تعتبر فترة بداية الموسم وتحديدا شهري أوت وسبتمبر الأعقد بالنسبة لمدربي المنتخبات الوطنية، وهو أمر يعرفه جيدا الناخبون مثلما يعرفه حليلوزيتش، الذي يدرك أن المباراة القادمة يوم 9 سبتمبر الداخل أمام ليبيا لن تكون سهلة بالنظر إلى الظروف التي ستلعب فيها، حيث يعاني أغلب اللاعبين من نقص المنافسة، ومنهم من لم يجد حتى فريقا إلى حد الساعة.. وهو أمر سيجعل مواجهة ليبيا في الدارالبيضاء المغربية أكثر صعوبة، وتؤكد المعطيات التاريخية أن "الخضر" دائما ما يجدون صعوبة كبيرة في شهر سبتمبر، وهو ما استنتجناه من خلال العودة إلى أرشيف 10 سنوات الأخيرة في 14 مباراة لعبت في هذا الشهر منذ 2002 إلى غاية لقاء تنزانيا العام الماضي. سعدان حذّر من شهر سبتمبر وأبعد خلاله قبل مباراة تنزانيا في إطار تصفيات كأس إفريقيا 2012 التي جرت يوم 3 سبتمبر 2010، قال الناخب الأسبق رابح سعدان إنه متخوف كثيرا منها ومن المواجهات التي تلعب خلال هذا الشهر ككل، رغم أن الأمور كانت تبدو سهلة في ملعب تشاكر إلا أن رفقاء ڤديورة صاحب الهدف الوحيد تعثروا واكتفوا بالتعادل (1-1)، وهي المباراة التي غادر بعدها سعدان العارضة الفنية ل "الخضر" بعد 3 سنوات، بينما بقي الرجل في كل مرة يؤكد أن المباريات التي تلعب خلال هذا الشهر تعد صعبة للغاية، بسبب صعوبة اختيار اللاعبين الذين يشاركون فيها فضلا عن عدم جاهزية أغلبهم، الأمر الذي ترتب عنه تسجيل نتائج متواضعة ل "الخضر" خلال المواجهات التي لعبت خلال شهر سبتمبر سواء داخل الجزائر أو خارجها. كارثتا الغابون ونيجيريا عامي 2004 و2005 كانتا في سبتمبر من منا لا يتذكر هزيمة "الخضر" التاريخية في عنابة بثلاثية نظيفة أمام منتخب الغابون المتواضع وقتها، تلك المباراة لعبت خلال شهر سبتمبر 2004 وشارك فيها عدد من المحترفين، وكانت في إطار التصفيات المزدوجة 2006 التي أدت برحيل المدرب البلجيكي "روبرت واسياج" الذي عين 4 أشهر قبل ذلك، خاصة أن الضربة كانت موجعة وتسببت في غليان شعبي وإعلامي واسع، هزيمة أخرى في الجزائر لا تقل عنها مني بها "الخضر" كانت عام 2005 على أرضية ميدانهم عاما بعد ذلك بملعب زبانة، وتدخل في إطار المنافسة نفسها (تصفيات كأسي العالم وإفريقيا في ألمانيا ومصر على التوالي) وانهزم المنتخب الوطني على ميدانه بنتيجة ثقيلة أمام نيجريا (2-5)، في لقاء قاد فيه "الخضر" على دكة البدلاء الناخب مزيان إيغيل، وشارك فيه العديد من المحترفين على غرار بلحاج، منصوري، بوڤرة، مادوني، زياني وماموني. نتائج متواضعة وفوز واحد خارج الديار كان قبل 10 سنوات وعن المباريات التي لعبها "الخضر" خلال شهر سبتمبر، فإنهم كانوا يجدون صعوبات كبيرة في الفوز، كما حصل أمام زامبيا في 2009 بصعوبة وبهدف يتيم، وقبلها بعام أمام السنغال بنتيجة 3-2 وفي اللحظات الأخيرة من المواجهة، وبخصوص المباريات الرسمية لعب "الخضر" 4 لقاءات خارج أرضهم فازوا مرة واحدة خلال شهر سبتمبر، كان ذلك يوم 7 سبتمبر 2002 أي قبل 10 سنوات أمام منتخب ناميبيا بهدف لصفر، في إطار تصفيات كأس إفريقيا 2004 وتحت إشراف الناخب المحلي حميد زوبة. مباراة واحدة يوم 9 سبتمبر انتهت بالإقصاء من كأس إفريقيا 2008! وبخصوص يوم 9 سبتمبر الذي ستجري فيه مباراة ليبيا، فإن "الخضر" في 10 سنوات الأخيرة لعبوا مرة واحدة في هذا التاريخ، وكان ذلك سنة 2007 أمام منتخب غامبيا على أرضية ميدانه وانتهت المواجهة بانتصار العقارب بنتيجة (2-1)، وهي الخسارة التي أدت إلى إقالة المدرب الفرنسي "جون ميشال كافالي" بما أنه لم يتمكن من تحقيق الهدف المتمثل في التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم، وبالتالي فإن ملخص الكلام أدت مواجهات هذا الشهر إلى رحيل عدة ناخبين على غرار "واسياج"، "كافالي" وسعدان، فيما يأمل حليلوزيتش أن ينجح في تجاوز هذا المنعرج الصعب بنجاح، خاصة أنه يملك الأسلحة اللازمة لتجاوزه، وهو الذي نجح في أول مباراة له مع المنتخب الوطني يوم 3 سبتمبر 2011 في تفادي الهزيمة في تنزانيا.