من دون شك، كانت أولى مغامرات النخبة الوطنية تحت قيادة البوسني وحيد حليلوزيتش سلبية في ظاهرها كون "الخضر" رسّموا إقصائهم من التأهل إلى أمم إفريقيا 2012، لأنها حملت إقصاء "الخضر" بنسبة كبيرة جدا، لكن لا يمكن الحكم على... مدرب باريس سان جرمان لأنه جاء في فترة إنتقالية والهدف سيكون كأس إفريقيا 2013 ومونديال 2014، وعند النظر لحصيلة المدربين الأجانب السابقين، فإننا نلاحظ أنّ الأغلبية بدؤوا بقوة مع "الخضر"، إلاّ أنّ نهايتهم لم تكن كما هو مأمول، باستثناء القلة على غرار رايكوف وروغوف. الفرنسي لوديك يفتتح مشواره بثلاثية من مالي وتونس أقالته أول مدرب أجنبي في تاريخ الكرة الجزائرية، كان الفرنسي لوسيان لوديك والذي بدأ مشواره الرسمي مع "الخضر" بقوة كبيرة بعد عدة مباريات ودية تحضيرية، حيث فاز رفقاء ملاخسو حينها بنتيجة كبيرة في أرض مالي (3-0) برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا 1968 والتي تواجد فيها المنتخب الوطني بتأهله من خلال الدورة التصفوية التي ضمت بوركينافاسو ومالي، لكن التقني الفرنسي غادر "الخضر" بعد الإقصاء على يد تونس في تصفيات كأس العالم 1970. الروماني ماكري بدأها بتعادل في تونس وأقصي في العودة رغم أنّ الروماني فالنتين ماكري ثاني أجنبي أشرف على "الخضر" بدأ مشواره بشكل إيجابي لما عاد رفقة "الخضر" بتعادل بنتيجة هدف في كل شبكة من تونس في تصفيات كأس إفريقيا 1976، إلاّ أنّ لقاء العودة عرف خسارة المنتخب الوطني بنتيجة (2-1) لنخرج مجددا من سباق التأهل إلى "الكان" في الدور التصفوي الأول، قبل خروجه من الباب الضيق بإقالته من طرف الإتحادية. رايكوف قاد "الخضر" لفوز تاريخي بخماسية على المغرب وخرج من باب الواسع يعد الصربي زدرافكو رايكوف أنجح مدرب أجنبي مرّ على تاريخ الكرة الجزائرية، وهو الذي إستلم مهامه رفقة محي الدين خالف وكانت أول مهامه آنذاك اللقاء المنتظر أمام المغرب برسم تصفيات الألعاب الأولمبية 1980، وإنتهت تلك المواجهة التي جرت بالمغرب بنتيجة تاريخية (5-1)، كما عاد بعدها رايكوف بعد ابتعاده لفترة زمنية مواصلا إنجازاته رفقة "الخضر" الذين وصلوا إلى كأس إفريقيا 1982 وإلى الدور التصفوي الأخير للمونديال، وخرج من الباب الواسع رغم الخسارة بثلاثية نظيفة في مالي والتي لم تؤثر في التأهل إلى الكان. بداية مبشرة للروسي روغوف والنهاية أسعد بالتأهل إلى المونديال لأول مرة عندما غادر الصربي رايكوف، خلفه الروسي إيفغيني روغوف والذي قاد "الخضر" إلى فوز كبير على حساب النيجر (4-0) في أول مهامه الرسمية وكان ذلك برسم التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 1982، حيث واصل المشوار الذي بدأه رايكوف برفقة معوش وسعدان والذين أوصلوا "الخضر" إلى مونديال إسبانيا. عاد من جديد، فاز على تونس ويمنح الجزائر المركز الثالث في "كان 88" بعدما غادر العارضة الفنية عقب نجاحه في قيادة "الخضر" إلى مونديال 82 رفقة معوش وسعدان، عاد الروسي روغوف ليكون المدرب الأول للمنتخب الوطني بداية من سبتمبر 1986 وكللت أولى مهامه الرسمية بالنجاح، بالفوز خارج الديار أمام تونس (1-0) سنة 1987 برسم تصفيات كأس إفريقيا 1988، كما واصل قيادته سفينة "الخضر" في "الكان" ونجح في قيادته للمركز الثالث حينها، بينما فشل قبلها في تأهيل المنتخب إلى الألعاب الأولمبية بالفوز ذهاب (1-0) والخسارة إيابا (2-0) أمام نيجيريا في الدور التصفوي الأخير. بداية جميلة ونهاية تعيسة للروماني بيغوليا ولا أثر لمواطنه رادوليشكو استعانت الإتحادية الجزائرية بالروماني مارسال بيغوليا في سنة 1998 ليعمل إلى جانب مزيان إيغيل، ورغم البداية القوية للمنتخب الوطني تحت إشراف بالفوز على ليبيا ذهابا وإيابا (2-0 بطرابلس و3-0 بالجزائر برسم الدور التصفوي الأول لكأس إفريقيا 2000)، إلاّ أنه غادر بعد البداية المتواضعة في الدور التصفوي الأخير لذات التصفيات، وقدم أيضا الروماني ميرسيا رادوليشكو لفترة زمنية قصيرة أين عمل مع جداوي، لكن دون ترك أي أثر. ليكانس.. لقاء رسمي واحد، فوز وتأهل إلى الكان قبل رحيله تعاقدت الإتحادية مع المدرب البلجيكي جورج ليكانس ليواصل قيادته "الخضر" في تصفيات كأس إفريقيا 2004، وبالفعل أشرف على رفقاء نصر الدين كرواش في لقاء رسمي واحد أمام ناميبيا والذي انتهى بفوز (1-0) كان كافيا لوصول المنتخب إلى الكان، غير أن هذا المدرب لم يستمر أكثر من ستة أشهر وطريقة عمله لم تعجب المسؤولين الجزائريين. واسايج انطلاقة بتعثر وختام بمهزلة الغابون عرفت نتائج "الخضر" منحى تنازلي منذ تعيين البلجيكي روبير واسايج الذي قاد الجزائر إلى الهاوية في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2006، البداية كانت بالتعادل السلبي أمام أنغولا، لتأتي بعدها الكارثة الكبرى حين خسرت تشكيلة المدرب البلجيكي أمام الغابون (0-3) في عنابة، ما فرض على روراوة سحب الثقة من واسايج بسرعة. كافالي وُفق في غينيا لكن غادر من باب الضيق في غامبيا قد يكون الفرنسي جون ميشال كافالي السبب في عدم تأهل الجزائر إلى كأس إفريقيا 2008، ولكن نتائجه مع "الخضر" كانت إيجابية إلى حد بعيد، خاصة إذا تذكرنا اللقاءين الكبيرين أمام الأرجنتين والبرازيل، أول مهمة للتقني الفرنسي كانت في غينيا، حين استطاع قيادة زملاء نور الدين دحام للعودة بنقطة تعادل إيجابية (0-0) أمام منتخب صعب، مساهما في إعادة سكة "الخضر" إلى الطريق الصحيح، قبل أن تأتي الهزيمة أمام نفس المنتخب على ملعب 5 جويلة لتفسد كل شيء وواصل مهمته إلى غاية الجولة الأخيرة من التصفيات والتي عرفت الهزيمة في غامبيا (2-1) ورحيل كافالي بدموع اللاعبين. حليلوزيتش بدأ بتعادل معنوي والوقت كفيل بالحكم عليه خصوصية المرحلة التي تسلم فيها وحيد حليلوزيتش زمام قيادة العارضة الفنية الوطنية، تجعل من إحرازه تعادلا إيجابيا في دار السلام نتيجة جيدة له وباعثة على الأمل بالنسبة للمستقبل كونها شهدت على الأقل إحراز المنتخب الوطني لهدف كسر الصيام عن هز الشباك خارج القواعد، وهو صيام يعود بنا إلى زامبيا قبل سنتين ونصف يوم خطى "الخضر" أولى خطواتهم نحو المونديال، على أمل أن تكون إيجابية النتيجة في دار السلام منطلقا لإنجازات جديدة مع المدرب البوسني، في إنتظار الحكم عليه في الأيام القادمة.