يحظى روميو بينيتي بتقدير شديد من قبل الإيطاليين نظرا لما قدمه من جهد لمنتخب بلاده نحو عشر سنوات ولأكبر الفرق التي لعب لها مثل جوفنتوس، ميلان وروما، وأيضا لما يبذله من عمل ممتاز منذ سنوات في مركز “كوفيرتشانو“ حيث يشرف على تكوين المدربين الذين تسارع الأندية للتعاقد معهم، وفي هذا الحوار الذي خصنا به يرى بينيتي أن المنتخب الجزائري قادر على تحقيق نتائج طيبة في نهائيات كأس العالم المقبلة كما يتطرق إلى نقاط أخرى هامة. ---------- “الإصابات أعاقت مغني كثيرا وغزال منح سيينا نقاطا ثمينة” مع اقتراب موعد انطلاق نهائيات كأس العالم، ما هي المنتخبات التي ترشحها للتتويج باللقب؟ هي المنتخبات التي كانت مرشحة في الدورات الماضية وأعني بها البرازيل، الأرجنتين، إيطاليا وفرنسا، لكن في دورة جنوب إفريقيا تضاف إليها إسبانيا التي أبهرت في كأس أوروبا للأمم حيث انتزعت اللقب عن جدارة وإنجلترا التي حققت نتائج رائعة في السنتين الماضيتين. ألا تتوقع أن تحدث مفاجآت؟ لا شك أن المفاجآت ستحدث وقد تكون أكثر مما شهدناه في الدورات الماضية لكنها ستحدث في الدور الأول وربما في الدور الثاني، أما موضوع المنافسة على اللقب فإنه سيبقى محتكرا من قبل المنتخبات الكبيرة سالفة الذكر، ولأن الدورة ستجري لأول مرة في إفريقيا فمن الطبيعي أن نتوقع مفاجآت من ممثلي القارة السمراء. وهل تعتقد أن المنتخب الجزائري قادر على تفجير بعض المفاجآت؟ لم لا، خاصة أنه أبلى بلاء حسنا في التصفيات واضطر إلى أن يلعب مباراة فاصلة أمام المنتخب المصري وهو ما يعني أن تأهله مستحق، كما أن المنتخب الجزائري سيستفيد كثيرا من أن معظم لاعبيه يلعبون مع أندية أوروبية. ومن هم اللاعبين الذين أثاروا انتباهك في التصفيات؟ لم أشاهد مباريات منتخبكم في التصفيات المؤهلة إلى المونديال، لكن أتابع أخباره عن طريق الصحف الرياضية وكذلك بفضل ما ينقله إلي جزائريون أعرفهم جيدا. ومن هم هؤلاء الجزائريون الذين تعرفهم جيدا؟ أنهما مدربان من خريجي مركز كوفيرتشانو وقد أسعدت بأن كانا من ضمن المتربصين لدي وهما عامر منسول الذي يدرّب حاليا في أكاديمية نادي الوحدة الإماراتي ونور الدين زكري المدرب الحالي لفريق ينشط في القسم الأول عندكم في الجزائر (وفاق سطيف)، وأقول لك صراحة ليس من باب المجاملة أنهما من بين أفضل من عرفت من المتربصين وذلك ليس بسبب اجتهادهما وحرصهما على النجاح فقط وإنما أيضا نظرا لما يتميزان به من أخلاق عالية والدليل على ذلك أنني مازلت على اتصال بهما إلى غاية اليوم، وأنا سعيد لأنني أعرف أن كل واحد منهما يحقق نتائج معتبرة مع فريقه. ماذا تعرف عن الكرة الجزائرية؟ لا أعرف إلا القليل عن الكرة الجزائرية وقد يعود ذلك إلى غياب منتخب بلادكم عن نهائيات كأس العالم لفترة طويلة، لكن أذكر المشاركة الطيبة له في نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا وأظن أنها كانت بداية انطلاق الكرة الإفريقية نحو الأفضل. ومن تعرف من اللاعبين الجزائريين؟ من قبل كنت أعرف ماجر الذي برز مع بورتو البرتغالي والذي كان على وشك الانضمام إلى الإنتير، وفي الوقت الحالي أعرف عبد القادر غزال ومراد مغني لأنهما يلعبان في إيطاليا، وإذا كان هذا الأخير غنيا عن التعريف نظرا لما يتمتع به من إمكانات فنية هائلة لكنه لم يظهر كثيرا هذا الموسم بسبب الإصابات التي طالته عدة مرات، فإن غزال تألق في أكثر من مناسبة وخاصة في الجولات القليلة الماضية حيث قاد فريقه إلى كسب نقاط ثمينة في مقابلات كانت في غاية الصعوبة على غرار المقابلة أمام باري حين أحرز هدفين وكان الثاني بحركة فنية رائعة، ولأنني احترفت أيضا مع سيينا قبل أكثر من أربعين سنة فإنني أتابع أخبارها. هل تعتقد أن المنتخب الجزائري قادر على أن يمر إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم؟ أكرر ما ذكرته قبل قليل وهو أن المفاجآت ستكون كثيرة في الدور الأول، وأتمنى أن يكون منتخب بلادكم من ضمن الذين سيقتطعون تأشيرة المرور إلى الدور الثاني. ما هي أهم العوامل لتحقيق نتائج طيبة في المونديال انطلاقا من تجربتك؟ لا يوجد أي سر فالنتائج تتوقف على مهارات اللاعبين والإعداد الجيد، صحيح أن الحظ يلعب دوره أحيانا في الرياضة وخاصة في كرة القدم، لكن النجاح يميل دائما نحول الأفضل لذلك ليس من باب الصدفة أن يكون المنتخب البرازيلي صاحب السجل الذهبي الذي نعرفه ولا يطعن فيه أحد. المنتخب الجزائري سيواجه المنتخب الإنجليزي الذي يدربه كابيلو زميلك السابق في المنتخب الإيطالي ... لقد لعبنا سويا مع المنتخب الإيطالي لفترة طويلة وعندما أصبح مدربا فيما بعد برهن أنه صاحب كفاءة عالية جدا، وهو ما يظهر جليا من خلال الألقاب الكثيرة التي قاد إليها كل الفرق التي أشرف على عارضتها الفنية مثل ميلان، ريال مدريد، روما وجوفنتوس. يرى إعلاميون ومحللون أنك كنت عنيفا جدا في تدخلاتك ... هذا غير صحيح، لم أكن عنيفا على الإطلاق لكن لا أنكر أنني كنت لا أدخر أي جهد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن ألوان بلادي والأندية التي أتعاقد معها وذلك لسبب بسيط وهو أنني أكره التخاذل في الرياضة وفي أي مجال من الحياة. لكن حسب الصحافة الإنجليزية أنت تحتل المركز الرابع في لائحة أعنف اللاعبين في تاريخ كرة القدم. أعرف الترتيب وقد جاء على إثر عملية سبر للآراء ودراسة أجرتهما صحيفة “ذي صان”، وأنا لا أناقش الترتيب بل أنا سعيد وفخور بالمركز الذي منحتني إياه لأن ذلك دليل قاطع على أنني كنت أبلل قميصي في المباريات وأستحق بالتالي الأجر الذي كنت أتقاضاه نهاية الشهر، لكن الترتيب لا يذكر أنني كنت أحترم منافسي بدليل أنني لم أتلق أية بطاقة حمراء بسبب تدخل عنيف وذلك طوال مشواري الاحترافي. من هم أبرز المدربين الذين أشرفت على تكوينهم في مركز كوفيرتشانو؟ لقد كنت سعيدا بالإشراف على تكوين عدة مدربين يقودون فرقا تلعب الأدوار الأولى في المنافسات التي تشارك فيها، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر ليوناردو مدرب ميلان، سباليتي المدرب السابق لروما والحالي لفريق زينيت الروسي، مازاري مدرب نابولي، فيرارا المدرب السابق لجوفنتوس ونائب مارتشيلو ليبي في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، وجامباولو المدرب السابق لسيينا. كلمة أخيرة نختم بها الحوار؟ تحياتي الخالصة للرياضيين في الجزائر مع أمنيتي الصادقة لمنتخب بلادكم في نهائيات كأس العالم ومزيد من التطوّر للكرة الجزائرية.