يصنع المنتخب الوطني الحدث أينما حلّ، ولم يخرج منتخبنا عن القاعدة أمس لدى وصوله إلى سويسرا أين وجد حشودا من الجالية الجزائرية المقيمة هناك في انتظاره في المطار.. حيث اصطفوا منذ الساعات الباكرة لنهار أمس أمام مطار “جنيف” وهم ينتظرون وصول لاعبي منتخبهم “المونديالي”، وظل الأنصار الذين اصطفوا أمام مخرج المطار يترقبون ظهور أي لاعب وهو يهم بالخروج للالتفاف حوله، وبينما هم مركزون فإذا بهم يلمحون المدرب الوطني رابح سعدان الذي كان أوّل من وصل إلى سويسرا من الوفد الجزائري وهو يتأهب لمغادرة المطار. انتظروا اللاعبين، فظهر سعدان وكان وصول الوفد الجزائري إلى سويسرا مجموعات مجموعات، مجموعة من الجزائر، وأخرى من ألمانيا وأخرى من فرنسا، وكل واحد من حيث أتى، والأمر نفسه بالنسبة لسعدان الذي جاء من مارسيليا أين زار وكما ذكرنا من قبل عائلته هناك، فكان أوّل من وصل أمس إلى المطار من الوفد الجزائري. نساء، أطفال، رجال وكهول كلهم لبى لهم طلباتهم ولكم أن تتصوّروا الطريقة التي استقبلت بها الجالية الجزائرية المدرب الوطني لدى وصوله، وحفاوة الإستقبال الذي حظي به سعدان من طرف كل الحاضرين هناك في المطار، حيث احتضنه الجميع بحرارة ورددوا عبارات: “جيش... شعب... معاك يا سعدان”، بل وتهافتوا عليه بأعداد كثيرة لالتقاط صور للذكرى معه، فلبى للجميع طلباتهم بصدر رحب، سواء النساء، الأطفال، الكهول أو كل جزائري حضر أمس لاستقبال “الخضر”، كما أخذ مع العديد من الأطفال بين صورة تذكارية. هرب بذكاء: “لقد وصل اللاعبون، هيا إليهم” ووسط تلك الحشود التي إلتفت حوله للحديث معه وإلتقاط صور للذكرى، وجد المدرب الوطني الذي بدا مرهقا صعوبات جمة في مغادرة المطار من أجل التوجه إلى “كرانس مونتانا”، فلجأ إلى حيلة تعكس خبرته الطويلة في التعامل مع مثل هذه الوضعيات، حيث قال للملتفين حوله: “لقد وصل اللاعبون منذ قليل فقط، فهيا لاستقبالهم لأن ذلك من شأنه أن يرفع معنوياتهم ويمنحهم الثقة قبل ما ينتظرنا من تحديات”، قبل أن ينصرف مسرعا رفقة عضو من أعضاء السفارة الجزائرية وعضو مكتب “الفاف” وليد صادي الذي قاده إلى السيارة التي خصصت لنقله إلى مكان التربص. L altitude لاحقته حتى في المطار وبينما كان يهم إلى الهروب عبر مصعد المطار رفقة عضو من أعضاء السفارة الجزائرية، قابلت سعدان أمام المصعد لافتة كبيرة مكتوب عليها L altitude“ “، وهي الكلمة التي اشتهر بها منذ سنوات الثمانينيات، وعادت للذاكرة هذه السنة عندما أصر على إجراء التربص في مرتفعات سويسرا، وها هي تلك الكلمة تستقبله هنا فور وصوله إلى المطار. يذكر أن سعدان لم يجد حرجا في أن نلتقط له صورة أمام تلك اللافتة وقال لنا بصريح العبارة: “أنتم لا تتركون شيئا إلا وأبديتم ملاحظات عليه”. “كل شيء تغيّر في عام ونصف وهذه هي النجومية” هذا، وقبل أن يغادر المطار ويتوجه إلى مركز التربص، كانت ل”الهدّاف“ دردشة مع المدرب الوطني، تطرقنا معه فيها إلى حفاوة الإستقبال التي خص بها من طرف تلك الحشود الغفيرة التي جاءت من أجله ومن أجل أشبال المنتخب الوطني، فقال لنا: “صراحة، الأمر من جهة كثير جدا بالنسبة لنا، لكن علينا أن نقبله لأن الناس كلها تتمنى أن تكون في مكاننا، وعلينا أن نتقبّل الوضع لا سيما وأنه يشرفنا كثيرا”، ليضيف: “سبحان الله في ظرف عام ونصف تغيّرت الأمور رأسا على عقب، وصرنا منتظرين أينما وصلنا وذهبنا، وهو أمر لم أكن شخصيا أتوقع أن يحدث، وهذه هي النجومية في الحقيقة وعلينا أن نقبل كل نتائجها”. “لن أتدرب في سويسرا ويكفي أن أدرّب اللاعبين” وقبل أن يغادرنا سعدان سألناه عن ما إذا كان سيستغل التواجد في مرتفعات سويسرا من أجل التدرب هو الآخر لإنقاص القليل من وزنه الذي زاد بعض الشيء، فأجابنا قائلا وهو يكاد ينفجر ضحكا: “يا أخي أنا متعب ولا يمكنني أن أتدرب ويكفي أن أدربهم للموعد الذي ينتظرنا لأن ذلك هو الأهم”. --------------------------------------------- المشجّعون انتظروا توافدا أكبر من اللاعبين كانت خيبة الأنصار شديدة وهم يرون سبعة لاعبين فقط ينزولون من الطائرة ويتوجهون إلى الحافلة التي أقلتهم إلى مكان التربص في “كرانس مونتانا“، حيث كان المشجعون ينتظرون تنقلا أكبر من جانب اللاعبين لكنهم سرعان ما اقتنعوا بما رأوه خاصة أنهم وجدوا خمسة لاعبين من التشكيلة التي شاركت في كأس أفريقيا الأخيرة وشاركوا في صنع فرحة الجزائريين في تصفيات المونديال مثل ڤاواوي، شاوشي ومطمور. منتخبات كبيرة ستجري تربصاتها في سويسرا لن يكون المنتخب الوطني الوحيد الذي سيجري تربصه في سويسرا، بل سيكون إلى جانبه منتخبات كبيرة، مثل كوت ديفوار، البرازيل والباراغواي، هذا المنتخب الأخير وصل سويسرا قبل الخضر بقرابة النصف ساعة، وكل هذه المنتخبات ستجري تربصاتها الإعدادية قبل التوجه إلى جنوب إفريقيا مطلع الشهر القادم. ويذكر أن “الهدّاف” تحدّثت بالتفصيل عن هذه المنتخبات في أعدادها السابقة. ------------------------------------------- مطمور: “بعد أن تزوجت سألعب المونديال براحة” طلّق اللاعب كريم مطمور عالم العزوبية الأحد الماضي حيث حلّ بالجزائر وعقد قرانه في أجواء مفعمة بالفرحة والسعادة، وأكد أنه أسعد عريس في تلك اللحظة وأنه سيدخل تربص “كرانس مونتانا“ بقوة. هل لنا أن نعرف الأسباب الحقيقية لتواجدك في الجزائر بداية هذا الأسبوع؟ جئت لعقد قراني حيث نظمت حفلة صغيرة رفقة العائلة في انتظار الحفل الكبير في القريب العاجل. ولماذا اخترت هذا الظرف بالذات لتطلّق عالم العزوبية؟ أردت الذهاب إلى كأس العالم براحة نفسية والتركيز على التحضيرات خلال التربص، صراحة منذ الأحد الماضي أصبحت أشعر بسعادة شديدة، إنها لحظات لا أستطيع التعبير عنها، حياتي الزوجية منحتني ما كنت أبحث عنه لذا تركيزي كله سيكون منصبا على كأس العالم. كيف عرفت زوجتك؟ أعذرني لا أريد أن أحكي مثل هذه الأمور في الجريدة، إنها أمور يجب أن لا تتعدانا نحن الإثنين، تعهدنا على ألا نتكلم في مثل هذه الأمور وأن تبقى بيننا، المهم أنني مقتنع باختياري وسأنطلق في التربص بطموحات كبيرة. هل زملاؤك “هبّلوك” لما طلقت عالم العزوبية؟ لا أبدا، الجميع هنّأني، هناك من حضر الحفل وهناك من اتصل بي عبر الهاتف من أجل تهنئتي. لنتحدث عن مستقبلك، نعرف أن الكثير من الفرق تريد خدماتك هل لنا أن نعرف ماذا يحدث لحد الآن؟ تركت كل شيء لوكيل أعمالي لأني لا أريد أن أشغل نفسي بهذه الأمور وأريد أن أضع كل تركيزي على المنتخب. هل نستطيع القول إن هذا الموسم هو الأخير لك في مونشنڤلادباخ؟ صعب قول هذا، أقول إن الأبواب ستبقى مفتوحة، بفضل هذا الفريق حققت بعض أهدافي، لكن مع مونشنڤلادباخ مررت أيضا بفترات صعبة، لذلك لا أغلق الأبواب نهائيا في وجه المدرب وأقول إنني إذا غادرت فسيكون ذلك بشروط. ما هي هذه الشروط؟ سأكون مع المجموعة بشكل عادي في الموسم المقبل، لكنني لن أرفض الذهاب إذا سمحوا لي بذلك، إذا كان هناك ناد يلبي رغباتي ويخدمني من الناحية المالية فلن أرفض، ولأكون صريحا معك سأنتظر العروض التي تصلني وسأدرسها براحة وبعدها سأرى. تربص الفريق الوطني يبدأ يوم السبت (الحوار أجري يوم الثلاثاء الماضي) واللاعبون سيلتحقون تباعا وليس في وقت واحد، ألا ترى أن هذا سيؤثر عليكم؟ أرى أنه يجب انتظار انتهاء التربص من أجل الحديث عن هذا الأمر، حاليا هذا الكلام مجرّد تخمين لذا أقول إنه لدينا شهر كامل لنُحضّر ونتجاوز كل العوائق... الطاقمان الفني والطبي سيكونان جاهزين من أجل الوقوف عند كل صغيرة وكبيرة والوقوف على مستوى وحالة كل واحد منا، وبعدها سيكون هناك برنامج عمل وفق مقاييس محددة، وعلينا انتظار عشية مباراة أيرلندا لنتحدث ولا أرى شيئا يدعو إلى القلق. هناك لاعبون جدد سيلتحقون بالتربص في “كرانس مونتانا“، هل ستساعدهم ليندمجوا مع المجموعة؟ أريد أن أقول لكم إنني لست من اللاعبين القدامى، عليّ أن أحترم لاعبين مثل منصوري وصايفي المتواجدين في المنتخب منذ أكثر من عشر سنوات، لذا أقول إن هؤلاء أقرب مني لمساعدة الجدد على التأقلم مع المجموعة، شخصيا أعرف ثلاثة من بينهم لذا لن يكون هناك مجال للتعارف. هل تتذكر أول تربص لك مع “الخضر“؟ أجل، كان ذلك في فيفري 2007 وكان تربصا سبق لقاء أمام ليبيا وكأنه كان أمس. وهل كان هناك من اللاعبين الحاليين من ساعدوك على التأقلم منذ البداية؟ أجل، الكل ساعدني لكن هناك ثلاثة لاعبين كان لهم فضل زائد وساعدوني كثيرا إنهم صايفي، منصوري وزياني، ولن أنسى لهم هذا. ---------------------------------------------------- ڤديورة وصل بمفرده في سا 17.15 كان اللاعب عدلان ڤديورة الوحيد من بين لاعبي المنتخب الوطني الذي قدم بمفرده إلى مطار جنيف السويسري، حيث استقلّ الطائرة القادمة من باريس إلى جنيف. وقد كان وصوله إلى المطار في الساعة 17.15. ولم يتمكن مسيرو الإتحادية من استقباله نظرا لانشغالاتهم العديدة، إلا أنهم خصصوا له سائق سويسري كان في انتظاره في بهو المطار حاملا لافتة مكتوب عليه اسم عدلان ڤديورة، بالإضافة إلى حمله للراية الوطنية، ولم يستغرق عدلان وقتا طويلا حتى يتعرف على هذا السائق الذي أخذه إلى مكان التربص في “كرانس مونتانا“. “أخشى إحراجكم، لكنني لا أريد الإدلاء بتصريحات” وقبل خروج ڤديورة من المطار لركوب السيارة التي كانت في انتظاره، وفي الوقت الذي كانت ينتظر حقيبته في البساط ‘أ' من مطار جنيف، اقتربنا منه وفور كشفنا عن هويتنا قابلنا بابتسامة عريضة وقال لنا بلباقة: “أنا أخشى إحراجكم، لكنني لا أريد الإدلاء بتصريحات فكما ترون فقد وصلت للتو وسألتحق بتربص المنتخب الوطني وكما تعلمون فأنا جديد في المنتخب ولا أريد الإدلاء بتصريحات في الوقت الراهن، ولكن سأتراجع عن ذلك أثناء تواجدنا في التربص”. وعن الابتسامة التي كانت بادية على محياه، فإن عدلان كان يبدو متشوقا لملاقاة رفاقه الجدد في المنتخب واكتشاف الأجواء التي سمع عنها كثيرا في أول مرة يلتحق فيها ب”الخضر“. “سعيد بتواجدي مع منتخب بلادي وكنت أنتظر هذه الدعوة بفارغ الصبر” على الرغم من أن ڤديورة فضّل عدم الإدلاء بأي تصريح للصحافة المكتوبة إلا أنه رضخ للأمر الواقع أمام التلفزيون الجزائري، حيث أدلى بتصريحات سريعة كانت على النحو التالي: “أنا سعيد بتواجدي مع منتخب بلادي ولا يخفى عنكم أنني كنت أنتظر هذه الدعوة بفارغ الصبر من طرف المدرب الوطني، وأنا متشوّق جدا لاكتشاف الأجواء في أول دعوة تقدم لي فهناك عدة لاعبين أعرفهم جيدا ومنذ مدة طويلة لم ألتقيهم وأنا مسرور لأكون معهم في المنتخب الوطني الذي يعتبر مفخرة لكل جزائري، وستكون لي الفرصة كذلك للحديث مع المدرب عن هذا التربص قبل الانطلاق في العمل الجاد والصارم الذي ينتظرنا طيلة هذا الشهر وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع”. ------------------------------------------------- منتخب الباراغواي وصل ساعة بعد “الخضر“ بعد وصول منتخبنا الوطني إلى مطار جنيف وبتواجدنا في بهوه سمعنا بعض الأصداء من مناصري منتخب الباراغواي أن منتخب بلادهم سيصل بعد ساعة من الزمن، وهو ما حدث بالضبط حيث حضر وفد الباراغواي هو الآخر من أجل إجراء تربصه التحضيري، الذي يسبق المونديال القادم، في سويسرا مثل منتخبنا الوطني. وقد عرف مطار جنيف حركة غير عادية بتواجد أنصار “الخضر“ إلى جانب أنصار منتخب الباراغواي من أمريكا الجنوبية. ريبيروس (لاعب منتخب الباراغواي): “بلحاج يملك مواصفات لاعبي أمريكا اللاتينية” وصل بعض لاعبي منتخب الباراغواي قبل الوفد، وكان من بين هؤلاء اللاعبين سانتا كروز وإلى جانبه لاعب غير معروف في الجزائر ويتعلق الأمر ب”ريبيروس“ الذي ينشط في الدوري الإنجليزي الممتاز وبالضبط في ساندرلاند، وبعدما اقتربنا منه وسألناه عن الجزائر اندهشنا بدرايته للطريقة التي تأهل بها منتخبنا الوطني حيث أكد لنا أنه تابع مبارياتنا أمام المنتخب المصري، وأضاف: “في المواجهتين اللتين جمعتكما بالمنتخب المصري كشفتم عن وجه مشرف للكرة الجزائرية من كل النواحي سواء الإرادة والشجاعة بالإضافة إلى الفنيات العالية لبعض الأسماء على غرار بلحاج الذي أعرفه جيدا في الدوري الإنجليزي والذي يقدم في مستويات عالية مع بورتسموث بفضل مهاراته الفنية، حيث تأكدت أنه يملك مواصفات اللاعبين في أمريكا اللاتينية... خلاصة القول، فإن الجزائر استحقت التأهل إلى المونديال ونتمنى لها مشاركة مشرفة ولم لا صنع المفاجأة مثلما نطمح إليه نحن كذلك”.