إذا كان جميع لاعبي المنتخب الوطني ساهموا في الفوز الثمين المحقق أمسية أول أمس الأحد أمام المنتخب الليبي، فإن الفضل يعود أيضا وبشهادة أهل الاختصاص إلى الحارس رايس وهاب مبولحي، الذي أدى مباراة في القمة وساهم بشكل فعال في الانتصار الثمين المحقق، بتدخلاته الموفقة والثقة الكبيرة التي منحها لرفاقه على أرضية الميدان لاسيما في الفترات الصعبة، ما جعله يكسب الرهان ويؤكد مرة أخرى أنه الحارس الأول دون منازع لمرمى المنتخب الوطني. مشاركته الأساسية كانت محل شك وما تجدر الإشارة إليه أن مشاركة مبولحي في مواجهة أول أمس حامت حولها شكوك كثيرة، بدليل أن الناخب الوطني لم يحسم في هوية الحارس الأساسي إلا قبل ساعات قليلة من بداية اللقاء، وكان يفكر جديا في الاعتماد على عز الدين دوخة لاعتبارات عديدة، أبرزها افتقار مبولحي للمنافسة اللازمة عقب فشله في الظفر بعقد احترافي جديد، بعد مغادرته نادي "سيسكا صوفيا" البلغاري. مشاكله لم تمنع من التألق والمساهمة في الفوز وحتى إن لم يختبر مبولحي في مواجهة أول أمس كثيرا، مقارنة باللقاء الأخير ل "الخضر" أمام مالي، إلا أن هذا لا يمنعنا من الإشادة بالمستوى الذي ظهر به، قياسا بالمشاكل التي عاشها هذه الصائفة والفترة الصعبة التي يمر بها عقب فشله في الانضمام لأي فريق، بصرف النظر عن مساهمته بشكل كبير في الحفاظ على نظافة شباكه، وفي (د40) في أول وأخطر محاولة هجومية للمنتخب الليبي، بعدما تصدى لكرة أحمد الزيوي بأعجوبة، وهو التدخل الذي منح الثقة اللازمة لرفاق القائد لحسن وجعلهم يواصلون اللعب براحة ودون خوف. لم يخيب ثقة البوسني وأكد أنه الحارس الأول دون منازع كما أن الأداء الذي ظهر به الحارس الذي كان مرشحا، لحمل ألوان شباب قسنطينة ووفاق سطيف خلال فترة التحويلات الصيفية المنقضية، أثبت من خلاله أنه جدير بالثقة الكبيرة التي يحظى بها من قبل الناخب الوطني، وأنه الحارس الأول دون منازع لمرمى "الخضر"، على أمل أن ينجح في تجاوز الفترة الصعبة التي يمر بها، ومنح دفعا قويا لمشواره الاحترافي بالانضمام إلى فريق جديد خلال في "الميركاتو" الشتوي القادم، لأن بقاء وضعيته على ما هي عليه لا تخدمه كثيرا ولا المنتخب الوطني، المقبل على جملة من التحديات الهامة، في شهر مارس القادم برسم التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014. لم يتحمل اعتداءات الليبيين وظهر بوجه آخر ومعروف عن مبولحي أنه يتميز بطبع هادئ ويميل كثيرا للعزلة، لكن في مواجهة أول أمس ظهر حارس "الخضر" بوجه آخر لم يعهد عليه حتى أقرب المقربين منه، بعدما تدخل للدفاع عن زميله جبور بعد الاعتداءات التي تعرض لها من اللاعبين اللبيبين، إذ بدا مبولحي في قمة غضبه من التصرفات غير المسؤولة التي بدرت من رفاق أحمد الزوي في نهاية اللقاء. رفاقه في المنتخب "هبّلوه" في وجبة العشاء وشكل رد فعل مبولحي على اعتداءات لاعبي المنتخب الوطني، حديث رفاقه على طاولة وجبة العشاء خاصة أنها ربما المرة الأولى التي يرون مبولحي غاضبا، وهم الذين تعودوا على رؤيته هادئا ورزينا ما دفعهم لمحاولة إثارة أعصابه، بتذكيره بما كان يقوم به على أرضية الميدان. كان سعيدا بالفوز واستقبل أصدقاءه في الفندق وكانت علامة السعادة بادية على مبولحي بالانتصار الثمين المحقق، خاصة أنه ساهم بشكل كبير في منح أمل كبير برؤية المنتخب الوطني مجددا في نهائيات أمم إفريقيا القادمة بأدائه، بعدما غاب "الخضر" عن النسخة الماضية التي جرت مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية، كما حظي مبولحي بزيارة خاصة من أصدقائه الذين استقبلهم في فندق "الشيراطون" وتقاسم معهم فرحة الانتصار. كان متواضعا ولبى طلبات الأنصار وإلى جانب علامات السعادة العارمة التي كانت بادية عليه، فإن مبولحي وعكس بعض لاعبي المنتخب الوطني، كان في قمة التواضع بعدما لبى طلبات الأنصار الذين تدافعوا لأخذ صورة تذكارية معه، إذ لم يجد حرجا في القيام بذلك بالرغم من عددهم الكبير. التقى نجم أغنية "الراب" رضا "سيتي 16" كما التقى حارس "سيسكا صوفيا" عقب نهاية اللقاء النجم الجزائري لأغنية "الراب" رضا "سيتي 16"، الذي تبادل معه أطراف الحديث فترة، ويكون الرجلان قد تحدثا دون شك عن التصرفات غير المسؤولية للاعبي المنتخب الليبي، وعن الانتصار الثمين المحقق. أكد أنه لم يفهم ما حصل لليبيين وفي حديث جانبي أكد مبولحي أنه لم يفهم ما حصل بعد نهاية اللقاء، خصوصا أنه لم ينتظر أن تقوم عناصر المنتخب الليبي بتصرف مماثل، خاصة أنه يعرف جيدا الليبيين وشاركهم احتفالهم بسقوط النظام القديم خلال الدورة الودية الكروية، التي جرت شهر فيفري الماضي ببنغازي لما كان يحمل ألوان نادي "سيسكا صوفيا" البلغاري. ------------- في الوقت الذي طار المحترفون مباشرة من كازا وفد "الخضر" عاد أمس إلى أرض الوطن في ظروف عادية عادت التشكيلة المحلية الممثلة للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم إلى أرض الوطن أمس، قادمة من الدارالبيضاء المغربية بعد المشاركة في اللقاء أمام المنتخب الليبي والذي انتهى بنتيجة هدف لصفر لصالح الخضر، حمل توقيع مهاجم نادي فيتوريا غيماريش البرتغالي هلال سوداني. وضمت الرحلة كل من الحراس الثلاثة محمد سيدريك، أمين زيماموش ودوخة عز الدين، بالإضافة إلى كل من مختار بن موسى، عبد الرحمن حشود، إسلام سليماني، سوڤار، تجار، عبد المومن جابو وبلكالام وكذا الطاقمين الفني والطبي ورئيس الرابطة الوطنية المحترفة محفوظ قرباج ورئيس نادي شباب بلوزداد عز الدين ڤانا. والجدير بالذكر أن الطائرة التي جاء على متنها محليو الخضر وباقي الوفد، كانت قد حطت بالمطار في حدود الساعة الواحدة. الرحلة ضمت المحليين... وسوداني وجابو المحترفان الوحيدان وعاد في رحلة العودة لاعبو البطولة المحلية بالإضافة إلى كل من عبد المؤمن جابو المحترف في نادي الافريقي التونسي، وكذا هلال سوداني المحترف في نادي غيماريش، والذي فضل هو الآخر العودة إلى ارض الوطن قبل الانضمام إلى ناديه. أما فيما يخص اللاعبين المحترفين فقد فضلوا السفر مباشرة من مدينة الدارالبيضاء والالتحاق بنواديهم. بن موسى لم يكن في أفضل أحواله ورفض التصريح ومن خلال تغطيتنا لوصول لاعبي المنتخب الوطني إلى الجزائر، لاحظنا أن لاعب نادي اتحاد العاصمة مختار بن موسى كان منزعجا والتعب بدا عليه. كما رفض اللاعب التصريح للصحافة التي كانت حاضرة بالقاعة الشرفية للمطار. بوعزة جاء لاستقبال زيما وسوڤار وحنيتسار أخذ جابو وبالرغم من أن الحافلة الخاصة بالمنتخب الوطني كانت حاضرة بالمطار، إلا أن بعض اللاعبين وجدوا أصدقاءهم في انتظارهم على غرار لاعبي اتحاد العاصمة ويتعلق الامر بالحارس لمين زيماموش، سوڤار وتجار الذين وجدوا اللاعب فاهم بوعزة في انتظارهم بسيارته الخاصة، بالإضافة إلى جابو الذي تنقل رفقة صديقه حنيستار شأنه في ذلك شأن بلكالام الذي وجد هو الاخر صديقه في انتظاره. -------------- نسوا أنهم لاشيء بدون الأنصار ... بعض اللاعبين حرموا الأنصار من أخذ صور تذكارية معهم وتصرفاتهم أضحت لا تطاق إذا كان أشبال الناخب الوطني قد صنعوا في مواجهة أول أمس الحدث بمدنية دار البيضاء المغربية، بالانتصار الثمين المحقق أمام المنتخب الليبي، فإن بعض العناصر في المنتخب خطفت الأضواء ليس بأدائها وإنما بالتصرفات المشينة التي صدرت منها، بعدما رفضت أخذ صور تذكرية مع الأنصار، بالرغم كل ما تحملوه من مشقة تنقلهم إلى المغرب لمؤازرة المنتخب. وهي الصورة السلبية التي تأبي بعض الأسماء التخلص منها خاصة العناصر المحترفة، التي كان من المفترض عليها التواضع والتحلي بالاحترافية التي يظهرون فيها مع أنصار النوادي التي ينشطون فيها. تفادوا الأنصار باستعمال المصعد الداخلي وبعدما تأكدوا من العدد الكبير للأنصار الذين كانوا ينتظروهم في الفندق لأخذ صورة تذكارية معهم، فإن بعض الأسماء المحترفة في صفوف المنتخب الوطني، وحتى تتفادى الالتقاء بالمناصرين لجأت إلى استعمل المصعد الداخلي لفندق الشيراطون للالتحاق بغرفها، في الوقت الذي كان الأنصار يترقبون خروج اللاعبين من البوابة الخاصة بذلك. بعض الأنصار منعوا من دخول الفندق وباءت كل محاولات أنصار الخضر لدخول فندق "الشيراطون" قصد تقاسم فرحة الفوز مع اللاعبين بالفشل، في ظل إصرار أعوان المراقبة على صد الأبواب في وجههم دون أي رد فعل من قبل المسؤولين. وهو ما أثار حفيظة المناصرين الذين حرموا من نشوة الفرحة، بالرغم من تحملهم مشقة التنقل حتى المغرب ليشجعوا المنتخب. ... ودخلوا في مشادات مع المكلفين بحماية اللاعبين ودخل العديد من أنصار المنتخب، في مشادات كلامية مع أعوان الأمن المكلفين بحماية اللاعبين، وعبروا عن سخطهم الشديد للمعاملة السيئة التي وجدوها، وهم الذين كان أملهم الوحيد اقتسام فرحة الفوز وأخذ صورة تذكرية مع اللاعبين. تصرفات بعض اللاعبين لا تطاق والنقطة الأخرى الحساسة الجديرة بالذكر، هي الظاهرة التي استفحلت في المدة الأخيرة وسط بعض لاعبي المنتخب الوطني الذين أضحت تصرفاتهم لا تطاق، لاسيما المحترفين في صورة لحسن، كادامورو، فيغولي، مهدي مصطفى ومبولحي. وهي الظاهرة التي يتعين على مسؤولي الإتحادية القضاء عليها، لأن المنتخب الوطني يبقى ملكا للشعب، والدستور يضمن للمناصر البسيط الحصول على كل صغيرة وكبيرة تخص المنتخب. سوداني والعناصر المحلية صنعوا الاستثناء وبالرغم منه أنه كان نجم اللقاء دون منازع بتوقيعه هدف الفوز دقائق قليلة بعد دخوله، إلا أن سوداني المحترف في صفوف نادي غيماراش البرتغالي لبى جميع طلبات الأنصار وأخذ مع العديد منهم صورا تذكارية. شأنه في ذلك شأن حليش، بلكالام وسليماني الذين لم يترددوا في تقاسم نشوة الفوز مع الأنصار. "تواضعوا يرفعكم الله" وتساءل الأنصار الذين تنقلوا إلى فندق الشيراطون، كيف كان سيكون رد فعل هؤلاء اللاعبين مع أنصار النوادي التي يلعبون فيها، لأن المؤكد أن تصرفهم حينها سيكون مغايرا. ليبقى التواضع صفة محمودة يتعين على عناصر المنتخب الوطني وخاصة البعض منها التحلي بها، لأنها لن تضرهم وسترفع من شأنهم أكثر، وعلى هؤلاء اللاعبين أن يدركوا أنهم لا يساوون شيئا دون الأنصار. --------------- قريشي: "سعيد لأداء واجبي، ونبهت حليلوزيتش بمشاركة الصناني" عبر توفيق قريشي في حديث خصنا به عن سعادته الكبيرة بالانتصار الثمين الذي حققه المنتخب الوطني أمام نظيره الليبي، مشيدا في الوقت ذاته بإرادة اللاعبين التي صنعت الفارق وحنكة الناخب الوطني. كما أعرب قريشي عن ارتياحه الشديد لقيام بواجبه على أكمل وجه، بنقل كل صغيرة وكبيرة تخص المنتخب الليبي، خلال الفترة التي كلف فيها بمعاينة أسلوب لعب أشبال أربيش. "أربيش حاول إخفاء أوراقه في تربص تونس" وأكد قريشي الذي وضع الناخب الوطني ثقته فيه لمعاينة المنتخب الليبي خلال فترة التربص الذي قام بها بتونس، أنه نبه حليلوزيتش إلى مشاركة لاعب وسط الميدان صناني، بالرغم من أن هذا الأخير لم يتدرب طيلة فترة إقامة التربص. مؤكدا أن أربيش تعمد إخفاء أوراقه وهو ما تفطن له قريشي، بدليل مشاركة اللاعب الأساسية أول أمس قبل أن يقدم المدرب الليبي عن تغييره في (د71) بإقحام عبد الله محمد.