رغم أنه لا يحب الظهور كثيرا في وسائل الإعلام، وحتى إجابته على أسئلة الصحفيين تكون دوما محدودة على طريقة ما يسميه البعض "لغة الخشب"، إلا أن الظروف التي يمر بها فريقه مولودية الجزائر حاليا والمستجدات التي تعرفها الساحة الكروية في بلادنا، جعلت الحارس فوزي شاوشي يخرج عن صمته هذه المرة ويرد على كل أسئلتنا بصدر رحب... "ما حدث للعيفاوي عيب وعار، وماذا سيقول السعيدية لو كان في عداد الموتى اليوم" "العيفاوي وليد فامليا، لا يستحق ما حدث له وأكثر ما حز في نفسه الخلعة تاع العائلة". "لاعبو لياسما خاوتي، ما حدث لهم في سعيدة أثر في كثيرا لكن يوم الداربي غير ينساو النقاط الثلاث". "مرحبا بلونقار، مستعد للتفاوض معه ومن أجل الشناوة لن أركز كثيرا على الجانب المادي" "موسمي الأول في المولودية كان فاشلا لأنني لم آت لأشاهد الفرق الأخرى تفوز بالألقاب من وراء شاشة التلفزيون" "براتشي عماها في سعيود، وجلب أربعة مدربين في 7 أشهر هلكنا بزاف" "اللي يقول شاوشي راه خالص كذاب، وحتى إذا صحروني نوكل ربي فقط... خاطيني الشروعات" "درك الأربعاء خدم خدمتو معايا ولم أنزعج مما حدث إطلاقا" "أقسم بالله أن المولودية تملك أحسن اللاعبين في الجزائر، أحسن جمهور ولولا النقاط التي ضيعاناها في بولوغين واحد ما ينحينا البطولة" لما اتصلنا به أمس بعد صلاة الجمعة فكان لنا معه هذا الحوار الشيق: شاوشي يغيب مرة أخرى عن مباراة ودية أخرى خاضها فريقه أمام متيجة خميس الخشنة فما سبب ذلك؟. ليس هناك أي سبب، كل ما في الأمر أنني تعبت كثيرا بعد التربص مع المنتخب الوطني فطلبت من الطاقم الفني أن يعفيني من مباراة خميس الخشنة فجاء رده إيجابيا، وسأعود إلى جو التدريبات هذا الأحد بصفة عادية وأدخل مع زملائي في أجواء المباراة القادمة أمام إتحاد العاصمة. لكن هناك من يقول إن شاوشي يرفض مواجهة الفرق الصغيرة، فما قولك؟ هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فمن أنا حتى أرفض مواجهة الفرق الصغيرة، الناس تحاول دوما أن تغدي الشائعات لما يتعلق الأمر بشاوشي، وأستغل الأمر لأقول إنني وقبل أن أصل للمستوى الذي وصلت إليه اليوم كنت لاعبا في شباب برج منايل في الجهوي الأول، وواجهت كل النوادي دون مشكل وأنا أحترم الجميع. صرحت منذ قليل أنك تعبت، هل هذا يعني أن المدرب الوطني خليلوزيتش قتلكم بالخدمة؟. صحيح أننا كنا نتمنى أن يكون كل اللاعبين حاضرين، وما حدث لثنائي إتحاد العاصمة وعودية جعل التعداد منقوصا، لكن أؤكد لكم أننا عملنا بجدية مع المدرب الوطني ومدرب الحراس أيضا، وأعترف أن هذا التربص جاء في وقته واستفدنا منه نحن اللاعبين كثيرا. ما حدث في مباراة م. سعيدة- ا. العاصمة خطف الأضواء من تربص المنتخب الوطني هذه المرة، فما تعليقك على ما حدث في تلك المباراة المشؤومة؟. -- بصراحة ما حدث في ملعب سعيدة فضيحة كبيرة من شأنها أن تهز صورة كرة القدم الجزائرية على الصعيد الخارجي، رغم أننا نحن اللاعبين المحليين كنا نتوقع حدوث هذا الأمر من خلال الضغط الشديد الذي نجده في كل الملاعب، وأكثر ما حز في نفسي هو أن أكثر لاعب تأثر بما حدث هو عبد القادر العيفاوي الذي يعد واحدا من أعز أصدقائي، بصراحة هذا الشخص لا يستحق ما حدث له وتلك التصرفات التي لا تمت بصلة لأخلاقيات اللعبة يندى لها الجبين. لما شاهدت صور العيفاوي وهو غارق في دمائه بعد الاعتداء الذي تعرض له كيف كان ردك؟. (يتنرفز) ما حدث للعيفاوي وللاعبي إتحاد العاصمة سيبقى وصمة عار في جبين كل من كان وراء تلك الأحداث، ولا يسعني إلا أن أقول للسعيدية الذين تسببوا فيما حدث "ماشي حق عليكم"، الذين اعتدوا على العيفاوي بالخناجر لم يكونوا يريدون له أن يبقى حيا وأنا أتساءل ما الذي كان سيقوله هؤلاء لو كان العيفاوي اليوم بعيد الشر في عداد الموتى، ما الذي سيقوله من اعتدى عليه يوم الحساب أمام الله، وهل كانت سترده إلينا عقوبات الرابطة الوطنية. تبدو متأثر جدا لما حدث في سعيدة؟. الذي يشاهد تلك الصور ولا يتأثر ليس بشرا، وخاصة أن الأمر يتعلق بلاعب عاشرته طويلا في سطيف والمنتخب الوطني أيضا، العيفاوي إنسان مسالم يحب الخير للجميع وينبذ حتى الاعتداءات العنيفة على لاعبي المنافس لذلك تجده محبوبا عند الجميع، صحيح أن العيفاوي كان الضحية وهذا قضاء وقدر، وكان من الممكن أن يكون أي لاعب آخر منا مكانه، لكن أتمنى فقط أن لا يتكرر ما حدث وأريد أن أوضح نقطة أخرى مهمة. تفضل سعيدة سبق لها أن سقطت إلى القسم الثاني ولكنها عادت، ومع ذلك فقد بقي الجميع يحترمها ويؤكد أنها تلعب كرة نظيفة، لكن هذه المرة حتى وإن حققت البقاء فإنه سيكون دون نكهة بعد تلك الأحداث، ولا أدري ما قيمة إنجازات نحققها على حساب أرواح أبناء الناس. وهل زرت العيفاوي في المستشفى؟. أجل لقد حدث هذا أمس (يقصد أول أمس)، فرحت كثيرا لأنه تجاوز مرحلة الخطر وحالته الصحية تحسنت كثيرا، كما أنه إنسان مؤمن بقضاء الله وقدره ولقد فاجأني بأنه لم يفكر في نفسه كثيرا بقدر ما فكر في "الخلعة" التي تسبب فيها لعائلته بعدما سمعت بما حدث له في سعيدة. من باب الصدفة أن المولودية هي أول فريق سيواجه إتحاد العاصمة بعد الذي حدث في سعيدة، فكيف ستخوضون داربي هذه المرة؟. أنا شخصيا كنت أتمنى أن نواجه إتحاد العاصمة في ظروف أفضل، وبحضور كل لاعبيه حتى يكتمل العرس ونشاهد مباراة كبيرة، داربي هذه المرة سندخله بنية التضامن مع لاعبي الإتحاد بعد الكابوس الذي عاشوه في سعيدة، فقبل كل شيء لاعبو المولودية والإتحاد أصدقاء خارج الميدان وتربطهم علاقات قوية، كما أنني سمعت أن حتى أنصار الفريقين سيجلسون جنبا إلى جنب في مبادرة لنبذ العنف وهذا شيء جميل. وكيف ستسير الأمور فوق الميدان، عندما يطلق الحكم صافرة البداية؟. فوق الميدان ستكون هناك حكاية أخرى، سنضع العواطف جانبا ونلعب فقط من أجل الفوز، صحيح أن لاعبي الإتحاد يبحثون من جهتهم عن الفوز حتى لا يخرجوا من سباق اللقب، لكن حتى نحن لا نرضى بديلا عن النقاط الثلاث لنحقق عودتنا القوية ونقترب أكثر فأكثر من كوكبة المقدمة. منسق فرع كرة القدم عمر غريب يؤكد أنه لن يرضى إلا بضمان مشاركة قارية الموسم القادم، هل تعتقد أن ذلك ممكن؟. غريب من حقه أن يحلم بالثالثة أو حتى بالمرتبة الأولى أيضا، لكن واقعيا الأمور تبدو صعبة للغاية خاصة أن المباريات المتبقية ستكون إما أمام الأندية التي تلعب الأدوار الأولى أو تلك التي تبحث عن البقاء، لكن هذا لا يعني أننا سنرفع راية الاستسلام بل سنلعب كل المباريات بنفس الروح والعزيمة، لأن المولودية فريق كبير ومكانتها يجب أن تكون دوما مع الكبار. بعض المقربين من الفريق يؤكدون أن الفريق ضيع فرصة ذهبية للتتويج بلقب البطولة هذا الموسم، فهل هذا صحيح؟. أنا شخصيا هذا ما أقوله دوما في قرارة نفسي، فلولا بعض المشاكل والعراقيل التي صادفتنا في بداية المشوار، والنقاط الكثيرة التي ضيعناها في بولوغين لكنا اليوم في المقدمة ونفوز باللقب دون عناء، أقسم بالله أن المولودية تملك أحسن اللاعبين في الجزائر ولدينا أحسن جمهور أيضا، ولكن هناك بعض الأمور التي لم تجر كما كنا نشتهيه ودفعنا ثمنها على الفور. عن أي أمور تتحدث؟. هناك أمور عديدة، فمثلا المولودية هي الفريق الوحيد في الجزائر الذي أشرف عليه أربعة مدربين في ظرف أقل من ثمانية أشهر، وهذا ما كانت له آثار سلبية على نتائج الفريق وعلينا نحن اللاعبين، بعض المدربين "وجوههم تلفتنا" لأننا لم نعمل معهم سوى لبضعة أيام، فقدنا تركيزنا تماما بسبب هذه الحكاية، كما حدث تداخل في منهجية العمل، تجرى تحضيرات مع مدرب ثم يأتي آخر لينتقده ويعيد العمل من الصفر، وهذا الأمر أخلط علينا الأمور تماما وكسر وتيرة الفريق للأسف الشديد. هناك من يقول إن سبب المولودية براتشي الذي ضيع معه الفريق عدة نقاط في بولوغين؟. أنا لست من اللاعبين الذين "يجبدو الموس كي يطيح الثور"، ولكن الحقيقة التي يجب أن نقولها هي أن هذا المدرب لم يحسن تسيير تلك الفترة الحساسة وضيعنا معه نقاطا عديدة، خاصة في المباراة الأولى أمام شبيبة القبائل، تصور أنه أقحم كل اللاعبين الجدد دون أن يراعي عامل الانسجام، وهو السبب فيما حدث لسعيود فلا يعقل أن يقحم هذا اللاعب في مباراة من حجم كلاسيكو المولودية والقبائل وهو غير جاهز بدنيا وليس متعودا على الأرضيات المعشوشبة اصطناعيا. هناك من يتحجج بضغط بولوغين، ويعتبره سبب ما يحدث فهل أنت مع أصحاب هذا الرأي؟. لا يجب أن نعطي الأمور دوما صبغة سلبية، نحن نملك جمهورا رائعا يحسدنا عليه الصديق قبل العدو في الجزائر، وهو نقطة قوة الفريق فالشناوة وقفوا إلى جانبنا كثيرا، فلما تنهزم في الشلف برباعية كاملة ثم تجد أمامك 3000 مناصرا في تلمسان فهذا الأمر يحز في نفس اللاعب كثيرا، صحيح أن هناك بعض اللاعبين الذين ليسوا متعودين على ضغط الأندية الكبيرة مثل المولودية ولم يجدوا أنفسهم في بادئ الأمر ولكن سرعان ما تأقلموا مع هذه الأجواء، والنتيجة هي أن الفريق لم يتذوق طعم الخسارة منذ عدة جولات. وهل أنت راض عن مشوارك لحد الآن، في أول موسم لك مع مولودية الجزائر؟. لا يمكن أن أقول إنني راض مائة بالمائة لأنني ضيعت عدة مباريات هامة وحاسمة، بسبب العقوبة الظالمة التي تعرضت لها في بجاية خلال مرحلة الذهاب، وبسبب المرض الذي أصابني بعد عودتنا من غامبيا، بالنسبة لي لن أقول إن موسمي مع المولودية كان ناجحا إلا عندما أفوز بالألقاب، لأني لما اخترت اللعب لهذا الفريق كان ذلك من أجل إثراء رصيدي ولم آت للفريق لأشاهد الأندية تحرز الألقاب والبطولة من وراء شاشة التلفزيون، فيجب أن لا تعتقد أنني سعيد والفريق غير موجود في المربع الذهبي من منافسة الكأس أو للمرتبة التي نحتلها حاليا في البطولة. ما تعليقك على بيع شركة مولودية الجزائر لرجل الأعمال المغترب ايدير لونڤار؟. هذه الخطوة مهمة جدا ومؤثرة إيجابا في تاريخ فريق كبير مثل مولودية الجزائر، حسب ما سمعت به فإن لونڤار يريد جعل المولودية فريقا محترفا من كل الجوانب وهذا ما يجب أن نفتخر به نحن اللاعبون، الأنصار وحتى المسيرين الذين خدموا الفريق بكل ما أوتوا من إمكانيات، ولا يجب أن ننكر ما قدموه للمولودية أيضا. لونڤار يفكر في التفاوض مع الركائز المنتهية عقودهم وأنت من هؤلاء فما قولك؟. يجب أن لا نستبق الأحداث، لكنني أؤكد لكم أنني مستعد للتفاوض مع إيدير لونڤار من الآن إذا كان يرغب في الاحتفاظ بي، لا أنفي أنني أملك جملة من العروض ولكنني أعطي الأولوية للمولودية، فهذا الفريق وجدته في "وقت الشدة" ووقفة جمهوره معي لن أنساها مادمت حيا، وأؤكد لكم أنني لن أعطي أهمية كبيرة للجانب المادي ولكن على لونڤار أن يقيمني جيدا. وما هو الجانب الذي ستركزه عليه خلال تفاوضك مع لونڤار؟. يجب على إيدير لونڤار أن لا يرتكب الأخطاء التي ارتكبها رؤساء بعض الأندية في بداية مشوارهم، وسيرتكب غلطة العمر إذا فرط في أغلبية اللاعبين وأعاد بناء الفريق من الصفر، كما قلت لك منذ قليل المولودية تملك أحسن اللاعبين في الجزائر وهي لا تحتاج للاعبين كثر، كل ما يجب أن يفعله لونڤار هو أن يعيد تهيئة النادي ووضعنا في أفضل الظروف، وبعد أشهر قليلة ستظهر نتائج العمل وستعود المولودية للمنافسة على الألقاب. بعض الأطراف تؤكد أن شاوشي يتحصل على أمواله سرا، فهل هذا صحيح؟ أقسم أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، أنا لست أحسن من بقية زملائي وكلنا نحصل على أموالنا في نفس الموعد، كما أنني مازالت أدين بجزء مهم من مستحقاتي، ومع ذلك لم أفاتح غريب في الموضوع، وحتى إذا خرجوني "صحرا" فلن ألجأ إلى القضاء كما يحدث مع بعض اللاعبين، لقد تركت "دراهم كبار" في القبائل وفي سطيف أيضا وتجدني دائما "نوكل ربي ونمشي"، والأموال ليست كل شيء في هذه الحياة. لو نعود قليلا إلى الوراء، هل يمكن أن تكشف لنا ما حدث لك مع درك مدينة الأربعاء؟. كل ما في الأمر أنني كنت أسوق بسرعة فائقة لألحق بالحصة التدريبية دون أنتبه للرادار الذي كان موجودا على مستوى الطريق السريع، وقد تم توقيفي من قبل درك الأربعاء في إحدى نقاط التفتيش وقاموا معي بالإجراءات اللازمة، ولكنني تفاجأءت كثيرا لما طلبوا مني أن أرافقهم إلى مقرهم ومع ذلك لم أنزعج إطلاقا لأنهم احترموني وحتى لو طلبوا مني أن أقضي ليلتي عندهم كنت سأفعل فشاوشي ما عندو حتى مشكل من هذه الناحية. ----------------------------