تخوّفات المدرب الوطني رابح سعدان تحوّلت إلى فرحة عارمة بمناسبة نهاية التربص الذي أقامه “الخضر“ في “كرانس مونتانا“ لمدة أسبوعين، وقد صرح سعدان في عدة مناسبات إلى وسائل الإعلام أنه يتخوّف من ضم 7 لاعبين جدد في تربص طويل المدى بالمرتفعات أياما فقط قبل إنطلاق المونديال من مبدأ صعوبة إندماج اللاعبين الجدد في المجموعة، خاصة أنه لا يعرف ذهنيات بودبوز، مجاني والوافدين الآخرين الذين دعّموا “الخضر“. إنضباط الجدد ميزة التربص اللافت للإنتباه في تربص المنتخب الجزائري في “كرانس مونتانا“ هو الجانب الخلقي للاعبين الذين إلتحقوا لأول مرة بالمنتخب، حيث تميّز مبولحي، بودبوز وقادير بانضباط شديد سواء داخل الملعب أو خارجه، وقد احترم الجدد مكانتهم في الفريق من خلال إحترامهم للركائز واللاعبين القدامى، واتبع زملاء ڤديورة كل نصائح وتوجيهات الركائز الذين لعبوا دورهم في تسهيل إندماج اللاعبين الجدد. سعدان يُشيد بدور الركائز واستحسن المدرب سعدان في آخر ندوة صحفية الدور الذي يقوم به القدامى، وخاصة قائدي المنتخب منصوري وصايفي، الذين تحمّلوا مسؤوليتهم وأطّروا اللاعبين الجدد، حيث كشف المدرب الوطني أن تخوّفاته سرعان مازلت مع مرور الأيام في تربص كان الرهان الأول فيه بالنسبة ل سعدان أن يُعيد التضامن إلى المجموعة التي عرفت مغادرة لاعبين كان لهم وزن على غرار زاوي ورحو. “كابسولة” يُعوّض زاوي في خرجاته ترك مدافع جمعية الشلف، سمير زاوي، فراغا كبيرا في المجموعة لأنه كان معروفا بخرجاته والدور الكبير الذي كان يلعبه مع زملائه بشهادة حتى المدرب الوطني، لكن مهاجم سيينا غزال عوّض زميله السابق بإحكام، حيث أصبح مدلّل المجموعة ومصدر الحيوية وأجواء المرح اليومية بين اللاعبين، بدليل رقصته الخاصة في قاعة تقوية العضلات والتي يُمكن مشاهدتها في موقع “اليوتيوب“ وتكشف أن مهاجم سيينا يستحق تسمية “كابسولة” التي يُطلقها عليه زملاؤه. 15 يوما دون أي حادثة بين اللاعبين تربص “كرانس مونتانا“ كان ناجحا 100 % من الجانب الإنساني، بالنظر إلى أنه ساهم بشكل كبير في توطيد العلاقة بين اللاعبين، حيث لم نسجل منذ أول يوم في التربص إلى غاية نهايته أي مشكل أو خلاف بين اللاعبين أو بين لاعب والطاقم الفني، وتحلّى 25 لاعبا بالإنضباط ولم تسجل أي قضية أثرت في استقرار المجموعة وهو أمر نادر في تربصات تفوق عشرة أيام وتبرمج في نهاية موسم كروي شاق. قضية مغني وحّدت المجموعة ومن بين العوامل التي ساعدت على توطيد العلاقة والتضامن أكثر بين اللاعبين هو قرار إبعاد اللاعب مغني الذي صنع الحدث ليلة الإثنين وصبيحة الثلاثاء الماضيين، حيث لمسنا تأثرا شديدا من كل اللاعبين، بمن في ذلك الجدد، ومساندة منقطعة النظير يمكن إعتبارها محطة مهمة تساعد على تضامن المجموعة خلال أسبوعين من التربص في “كرانس مونتانا“. ... وذكّرت البعض بحادثة القاهرة لا يختلف إثنان على أن أحداث مباراة القاهرة والإعتداء الذي تعرض له “الخضر“ أمام الفندق بعد رشقهم بالحجارة والطوب ساهم بشكل كبير في توطيد العلاقة بين المجموعة التي تحوّلت في هذه المحنة إلى عائلة حقيقية، وبعد التجديد الذي شهده المنتخب بانضمام سبعة لاعبين دفعة واحدة للمشاركة في المونديال كانت الأجواء في بداية التربص تبدو باردة، قبل أن تأتي قضية مغني لتكشف المساندة والتضامن الذي وُلد من جديد بين اللاعبين الذين ألحّوا على بقاء اللاعب معهم إلى غاية نهاية التربص. لا فرق بين المحلي والمحترف في “الخضر“ ومن النقاط التي يمكن اعتبارها مؤشرا إيجابيا في المنتخب الذي سيمثل الجزائر في المونديال هو عدم وجود المشكل الذي ميّز مشاركة “الخضر“ في مونديال المكسيك عندما حدث انشقاق كبير بين المحترفين واللاعبين المحليين وكان حينها المدرب سعدان على رأس العارضة الفنية، لكن المعطيات الميدانية كشفت عن العلاقة الطيبة بين كل اللاعبين حيث غالبا ما كنا نشاهد مبولحي وهو يتجوّل مع ڤاواوي، أو غزال يستفز بخفته العيفاوي الذي اتخذ قادير صديقا له، وصايفي ومنصوري اللذين يتحدثان مع أغلب اللاعبين وهو ما يعكس الأجواء العائلية الممتازة في المنتخب. حتى الخشونة غائبة في التدريبات وانعكست هذه الروح والأجواء الأخوية على التدريبات التي كانت تجري يوميا في أجواء مميزة للغاية، وفي هذا السياق لمسنا عدم اعتماد اللاعبين على الخشونة فيما بينهم كما أن التنافس لم يخرج عن الإطار الرياضي، حيث يحذر المدافع من إصابة زميله المهاجم رغم الأجواء التنافسية في المواجهات التطبيقية. أجواء إحتفالية بعد كل حصة وشاهدنا عقب نهاية كل حصة الأجواء الرائعة بين اللاعبين الذين يُغادرون الملعب في أجواء إحتفالية، حيث تطلق الأغاني الجزائرية مدوية في حافلة نقل اللاعبين، على غرار ما حدث عقب نهاية حصة أول أمس التي شهدت أجواء غير عادية عند اللاعبين الذين يُناصرون المولودية مثل صايفي، جبور، زماموش وأعضاء من الطاقم الطبي الذين احتفلوا بفوز “العميد“ على العلمة وحاولوا استفزاز لاعبي ومحبي وفاق سطيف. حتى سعدان رقص فرحا الأجواء كانت غير عادية أول أمس في فندق “ڤولف أند بالاس”، حيث بعد الضغط والجو الحزين الذي أعقب قرار إبعاد مغني عن المنتخب، تحوّلت الأجواء إلى فرح، خاصة بعدما تقبّل مغني القرار وتخلّص من الضغط الذي عاشه ليلة الاثنين الماضي، والمفاجأة جاءت من “الشيخ“ سعدان الذي كان من أشد المتأثرين من غياب مغني عن المونديال، لكنه استسلم لأجواء الفرحة في نهاية التربص حيث شوهد يرقص داخل الفندق تفاعلا مع الأجواء التي ميزت التدريبات وسبح في المسبح لكي يتخلص من الضغط والحزن بعد قضية مغني.