عرفت قضية الشابين التونسيين اللذين هددا بالإعتداء على لاعبي شباب بلوزداد تطورات جديدة، بعدما تماديا في سب الجزائر دولة وشعبا، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بسبب الهستيريا التي بلغت الشابين التونسيين اللذين توعدا اللاعبين وأرادوا الدخول في شجار معهم، الأمر الذي دفع البعثة البلوزدادية بإيقاف التربص ومغادرة الفندق حفاظا على سلامة اللاعبين. التونسيان جلبا الشرطة على طريقة "ضربني وبكى، سبقني واشتكى" ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد لأن التونسيين توجها مباشرة إلى مركز الشرطة وقدما شكوى ضد لاعبي الشباب، بحجة أنهم تعرضا إلى اعتداء من لاعبي الشباب على طريقة المثل القائل "ضربني وابكى سبقني واشتكى"، فالجميع شاهد كيف أن أحد التونسيين قام باستفزاز اللاعبين على غرار أوسرير الذي رد عليه بهدوء وغادر، قبل أن يستفز البقية على غرار نايلي، ليأتي التونسي الآخر الذي شرع في شتمه وشتم الجزائر والجزائريين، وهي القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت الحابل يختلط بالنابل. البعثة البلوزدادية احتجت وقررت اللجوء إلى السفارة الجزائرية وأمام تدخل رجال الشرطة الذين طلبوا توضيحات من الشباب في وقت طالب الشابان التونسيان باعتقال بعض لاعبي الشباب الذين كانوا حاضرين أثناء الحادثة، لم يتمكن أبناء العقيبة من إخفاء أعصابهم لتنفلت الأمور من جديد. وأمام حضور الشرطة للفندق في وقت كان اللاعبون بصدد تناول وجبة العشاء وتصاعد الأمور، رفضت البعثة البلوزدادية أي تحقيق إلا بحضور السفارة الجزائرية وهددت بالإتصال بالسفير الجزائري في تونس، حتى أن بعض اللاعبين طالبوا من الأمين العام للفريق جمال حدوش ذلك وهو ما نقله للشرطة التونسية. وحسب ما أكده لنا المدرب الإيطالي آرينا، فإنه أخطر المسيرين في الجزائر وقرروا بدورهم اللجوء إلى السفارة الجزائرية التي ستتكفل بالموضوع. إدارة فندق رفعت شكوى ضد التونسيين بعد شجار آخر لهما لكن الأوضاع تطورت من جديد لأن الشابين سرعان ما دخلا في عراك آخر قرب المسبح في وقت كان اللاعبون يتناولون وجبة العشاء، وهو ما جعل الأمور تتضح أكثر حول المتسبب في المشاكل بعدما حاولا إلصاق التهمة في لاعبي الشباب. وأمام هذه الوضعية، سارعت إدارة الفندق في رفع شكوى ضدهما إلى الشرطة التي قامت باقتيادهما إلى مركزها من أجل التحقيق معهما، بعدما أدركت إدارة الفندق أنهما سيؤثران في سمعة المكان وجعلت المقيمين يغادرون المسبح بسبب الكلام البذيء الذي تلفظوا به، وحتى الأجانب الذين شعروا بالقلق من الشجار. حدوش رفع شكوى ضدهما والشرطة وعدت بالحماية وقام محافظ الشرطة قبل اعتقال الشاب التونسي بالتعرف على صورته الذي يبدو أنه كانت له سوابق، لأن الشرطة تعرفت على اسمه من أول وهلة، لتطلب من الأمين العام للشباب ومسؤول البعثة جمال حدوش التنقل إلى مركز الشرطة في حدود الساعة التاسعة ونصف لملء محضر بحق الشابين، خاصة الذي كان السباق في استفزاز اللاعبين. وتشير المعلومات التي بحوزتنا أن الشابين وجهت لهما عدة تهم، على غرار إزعاج المقيمين في الفندق، الشتم علنا وتهم أخرى، قبل أن يؤكد محافظ الشرطة أنه سيعمل على توفير الحماية للاعبين والمقيمين في الفندق. أرينا هدد بإلغاء التربص ومدير الفندق طمأنه وكان مدرب الشباب أرينا قد حضر في نهاية الأحداث، شأنه شأن بعض اللاعبين الذين كانوا موجودين في غرفهم وتفاجؤوا عند سماعهم ما حدث، وبمجرد أن علم الإيطالي بما حدث طالب بتوفير الحماية للاعبيه في الفندق، وإلا سيضطر إلى إيقاف التربص والعودة إلى الجزائر إذا كان الفندق غير قادر على توفير الحماية للاعبيه. إلا أن مدير الفندق سرعان ما تدخل وتحدث مع البعثة البلوزدادية، وأكد لهم أن ما حدث لن يتكرر وبأنها حالة عرضية لبعض الشباب الطائش لا غير، وسرعان ما عاد الهدوء إلى الفندق وأراح البلوزداديين كثيرا. شقيق الشاب اعتذر أمس واللاعبون أكدوا أنهم لا يكنون ضغينة له وفي الوقت الذي كان يتأهب الفريق للتنقل إلى برج السدرية لإجراء حصة تدريبية صبيحة أمس، توجه شاب إلى اللاعبين وقدم نفسه على أنه شقيق الشاب الذي أحدث الضجة وتسبب في المشاكل، ولم يتردد في تقديم اعتذاره من الجميع وبأن شقيقه لم يكن يقصد الإساءة وطلب من الجميع أن يطوي الصفحة. بدورهم أبدى اللاعبون تعاطفا مع شقيق الشاب الذي بدا خجلا من تصرف شقيقه، لكنهم أكدوا له أنه تمادى في شتمهم وشتم كل الجزائريين رفقة صديق له، قبل أن يؤكدوا له أنهم لا يكنون به ضغينة ومستعدون لتجاوز الأحداث. الهدوء عاد والعلامة الكاملة لعمال الفندق وعاد الهدوء إلى فندق الزهرة من جديد بفضل تدخل إدارة الفندق التي عرفت كيف تسيطر على الوضع عقب اتصالها بالشرطة التي اعتقلت المتسبب في الفوضى، وطمأنت الجميع خاصة اللاعبين الذين شعروا بالإرتياح أمس واستيقظوا مبكرا. وهنا يستحق عمال فندق "الزهرة" العلامة الكاملة بعدما تدخلوا في الوقت المناسب لتهدئة الأمور وإبعاد الشابين التونسيين قبل أن تتفاقم الأمور. ---- نايلي يخضع لعلاج مكثف وغاب عن حصة أمس الصباحية مثلما أشرنا في عدد أمس حول إصابة اللاعب بلال نايلي في الحصة التدريبية التي جرت أمسية أول أمس في برج السدرية على مستوى الكاحل، اضطر وسط ميدان الشباب للغياب عن الحصة الصباحية التي جرت في برج السدرية بسبب إصابة، بعدما نصحه مدلك الفريق ابرهيم عمرات بالبقاء في الفندق ومواصلة العلاج لكي يتفادى الإصابة التي يعاني منها منذ تدريبات في الجزائر وعاودته بسبب سوء أرضية الميدان. أجرى حصة تدليك في المسبح وكان نايلي قد توقف عن التدريبات في حصة أول أمس بعدما شعر بآلام في الكاحل، ليضطر للجلوس على هامش أرضية الميدان لتلقي العلاج من طرف ممرض الفريق كمال بن حسان، والذي قام بحقنه في السهرة من أجل تخفيف الآلام التي عانى منها. وقبل الحقنة طلب المدلك عمرات من نايلي التوجه إلى المسبح ليس من أجل السباحة رفقة بقية اللاعبين، بل من أجل القيام بحصة تدليك في المسبح بهدف التخلص من الإصابة، وهو ما ساعد اللاعب على تجاوزها نوعا لولا ما حدث في المسبح بعد استفزاز التونسيين له ولزملائه. إصابته قد تأخذ قليلا من الوقت وعودته بيد الطبيب واضطر نايلي للغياب عن الحصة الصباحية التي جرت أمس بسبب الإصابة، إلا أن عودته في الأمسية لم تكن مؤكدة حتى أن الطاقم الطبي طلب منه التريث قبل العودة إلى التدريبات من جديد. وحتى نايلي أكد في حديثنا معه أنه لا يدري إن كان سيشارك في التدريبات بسبب الإصابة ولكي يتفادى أن تتفاقم الإصابة، في وقت المنافسة اشتدت في وسط الميدان خاصة، إلا أنه بدا لنا بمعنويات ممتازة وأكد أنه سيعمل ما في وسعه لكي يعود إلى التدريبات. --- نايلي: "الشخص الذي شتمنا لا يمثل التوانسة ولم نغفر له تطاوله على الجزائر" "إصابتي ليست خطيرة وأعد الأنصار بوجه مغاير هذا الموسم" كيف حالك بعد الحادثة التي وقعت مع التونسيين اللذين تطاولا عليكما؟ كل شيء على ما يرام ولو أنه فعلا لعبا على أعصابي من خلال لهجة حديثهما معنا، فقد شرعا في استفزازنا في بداية الأمر ولم نشأ الرد عليهما، لكنهما تماديا بعدما أسمعانا شتى أنواع الشتائم، لكن طفح الكيل عندما تطاول على الجزائر والجزائريين وحتى الرئيس بوتفليقة ولم نكن لنغفر له هذا الأمر، وعلى كل حال "دا حقو" ويبقى الأكيد أنه لا يمثل التوانسة والشعب التونسي الشقيق. نتحول إلى الإصابة التي تعرضت لها في حصة التدريبية، كيف تشعر في الوقت الحالي؟ الإصابة لست جديدة بل تعود إلى التدريبات في الجزائر، وحينها أصبت في الكاحل وعاودتني من جديد في المباراة الودية التي جمعتنا باتحاد الحراش عندما تعرضت إلى إصابة، لكن في الحصة التدريبية أصبت من جديد وربما أرضية الميدان ساهمت في ذلك لأنها كانت صعبة نوعا ما، وهو ما أثر علي ولم أتمكن من مواصلة التدريبات. خضعت لعلاج مكثف، كيف تشعر الآن؟ أشعر بتحسن بعد العلاج الذي خضعت له من الطاقم الطبي وخفت الآلام التي كنت أشعر بها، لكن لا يمكنني المشاركة في الحصة التدريبية الصباحية اليوم (يقصد أمس) لأنني أفضل مواصلة العلاج حتى لا تتفاقم الإصابة، وسأكون مستعدا للعودة إلى التدريبات في الحصة المسائية وأواصل التحضيرات بشكل عادي لأنها ليست خطيرة وبإمكاني العودة إلى التحضيرات. الفريق أجرى أول حصصه التدريبية، كيف كانت بداية التربص؟ الحصة التدريبية الأولى جرت في أجواء ممتازة وشرعنا قي العمل والتحضيرات بصفة عادية، وسنعمل ما في وسعنا لكي نستغل التربص لصالحنا لمواصلة العمل الذي قمنا به في الجزائر، فاللاعبون تدربوا بشكل عاد ونتمنى المواصلة على هذا المنوال. نتحدث عنك قليلا، ربما الكثيرون قالوا أن نايلي دخل الموسم بقوة، ما تعليقك؟ أنا أحاول أن أقدم أفضل ما لدي في التدريبات لكي أكون في المستوى سواء في التدريبات أو المباريات الودية والطاقم الفني يشاهد ما أقوم به، وأطمح هذا الموسم إلى تقديم مردود كبير ومستوى أفضل ومعنوياتي مرتفعة ولن أدخر جهدا في سبيل ذلك. لكن البعض يتحدث عن وجه مغاير لك في المباريات الودية، ماذا تقول؟ ربما لأنني انسجمت مع الفريق الموسم أفضل من الموسم الماضي ووجدت معالمي في الفريق، وربما هذا ما ساعدني على العودة بوجه مقبول في التدريبات، ولا ننسى أن الموسم الماضي تأثرت أيضا بالمنصب الذي لعبت فيه بين ظهير أيمن ووسط ميدان وفي كل مرة يتغير مدرب ويأتي مدرب جديد يغير منصبي الذي ألعب فيه، وأتمنى هذا الموسم أن يكون الأمر مغايرا وأقدم موسما في المستوى. خلال الموسم الماضي أعاب الجميع عليك البطاقات الصفراء الكثيرة، على غرار نهائي كأس الجمهورية حين تلقيت بطاقة بعد ربع ساعة فقط، ما تعليقك؟ البعض يتحدث حول البطاقة الصفراء التي أتلقاها في المباريات، لكن عليهم أن يدركوا أني ألعب في منصب حساس للغاية ويتطلب مني الحضور البدني في ظل المباريات التي ألعبها مع الفريق ويجب أن أوقف اللعب مهما كان الأمر، وهذا يكلفني بطاقة صفراء في غالب الأحيان، إضافة إلى الحكام الذين يضعون اللاعب في أذهانهم بأنه يلعب باندفاع بدني يتلقى بطاقات صفراء، وهو ما حدث معي في نهائي كأس الجمهورية عندما أشهر الحكم بطاقة صفراء مجانية في وجهي لم أكن أستحقها. هل سيكون الموسم المقبل موسم بلال نايلي؟ أتمنى ذلك لأنني أريد تقديم موسم في المستوى وأعوض ما فاتني الموسم الماضي، وأتمنى تفادي الإصابات التي من شأنها أن تخلط علي الأمور، وسأستغل التربص التحضيري لمصلحتي لكي أستعيد كل إمكاناتي، أعلم أن البعض انتقد أدائي الموسم الماضي، لكن على الأنصار أن يتفهموا حالة كل لاعب، فاليوم ربما لا ينال إعجابهم وغدا العكس يقنعهم وأطلب من الأنصار التحلي بالصبر. تلعب في التشكيلة التي يقال أنها المثالية في وقت يشهد وسط الميدان منافسة شديدة، فهل أنت جاهز لها؟ بكل تأكيد أنا جاهز للمنافسة التي تبقى أمرا عاديا في كل الفرق، ويجب أن أستغلها لمصلحتي لكي أطور إمكاناتي وأنال مكانتي في الفريق، فربما ألعب في التشكيلة التي يقال أنها الأساسية لكن لا شيء محسوم حتى الآن والجميع يتنافس لكي يلعب، وهذا سيصب في مصلحة الفريق، ولا ننسى أننا سنلعب على عدة جبهات والفريق في حاجة ماسة إلى كل اللاعبين لكي يكونوا على أهبة الإستعداد، والجميع سيكون أمام فرصة المشاركة في المباريات الأساسية. ماذا تقول للأنصار الذين يتوقعون منك موسما أفضل؟ ما يمكنني قوله لهم أننا نحضر لكي نقدم موسما يليق بالفريق وننسيهم تضييع لقبي البطولة والكأس الموسم الماضي، وبدوري سأبذل كل ما في وسعي لكي أكون عند حسن ظنهم بي.