الجزائري أمورا كثيرة تعلقت بماضيه، حاضره وتطلعاته المستقبلية، كما فتحت الجريدة الشهيرة باب نقاش المنتخب الوطني وانعكاسه على النجم المتألق في سماء “الليغا".. نشرت يومية “سوبر ديبورتي" الإسبانية حوارا مطولا مع سفيان فغولي، تناولت فيه مع الدولي وأظهر فغولي في حديثه عن “الخضر" مشاعر تتجاوز حد القناعة باختياره تمثيل وطن أجداده، حيث أكد انبهاره بما شاهده من الجزائريين العاشقين ألوان بلدهم حتى النخاع، كما كشف عن بعض الرؤى الشخصية التي وقف عليها منذ تدعيمه صفوف المنتخب الوطني، وتطلعه ليكون أفضل مستقبلا من أجل الجزائريين لما قال: “الناس في الجزائر يحبونني وأنا لن أدخر جهدا، كي أتطور وأسعدهم أكثر". “بلدي يتنفس كرة القدم والأجواء فيه لا مثيل لها“ وبدأ فغولي حديثه عن “الخضر" من المحطة الأولى، والحديث هنا عن توجيه الدعوة له لتربص العاصمة قبل لعب أول تحد رسمي في أدغال إفريقيا، حيث قال: “في أول دعوة تلقيتها لم أتمكن من المشاركة بسبب الإصابة (لقاء تونس الودي)، أول مشاركة لي كانت أمام غامبيا في تصفيات كأس إفريقيا للأمم، كانت أجواء لا تطاق هناك لكننا فزنا وقد سجلت هدفا، تلك المباراة لن تمحى من ذاكرتي"، وتابع فغولي متحدثا بانبهار عما وقف عليه من أجواء في الجزائر، حيث قال: “بلدي يتنفس كرة القدم، بصراحة ما يحدث في الجزائر عندما يلعب المنتخب أمر لا يصدق ولم يسبق لي أن شاهدته في حياتي، لقد عشت هناك أجواء لا تصدق واقشعر لها بدني". “عندما تلعب هناك تشعر أنك لن تخسر لأن البلد كله وراءك" وسئل فغولي عن أكثر أمر فاجأه عندما لعب أول مباراة له في بلده، فلم يتردد بالحديث عن الأجواء التي عاشها بملعب مصطفى تشاكر أمام رواندا قائلا: “لما ندخل المباريات هناك نشعر أننا لن نخسر أبدا، تحس أن بلدا كاملا يقف وراءك"، وتابع قائلا عن النقاط التي وقف عليها في تجربته الدولية: “عندما نفوز أو نلعب لقاء كبيرا فالأجواء هناك تصبح أقرب إلى الخيال، لحظات رائعة تلك التي عشتها في تجربتي مع منتخب بلدي حتى الآن“. “التواضع والتلاحم بين المحترفين والمحليين مصدر قوتنا" توجد صورة سلبية عن العلاقات وسط المنتخبات الإفريقية يبدو أنها انطبعت لدى الإسبان، غير أن فغولي صححها بالنسبة ل"الخضر"، حيث سئل عن إمكانية وجود شرخ بين اللاعبين الناشطين في أوروبا وزملائهم المحليين، فرد قائلا: “نحن نشكل مجموعة واحدة والمساواة بين جميع اللاعبين موجودة، الكل متواضع ولا تحس بأي فرق بين لاعب وآخر، هذا هو مصدر قوتنا وصلابتنا في منتخب الجزائر.. الأجواء داخل المنتخب مميزة جدا وذلك يظهر في المباريات". وأكد فغولي أنه يتلقى طلبات على قميص “فالنسياط عندما يحل بالجزائر وهو يستقبل ذلك بكل ود. “عطلتي الصيفية كانت الأفضل على الإطلاق بسبب الجزائر" وكشف فغولي أنه عاش عطلة صيفية ملؤها الراحة النفسية والسعادة، والسبب راجع إلى موسمه الكبير على الصعيدين الشخصي والجماعي مع “فالنسيا“، وخاصة لحمله ألوان منتخب بلاده رغم أن مشاركته مع “الخضر" اقتطعت جزءا كبيرا من عطلته، حيث صرح قائلا: “أكيد كانت عطلتي جيدة، لقد حققت هدفي السابق المسطر بأن ألعب أكبر عدد ممكن من المباريات مع فالنسيا وقد فعلت، لقد مكنني ذلك من أن أخطف مكانة ضمن صفوف منتخب بلدي وهذا الأمر مهم جدا بالنسبة لي". “فغولي ليس نفسه الذي قدم قبل سنتين إلى فالنسيا وطموحاتي كبرت" إلى جانب ملف “الخضر"، تحدث فغولي مطولا عن فريقه فالنسيا، حيث بدا صاحب 23 عاما أكبر وأنضج بكثير من الذي انتقل في صفقة حرة إلى الخفافيش، حيث قال في سرد مختصر لمسيرته في “فالنسيا“: “تلقيت خطابا طموحا وإيجابيا يوم وصلت إلى فالنسيا، قررت حينها أن ارفع التحدي وأختار هذا الفريق، الأمر كان صعبا حينها في ظل وجود لاعبين ممتازين وعالميين ك خواكين، لكنني حاولت جاهدا رفع مستواي وها أنا اليوم راض عن نفسي، فغولي الحالي ليس ذلك الذي قدم قبل سنتين، حاليا أشعر أني أقوى بدنيا وأفضل". “جاهز لموسم كبير ولمنافسة الريال والبارصا إلى آخر رمق" وأكد النجم الجزائري مدى تحمسه لأداء موسم كبير، خاصة أن كل شيء متوفر في “فالنسيا“ صاحب المركز الثالث في البطولة الإسبانية الموسم الماضي، وقد حدد فغولي بعض الأهداف التي يسعى لتحقيقها الموسم الداخل، يبقى أهمها المحافظة على مكانته لاعبا أساسيا، حيث قال: “هدفي هو لعب أكبر عدد من المباريات ونيل رضا مدربي، ثم التطلع قدما للأفضل، كرة القدم تستدعي التفكير في تحسين الأمور إلى أبعد الحدود، فمثلا في كأس ملك إسبانيا نسعى لبلوغ النهائي، في رابطة الأبطال نريد تحقيق نتائج أفضل بكثير من التي حققناها الموسم الماضي، أما في الليغا فسننافس ريال مدريد وبرشلونة بضراوة ولن نسلم بسهولة". “لو كان الأمر بيدي أريد أن أبقى في فالنسيا والليغا 10 سنوات" يعتبر ملف تجديد فغولي مع “النسيا“ من أهم القضايا لدى الإعلام المقرب من النادي، لذا سألته “سوبر ديبورتي" عن مدى قبوله الفكرة التي لم يتم تفعيلها بعد، ليكون رد فغولي صريحا بقوله: “أنا هنا في فالنسيا مرتاح إلى أقصى حد، كل شيء متوفر، بنية تحتية رائعة، أجواء داخلية تساعد على العمل، طاقم طبي على أعلى مستوى... هذه الأمور مكنتنا من احتلال المركز الثالث في إسبانيا، وأنا من جانبي جاهز للبقاء هنا 10 سنوات"، وأعلن فغولي أيضا تمسكه باللعب في إسبانيا رغم اعترافه بأن البطولة الإنجليزية قوية جدا، علما أن أندية من هناك أبدت اهتمامها به. “سعيد برضا والدتي وهذه هي أحلام فغولي غير المحدودة" وأظهر فغولي في ختام حديثه مع “سوبر ديبورتي" فخرا شديدا، وهو يروي كيف تستقبل والدته تألقه من أسبوع إلى آخر، فهي سعيدة جدا بما يفعله ابنها، قبل أي يضيف قائلا: “أحاول أن أكون أفضل من أجلها أيضا، سأبذل أقصى مجهود وسقف حدود أحلامي غير موجود"، أما عن أحلامه المسطرة حاليا، فقال: “أريد أن أحقق لقب رابطة أبطال أوروبا يوما ما، ولن أدخر جهدا كي أكون ضمن خيرة ما أنجبته كرة القدم في العالم". يونس خ