ملعب محمد الخامس ب الدارالبيضاء، طقس جميل، أرضية جيدة، جمهور قليل، تنظيم محكم. تحكيم للثلاثي: "بادارا دياتا" (السينغال)، "كامارا جبريل" (السينغال) و"فيليب كابانغا" (رواندا). الحكم الرابع: الڤزاز (المغرب) الإنذارات: فيصل البدري (د13) – المغربي (د35) – بريش (د55) من ليبيا. لحسن (د32) من الجزائر الأهداف: سوداني (د89) الجزائر ليبيا نشنوش السباعي سلامة سنوسي المغربي الصناني (عبد الله محمد د71) البدري جمال عبد الله بريش أحمد زوي (أحمد مروان د81) أحمد سعد المدرب: عبد الحفيظ آربيش الجزائر مبولحي كادامورو (تجّار د46) مصباح مجاني بلكالام مصطفى ڤديورة لحسن قادير (سوداني د80) فغولي سليماني (جبور د90+3) المدرب: "حليلوزيتش" خطا المنتخب الوطني خطوة عملاقة نحو التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، بعد عودته بفوز ثمين مساء أمس من الدارالبيضاء المغربية أمام المنتخب الليبي. جاء ذلك بفضل الهدف الثمين الذي وقعه البديل سوداني في اللحظات الأخيرة من اللقاء، الذي عرف تنافسا شديدا بين المنتخبين رغم سيطرة أشبال "حليلوزيتش" تقريبا على كل أطوار المواجهة ولو أن الدقائق الأولى منها كانت متكافئة. ڤديورة يفوت على "الخضر" هدفا مبكرا أول فرصة حقيقية في اللقاء كانت من جانب المنتخب الجزائري. ففي (د9) يسترجع سليماني كرة من منطقة عمليات المنتخب الليبي، وبعد مجهود فردي، يقدم كرة على طبق ل ڤديورة الذي وجد نفسه وجها لوجه ودون ترويض الكرة يسدّد لكن كرته تمر جانبية بقليل، مفوتا على "الخضر" هدفا محققا، خاصة وأنه كان يمكن له أن يأخذ وقته للتسديد بأكثر دقة أو يترك الكرة لزميله فغولي الذي كان بجانبه. السيطرة جزائرية ومصباح، قادير وبلكالام يضيعون وانطلاقا من محاولة ڤديورة، بسط "الخضر" سيطرتهم على اللقاء. إذ خلقوا فرصا للتهديف لكن دون تجسيد. وكانت البداية في (د14) حين سدد مصباح مخالفة مباشرة من بعد 25 م ردّها الجدار، قبل أن تعود إليه الكرة ويسدّدها مرة ثانية بقوة لكن الحارس الليبي يتصدى لها على مرتين. دقيقتين بعدها يتصدّى الحارس الليبي لكرة قادير بعد توغل اللاعب الجزائري على الجهة اليسرى. وفي (د18) كرة مرتدة في دفاع ليبيا يقدم على إثرها فغولي كرة على طبق ل بلكالام الذي لم يلحق بالكرة وأخطأ التسديد. لحسن يسدّد دون نتيجة ويفشل في منح كرة ذهبية ل فغولي خطورة المنتخب الوطني نقصت بمرور الدقائق، مع أن السيطرة بقيت جزائرية. إذ لم نسجل فرصا حقيقية للتهديف واتسمت هجمات "الخضر" بالعشوائية، في صورة تسديدة لحسن القوية في (د34) التي كانت بعيدة عن إطار المرمى. أربع دقائق بعدها اللاعب نفسه، وإثر عمل فردي رائع في وسط الميدان، ينطلق بقوة نحو دفاع المنافس، لكنه يفشل في تمرير الكرة نحو فغولي الذي كان دون مراقبة ووجها لوجه أمام الحارس الليبي، مفوتا عليه فرصة كان يمكن أن تغير نتيجة اللقاء. مبولحي ينقذ "الخضر" بأعجوبة في أول محاولة ل ليبيا وجاءت أول محاولة للمنتخب الليبي في (د40) حين نفذ الصناني مخالفة مباشرة من بعد 25 م لمست المهاجم أحمد الزوي الذي أراد أن يحولها إلى شباك الحارس مبولحي. غير أن يقظة مبولحي وخروجه الجيد سمحا له بالتصدي للكرة ومنع زيارة الكرة لشباكه في محاولة كانت الأخطر لليبيا في هذا الشوط. وهي المحاولة التي ما كان لينسجها المنتخب الليبي، لولا سذاجة مدافعي "الخضر" وعدم فرضهم رقابة لصيقة على لاعبي المنتخب الليبي في منطقة العمليات. الزوي يحرم "ليبيا من هدف آخر في (د42) تلك اللقطة جعلت أشبال المدرب عبد الحفيظ آربيش يستفيقون من سباتهم وجعلتهم يبادرون أكثر للهجوم. وكان يمكن لهم زيارة الشباك دقيقتين بعدها وتحديدا في (د42)، حين مرر المدافع سلامة كرة طويلة في العمق للمهاجم أحمد الزوي الذي استغل غفوة من محور دفاع "الخضر" وانفرد بالحارس مبولحي، غير أن سوء ترويضه للكرة جعل مبولحي ينقض عليها ويضيع هدفا أكثر من محقق ل ليبيا. بداية "ليبية" في الشوط الثاني ورد محتشم من بلكالام ومثلما كانت نهاية الشوط الأول، جاءت بداية الشوط الثاني. وكانت الخطورة أكثر من جانب المنتخب الليبي الذي تحصل في (د48) على مخالفة مباشرة سددها البدري من بعد 25 م ومرت فوق إطار المرمى بقليل. ليكون رد المنتخب الوطني بعدها محتشما عن طريق بلكالام في (د57) برأسية مرت بعيدة عن إطار المرمى، بعد مخالفة نفذها قادير على الجهة اليسرى من الدفاع الليبي. السيطرة تعود جزائرية وسليماني يضيع على مرتين وعادت السيطرة كليا للمنتخب الوطني بعد تلك اللقطة. إذ اندفع لاعبونا بقوة نحو الهجوم قصد صنع الفارق وتسجيل أول هدف. وقد كانوا قريبين من تحقيق ذلك عن طريق المهاجم إسلام سليماني في مناسبتين. المرة الأولى في (د58) حين توغل في دفاع المنافس بعد متابعة جيدة للكرة وسدّد بقوة، لكن كرته مرت جانبية. والثانية دقيقتين بعدها حين سدد كرة تصدى لها الحارس. قادير كالبقية أيضا ومصباح كاد يفعلها بتسديدة صاروخية وتواصل ضغط العناصر الوطنية على دفاع المنافس، وهو ما مكنهم من خلق فرص أخرى، لكن دون الوصول إلى شباك المنافس. ففي (د61) يتوغل فغولي على الجهة اليمنى ويمرّر لقادير الذي يقذف وكرته تجانب القائم الأيسر لمرمى نشنوش، قبل أن يفاجئ مصباح مدافع "ميلان" في (د70) الجميع بقذفة صاروخية من بعد 25 م بعد كرة مرتدة، كاد على إثرها يخادع الحارس ويسجل هدفا رائعا. سوداني يمنح الجزائر هدفا ذهبيا ويطلق العنان لفرحة كبيرة تشييع العناصر الوطنية فرص التهديف السانحة تواصل، ففي (د87) يضيّع المهاجم سليماني ما لا يضيع. إذ كان في موقع جيد للتسديد داخل منطقة الجزاء لكنه تباطأ ثم قذف كرة ضعيفة تصدى لها الحارس الليبي. بعدها منح سليماني كرة ولا أروع في (د89) لفغولي الذي ترك الكرة عمدا تمر عليه دون لمسها إلى سوداني الذي كان خلفه، ثم روّض سوداني الكرة أمام نقطة ركلة الجزاء وسددها بذكاء وإحكام لتسكن شباك الحارس الليبي وسط فرحة كبيرة للعناصر الوطنية والطاقم الفني. ليبيا تعجز عن التعديل وسوداني كاد يضيف الثاني الدقائق المتبقية من اللقاء عرفت توترا شديدا للأعصاب من جانب لاعبي ليبيا الذين اندفعوا نحو الهجوم قصد معادلة النتيجة، لكنهم فشلوا في خلق فرص حقيقية للتهديف بسبب تسرعهم وعدم تركيزهم. وكاد الليبيون يتلقون هدفا ثانيا في (د90+2) عن طريق سوداني دائما، الذي لم تكن رأسيته مركزة بعد عمل فردي رائع من المدافع مصباح الذي قدم له كرة جيدة. لتنتهي المباراة بفوز ثمين للعناصر الوطنية التي وضعت الآن قدما في "جوهانسبورغ" في انتظار التأكيد في لقاء الإياب يوم 12 أكتوبر المقبل. ---- رجل اللقاء سوداني يحرز هدفه الخامس في آخر 5 لقاءات ل "الخضر" سجل مهاجم "فيتوريا ڤيماريش" العربي هلال سوداني دخولا مدويا في اللقاء، إذ أحرز هدفا ثمينا قرب "الخضر" من التأهل إلى "كان" 2013. لاعب الشلف السابق أصبح هدّاف المنتخب الأول دون منازع حاليا، حيث أن هدفه أمس هو الخامس له في أخر 5 لقاءات ل "الخضر" بعد أهدافه أمام "النيجر" وأمام "رواندا" (هدفان) وأخيرا أمام "غامبيا". تجدر الإشارة إلى أن هدف أمس كان الأول لسوداني مع "الخضر" خارج ملعب "تشاكر". الدث حليلوزيتش يطرد نحس اللقاءات دون فوز على الملاعب المحايدة حقق وحيد حليلوزيتش أخيرا فوزا في ملعب محايد وهو ناخب وطني، إذ كان قد انهزم في آخر لقاءين، المرة الأولى حين كان يشرف على المنتخب الإيفواري في "كان آنغولا 2010" وكان ذلك أمام الجزائر، والمرة الثانية كانت شهر جوان وهو مدرب ل "الخضر" في لقائهم ب "بوركينافاسو" أمام مالي. حليلوزيتش" لم ينجح كناخب في الملاعب المحايدة بدليل أنه فاز مرة واحدة مع "الفيلة" أمام "غانا" في "كان" 2010 وتعادل بعدها أمام "بوركينافاسو" في المنافسة ذاتها قبل أن يسجل هزيمتين بعدها. لقطة اللقاء الجمهور الليبي يهدي باقة ورد لنظيره الجزائري قبل البداية تصرف لا يمكن إلاّ وصفه بالرائع، ذلك الذي قامت به الجماهير الليبية قبل بداية اللقاء، إذ أهدت الأنصار الجزائريين باقة ورد ورمتهم بقطع من الحلوى، في تصرف ردت عليه جماهير "الخضر" بتصفيقات مدوية. التصرف الحضاري لجماهير المنتخبين تواصل عند عزف النشيدين حيث لم نشهد أي تصفيرات في سلوك وجب التنويه به. البطاقة الحمراء لاعبو ليبيا لم يهضموا الخسارة واعتدوا على لاعبي الجزائر لم يهضم لاعبو المنتخب الليبي الطريقة التي انهزموا بها في اللحظات الأخيرة من اللقاء، ما جعلهم يتصرفون بحماقة في النهاية، حيث إعتدوا دون وجه حق على لاعبي المنتخب الوطني، وقد تصرف المدافع علي سلامة بهمجية جعلته يعتدي على جبور ليختلط الحابل بالنابل على أرضية الميدان وشهدنا صورا مؤسفة كان بطلها هذا اللاعب. -------- سوداني: "ماناش تاع هراوة، لم نأت للملاكمة وردنا كان على الميدان" - ما تعليقك على الفوز؟ الحمد لله، قطعنا شوطا كبيرا للتأهل، اللقاء كان صعبا للغاية ولكن الجزائريين معروفون بالحرارة وهو ما سمح لنا بتحقيق هذا الإنتصار خارج الديار. - وما قولك في هدف الفوز الذي سجلته؟ هذا الهدف مهم جدا ومفيد لنا لأنه قد يكون هدف التأهل إلى كأس أمم إفريقيا، كنت قبل المباراة متفائلا بالتسجيل وهو ما تحقق ولو في الدقائق الأخيرة بعدما أشركت بديلا. - إذن هذا الهدف له وزن كبير؟ نعم، هذا الفوز سيسمح لنا بخوض مباراة العودة بارتياح وأشكر زملائي الذين ساعدوني على الوصول إلى شباك المنافس. - ما قولك في أحداث الشغب بعد نهاية المباراة؟ شيء مؤسف ما حدث، اللاعبون الليبيون معروفون بالإستفزاز واللاعب الذي اعتدى علي لم يؤثر في ولا يهمّني ما قام به لأننا "ما ناش تاع هراوة ولم نأت للملاكمة وردنا كان على الميدان. - كيف ترى مباراة العودة؟ لابد من التركيز في المباراة الثانية لضمان التأهل لأننا لم نتمكن بعد من تحقيق ذلك وتنتظرنا مباراة ثانية لن تكون سهلة. ---- سفير الجزائر بالرباط يفتخر بالأنصار في حديث مع سفير الجزائر بالرباط بعد نهاية اللقاء، لم يود التطرق كثيرا إلى الأحداث وأكد أن كل واحد يتحمل مسؤوليته وهو فخور بالجمهور الجزائري واللاعبين الذين تحلوا بالروح الرياضية وهنأ المغاربة على التنظيم المحكم ولم يحملهم مسؤولية ما جرى بعد اللقاء.
