أنشأ بعض أفراد الجالية الجزائرية في مدينة “ترينتو” المتواجدة بشمال إيطاليا جمعية تهتم بكل ما يتعلق بأفراد الجالية المقيمة هناك، وبما أن الحدث الهام الذي يتعلق بالجزائر في الوقت الحالي هو تحضيراتها لمنافسة كأس العالم، فإن هذه الجمعية تحاول بشتى الوسائل أن تقدم يد المساعدة إلى المنتخب الوطني... وقد تأسف أفراد هذه الجمعية كثيرا على عدم تسجيلهم المباراة الودية التي جمعت منتخب سلوفينيا أمام نادي “ألو ديجي” الإيطالي أول أمس حتى ترسلها إلى الطاقم الفني ل “الخضر” لأجل معاينة منافسه، لأنها مفيدة باعتبارها المواجهة ما قبل الأخيرة للمنتخب السلوفيني، وهذا للوقوف على مدى استعدادات المنتخب السلوفيني وأخذ فكرة عن لاعبيه، كما أكدوا أنه كان بإمكانهم تسجيل المباراة لو أبلغوا في الوقت المناسب بموعدها. اعتقدوا أن أحد أعضاء الطاقم الفني سيأتي إلى معاينة المنتخب السلوفيني والأمر الذي جعل أعضاء جمعية “عادل“ لا يسجلون المباراة الودية للمنتخب السلوفيني أنه كان في اعتقادهم أن مسيري المنتخب الوطني قد أرسلوا أحد أعضاء الطاقم الفني إلى إيطاليا لمتابعة المباراة ومعاينة منافس الجزائر في المونديال، خاصة أن المسافة ليست طويلة في أوروبا ووسائل النقل متوفرة بسهولة، لكن لسوء الحظ تفاجؤوا بعدم وجود أي عضو من الطاقم الفني في المركز التحضيري “ريتشكوني”. الجمعية تنشط لصالح كل ما هو مفيد للوطن وقد أكد أعضاء جمعية “عادل“ المستقرة في إيطاليا أنها تنشط لصالح كل ما يمكن أن يفيد الجزائر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وفي كل المجالات تقريبا ولا تقتصر على الرياضة فحسب، إلا أنها كانت تريد هذه المرة أن تفيد الجزائر بأقل شيء وهو إرسال شريط فيديو مباراة المنتخب السلوفيني إلى المدرب رابح سعدان حتى تكون لديه فكرة أدق عن مستوى الفريق الذي سيواجهه في أول مباراة للمنتخب الجزائري في منافسة كأس العالم بجنوب إفريقيا. لكن بالمقابل أكدت هذه الجمعية أن مساعدة المنتخب الجزائري ليست متأخرة وأنها ستفعل عدة أمور ستسعد الجزائر من دون شك مستقبلا. جمعت 50 ألف أورو لفائدة ضحايا زلزال بومرداس في 2003 ومن بين الأعمال الخيرية التي قامت بها جمعية “عادل“ لفائدة الجزائر هي أنها جمعت مبلغا ماليا وصل إلى 50 ألف أورو أي ما يعادل نصف مليار سنتيم بالعملة الجزائرية، وهذا لفائدة ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة بومرداس يوم 21 ماي 2003، كما أرسلت موادا غذائية وطبية وأفرشة حتى تكون دائما هذه الجمعية متعلقة بالوطن. اقترحت على “الفاف“ أن يجري تربص المنتخب في المركز الذي تتربص فيه سلوفينيا من جهة أخرى فإن بعض أعضاء الجمعية الخيرية الجزائرية في إيطاليا عادل اتصلوا برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم واقترحوا عليه أن يختار المنتخب الوطني إجراء تربصه التحضيري في منطقة ترينتو مثلما فعل منتخب سلوفينيا والعديد من المنتخبات والأندية الأوروبية الكبيرة على غرار ألمانيا، إنتر ميلان، جوفنتوس، بايرن ميونيخ وروما، وهذا بالنظر إلى إلى ما تتوفر عليه المنطقة من مراكز رياضية مناسبة للقيام بتحضيرات في المستوى العالي وتجهيزات، ملاعب وشروط عمل ملائمة، إضافة إلى وقوعها في منطقة جبلية تساعد اللاعبين على كسب لياقة بدنية عالية. بدأت بتنظيم الرحلات إلى ألمانيا لأجل متابعة مباراة الإمارات وحتى تؤكد حسن نيتها باشرت جمعية “عادل“ الجزائرية الإيطالية تنظيم رحلات خاصة باتجاه ألمانيا سواء جوية أو برية لمتابعة المباراة الودية الأخيرة للمنتخب الجزائري التي ستجمعه بمنتخب الإمارات العربية بمدينة نورينبرغ، ومساندة المنتخب الوطني وتوديعه قبل السفر إلى جنوب إفريقيا. ------------------------------------------ سلوفينيا أجرت تربصها في مركز مُلائم من جميع النواحي حسب العديد من أفراد الجالية الجزائرية في إيطاليا، فإن المنتخب السلوفيني أحسن إختيار المكان الذي يجري فيه تربصه التحضيري استعدادا لمنافسة كأس العالم، حيث يرى الجميع أن مدينة ريتشكوني تعتبر منطقة ملائمة لإجراء تربصات لأعلى مستوى وهذا بالنظر إلى أنها قبلة العديد من المنتخبات الكبيرة والأندية الأوروبية التي تجري هناك تربصاتها للمواسم الجديدة، فمثلا المركز الرياضي الذي اختاره المنتخب السلوفيني يقع على علو 960 مترا عن سطح البحر ويضم أربعة ملاعب من الطراز العالي ولا يتأثر بغزارة الأمطار مثلما حدث أول أمس في المباراة الودية التي جمعت المنتخب السلوفيني بنادي ألتو ديجي الإيطالي، إضافة إلى مرافق أخرى تسمح بإجراء حصص تدريبية خاصة وتجريب خطط اللعب، كما أن المنطقة تحتوي على مراكز رياضية أخرى على ارتفاع 2000 متر مخصصة لحصص الركض وتقع في جبل ليس ببعيد عن مركز “ريتشكوني” يدعى ب”بلان دو كورون” يتنقل إليه الفريق عبر المصاعد الكهربائية. اللاعبون كانوا في لياقة بدنية عالية أمام “ألتو ديجي” العمل الكبير الذي قام به المنتخب السلوفيني في “ريتشكوني” جعل العديد من متتبعي مباراة التي جمعته بنادي ألتو ديجي أول أمس يلاحظون أن لاعبي المنتخب السلوفيني يتمتعون بلياقة بدنية عالية، حيث أنهم لم يشعروا بالإرهاق رغم أنهم في فترة تربص وأجروا عدة تمارين خاصة بالجانب البدني، وفضلا عن كل التجهيزات والمرافق التي يحتويها هذا المركز الرياضي فهو يتميز بنقطة مهمة لأي منتخب ويتعلق الأمر بالعمل في هدوء تام، وهذا لأن المركز بعيد نسبيا عن التجمعات السكانية حيث العمل فيه يضمن الهدوء وقلة الفضوليين مما يسمح للاعبين بالتركيز على عملهم ويجعلهم لا يتعرضون إلى إزعاج ومضايقات الأنصار ورجال الإعلام. حتى المنتخب الألماني أجرى تربصه في إيطاليا منتخب سلوفينيا ليس الوحيد الذي اختار إجراء تربصه في إيطاليا وإنما حتى المنتخب الألماني كان في تلك المنطقة قبل أكثر من أسبوع من الآن وأجرى تحضيراته ليس بعيدا عن مركز ريتشكوني، والأمر الذي جعله أيضا يختار هذه المنطقة هو الهدوء لأنها بعيدة عن التجمعات السكانية وكان يجري حصصه التدريبية بعيدا عن الأنظار ومنعزلا عن الجميع ولا يمكن الاقتراب منه على بعد 1 كلم، كما لا يسمح لوسائل الإعلام الألمانية بالتقدم لتغطية الحصص التدريبية إلا في أوقات ومواعيد محددة من قبل بالاتفاق مع مسيري المنتخب. وكانت الفرصة الوحيدة التي اقترب فيها الأنصار من المنتخب قبل أسبوع عندما لعبت ألمانيا مباراة ودية مع نادي ألتو ديجي الذي واجه أول أمس منتخب سلوفينيا، وهُزم أمام الألمان بنتيجة أربعة أهداف دون مقابل. طلب إخلاء المكان حفاظا على الهدوء حسب بعض أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالقرب من المركز الذي أجرى فيه المنتخب الألماني تربصه، فإن مسؤولي هذا الأخير قد طالبوا من أحد المالكين ل”فيلا” بالقرب من المركز إخلاء المكان وعدم السماح لأحد الاقتراب منها في فترة التربص مقابل مبلغ مالي كبير، وهذا دائما حفاظا على الهدوء في العمل وعدم التعرض إلى الإزعاج، خاصة أن عملية التحضير بالنسبة للمنتخب الألماني تعتبر في غاية الأهمية باعتبار أنه منتخب مرشح لنيل لقب كأس العالم ولا يتلاعب في عملية التحضيرات. وهذا ما جعل الجالية الجزائرية ترى أن المنتخب الجزائري كان عليه اختيار هذا المركز لأنه مهم ومفيد للغاية ويسمح بإجراء تحضيرات في المستوى. ----------------------------------- سلوفينيا قرّرت إجراء مقابلتها الودية الأخيرة أمام نيوزيلندا في سلوفينيا في إطار التحضيرات والإستعدادات الأخيرة لدخول منافسة كأس العالم، قرّر المنتخب السلوفيني لعب آخر مواجهة ودية تحضيرية له في العاصمة السلوفينية “لوبيانا” ستجمعه بمنتخب نيوزيلندا الذي فاز أول أمس على المنتخب الصربي بهدف دون مقابل في مواجهة ودية أيضا، ويعود سبب هذا الإختيار إلى أن المنتخب السلوفيني يرغب في إتاحة الفرصة لجمهوره للوقوف على مدى استعداد منتخب بلاده وحتى يحظى بتشجيع كبير ويتم توديعه من بلاده قبل شدّ الرحال إلى جنوب إفريقيا والدخول في المرحلة الأكثر جدية في انتظار أول مواجهة رسمية أمام المنتخب الجزائري. ------------------------- عز الدين برارمة: “سلوفينيا تعتمد على اللعب الجماعي وهجومها ليس سريعا” عرفت المواجهة الودية التي لعبها المنتخب السلوفيني أمسية أول أمس أمام نادي “ألتو ديجي” الإيطالي، في إطار التحضيرات لمنافسة كأس العالم، وجود مدرب الحراس الجزائري عز الدين برارمة الذي يشرف على تدريب حراس مرمى نادي “ميتزو كورونا” الذي ينشط في الدرجة الرابعة من الدوري الإيطالي ومسؤول عن الفئات الشبانية في الفريق ذاته، ويعتبر أول جزائري وعربي تخرج في اختصاصه كمدرب لحراس المرمى من مركز “كوفيرتشاينو” الخاص بتكوين المدربين، كما سبق له أن كان مدرب حراس وفاق سطيف وأحرز معه لقبي كأس العرب والبطولة الوطنية في موسم (2006-2007) في عهد المدرب رابح سعدان، وقد استغلينا وجوده في مركز “ريتشكوني” لأخذ رأيه بخصوص منافس الجزائر... ما رأيك في مباراة المنتخب السلوفيني أمام “ألتو ديجي”؟ هذه المواجهة تعتبر مفيدة للغاية بالنسبة للمنتخب السلوفيني ويُمكن أن نستخلص منها عبارات كثيرة لأن المنتخب السلوفيني لم يُبرمج هذا اللقاء من أجل تجريب ومعاينة بعض اللاعبين وإنما هو بصدد التحضير لمنافسة كبيرة ألا وهي كأس العالم، في مثل هذه التحضيرات الحصص التدريبية تعتبر في غاية الأهمية فما بالك باللقاءات الودية. لكن المنتخب السلوفيني اختار مواجهة فريق من الدرجة الثالثة، هل يعتبر أحسن وسيلة للقيام بتحضيرات في المستوى؟ في بعض الأحيان العديد من المنتخبات تختار مواجهة أندية صغيرة ومتواضعة لأن مثل هذه المواجهات تسمح للمدرب بأن يجرّب أكثر من خطة لعب ويجرب أيضا اللاعبين ومدى تطبيقهم لتعليماته، عكس عندما تكون المقابلة التحضيرية بين منافسين من المستوى ذاته فهنا كل فريق يبحث عن فرض طريقته على منافسه ولا يجعله يجني أي شيء من برمجة لقاء ودي تحضيري، من جهة أخرى لا أعتقد أن المنتخب السلوفيني لم يجد منافسا يواجهه وديا ما عدا المنافس ذاته الذي واجهه المنتخب الألماني. ما هي أول فكرة تحصلت عليها عن المنتخب السلوفيني بعد مشاهدتك لهذه المباراة؟ من النظرة الأولى يمكن القول إن منتخب سلوفينيا وصل إلى مرحلة متقدمة من التحضيرات، هو يطبق كرة نظيفة ولاعبوه يطبقون آليات اللعب بطريقة تلقائية دون عناء سواء على المستوى الهجومي أو الدفاعي، هناك تناسق شديد بين اللاعبين وهذه نقطة في غاية الأهمية. هل تعتقد أن سلوفينيا تعتمد على خدمات لاعبين معينين؟ لا، لم يظهر ذلك من خلال مواجهة “ألتو ديجي”، سلوفينيا لا تعتمد على لاعب أو آخر في طريقة لعبها، بل تعتمد على المجموعة بأكملها، هي تطبق طريقة اللعب الجماعي وكل عنصر في الفريق يعرف الدور المطالب بالقيام به... صحيح أن هناك عنصرين يعتبران من أحسن اللاعبين في سلوفينيا ويتعلق الأمر باللاعب “كورين” و”رادوزافيليفيتش”، لكنهما برزا أكثر من البقية لأنهما توليا مهمة توزيع الكرات وإعطاء الحلول لزملائهما، هذا كل ما في الأمر. هل من مميزات أخرى للمنتخب السلوفيني؟ من النظرة الأولى، طريقة لعب المنتخب السلوفيني تبدو سهلة، فكل لاعب يعرف دوره فوق الميدان، هذا الفريق لا يملك عناصر تعتمد على مهارات فنية تسمح بجلب مدافعي المنافسين أو تحرير الفريق، إلى درجة أن طريقة لعب كل لاعب تعتبر واضحة ومعروفة قبل أن يقوم باللقطة. ما هي نقاط قوة المنتخب السلوفيني؟ أرى أن الكرات الثابتة هي نقطة قوة المنتخب السلوفيني وخاصة الركنيات وهذا بالنظر إلى طول قامة اللاعبين التي تسمح لهم بالارتقاء، كما أنه من المؤكد أن المنتخب السلوفيني يتمرّن كثيرا على هذا الجانب، كما أن أهم ما يلفت الانتباه هو أن اللاعبين بإمكانهم تغيير خطة اللعب في المباراة بشكل سريع جدا وهذا حسب تواجد الكرة في الدفاع أو في الهجوم. كيف كان هجوم المنتخب السلوفيني؟ يعتمد هجوم المنتخب السلوفيني دائما من خلال المواجهة الودية على الظهير الأيسر الذي يُساهم كثيرا في بناء الهجمات، كما أن الخط الأمامي ل سلوفينيا ليس سريعا، لذا فهو يعتمد أكثر على الكرات العالية نظرا إلى قامة اللاعبين الطويلة، وفي بعض الأحيان يصعد أحد لاعبي الوسط إلى الهجوم لتعزيز الخط الأمامي. ماذا عن الدفاع؟ الدفاع لا يضغط كثيرا على مهاجمي المنافس ويُفضّل الإنتظار في الخلف لأجل تفادي التهوّر، كما أنّه لا يخرج الكرة بسرعة ولا يعتمد على الهجمات المعاكسة، أي أنه بطيء جدا. هل تعتقد أن مدرب المنتخب السلوفيني كشف كل أوراقه؟ لا أبدا، هذه الملاحظات التي وجدناها ناتجة من خلال المباراة الودية أمام نادي “ألتو ديجي”، من غير المعقول أن يكشف أي مدرب عن كل أوراقه، كما أنه لا يزال يبحث عن حذف ثلاثة أسماء من قائمته، بالتالي من الضروري أن يكون قد عاين بعض العناصر