريق متوسط واللعب معه بانتظام على اللعب في فريق كبير والبقاء في الاحتياط، لكن هل تأمل مستقبلا في الانضمام لفريق أقوى في صورة أتليتيكو مدريد، فياريال أو فالنسيا؟ لم لا، لقد أديت مواسم جيدة مع سانتاندار لكن هذا الفريق لا يحظى باهتمام كبير مثل خيتافي، أنا اليوم متواجد في مدريد التي يتواجد فيها العديد من المناجرة الذين يأتون لمشاهدة المباريات المختلفة، وهذا أمر جيد وأعتقد أنني إذا أديت موسما جيدا سأجلب الأنظار والاهتمام إليّ وهذا هو هدفي المتمثل في التألق هذا الموسم وبعد ذلك سنرى. لنتكلّم عن الفريق الوطني، بعد نكسة مراكش كنت من بين أول اللاعبين الذين انتقدوا أداءهم في تلك المواجهة، أين كان يكمن الخلل بالضبط على الصعيد البدني أم التركيز أم الأداء الجماعي؟ أعتقد أن سبب الخلل كان مزيجا من كل ما ذكرتكم رغم أننا حضرنا جيدا لتلك المواجهة لأننا كنا نعلم بأنها لن تكون سهلة بالنسبة لنا حيث سبق أن وجدنا الكثير من الصعوبات في مباراة الذهاب وسجلنا هدفا بصعوبة، وخلال تلك المباراة تلقينا الهدف الأول ولم نستطع الرد ثم تلقينا الهدف الثاني وانهرنا تماما سواء بدنيا أو نفسيا، ونعتذر مرة أخرى على تلك الهزيمة لأنه يجب على الجميع أن يعلموا بأنّ اللاعبين هم المسؤولون الأوائل عن الهزيمة، لكن الأمور لن تتوقف بل علينا المواصلة لأنه تنتظرنا مباريات أخرى يجب علينا أن نفوز فيها ونظفر ببعض النقاط. كيف تلقيت خبر تعيين حليلوزيتش مدربا للمنتخب الوطني؟ مثل الجميع، أضف إلى ذلك أنني لا أعرفه شخصيا وأعرف اسمه فقط، الظاهر أنه مدرب يملك سيرة ذاتية حسنة وسنلتحق به في الأيام القادمة في باريس وسنتعرف عليه أكثر. حليلوزيتش كشف في الندوة الصحفية التي عقدها مؤخرا عن بعض الشروط والقواعد التي ينوي تطبيقها وقال إنه لا يتسامح مع اللاعبين غير المنضبطين وأنه سيركز على اللعب الهجومي وأحسن اللاعبين هم الذين سيعتمد عليهم في المباريات، ما رأيك؟ لن يغيّر ذلك الكثير من الأمور وكل مدرب يحاول الاعتماد على أفضل اللاعبين وأنا شخصيا لا أعرف مدربا يعتمد على التشكيلة الضعيفة في المباريات، أما فيما يخص اللعب الهجومي فذلك سيكون مرتبطا بطريقة اللعب الذي سيعتمد عليها، أمّا بخصوص الانضباط وهو الموضوع الذي لقي صدى في الوسائل الإعلامية فأنا شخصيا منذ تواجدي في المنتخب لم يحدث لي أي مشكل متعلق بالجانب الانضباطي ورغم أن كثيرين يتحدثون عن ذلك كثيرا إلا أنه لا يوجد أي دليل على ذلك. هل تعتقد إذن، أن حديث البعض عن نقص في الجانب الانضباطي غير عادل؟ على العموم، منذ التحاقي بالمنتخب الوطني لم تحدث تجاوزات انضباطية، كما أن ما يحصل في المجموعة يحصل في أي فريق آخر، لكني أعيد بأني لم أواجه أي مشاكل انضباطية. أنت شخصيا يراك البعض مثالا للتربية.. أنا لاعب هادئ، لا أقوم بأي تصرفات تضر بالمجموعة، أقوم بعملي في التدريبات وأحاول أن أقدم ما هو منتظر مني دون أي مشكل. وهل تعتقد أن الجزائريين سيصدقون قولك إنه لا يوجد مشكل انضباطي في المنتخب الوطني؟ هذه حقيقة، لست بصدد حماية زملائي أو أي شيء من هذا القبيل، منذ أن انضممت إلى المنتخب الوطني لم أشاهد انشقاقات في المجموعة. لا أعلم ماذا حدث قبل انضمامي ولا يمكنني أن أتحدث عن هذا الأمر، لكن الآن لا يوجد أي مشكل وأنا من بين أسعد اللاعبين كلما حان موعد تربص ما. وبماذا تحتفظ عن المدرب بن شيخة؟ بصراحة ذكريات جميلة، لقد أتى بطريقته الخاصة وحاول تمريرها لنا، وبعد ما حصل في المغرب أصبح صعبا عليه أن يواصل المشوار، للأسف كل شيء توقف. الآن، هناك مدرب جديد وعلينا أن نستعد للمباريات التي تنتظرنا. هل تعتقد أن اللاعبين المتنقلين إلى الخليج سيحافظون على مستواهم؟ أكيد، لأن الذين تنقلوا إلى قطر أو السعودية هم كوادر المنتخب الوطني، لعبوا في أحسن الأندية الأوروبية ومشوارهم كان مميزا، ولا أعتقد أن اللعب في قطر لأربع سنوات قد يجعل مستواهم ينخفض. مع العمل سيحافظون عليه، وأنا متفائل بقدرتهم على تقديم الإضافة للمنتخب ولا أشك في استقرار مستواهم. هل من الممكن أن تقوم بالشيء نفسه في يوم من الأيام؟ من يدري؟، في الوقت الحالي هذا الأمر لا يهمني، أبلغ من العمر 27 سنة وربما بعد أربع سنوات قد أغير رأيي.