بدا رئيس إتحاد البليدة السابق زعاف في قمة الغضب وهو يتحدث عن الأزمة الإدارية التي يمر بها النادي، وعدم قدرة أصحاب الأموال لاسيما الصناعيين على التوصل إلى الحل وتعيين رئيس جديد يخلف زعيم، حيث شرح بالتفصيل الأسباب التي جعلت الإجتماع الثاني الذي كان من المفترض أن ينعقد منتصف هذا الأسبوع يلغى. وقد تطرق زعاف إلى ما نشرناه في عددنا الفارط...0 عندما أشرنا إلى أن الإجتماع ألغي بسبب عدم قدرة الصناعيين، على جمع المبلغ الذي إشترطه لذلك قاطعوا الإجتماع. إشترط 15 مليار ودخول الصناعيين في مجلس الإدارة وتأكدت الأخبار التي رددها الشارع البليدي، والتي مفادها أن زعاف إشترط مبلغ 15 مليار على الصناعيين مع دخولهم معه كمساهمين في الشركة التجارية للنادي. لكن زعاف كان يهدف من وراء ذلك إلى جمع مبلغ يتراوح ما بين 8 إلى 10 ملايير سنتيم، لأنه يدرك جيدا أنه من الصعب أن يمنحه الصناعيون المبلغ الذي إشترطه. الصناعيون جمعوا مبلغ 4 ملايير سنتيم فقط ورغم محاولات الصناعيين جمع المبلغ الذي إشترطه زعاف حتى يباشر مهامه على رأس النادي، إلا أنهم لم يتمكنوا من جمع سوى 4 ملايير سنتيم. لأن الصناعيين الذين وجه لهم جمال ماتسيكي الدعوة وهم 21 لم يحضر منهم سوى 6 صناعيين على حد تعبير زعاف، في حين إعتذرت البقية عن الحضور ما يعني أنه من المستحيل على 6 صناعيين أن يقدموا مبلغ 10 ملايير سنتيم، لذلك كان الخيار الأخير هو إلغاء الإجتماع. يؤكد أن زعيم لازال مصرا على الرحيل ولم يتوان الرئيس السابق في التأكيد أن الرئيس الحالي زعيم مصر على الإستقالة، حيث أوضح لنا أنه خلال الإجتماع الأول إقترح عليه بعض الصناعيين البقاء في منصبه مع تدعيمه ماديا (كانوا يعولون على منحه مبلغ 4 ملايير سنتيم التي كان من المفترض أن يمنحوها لزعاف)، لكنه رفض وأصر على تقديم إستقالته مؤكدا لهم أنه تعب ولا يريد البقاء. كما أن علاقته متوترة مع الأنصار الذي شتموه الموسم الفارط وطالبوه بالرحيل. الأندية الأخرى تعتبر ما يحدث في البليدة "تبهديلة" وبعيدا عن قضية زعاف فقد بدت معظم أندية القسمين الأول والثاني مستاءة مما يحدث في إحدى أعرق الأندية على المستوى الوطني (تأسست سنة 1932) سواء مسيرين أو لاعبين. إذ تحدثنا أول أمس مع بعض مسيري الأندية الأخرى وبعض اللاعبين، خاصة الذين سبق لهم أن تقمصوا ألوان البليدة وعبروا عن إستيائهم مما يحدث في الفريق، لاسيما تراجع تلمساني عن رئاسة النادي بعدما كان الجميع يعتقد أنه سيكون خليفة زعيم. ولم يتوان بعض مسيري ولاعبي الأندية الأخرى في التأكيد أن ما يحدث في البليدة يعد بمثابة "تبهديلة"، خاصة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار -على حد تعبيرهم- أن أندية في بطولة الهواة أنهت عملية الإستقدامات وباشرت التحضيرات تحسبا للموسم الجديد، في حين أن البليدة لم تضمن حتى مكتب مسير يشرف على النادي. الفريق سيحتفل بعيد ميلاده 80 في ظروف صعبة وستحتفل البليدة خلال الأيام القليلة المقبلة بعيد ميلادها 80 في ظروف صعبة للغاية ووضعية إدارية غامضة، وهو ما تأسف له الرئيس السابق زعاف الذي قال إنه كان من المفترض أن يتم إحياء الذكرى 80 لتأسيس الفريق في ظروف جيدة، وليس في ظل هذه الوضعية التي يبقى فيها الفريق دون رئيس. وناشد زعاف الجميع بإيجاد الحلول حتى لا تكون الذكرى 80 لتأسيس النادي بمثابة التوقيع على شهادة وفاته، لأن زعاف يرفض إسقاط البليدة بقرار إداري أو الإنسحاب من المنافسة. --------------- زعاف: "رفضت إقتراح الصناعيين لأني لست رئيس تاع بريكولاج" - في البداية هل يمكنك أن تحدثنا عن الأسباب التي جعلت الصناعيين يتراجعون عن الحضور إلى الإجتماع الذي كان مقررا يوم الثلاثاء الفارط (الحوار أجري أول أمس) لتنصيبك على رأس النادي؟ -- قبل الحديث عن الأسباب التي جعلت الإجتماع يلغى بسبب عدم حضور الصناعيين، بودي أن أتطرق إلى قضية الفريق من البداية، وبالضبط منذ الإجتماع الأول الذي عقده الوالي لإخراج النادي من الوضعية التي يتواجد فيها، حتى أضع جميع المسيرين والأنصار في الصورة ويعلمون الحقيقة من الألف إلى الياء. - تفضل -- المبادرة الأولى لحل الأزمة الإدارية كانت من طرف الوالي الذي أشكره على ما قام به، لإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، لأن الوالي كان بمقدوره عدم التدخل في الفريق لأنه شركة ذات أسهم، وقد تم في ذلك الإجتماع الذي دعا إليه جميع الصناعيين تنصيب نبيل تلمساني على رأس الفريق، رغم أن تلمساني شاب ولا يعلم ماذا يعني رئاسة فريق لكرة القدم في حجم إتحاد البليدة، لكنه وافق على رفع التحدي بعدما حفزه بعض مقربيه ولو أن بعض المحيطين به ليست لهم أي علاقة بالتسيير لا من قريب ولا من بعيد. - ماذا حدث بعد تعيين تلمساني على رأس النادي قبل أن يتراجع؟ -- نبيل تلمساني رغم أنه كان يفتقد إلى الخبرة، إلا أنه كان متحمسا لخلافة زعيم على رأس النادي في البداية، خاصة بعد الوعود التي تلقاها من طرف بعض المقربين منه لمساعدته ماديا بالدرجة الأولى، لكن بعدما حان وقت الجد لم يجد سوى شخصين أو ثلاثة معه، في حين أن البقية لا يملكون الإمكانات المادية اللازمة لمساعدته، إضافة إلى إفتقادهم الخبرة في التسيير ما جعله تحت ضغط شديد، يضاف إلى ذلك تدخل عائلته التي رفضت أن يكون رئيس الفريق دون أن يكون أصحاب الأموال إلى جانبه، ما جعله يتراجع إلى الخلف ويقرر الإنسحاب. - تراجع نبيل تلمساني بسبب مشكل ديون النادي لدى مصلحة الضرائب على حد تعبيره، جعل الوالي يعقد إجتماع ثان لوضع النقاط على الحروف -- هذا صحيح، الوالي إضطر إلى عقد إجتماع ثان حتى يمنح إرادة أكبر للصناعيين لحل مشكلة الفريق بسرعة، وكذا وضع النقاط على الحروف بين تلمساني وزعيم في قضية ديون النادي لدى مصلحة الضرائب، وفي ذات الإجتماع أكد زعيم أن الشركة التي تأسست منذ موسمين فقط خالية من الديون لدى مصلحة الضرائب، وقد أظهر جدول الضرائب الذي يثبت أن الشركة خالية من الديون، في حين أن تلمساني تحدث عن مبلغ كبير، وأنا شخصيا أرى أنها حجة باطلة كان يهدف من خلالها تلمساني إلى التراجع عن قراره، لأنه من غير المعقول أن تكون الشركة مدانة بالمبلغ الذي ذكره رغم أنه يدرك جيدا أن ديون النادي الرياضي الهاوي ليست لها علاقة بالشركة، لكن لا يجب أن نلوم تلمساني على ترشحه وإنسحابه بعد ذلك لأنه يفتقد إلى الخبرة اللازمة. - الجميع كان يتساءل عن سبب غيابك عن الإجتماع الثاني الذي عقده الوالي؟ -- أشكرك على هذا السؤال لأني أريد أن أوضح بخصوص هذه النقطة، فقد تلقيت الدعوة لحضور الإجتماع الثاني الذي عقده الوالي في نفس اليوم في الثالثة ونصف زوالا، في وقت كنت في طريقي لركوب الطائرة قصد التنقل إلى خارج أرض الوطن، ورغم أني عضو في مجمع صناعيي المتيجة ورئيس سابق للنادي، إلا أن بعض الأشخاص لم يرغبوا في حضوري لذلك الإجتماع. - هل من توضيح أكثر؟ -- كان من المفترض أن يرسلوا لي دعوة الحضور 24 ساعة على الأقل قبل عقد الإجتماع حتى ألغي رحلتي إلى خارج أرض الوطن، وليس في نفس اليوم وقبل ساعات عن سفري، وأقول إن الإجتماع الثاني الذي عقده الوالي عوض أن يتمحور فيه الحديث عن حل مشكل النادي تحول إلى حديث فارغ ودون معني. لذلك لم يحقق الإجتماع أي نتيجة وبقيت الوضعية على حالها. - نفهم من كلامك أن إجتماع الوالي الأخير كان شبيها بذلك الذي عقدته السلطات البلدية سنة 2007 ولم يخرج بأي نتيجة يومها؟ -- بالضبط، ما جرى في الإجتماع الأخير للوالي يذكرني بالإجتماع الذي عقده رئيس البليدية سنة 2007 والذي وجه فيه الدعوة لجميع الصناعيين من أجل مساعدة الفريق ماديا، لكن الصناعيين يومها حضروا لتناول الكسكس بالعسل والحديث عن مشاريعهم الشخصية دون تقديم أي سنتيم للنادي، وما حدث في الإجتماع الأخير للوالي يؤكد أن تصريحاتي يومها كانت منطقية وواقعية. - بعد عدم خروج إجتماع الوالي بأي نتيجة عقد الصناعي جمال ماتسيكي إجتماعا في مكتبه ضم بعض الصناعيين، وهو الإجتماع الذي إقترحوك فيه على رأس النادي، ماذا حدث بالضبط في ذلك الإجتماع؟ -- بعد أن لم يحقق إجتماع الوالي أي نتيجة تحرك جمال ماتسيكي الذي يعد الصناعي الوحيد الذي بذل مجهودات كبيرة لحل الأزمة الإدارية، وقرر عقد إجتماع بين الصناعيين في مكتبه، حيث وجه الدعوة ل 21 منهم لكن للأسف الشديد لم يحضر سوى 6 صناعيين في حين أن البقية رفضوا الحضور، وقد عرف الإجتماع حضور زعيم أيضا، وفي ذات الإجتماع تقدم الحاج فيصل بوحامد الذي إقترح أن نجد حلا سريعا حتى يباشر النادي التدريبات، في حين إقترح أحد الصناعيين الذي أعتذر عن ذكر إسمه أن نقوم بدعوة في المساجد لجمع الأموال ومساعدة النادي. - ماذا كان ردكم أنتم بقية الصناعيين؟ -- كنت أول من تدخل ورفضت رفضا قاطعا القيام بحملة تبرعات أو مبادرات حتى يعود النادي إلى المنافسة، وأكدت أن الفريق شركة ذات أسهم ويجب أن تبقى الشركة في إطارها، لذلك اقترحت دخول بعض الصناعيين كمساهمين في الشركة وفتح رأس مال جديد وكذا تواجدهم أيضا في مجلس إدارة الشركة إذا أردنا أن نعيد الفريق إلى مكانته الحقيقية ويتفادى الإنسحاب من المنافسة. - ماذا كان رد الصناعيين؟ -- الصناعيون الذين حضروا أكدوا لي أن فتح رأس مال جديد يتطلب وقتا، في حين أن النادي متأخر كثيرا مقارنة ببقية الأندية على حد تعبيرهم، وقد إقترحوا على زعيم أن يواصل مهمته لموسم آخر وقدموا له ضمانات بمساعدته ماديا. - وماذا كان رد زعيم؟ -- زعيم رفض البقاء على رأس النادي لموسم آخر، حيث أكد لهم أنه تعب كثيرا بعد 12 سنة قضاها على رأس النادي، إضافة إلى أن الأنصار كانوا يطالبون برحيله الموسم الفارط، وبعد أن تيقن الصناعيون أن زعيم جاد في قراره إقترحوا علي رئاسة الفريق. - علمنا أنك وافقت لكنك إشترطت مبلغ 15 مليار سنتيم هل هذا صحيح؟ -- أجل هذا صحيح، أكدت للصناعيين أني موافق على خلافة زعيم، لكن يجب أن ننطلق على أسس صحيحة وبمبلغ مالي معتبر، حيث أكدت لهم أنه يجب علينا أن نوفر مبلغ 15 مليار سنتيم، لكن الصناعيين إعتبروا أن هذا المبلغ تعجيزي وأكدوا إستعدادهم لمنحي 4 ملايير سنتيم فقط، ما جعلني أرفض وأكدت لهم أني لا أريد أن أكون رئيس "تاع بريكولاج" حتى أقبل بمبلغ 4 ملايير فقط، لأن الفريق في حاجة إلى المبلغ الذي ذكرته سابقا حتى يكمل الموسم في ظروف حسنة. - الفريق سيحتفل قريبا بالذكرى 80 لتأسيسه في ظروف صعبة جدا ماذا تقول؟ -- كنا نأمل أن يحتفل الفريق بالذكرى 80 لتأسيسه في ظروف جيدة، لكن للأسف الشديد الفريق يمر بأخطر أزمة في تاريخه على ما أعتقد، وكل ما نتمناه أن يتراجع زعيم عن قراره ويبقى على رأس النادي لموسم آخر في ظل غياب الحلول، وأنا واثق بأنه لو يواصل مهامه لموسم آخر فإن الجميع سيقفون إلى جانبه.