سافر الأنصار ورحلوا وارتحلوا منذ ملحمة السودان أينما حل منتخبنا الوطني سواء إلى أنغولا عندما تعلق الأمر بنهائيات كأس إفريقيا أو إلى إيطاليا خلال أحد تربصاته التحضيرية لذلك المحفل الكروي أو إلى فرنسا خلال تربص آخر، أو إلى سويسرا مؤخرا وبالضبط إلى مركز “كرانس مونتانا” خلال تربصه الأول.. حيث كان الجزائريون، لاسيما المغتربين يتنقلون يوميا إلى مركز تربص منتخبنا الوطني لتشجيع اللاعبين والإقتراب منهم لأخذ الصور معهم ومع المدرب الوطني رابح سعدان، لكن ذلك الحماس الذي عشناه يوميا في سويسرا غاب هنا في ألمانيا إلى درجة أن إستقبال “الخضر” هنا في مركز “هارزوغ بارك” بدا لنا باردا برودة أجواء الطقس هنا. فرق كبير بين “كرانس مونتانا” و”هارزوغ بارك” حضور الأنصار هنا بنورمبرغ كان ضئيلا إذا ما قارناه بحضورهم إلى سويسرا أو إلى إيرلندا خلال المباراة الودية التي خاضها منتخبنا يوم الجمعة الفارط، فالفرق شاسع بين تلك الأعداد الغفيرة التي صنعت الحدث في جبال “كرانس مونتانا” ومدينة دبلن الأيرلندية وبين الأعداد القليلة التي حضرت إلى ألمانيا وتعد على أصابع اليد الواحدة، وهو أمر ربما تفسره العديد من المعطيات التي تغيرت من يوم الجمعة الفارط إلى وقتنا الراهن. الحيوية لدى الأنصار غابت بعد الخسارة أمام إيرلندا تفسيرنا لهذا الأمر جعلنا نتوقع أن يكون الأمر بمثابة المقاطعة بين الأنصار والمنتخب الوطني بعد الخسارة الثقيلة التي مني بها أشبال المدرب رابح سعدان على يد المنتخب الأيرلندي، وهي الخسارة التي ربما تكون قد أفقدت الأنصار الحيوية والحماس الذي كانوا عليه من قبل فأحجموا عن التنقل إلى مركز “هارزوغ بارك” بتلك الأعداد الغفيرة التي تعوّد أصحاب المهجر على إستقبال الخضر بها، وقد لا تكون تلك الخسارة السبب الوحيد الذي جعلهم يحجمون عن التنقل بأعداد غفيرة هذه المرة بل قد يكون توالي الهزائم سببا من بين الأسباب لاسيما أن الأمر يتعلق برابع هزيمة على التوالي والخامسة في السنة الحالية. طول المسافة عامل آخر وقد يكون لطول المسافة دور في إحجام أصحاب المهجر على التنقل بأعداد غفيرة إلى مقر تربص المنتخب الوطني بألمانيا، إذ أن الجزائريين في ألمانيا يقيمون كلهم تقريبا في العاصمة برلين أو مدينة ميونيخ، فيما لا توجد جالية كبيرة هنا في مدينة نورمبرغ التي تبعد عن فرانكفورت مثلا ب 200 كلم تقريبا. برودة الطقس والأجواء الماطرة حالا دون حضورهم في اليوم الأول كما أن تقلب الأحوال الجوية هنا قد يكون سببا من الأسباب التي حالت دون تنقل الأنصار إلى مقر تربص رفاق صايفي، لأن بداية التربص الثاني التحضيري للمونديال تزامنت وبرودة طقس شديدة فضلا عن أجواء ماطرة (مطر خفيف لكن السماء تمطر في كل وقت)، وهو ما يكون قد جعل الأنصار يحجمون أيضا عن زيارة “الخضر” وصنع الحدث في مكان التربص الذي لم يكسر أحد هدوءه حتى الآن. سطايفي وقسنطيني وعدد قليل أحدثوا “هول” في المنطقة ومع ذلك، فإن هناك من الأنصار من لا يمنعهم لا برد ولا ثلج ولا عمل عن زيارة المنتخب الوطني في صورة الثنائي الذي أتى من مدينة ستراسبورغ الفرنسية صبيحة أمس الثلاثاء، عبد الحليم حمادو (من سطيف) وقرام محمد بلال (من قسنطينة)، حيث شدا الرحال منذ الصبيحة من فرنسا إلى مدينة نورمبرغ وأحدثا رفقة بعض المناصرين الذين يقيمون في هذه المدينة أجواء رائعة كسرت ولو قليلا من الصمت الذي يخيم على المنطقة، سواء بمنبهات سياراتهم أو بالأغاني التي كانت تنبعث منها أو بتهافتهم على اللاعبين من أجل أخذ الصور معهم والحصول على أوتوغرافات على الأقمصة وغير ذلك، كما أن مجموعة أخرى من الأنصار أتت في الأمسية وصنعت أجواء فرجة في الملعب رغم قلتها بأغاني “الخضر” ومنبهات السيارات. صمت نورمبرغ سينكسر يوم المباراة وقد تمضي أيام “الخضر” هنا في مركز “هارزوغ بارك” الألماني في صمت وهدوء إلى غاية موعد المباراة الودية التي تنتظر المنتخب الوطني أمام المنتخب الإماراتي الشقيق يوم السبت القادم، حيث كشف لنا أحد الجزائريين الذين يقيمون هنا في ألمانيا منذ 30 سنة أن كل المهاجرين الجزائريين في ألمانيا يعتزمون الحضور بقوة يوم السبت القادم إلى الملعب من أجل مناصرة المنتخب الوطني وتشجيعه في آخر مباراة ودية تحضيرية قبل خوض نهائيات كأس العالم، وأضاف محدثنا أنّ عدد المناصرين سيكون قياسيا يومها، وهو ما يوحي بأن صمت هذه المنطقة سينكسر يوما قبل سفر الجزائر إلى بلد نيلسون مانديلا . ----------------------- ألمانيون تهافتوا على أخذ الصور مع لاعبي “الخضر” الظاهر أن حمى تهافت الأنصار على لاعبي المنتخب الوطني لم تعد مقتصرة على الجزائريين وهو ما وقفنا عليه في مركز “هاروزك بارك” حيث وجدنا العديد من الألمان في انتظار لاعبي “الخضر” لأخذ صور تذكارية معهم ولم يشترطوا اسما معينا من بين الأسماء، وهو الأمر الذي احتار له اللاعبون كثيرا لكنهم لم يقابلوه بأي شكل من أشكال الرفض وقابله الألمان بسرور وإعجاب شديدين. حصة أمس الصباحية كانت “تنس- بول” بعد الحصة الإحمائية التي جرت في الملعب الصغير لمركز “هارزوك بارك” تحت إشراف المحضر البدني، انتقل الجميع إلى الملعب الكبير التابع للمركز لإجراء حصة أخرى لكنها كانت مخصصة ل “تنس-بول”، وجرت في أجواء مفعمة بالحيوية بين اللاعبين تعكس المعنويات المرتفعة السائدة بالرغم من الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب الأيرلندي. سعدان قسّم الفريق إلى مجموعتين وقسّم سعدان عناصره إلى مجموعتين الأولى كانت مشكّلة من اللاعبين القدامى وأضاف لها الوافد الجديد رياض بودبوز والمجموعة الثانية كانت مشكّلة من الجدد وأضاف لها سعدان المحليين على غرار شاوشي، العيفاوي وڤاواوي واللاعب يبدة أيضا الذي قرّر أن يشارك مع الجدد وهذا منذ التحاقه بالمنتخب الوطني ليسهّل اندماجهم ويزيل عنهم الخجل بشكل كلي، وهو الدور الذي كان يقوم به كل من زاوي ورحو بالإضافة إلى الثلاثي الحالي من المحليين . بلعيد يُصاب ويُغادر الحصة التدريبية ما إن إكتمل التعداد وعاد كافة المصابين إلى أجواء التدريبات في صورة مطمور الذي تدرب لوحده أمس لفترة 45 دقيقة وبوڤرة الذي تدرب رفقة المجموعة بصفة عادية هو ومجاني، أو عنتر يحيى الذي أجرى صبيحة أمس حصة لتقوية العضلات، حتى عادت الإصابات لتطال لاعبي المنتخب الوطني من جديد حيث تعرض الوافد الجديد حبيب بلعيد إلى آلام حادة في العضلة المقربة جعلته يغادر الحصة التدريبية نصف ساعة بعد إنطلاقتها، حيث إلتحق مباشرة بالفندق دون أن يعود. الإصابة ليست خطيرة، لكنه يخضع لفحوص وحسب ما علمناه من أعضاء الطاقم الطبي، فإن الإصابة ليست خطيرة ولا تدعو إلى القلق وأن كل شيء سيتضح بعد الفحوص الطبية التي سيخضع لها، وكان اللاعب قد خضع إلى فحص أولي تأكد من خلاله معاناته من آلام فقط وليس من تمزق أو تشنج، وهو ما يعني أنه قد يكتفي بالغياب عن حصة أو حصتين قبل أن يعود إلى أجواء التدريبات. ------------------------- الموقع أوقف بيع التذاكر... مباراة الجزائر – الإمارات بشبابيك مغلقة ! صحيح أن عدد الأنصار الذين توافدوا على مركز “هارزوغ بارك” منذ وصول وفد المنتخب الوطني إلى مدينة “نورمبرغ” كان ضئيلا مقارنة بتلك الأعداد التي كانت تتوافد على “الخضر” في سويسرا، إلا أن المؤشرات توحي بأن ملعب “بلايبول” سيكون ممتلئا عن آخره سهرة السبت عندما يواجه المنتخب الوطني نظيره الإماراتي في ثاني مباراة ودية له تحسبا لنهائيات كأس العالم 2010. التذاكر بيعت عبر الأنترنت وحسب مصادر مطلعة هنا في ألمانيا، فإنّ الموقع المكلف ببيع تذاكر المباراة، أنهى عملية البيع منذ يومين، حيث نفذت الكمية التي طرحها، ما جعل عددا كبيرا من المناصرين يتنقلون إلى مقر إقامة المنتخب الوطني بحثا عن تذاكر تمكنهم من مشاهدة المباراة، غير أن آمالهم باءت بالفشل بعدما علموا من المسؤولين بأنها غير متوفرة. لا تذاكر تُباع في الشبابيك وحسب المعلومات التي وصلتنا، فإن المباراة ستلعب بشبابيك مغلقة بما أن التذاكر لن تطرح في شبابيك الملعب، وهو ما يفسح مجالا للتساؤل حول ما إذا كانت التذاكر قد بيعت كلها؟ أم أن الموقع المكلف بالبيع قد طرح كمية قليلة فقط ثم أوقف العملية، مع العلم أن الملعب يتسع ل 15 ألف و500 مقعد، فهل سيصل عدد الأنصار يوم السبت إلى 15 ألف مناصر؟