أسامة الملولي أو “القرش الأسمر”، سباح تونسي عالمي، هو أول عربي وأول إفريقي من الذكور في التاريخ يتحصل على ميدالية ذهبية أولمبية في رياضة السباحة وتحقق له ذلك في دورة بيكين 2008 في 1500 م. سباحة حرة، كما نال لقب بطولة العالم في 800 م. سنة 2007، لكنه سحب منه بعد أن أثبتت التحاليل أنه تناول مادة محظورة، إلتقيناه في ملعب رادس وطلبنا الحديث إليه فوافق دون تردّد. نحن صحفيون من الجزائر هل تسمح لنا بالحديث إليك قليلا؟ مرحبا بكم في بلدكم الثاني تونس، وأعتقد أنكم تستمتعون بالإقامة هنا، ومرحبا بأي أسئلة تطرحونها. بعد خيبة الأمل التي تعرض لها المنتخب التونسي وإقصائه من التأهل إلى كأس العالم، لم نكن نعتقد أننا سنجدك في الملعب؟ عندما يكون لي متّسع من الوقت، أستغل الفرصة وأحضر مباريات منتخب بلادي، الحظ لم يكن الى جانب المنتخب ووجدنا أنفسنا خارج كأس العالم بعد مشاركات متواصلة، وربما جاءت الفرصة لنعيد حساباتنا من جديد. ففي كؤوس العالم الأخيرة اكتفينا بالتعادلات والهزائم، ربما عندما نغيب عن مونديال 2010 نعود على أسس متينة، ولم لا ننطلق من قاعدة صلبة ونحقق الانتصارات في دورة البرازيل سنة 2014. وبالمناسبة لا نشعر أن تونس غائبة عن المونديال، لأن المنتخب الجزائري موجود وهو ممثلنا أيضا قبل أن يكون ممثل العرب بالنظر الى العلاقات الرائعة جدا التي تجمع الشعبين. هل تشعر بهذا الأمر فعلا، أم أنه كلام للمجاملة؟ (يضحك)... لا أعتقد أن تونسيا واحدا لا يريد أن يرى الجزائر تحقق إنتصارات، وشخصيا مع اقتراب المونديال صرت أشعر أنني جزائري وسأعيش المقابلات الثلاث في الدور الأول بقلبي وجوارحي، وبكل شيء، وأتمنى أن تكون هناك فرصة أخرى للعب مباريات إضافية وأن لا تتوقف الأمور عند أول دور. هل تعتقد أن الجزائر لها المستوى الذي يسمح لها بالبقاء في الدورة بعد نهاية الدور الأول؟ ما دام “الخضر” تأهلوا الى كأس العالم فلهم القدرة على بلوغ الدور الثاني، هذا أكيد، كما أنهم خلال التصفيات ظهروا بمستوى منتخب متكامل ومنسجم، ما مكنهم من التأهل على منتخب مصر القوي، صاحب الخبرة و3 كؤوس إفريقية متتالية، هو أمر وحده كاف للتأكيد أن الجزائر لها حظوظ. لكن في رأيي لا معنى لهذه الحظوظ عندما لا نؤمن بها اللاعبون الذين يجب أن يثقوا في قدراتهم ويتأكدوا أن لا شيء ينقصهم مقارنة بلاعبي إنجلترا وأمريكا وأن الجميع لهم مستوى واحد، ولكن هناك بعض التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق. مثل ماذا؟ يجب أن تجتهد على الميدان، وتحاول أن تصنع الحظ بيديك، تهاجم وتحصل على أكبر عدد من الركنيات أو الكرات الثابتة، ربما واحدة توضع داخل الشباك، وبجزئية صغيرة يمكن أن تصنع الفارق. تتحدث مثل المدربين؟ (يضحك)... ألست رياضيا؟ أنا أعشق كرة القدم وربما لو لم أكن سباحا محترفا لمارست كرة القدم، وربما لاحترفت في المستوى العالي. بصراحة، هل ناصرت الجزائر أم مصر في التصفيات؟ أنت تحاول وضعي في حرج، وأنا لا أريد أن أقول شيئا في هذا الأمر للمحافظة على علاقتي مع الجميع، لهذا أفضّل ترك كل شيء سرا. اللقاءات الودية ل “الخضر” كانت مخيّبة قبل كأس العالم، ما قولك؟ اللقاءات الودية ليست معيارا، فهي مناسبة لكل الفرق للتغيير وإقحام العناصر التي لا يعرفها المدرب، وشخصيا أعلم أن سعدان استقدم 6 أو 7 لاعبين جدد، وهي فرصة له للوقوف على إمكاناتهم ومن خلال ذلك يحكم إن كان هؤلاء اللاعبون يمكنهم اللعب في المقابلات الرسمية أم لا، لهذا لا تتشاءموا بخصوص اللقاءات الودية، وبإذن الله الأمور ستتغيّر في المواعيد الرسمية. تعيش في أمريكا وتحديدا في كاليفورنيا، كيف ينظر الأمريكان إلى المنتخب الجزائري؟ كرة القدم ليست أولى إهتمامات الأمريكان وأنتم تعرفون هذا، لكن في السنوات الأخيرة صار هناك إهتمام معتبر بهذه الرياضة خاصة مع النتائج الجيدة التي حققها المنتخب الأمريكي وتألقه حيث صار من بين أحسن 15 منتخبا في العالم حسب تصنيف “الفيفا”، كما أن الثبات في المستوى جعل جماهير المنتخب تزداد إهتماما وشغفا. وبخصوص المنتخب الجزائري فإنهم يرونه فريقا محترما، مكوّن من لاعبين يلعبون في أوروبا، كما يعلمون أنه قام بتصفيات ممتازة وما تواجده في كأس العالم إلا تحذير، صحيح أن هناك من يرى أن المنتخبين الأمريكي والإنجليزي الأقوى في المجموعة، لكن حذار من المفاجآت خاصة من الجزائر وسلوفينيا وفي رأيي لاعبو منتخب أمريكا يدركون هذا الأمر جيدا ولن ينخدعوا بالتخمينات وما يدور هنا وهناك لأنهم أيضا محترفون. ما هو تكهنك بخصوص مقابلة الجزائر - أمريكا؟ أتمنى التوفيق للمنتخب الجزائري وهو قادر على الفوز. ومقابلة انجلترا، كيف تنظر إليها؟ صعبة جدا وعلى الطرفين، الإنجليز إذا كانوا واقعيين يمكنهم تحقيق الفوز وهذا أمر عادي، وحتى وإن خسر المنتخب الجزائري فإن أمر لا يقلل من قيمة المنتخب هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا حاول المنتخب الإنجليزي الإستعراض أو اعتقد لاعبوه أن المهمة سهلة فهذا ما سيعرضهم إلى مفاجأة، كل شيء مرتبط بطريقة تعامل زملاء واين روني مع المقابلة. من يعجبك من لاعبي “الخضر”؟ تعرف ماذا يعجبني في الجزائر؟ إنه الانسجام الرائع، والمجموعة التي تشتغل جماعيا، كل لاعب يقدم للفريق، ليس هناك لاعب يحب أن يظهر على حساب البقية، لهذا أقول لك إن كل اللاعبين يعجبونني. ما هي أهم نقاط القوة التي تراها في المنتخب الوطني، وما هي نقاط الضعف التي سجلتها؟ تعجبني الفرديات التي تدخل في النهاية في إطار جماعي، بالإضافة الى الروح القتالية وحب الفوز، ونحن نعرف أن الجزائريين عندهم “القلب” ويُبللون أقمصتهم. ما لا يعجبني ربما عدم استقرار المستوى، حيث يظهر المنتخب كل مرة بطريقة مختلفة، ما يبعث على القلق، لكن في اعتقادي في كأس العالم ستكون التحفيز الضروري. نعرف أنك بطل عالمي، كيف يمكننا نحن العرب الحصول على ألقاب وفي مختلف الرياضات وتحديدا كرة القدم؟ هم ليسوا أفضل منا في شيء، ربما في الإمكانات فقط، أما الموهبة فإنها تنمو مع كل إنسان. يجب أن لا نقلّل من قيمتنا أو نضع أنفسنا في موضع الاحتقار أمام الأوروبيين أو الأمريكان، وقد وضعت هذه القاعدة في ذهني أنه لا يوجد إنسان فوق العادة فطبّقتها وحصلت بها على ألقاب عالمية يحلم بها كل إنسان. كلنا قادرون على تحقيق ذاتنا وما علينا إلا العمل، عندما نؤمن بهذه القاعدة ونصدقها حقيقة ونعتبر أنفسنا في نفس درجتهم يمكننا تحقيق ألقاب عالمية حتى في كرة القدم. ماذا تقول للجمهور الجزائري؟ الجمهور الجزائري عزيز على قلبي كثيرا لأننا بمثابة شعب واحد، وتأكدوا أن 10 ملايين تونسي سيكونون خلفكم مثلما سبق أن ناصروا الجزائر بمنتخباتها وفرقها وربما أكثر. وكما أشرت من قبل نحن التونسيون صرنا نشعر بإنتماء جزائري أكثر من أي وقت مضى، سأتابعكم في كأس العالم وأناصركم وأتمنى لكم التوفيق ولم لا الوصول إلى أبعد دور ممكن، وسلّموا لي على كل الجزائريين دون استثناء.