إذا كانت العناصر الدولية السابقة قد رحّبت بدعوة حسن عدلاني للمشاركة في هذه الدورة الإستعراضية في مقاطعة “كيبك” بكندا ولبتها بصفة جماعية. إلا أن أغلب هؤلاء لا ينوون تلبية دعوة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بالمقابل من أجل التحول إلى جنوب إفريقيا لحضور مباريات المنتخب الوطني هناك كما هو مقرر يوم 11 جوان المقبل، مبررات هؤلاء كانت تجتمع كلها على رفضهم للصيغة التي تقترحها عليهم “الفاف” بخصوص التكفّل بهم هناك، معتبرين ذلك تقصيرا وإجحافا في حقهم. صادمي، شعيب، قاسي، ياحي، مغارية وآخرون يُؤكدون بقاءهم في الجزائر وأعلن جل اللاعبين الذين تحادثنا معهم عن رفضهم التنقل إلى جنوب إفريقيا بعد أن تناهى إلى مسامعهم أن التكفل بهم في جنوب إفريقيا لن يكون كاملا وسيكون في فنادق متوسطة للغاية من دون ضمان وجبات الأكل بالكامل، الأمر الذي اعتبره صادمي انتقاصا من قيمة اللاعبين الذين سطروا مجد الكرة الجزائرية، وشاطره شعيب، قاسي السعيد، مغارية وآخرون ذلك، فيما أكد ياحي أنه ليس مهتما بالأمر مفضلا الإهتمام بابنته المقبلة على اجتياز إمتحان البكالوريا، والأمر نفسه بالنسبة ل عبد القادر حر الذي قال إن زفاف ابنته المقرر هذه الأيام أهم من حضور المونديال. التنقل إلى جنوب إفريقيا يعني تكميم الأفواه وكعادته كان نصر الدين دريد صريحا جدا في حديثنا معه بخصوص تنقل العناصر المونديالية لنهائيات كأس العالم، حيث اعترض كثيرا على طريقة التكفل التي اقترحتها “الفاف” عليهم، كما أنه (كما يقول) يفضل متابعة المونديال من المنزل ويقول رأيه بصراحة أفضل من أن يجد نفسه مدينا ل “الفاف” بسفرية جنوب إفريقيا ويلزم بالاحتفاظ برأيه في المنتخب والمدرب سعدان الذي يقول بأنه لا يريد التعلم من أخطائه. فرڤاني يطلب تفادي إنتقاد المنتخب ويحاول علي فرڤاني من خلال منصبه على رأس ودادية اللاعبين القدامى العمل على استمالة هؤلاء من أجل تجنب الإحراج الذي تتسبب فيه تصريحات قدامى اللاعبين للمنتخب، معتبرا أن أي انتقادات مماثلة لا تخدم مصلحة “الخضر”، ولم يتردد العضو الفدرالي في مكتب الرئيس روراوة في الاقتراب منا ومطالبتنا بتفادي الخوض في مسألة المنتخب الوطني مع اللاعبين بعد الهزيمة الثقيلة أمام إيرلندا، خاصة وأن زملاءه لم يشاهدوا المباراة أصلا، وهي الرسالة التي أوصلها لأغلب اللاعبين الذين سجلنا دبلوماسية كبيرة في مختلف تعليقاتهم حول نتيجة مباراة إيرلندا. ---------------------------- الموندياليون يتعادلون في أولى مبارياتهم في “كيبك” تتضمن جولة اللاعبين الموندياليين إلى كندا مبارتين، الأولى جرت الجمعة الماضي في مدينة “كيبك” والثانية جرت مساء أمس ب “مونريال”، وقد سافر رفقاء كويسي مسافة 250 كلم للوصول لمدينة “كيبك” عاصمة الإقليم وتلبية دعوات عدة أفراد من الجالية الجزائرية هناك لخوض مباراة ودية استعراضية جمعتهم بإطارات جزائرية مقيمة هناك (كلهم يحملون الجنسية الكندية بطبيعة الحال)، المباراة انتهت بالتعادل خمسة أهداف في كل شبكة كان لحفيظ تاسفاوت النصيب الأكبر منها. إصابات بالجملة ومرزقان لعب بشجاعة وقد وجدت العناصر الوطنية التي لعبت المباراة بتشكيلتين صعوبات كبيرة في مجاراة نسق اللقاء بسبب الحالة البدنية المتدهورة للاعبين الذين توقف أغلبهم عن النشاط وبدأت آثار التقدم في السن تظهر عليهم، وهو ما اتضح في الإصابات الكثيرة التي خرج بها اللاعبون مع تسجيل عدم مشاركة قاسي السعيد الذي لم يشف بعد من العملية الجراحية التي أجراها قبل عامين على وتر أخيل، ومع هذا فلم يتردد رفقاء بلومي في إمتاع الجمهور الحاضر بلمحات كروية، في الوقت الذي أبدى فيه شعبان مرزقان شجاعة كبيرة بمشاركته رغم أنه يعاني من مشاكل في ركبتيه وهذا منذ أن كان لاعبا. برنامج حافل وزيارة مرتقبة إلى شلالات “نياڤارا” هذا وبرمج منظم جولة الموندياليين عدلاني برنامجا حافلا يتضمن سهرة فنية في مقر إقامتهم الحالية بفندق “هوليدي إين” تتخللها ألعاب سحرية يقدمهما جزائري ينحدر من منطقة عزابة، بالإضافة لرحلة يوم غد إلى شلالات “نياڤارا” الشهيرة (تبعد عن مدينة “أوتاوا” ب 100 كلم) وهي الشلالات التي تعد من أبرز المعالم السياحية هنا. --------------------- تاسفاوت ينتظر من دزيري الخطوة الأهم في تعليق له على قرار صديقه الحميم وزميله لأكثر من عشرية في المنتخب، بلال دزيري، اعتزال الملاعب، قال عبد الحفيظ تاسفاوت إن بلال يستحق كل الثناء لما قدمه طيلة مسيرته الطويلة فوق الميادين وحياه بالمناسبة على القرار الذي جاء في وقت مناسب، لكنه أكد أنه يرتقب من صديقه الإقدام على الخطوة الأهم وهي تطليق العزوبية وإتمام نصف دينه، معتبرا أن بلالو لم يعد له أي مبرر ليبقى عازفا عن الزواج. قنصل الجزائر يستقبل البعثة استقبلت قنصلية الجزائر ب “مونريال” بعثة الموندياليين عشية يوم السبت بمقرها القريب من مقر إقامة البعثة، الحفل كان بسيطا جدا وما استغرب له الحضور هو اكتفاء القنصل بمصافحة الوفد عند دخوله من دون أن يقوم بإلقاء كلمة بالمناسبة، وانتظر الجميع في بهو الحالة المدنية الضيق التابع للقنصلية لأكثر من ساعة وسط حرارة لا تطاق قبل أن يغادروا بعد أن أخذوا صورة تذكارية بالمناسبة. ------------------------ هوس المنتخب الأول يطال القدامى... معقل الجزائريين في “مونريال” يحتضن الموندياليين ويخصهم باستقبال حافل نزل أفراد البعثة الوطنية أول أمس بحي JEAN TALON شمال “مونريال”- أو ما يسمى بحي المغرب الصغير- والذي يعتبر معقل الجالية الجزائرية في المدينة، وقد حظي الموندياليون باستقبال حافل وحضرنا لإقبال كبير من طرف أفراد الجالية على أخذ صور مع نجوم المنتخب السابقين في مشاهد لا تختلف كثيرا عن ما يعيشه المنتخب الأول مع المشجعين، وقد وجد بلومي، قريشي والبقية صعوبات كبيرة في تلبية كل الطلبات التي تهاطلت عليهم قبل مغادرة مطعم DELECIEUSE أين تناولوا وجبة الغداء. الموندياليون يُؤكدون أنهم لم يعيشوا ذلك حتى كلاعبين “فوبيا المنتخب” التي طالت القدامى استقبلها هؤلاء بصدر رحب واستمتعوا بهذه الشهرة التي لازالوا يصنعونها رغم اعتزالهم الملاعب منذ أكثر من عشرية، إقبال أكد لنا هؤلاء أنهم لم يعيشوه حتى خلال الفترة التي تألقوا فيها مع المنتخب ومثلوا فيها الجزائر في مونديالين متتاليين، التفسير حسب ناصر دريد أنه استمرار للاعتراف من أبناء الشعب الجزائري للاعبين القدامى، فيما يرى شعيب أن مشجعي “الخضر” في فترة الثمانينيات لم يكونوا منبهرين باللاعبين وقتها لأن الوصول للمربع الأخير من كأس إفريقيا والتأهل للمونديال كان أمرا طبيعيا بالنسبة للمنتخب في تلك الفترة، ليس كما يحدث حاليا لما صار التأهل لكأس العالم والوصول لنصف النهائي يوصف بالإنجاز التاريخي. 70 ألف جزائري في كندا، حنين إلى الوطن وحلم بتحسّن أحوال البلاد ويمكن تبرير ما يقدم عليه المشجعون الجزائريون خاصة بالنسبة لأفراد جاليتنا في المهجر بإقبالهم الكبير على المنتخب وكل ما يمثل الجزائر بأنها وسيلتهم المفضلة للتعبير عن حنينهم للوطن الأم، والذي يفتقدونه رغم كل الامتيازات وكل النجاحات التي حققوها في بلد الإقامة، في كندا الكل مشتاق للجزائر ويتمنى أن تتحسن أحوال البلاد حتى يقطعوا غربتهم في هذا البلد، مع التذكير بأن أفراد الجالية الجزائرية في كندا بلغ قرابة 70 ألفا، 90 بالمائة منهم وضعيتهم شرعية، فيما بقي آخرون بدون إقامة شرعية وجلهم من “الحراڤة”.