لا يمكنك وأنت تتجول في شوارع لندن أن تلتقي رجلا شابا أو حتى مسنا ولا حتى النساء يؤمن بقدرة المنتخب الجزائري على الفوز على نظيره الانجليزي في نهائيات كأس العالم. هي الحقيقة بعينها حيث يرى الإنجليز أن خسارتهم أمام الخضر تعتبر ضربا من ضروب الخيال لدرجة أن بعضهم طلب منا عدم الحلم كثيرًا بذلك والقدرة على الوقوف في وجه تشكيلة كابيلو في المونديال، وأكثر من ذلك يرى أنصار المنتخب الانجليزي أن فريقهم قد إجتاز الدور الأول ولا حديث لديهم سوى عن قدرة منتخب بلادهم في بلوغ الدور نصف النهائي هذه المرة ولا يعيرون أدنى اهتمام للجزائر في الدور الأول أو يتحدثون عن مواجهتهم للخضر. مراهنات الانجليز تبدأ على الدور الثاني وما يؤكد أن الإنجليز بدؤوا يفكرون في ما هو أكثر من الدور الأول ما وقفنا عنده عشية أول أمس ونحن نتابع المواجهة الودية بين إنجلتراوالمكسيك بملعب ويمبلي فأنصار إنجلترا بدؤوا يعدون العدة للدور الثاني بدليل انطلاق المراهنات حول هوية منافسهم في هذا الدور، إذ تجمع الأغلبية أن رفقاء روني سيواجهون منتخب صربيا الذي سيحتل حسبهم المركز الثاني في المجموعة الرابعة في حين هناك من يرى أن ألمانيا وبعد إصابة قائدها مياكائيل بالاك فقدت قليلا من الحظوظ في التربع على ريادة مجموعتها، لكنها ستتأهل حسب هؤلاء معتبرين أن غانا وأستراليا لا تشكلان أي حدث في هذه المجموعة مثل الجزائر في مجموعة الإنجليز، لتنطلق عملية المراهنات مبكرًا في إنجلترا دون الحديث حتى عن الدور الأول. الجزائر محاذية لأفغانستان حسب الإنجليز ولعل الحقيقة التي تمكنا من الوقوف عندها لدى بعض الإنجليز الذي إلتقينا بهم أن هناك من لا يعرف أين تقع الجزائر أساسا وهو ما يؤكد محدودية الإنجليز في عالم الجغرافيا، كيف لا والبعض منهم لا يعرف بأن الجزائر تقع في قارة إفريقيا وتطل على البحر الأبيض المتوسط، كيف لا وبعض الإنجليز راح يسألنا : “الجزائر تقع قرب أفغانستان أليس كذلك؟” سألنا ستيف أحد الإنجليز وهو يحمل زجاجتين من الجعة في يده قبل أن يقاطعه زميل له يدعى ستيفان قائلا : “ربما تقع الجزائر في شمال أوروبا”، كلام يوضّح أنهم لا يعلمون شيئا عن الجزائر من حيث الرياضة، وهذا الأكيد بقدر ما سمعوا عن بلادنا حول الأحداث التي عشناها خلال العشرية السوداء أواخر القرن الماضي، وكم كانت الدهشة كبيرة ونحن نخبره أن الجزائر أحد بلدان إفريقيا، ونحن لا نجد كيف نعلل ذلك لأنهم إزدادوا دهشة لأننا لسنا ذوي بشرة سوداء. تكهنات بفوز 4-0 للإنجليز وثلاثية لهيسكي ولم نتردد لحظة واحدة لنبدأ حديثنا مع الإنجليز حول لقاء إنجلترا – الجزائر، وهنا كانت التكهنات أكبر من كبر الجمهورية البريطانية العظمى، إذ أجمع الكل على فوز عريض لمنتخب إنجلترا ووصل بأحدهم الأمر لحد تأكيد نتيجة اللقاء برباعية كاملة لرفقاء روني بثلاثية للهداف إيميل هيسكي حسب أحد أنصار إنجلترا الذين بلغ حديثهم بتسجيل وتألق هيسكي الذي يعد في الغالب مهاجما إحتياطيا في المنتخب حد السخرية من المنتخب الجزائري، وهو يحمل معنى أن إنجلترا ستواجه الخضر بالتشكيلة الاحتياطية فقط ليقاطعه زميله ويؤكد أن الجزائر تفتقد للخبرة في مثل هذه المنافسات مضيفا أنه كان بالإمكان على الجزائر أن تفوز على إنجلترا سابقا، لكن ليس الحال ذاته مع هذه التشكيلة، ولكن ما أجمع عليه الذين إلتقينا بهم تأكيدهم أنهم يعتبرون سلوفينيا أضعف منتخبات المجموعة وأنهم سيفوزون عليها بسهولة تامة وأكثر سهولة مما هو عليه الحال مع الجزائر. ستحضرون إلى جنوب إفريقيا للمشاركة فقط وبعد لحظات من ذلك لم يتمالك أحد الإنجليز يدعى كاني نفسه ويلتزم الصمت وهو أصلع شبيه ببارتيز حارس الديكة السابق لينضم للحديث ويؤكد أن الإنجليز سيفوزون وهو المهم، ليضيف أن المنتخب الجزائري سيتنقل إلى جنوب إفريقيا من أجل المشاركة فقط في المونديال لا أكثر ولا أقل، معتبرا أن ذلك أكبر شرف للجزائر معتبرًا أن منتخب إنجلترا أقوى بكثير من الجزائر وباقي منتخبات المجموعة، موضحًا أن الإنجليز لا يحسبون أي حساب حتى لمنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليضيف إليه زميله ستيف الذي لم يعرف أين تقع الجزائر قائلا : “أمامنا ستنهزمون من دون شك، ولكن لديكم آمالكم وهذا مسموح به من أجل التأهل للدور الثاني“. وللإنجليزيات رأي آخر وبعيدا عن الرجال قررنا خوض الحديث حول المونديال مع سيدات إنجلترا ومعرفة موقفهن من لقاء الجزائر ومنتخب بلادهن، ولمسنا بعض الإحترام لمنتخب الجزائر فأكدت إحداهن أنها لا تعرف الجزائر لكنها متفائلة بالنسبة لمنتخب إنجلترا، في حين قالت الثانية أنها تتوقع لقاء صعبا لأن الجزائريين سيلعبون حسبها لقاء العمر وتتوقع نتيجة 2-0 قبل أن تعود زميلتها الأولى وتعلن أنها تتوقع لقاء صعبا لأن منتخب إنجلترا لطالما واجهته صعوبات أمام المنتخبات الضعيفة، وتكهنت بفوز الإنجليز 2-1 في النهاية. مناصر من ليفربول يتذكّر بلحاج جيدًا ولعل أبرز شيء وقفنا عليه عند هؤلاء المشجعين الإنجليز أن الأغلبية فيهم لا تعرف لاعبي الخضر حتى أولئك الذين ينشطون في البطولة الإنجليزية المحترفة أو حتى الذين يلعبون في بطولة الدرجة الأولى الإنجليزية (القسم الثاني في إنجلترا)، ولحسن الحظ وجدنا أحدهم يعرف نذير بلحاج أحد مشجعي ليفربول الذي أكد لنا معرفته ببلحاج لأنه سجّل ضد فريقه في البطولة الإنجليزية، قبل أن يعلن أحدهم معرفته بمجيد بوڤرة قائلا أنه ينشط في غلاسغو رانجرس وسمع وسائل الإعلام الإنجليزية تتحدث عنه ومن دون ذلك لا أحد يعرف لاعبينا حتى الذين ينشطون في بطولتهم. كابيلو أفضل من مورينيو حسب الإنجليز تفاؤل الإنجليز بلغ أقصى ذروته قبل المونديال مؤكدين أن هذا التفاؤل سببه رجل واحد هو ليس بلاعب ضمن التشكيلة وإنما المشرف الأول على العارضة الفنية للمنتخب فابيو كابيلو رغم تواجد هدافهم واين روني. فقد أكد أغلب الإنجليز الذين تحدثنا معهم أن الجميع يتحدث عن مورينيو لكن ما يفعله كابيلو أفضل بكثير من مورينيو وهو أحسن منه، فهو حسبهم عرف كيف يفرض الصرامة والإنصباط في المنتخب بعقليته الفريدة من نوعها، إذ أكد البعض أنه قادر على قهر أي تشكيلة حتى ولو لعب بالمنتخب الاحتياطي. تفاؤل جعل الإنجليز لا يعيرون تاريخ 11 جوان أدنى اهتمام لأن تركيزهم منصب نحو تاريخ 11 جويلية موعد نهائي كأس العالم. ------------------------ غلاء مصاريف السفر إلى جنوب إفريقيا يعرقل تنقل الإنجليز لحضور المونديال رغم أن أنصار منتخب إنجلترا معروفون بوقوفهم الدائم إلى جانب منتخب بلادهم ومساندته له أينما حل وإرتحل لكن هذه المرة ظهر العكس، إذ لا يحظى التنقل إلى جنوب إفريقيا بإهتمام كبير لدى الإنجليز ليس بسبب عدم ثقتهم في منتخب بلادهم في هذه الدورة وإنما السبب حسب الذين التقينا معهم يعود إلى غلاء مصاريف التنقل إلى جنوب إفريقيا، خاصة في هذا التوقيت بالذات مع الأزمة العالمية الخانقة، وأكد لنا بالعض أنهم سيكونون مجبرين على متابعة المونديال عبر شاشات التلفاز في إنجلترا. ويعرضون تذاكرهم للبيع في الأنترنت وأكثر ما يزيد من حيرة الإنجليز وعجزهم عن إيجاد مصاريف التنقل إلى جنوب إفريقيا أنهم يؤكدون أن الحسرة سببها أن هذا البلد هو إحدى مستعمرات بريطانيا سابقا، وأوضح هؤلاء أن الأمور اختلفت عما كانت عليه سابقا وأن السفر نحو إفريقيا أصبح مكلفا ما جعل الإنجليز الذين إقتنوا تذاكر المونديال بقوة يراجعون حساباتهم ويعرضون تذاكرهم للبيع عبر الأنترنت. كابيلو يجنّب إشراك جون تيري خوفًا من صافرات الاستهجان أهم ما ميز تشكيلة إنجلترا خلال اللقاء الودي أول أمس أمام المكسيك بملعب ويمبلي عدم إقحام المدرب فابيو كابيلو لثلاثي نادي تشيلزي لامبارد، أشلي كول والقائد السابق لإنجلترا جون تيري ما طرح العديد من التساؤلات ليبرر البعض ذلك بعدم الإلتحاق المبكر لهذا الثلاثي بتربّص المنتخب الإنجليزي إلا يوم الاثنين الماضي بترخيص من كابيلو بعد خوضهم نهائي كأس إنجلترا مؤخرًا، لكن التبرير بدا غير مقنع خاصة أن كابيلو أقحم الحارس دافيد جيمس في اللقاء وهو الذي لعب نهائي الكأس مع بورتسموث ضد تشيلزي ليوضح العديد من الإعلاميين أن كابيلو رفض إشراك جون تيري حتى لا يتعرض لهتافات الاستهجان من طرف الأنصار بسبب قضيته الأخلاقية مع زميله السابق في المنتخب بريدج، إذ بات تيري يتعرض لصافرات الإستهجان في كل ملاعب إنجلترا بإستثاء ملعب ستمفورد بريدج مع ناديه تشيلزي وعدم رغبة كابليو التأثير على معنوياته قبل المونديال. التتويج بالمونديال الإفريقي لضمان تنظيم مونديال 2018 لا يخفى على أحد أن إنجلترا تقدمت بطلب استضافة نهائيات كأس العالم لسنة 2018 وهو ما جعل الإنجليز يراهنون كثيرا على دورة جنوب إفريقيا في كسب التأييد لملف تنظيم دورة 2018، إذ يرون أن التتويج باللقب العالمي في دورة جنوب إفريقيا سيرفع من حظوظ ملف إنجلترا لتنظيم كأس العالم 2018، بدليل أنه على هامش اللقاء الودي أمام المكسيك تم توزيع أقمصة على المناصرين ورجال الإعلام تتضمّن مشوار تشكيلة كابيلو قبل التأهل لمونديال جنوب إفريقيا. ------------------------ كاراڤير:“إذا كانت الجزائر قد بلغت المونديال فهذا يعني أنها تملك المستوى لذلك” بعد نهاية مباراة المنتخب الإنجليزي مع نظيره المكسيكي رفض أشبال كابيلو التطرق تماما لمباريات المونديال المقبلة والحديث عن منافسيهم المقبلين ومنهم الجزائر وجاء ذلك بتعليمات فوقية، وعلى هذا الأساس اكتفى اللاعبون الإنجليز بالحديث فقط عن مباراة المكسيك، لكن من حسن حظنا وحظ قرائنا أن أعوان الإعلام التابعين للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لم يلاحظوا انفراد أحد الصحفيين الإنجليز بالمدافع جيمي كاراڤير وهو ما استغليناها لنطرح عليه بعض الأسئلة الخاصة بالجزائر ورد عليها بكل ديبلوماسية. إنجلترا فازت لكنها مرت بمراحل صعبة خلال المباراة. هي مجرد مباراة ودية تحضيرية الهدف منها كان قياس مستوى استعداد ولياقة اللاعبين وتدوير التشكيلة ككل، وحتى إن لم نسيطر تماما على المباراة إلا أن المهم هو الفوز باللقاء. حضرت المباراة بعد طول غياب عن المنتخب، نتصور أنك سعيد بهذه العودة. أكيد أني سعيد، حمل قميص المنتخب الإنجليزي يعد شرفا كبيرا بالنسبة لي، المدرب دفع بي خلال نصف الساعة الثاني وأتمنى أن أكون لم أخيّبه، العودة للمنتخب ليست هدفا بحد ذاتها لكن الأهم هو أن أبقى وأستمر لأطول فترة. على كل حال مكانتك في التشكيلة الأساسية خلال المونديال المقبل تبقى غير مضمونة. لم أعد للمنتخب بشرط أن أكون أساسيا في التشكيلة، وسأعمل ما بوسعي حتى أفتك مكانة أساسية لكن قبل كل هذا سأعمل جاهدا حتى أخدم المجموعة وأنال رضا وثقة المدرب. هل أنت راض على العموم على أداء المنتخب الإنجليزي؟ نعم أنا راض، وبعيدا عن الأداء أظهرنا اليوم العديد من ميزات القوة والإرادة والتضامن بين اللاعبين خلال المباراة، وهذه مباراة ودية من أجل تصحيح الأخطاء لهذا أفضل أن لا نركز على النتيجة خلالها. منتخب المكسيك سبّب لكم بعض الصعوبات خلال المباراة. لا أنكر ذلك، إنه فريق جيد ويضم العديد من الفرديات الجيدة مثل دوس سانتوس، فالا وفرانكو، وقد لعبوا أمامنا من دون عقدة لأنهم لم يكونوا ليخسروا شيئا، مع هذا أتصور أننا قدمنا مواجهة قوية أمامهم. هل ترى أن طريقة لعب المكسيك تقترب من طريقة لعب سلوفينيا والجزائر؟ لا أعتقد ذلك، فكل منتخب لديه طريقة لعب معينة، المكسيكيون أظهروا أمامنا تنظيما محكما من الناحية التكتيكية وصرامة في اللعب وانسيابا وسهولة في تمرير الكرة ولا أرى أن طريقة لعبهم تشبه طريقة لعب سلوفينيا أو الجزائر. هل أنت متخوّف من سلوفينيا أكثر من الجزائر أم العكس؟ نحترم الجميع لكننا لا نخشى أحدا، وإذا كانت سلوفينيا أو الجزائر قد بلغتا نهائيات كأس العالم فهذا يعني أنهما تملكان المستوى لذلك، لا أريد أن أقع في فخ المفاضلة لكن سواء سلوفينيا أو الجزائر المنتخبين جديرين بالإحترام وسنسعى للتحضير لهما جيدا. هل تعرف اللاعبين الجزائريين؟ في الحقيقة لا ماعدا ذلك الذي يلعب في الدرجة الأولى في بورتسموث(يقصد بلحاج)، أعتقد أنه لا يجب التركيز على الفرديات بقدر ما يجب التعامل مع المجموعة ككل.