إذا كان المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش قلق لوضعية بعض اللاعبين الدوليين في صورة الحارس مبولحي الذي لا يوجد فريق يأويه، وبودبوز الذي قضى صيفا ساخنا بسبب عدم تنقله لأي فريق، فضلا عن الحملة الشرسة التي تعرض لها من أنصار سوشو، الذين وظفوا عبارات عنصرية ضده في اللقاء الأخير، وإن كان البوسني محتارا لوضعية بعض اللاعبين الذين لم يحصلوا على فرص اللعب مع فرقهم في صورة كادامورو ومصباح، ومرور البعض الآخر جانبا في صورة قادير وفغولي، فإنّ هناك ما يريحه ويجعله مطمئنا قبيل مواجهة ليبيا. لأن عددا من اللاعبين يتألقون مع فرقهم في صورة صخرة دفاع المنتخب كارل مجاني، الذي يطمئن ويريح الجميع وعلى رأسهم حليلوزيتش من جولة لأخرى، بفضل مشاركاته المنتظمة وأدائه المقنع حتى الآن. هدف وأداء دفاعي رائع أمام إيفيان جعله ضمن التشكيلة المثالية وكان كارل مجاني قد تألّق بشكل ملفت للانتباه في اللقاء الأخير لنادي "أجاكسيو" أمام "إيفيان"، وهو اللقاء الذي فاز به فريقه بثنائية نظيفة كان للدولي الجزائري نصيبه منها، بتسجيله هدفا برأسية محكمة. هدف حتى وإن شكك البعض في شرعيته بما أن الكرة لمست أحد اللاعبين، غير أن الرابطة الفرنسية لكرة القدم احتسبته باسم مجاني، الذي وفضلا عن مساهمته في فوز فريقه بفضل هدفه هذا، ساهم أيضا في الحفاظ على نظافة شباك ناديه بفضل أدائه الدفاعي الباهر في المحور. ما جعل صحيفة ليكيب تمنحه أفضل تنقيط (7/10)، ناهيك عن اختياره ضمن التشكيلة المثلى لهذه الجولة إلى جانب نجوم الدوري الفرنسي ك "إبراهيموفيتش". عودته للمحور في ناديه أراحته وفي صالح "الخضر" والظّاهر أنّ مجاني وجد ضالته منذ عودته إلى محور الدفاع، فكما هو معلوم فإن اللاعب لطالما لعب كوسط ميدان دفاعي مع فريقه، قبل أن يتحوّل في منتصف الموسم الماضي من جديد لمحور الدفاع، وها هو يقدم أفضل أداء له في هذا المنصب بدليل اختياره في مناسبتين ضمن التشكيلة المثالية، وكان ذلك عقب لقاء إفيان الأخير وعقب لقاء نيس. وهو ما يصب في صالح المنتخب وحليلوزيتش الذي صار يعوّل على مجاني أساسيا في اللقاءات الأخيرة، حيث أجبرته الظروف شهري ماي وجوان على توظيفه في المحور، ونجح في رهانه هذا من خلال تألق مجاني في لقاءات النيجر، رواندا، مالي وغامبيا، وسيواصل الاعتماد عليه في لقاء الدارالبيضاء أمام ليبيا ما دام يمرّ بفترة زاهية. لعب 3 مباريات كاملة و75 دقيقة أمام باريس سان جرمان وحتى لغة الأرقام تريح البوسني أياما قليلة قبيل لقاء ليبيا، لأن مجاني شارك في الأربع مباريات التي خاضها فريقه أساسيا منذ انطلاق البطولة، وخاض ثلاثة منها كاملة، فيما استبدل أمام باريس سان جرمان في ربع ساعة الأخير من اللقاء. وهي حصيلة جيدة تؤكّد أنّه في كامل لياقته البدنية وجاهز لمباراة ليبيا، أفضل من أي لاعب آخر ينافسه على اللعب في هذا المنصب. يحضر بمعنويات مرتفعة وأداء كبير منتظر منه أمام ليبيا ويبقى أن نؤكّد أن مجاني الذي وصل الجزائر أمس، حلّ بمعنويات مرتفعة بفضل الفترة الزاهية التي يمر بها مع أجاكسيو، صاحب النتائج الجيدة حتى الآن بانتصارين وتعادل وخسارة وحيدة، وبفضل مساهمته في هذه الحصيلة الجيدة. وبالتالي فمن المنتظر أن يكون أداء اللاعب كبيرا في لقاء ليبيا، فالمخاوف كانت ولا زالت دوما تتعلق بعدم تمكن البوسني من إيجاد ثنائي قوي يعيد للمحور بريقه، ومن المؤكد أن العودة القوية لمجاني ستريحه وتجعله يطمئن قبيل اختيار المدافع الذي سيشاركه هذه المهمة، وقد يكون بلكالام الذي تبدو لياقته أفضل مقارنة بكادامورو. --------------------- مجاني: "لا يهمني الفوز أو التعادل مع ليبيا، المهم أنني أريد المشاركة في كأس إفريقيا المقبلة" "مسؤوليتنا كبيرة في غياب بوڤرة وحليلوزيتش وحده من يقرر إن كنت سألعب مع حليش، كادامورو أو بلكالام" "ما حدث مع بودبوز أمر حزين، لست قلقا عليه وسيعود بقوة في المباريات القادمة" تحدث لاعب نادي أجاكسيو الفرنسي كارل مجاني عن مواجهة المنتخب الليبي القادمة والصعوبات التي سيواجهها "الخضر" في محور الدّفاع في غياب بوڤرة، مؤكدا أنه لا يفضل لاعبا معيّنا ليرافقه في محور الدّفاع وترك المهمة للمدرب الوطني حليلوزيتش الذي سيختار ثنائي المحور بعناية تحسبا لهذه المواجهة. سجلت هدفا كان مهما لفريقك في آخر جولة من البطولة الفرنسية، لكنه أثار الحدث بعدما تم احتسابه لأحد زملائك ثم أعيد إلى رصيدك، كيف تعاملت مع هذه القضية؟ أنا سعيد لأني سجلت مرة أخرى مع فريقي، لكن بالنسبة لقضية احتساب الهدف لزميلي وليس لي فهذا أمر لا يهمني كثيرا، لأن المهم ليس في من يسجل بل في فوز الفريق، لذلك أعتقد أن الشّيء الوحيد الذي يهمني هو النتيجة التي يخرج بها فريقي. المدرب حليلوزيتش أبدى تخوفه من نقص التحضير البدني للاعبين خاصة مع بداية الموسم، هل تشعر أنك في أحسن أحوالك البدنية أم ليس بعد؟ من الناحية البدنية أشعر أني في لياقة جيدة ولعبت العديد من المباريات، خاصة أني ألعب منذ بداية الموسم الحالي، فقد لعبت أساسيا في كل اللقاءات وهذا أمر إيجابي والبطولة مازالت طويلة وعلينا أن نكون دائما جاهزين ونواصل على هذا النحو، لذا لست قلقا من هذه النّاحية. فريقك سجّل بداية موفقة، هل هذا يعني أنكم ستلعبون الأدوار الأولى؟ الحديث عن أهداف الموسم مازال بعيدا، علينا أن ننتظر إلى غاية نهاية الموسم لأنه خلال العام الماضي كانت بدايتنا صعبة وكنا نعتقد أننا سننزل، لكننا عدنا بقوة وتمكنا من تحقيق هدف البقاء، نملك مجموعة رائعة في الفريق ولا خوف علينا هذا العام. ستكون لديك مسؤولية كبيرة في الدّفاع بسبب غياب بعض الرّكائز على غرار بوڤرة، ألا تشعر بمسؤولية أكبر؟ المسؤولية أشعر بها في كل مباراة، ويجب تحملها في كل اللقاءات وليس في هذا اللقاء فقط، أما بخصوص الغيابات فالجميع يعرف أن مباراة ليبيا ستعرف غياب بعض اللاعبين في محور الدّفاع، فالمدرب الوطني هو من سيقوم بالخيارات لأن المنتخب الوطني ليس ملكا لأحد وهو من سيختار من سيلعب، صحيح أن هناك بعض الركائز التي ليست موجودة معنا، لكننا سنحاول أن نعوضها مهما كان الحال. هل تفضّل اللّعب مع حليش أم بلكالام في محور الدّفاع؟ لست أنا من يقرر، فالمدرب هو من يختار وبالنسبة ل حليش لا يمكن أن أقدمه لأن الجميع يعرفه ويعرف إمكانياته، أما بالنسبة ل بلكالام فهو لاعب صاعد وقام بتربص جيد مؤخرا مع اللاعبين المحليين، ليس مهما من سيلعب والمهم هو التجانس بين اللاعبين وأن يكون ثنائي محور الدّفاع متجانس ومنسجم. فرنسا اهتزت نهاية هذا الأسبوع على وقع الهتافات العنصرية التي تعرض لها بودبوز من أنصار فريقه سوشو، ألست متخوفا من أن يحدث لك الشّيء نفسه؟ بصراحة لم أر صور ما حدث مع بودبوز لكني قرأت في الصحافة، وما حدث ل رياض أمر حزين، صحيح أنه أراد اللعب في فريق كبير هذا الموسم يتطور بفضله وهذا أمر منطقي، لكنه دائما احترم فريقه الذي تكوّن فيه وبعض الأنصار لا يجب أن يقوموا بهذه التّصرفات، كما أن بعض العبارات مرفوضة وهناك أشياء لا يجب أن تقال مثل بعض الأمور التي تتعلق بالدّين والأصول، على كل حال لست قلقا لأن رياض قوي من الناحية الذهنية ويمكنه أن يستعيد حب الأنصار عندما يقدم مباريات كبيرة. هل دخلتم أجواء مباراة ليبيا أم ليس بعد؟ بطبيعة الحال نحن مستعدون لها ودخلنا أجواءها من خلال الحديث مع زملائي في المنتخب بعد القرعة، هي بالنسبة لنا مباراة مهمة وستلعب على شوطين وعلينا أن نأخذها بجدية ونحضر لها كما ينبغي، بالنسبة لي أنا دائما مستعد وتحت تصرف المدرب، لكن لا أدري إن كنت سألعب أم لا وسنرى ذلك أثناء التدريبات، المهم أن اللاعب الذي يشارك يكون مستعدا ونحن مستعدون لنشرّف الجزائر. وماذا إن أشرك حليلوزيتش كادامورو، هل سيكون من السهل أن تتفاهم معه في المحور؟ كما قلت لكم لا يهمني كثيرا من سيلعب معي وقد لا ألعب أصلا، أما إذا شاركت فسأكون مستعدا للعب مع أي كان، والمهم أن يكون الاتصال بيننا جيّدا. هل يمكن القول أن تحقيق التّعادل أمام ليبيا سيكون كافيا لكم أم أنكم تريدون الفوز؟ لا ندري، سنرى ذلك مع المدرب وسنطبق قراراته وهو من سيقرر، وبالنسبة لي هدفي أننا نريد التأهل، أما عن النتيجة فالتعادل أو الفوز لا يهم، بل المهم هو التّأهل في نهاية المطاف لأنني أريد لعب كأس إفريقيا القادمة. هل لديكم نظرة عن المنتخب الليبي؟ نعم، أعرف بعض إمكانياتهم ونعرف أنه فريق مكافح ويملك روحا قتالية عالية، لقد فازوا على الكامرون والسينغال، لكن ذلك لا يخيفنا حتى نحن لدينا هيبتنا وسندافع علينها بقوة. هل تعتقد أن اللعب في ميدان محايد سيصب في مصلحتكم؟ أمام مالي لم يبتسم لنا الحظ في ملعب محايد، أعتقد أن أهم شيء أن نكون جاهزين ونضع في أذهاننا أن اللقاء سيلعب خارج الديار فقط، علينا أن نكون أقوياء من الناحية الذّهنية والنفسية. اللاعبون الليبيون يعدون أنهم سيلعبون المباراة بروح قتالية كبيرة، وهو ما يعني أننا سنشاهد معركة بدنية شرسة في الميدان، هل أنتم مستعدون لذلك؟ بطبيعة الحال، وما يقولونه لا يخيفنا... كما تعلمون ألعب مع أجاكسيو ونحن متعودون على اللّعب بروح قتالية عالية وجميع اللاعبين يتمتعون بها في المنتخب الوطني. ------------- جبور في أفضل أحواله وكالعادة بآخر صيحات النظارات عكس ما كان عليه في الأيام الماضية، فقد حل مهاجم نادي أولمبياكوس اليوناني جبور وهو في قمة السعادة بعد تسجيله لثنائية في مباراة فريقه التي جرت أول أمس، وبدا الأمر جليا من خلال الابتسامة التي لم تفارقه طيلة فترة تواجده بمطار هواري بومدين. كما لم يرفض جبور أي طلب لالتقاط الصور مع جميع الانصار الذين تواجدوا هناك، إلا أنه رفض مثل بقية زملائه الإدلاء بأي تصريحات، وكما جرت عليه العادة كان جبور يرتدي نظارات آخر صيحة.