باعتبارك الرئيس الأسبق ل»الكاب»، بصراحة ما تعليقك على الوضعية الحالية للفريق وسقوطه إلى القسم الثاني؟ ما دام أتحت لي فرصة الحديث سأفرغ كل ما قلبي. الوضعية التي يمر بها «الكاب» تعد نتيجة سياسة «البريكولاج» التي يسير بها وهذه السياسة انتهازية وأرى بأن الفريق يسير من السيء إلى الأسوأ لأن نفس الأشخاص الذين أسقطوا الفريق في المرة الماضية هم الذين أسقطوه هذا الموسم بسبب طريقة تسييرهم العرجاء. ودون الدخول في تفاصيل أعمق، فإن النفاق والكذب والفتة هي صفتهم وأترك الأمر عاما دون أن أخصص «حتى كل واحد يفهم روحو». كل طرف يتحمّل جزءا من المسؤولية في الوضعية التي يمر بها الفريق من المسيرين إلى الأنصار. محيط الفريق اتهم الهيئة المسيرة وحمّلها مسؤولية السقوط، هل تشاطره الرأي؟ أرى أن المسيرين هم سبب سقوط الفريق وقد تعمّدوا ذلك لأنهم من هواة الصيد في المياه العكرة وسأوضح لك هذه النقطة جيدا: عندما يكون الفريق يسير على سياسة ونهج واضحين تكون المحاسبة وتكون الأمور واضحة أما إذا كان فيها الفريق يسقط في كل مرة فإنها تقع العديد من الأمور الخارجة عن النطاق الرياضي. ماذا ننتظر من فريق يسيره الأميون وبالتالي فسقوطه هو نتيجة حتمية ومنتظرة. حسب رأيك لو أراد المسيرون تجنب سقوط الفريق لفعلوا ذلك؟ فعلا، لو كانوا لا يريدون سقوط الفريق لما سقط وهم من أرادوا إسقاط الفريق وهذه النقطة تبقى قناعة شخصية. بعد سقوط الفريق، يطالب البعض برحيل الهيئة المسيرة بسبب فشلها وأطراف أخرى تطالب ببقائها على أساس أنه ليس وقت التغيير، ما رأيك؟ لم أسمع بشخص منذ سقوط الفريق يطالب ببقاء الهيئة المسيرة وعلى رأسها الرئيس، حيث اتصل بي أعضاء المكتب المسير وأعضاء الجمعية العامة الذين أكدوا لي أن الوضعية كارثية ولا تطاق وأنه قد حان وقت الرحيل بالنسبة للذين تسببوا في مهازل الفريق، بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك وطالبوا بمحاسبة المتسببين في وضعية الفريق وأقل شيء توضيح الوضعية المالية للفريق الذي إن واصل بهذه السياسة فسيكون بعيدا عن دخول عالم الاحتراف وأنا باعتباري عضوا في الجمعية العامة أطالب بعقد جمعية عامة لمناقشة الأوضاع الكارثية التي يمر بها الفريق، خاصة الوضعية المادية... للعلم أنهم عرضوا عليّ العودة، لكنني رفضت هذه النقطة من أساسها. باعتبارك رئيسا سابقا والفريق سبق له وأن سقط في عهدك، هل بإمكانك مقارنة الأخطاء التي وقعت فيها أنت والأخطاء التي وقعت فيها الهيئة المسيرة الحالية؟ دعني أحدّد لك المشاكل التي حدثت في عهدتي. المشاكل بدأت تحدث مع اقتراب نهاية مرحلة الذهاب وأتذكر أنه في مرحلة ذهاب الموسم الذي سقط فيه الفريق كان بانتظارنا تنقل إلى الشلف، «الخلاطة» الذين أسقطوا الفريق هذا الموسم عقدوا جمعية عامة حينها ونحن كنا على موعد مع سفرية إلى الشلف في إطار مباراة رسمية من البطولة، حيث كان «الكاب» في المرتبة الرابعة مع اقتراب نهاية مرحلة الذهاب ولم أكن أدري ماذا كانوا يريدون من وراء هذه الخطوة، لأتأكد فيما بعد أنهم كانوا يريدون إيصالها إلى الوضعية التي وصل إليها الفريق حاليا وما أشبه سياسة تسيير البارحة بسياسة اليوم. أجدّد القول إن الأشخاص الذين أسقطوا الفريق في المرة الماضية هم نفسهم الأشخاص الذين «طيحوها هذا العام» وأريد توضيح المزيد من النقاط التي كانت سببا في المشاكل التي حدثت لنا فيما بعد. تفضّل... دخلت الخزينة في الموسم الأول 1.2 مليار تحصلوا منها على 850 مليون وفي المساعدة الثانية دخلت 500 مليون تحصلوا منها على 340 مليون تحت غطاء ديون، حيث أصبحت فكرة الديون اليوم «بزنسة».. «راهم حاكمينها وإذا دورت مع الدورة يعطوك الحس». الحمد لله على أنه لدينا ديون سابقة على الفريق منذ فترة ترؤسي لكننا لم نطالب بها إلى اليوم ولم نعطل الفريق يوما، حيث فضلنا مصلحة الفريق. في ظل كل الكلام الذي قيل، هل يمكن القول إن المشكل في «الكاب» مشكل تسيير؟ نعم المشكل في «الكاب» مشكل تسيير. الكارثة الكبرى أن البعض يقول إن في باتنة «ما كانش الرجال»، فهل يعقل أن الولاية التي أنجبت رئيسا للجمهورية والولاية التي أنجبت مدرب المنتخب الوطني والتي أنجت قائد الثورة والعديد من الزعماء العسكريين «ما فيهاش الرجال»؟ من فضلك ركز لي كثيرا على هذه النقطة لأنها أحد أسباب زرع الفتنة ومن خلال تصريحاتهم أرادوا بذلك اللعب على الأوتار الحساسة والتهرب من المسؤولية. ولاية باتنة من جهتها قامت بواجبها وأكثر، والعام والخاص يشهد على ذلك وأنا رغم أن لا ناقة ولا جمل لي من خلال الثناء عليهم ولكن هذه الحقيقة وهذه شهادة لله. خلاصة القول «اللّي خانوه رجليه يقول بيا السحور». ما رأيك في الاتهامات المباشرة للرئيس نزار للفريق الجار مولودية باتنة وحديثه عن تعمّدهم إسقاط «الكاب»؟ قلتها وأعيدها «اللّي خانوه رجليه يقول بيّا السحور». لست ناطقا رسميا لمولودية باتنة، ولكن الأجدر كان أن ينظر إلى فريقه. تصوّر أنه ليلة مقابلة «الداربي» كادوا يطردوا الفريق من الفندق لأن مسيريه عجزوا عن تسديد تكاليف المبيت بالفندق حتى أن عضوا من المكتب وهو مستعد للشهادة تنقل إلى اللاعبين فلم يجد عندهم «قرعة ماء». أغلبية اللاعبين «ما هومش سالكين، وماذا يريديون من لاعب ماهوش سالك؟». المشكل في فريقنا أنه محبط معنويا، فبعد الخسارة بخماسية بعد نهائي كأس الجمهورية لم يعقد على الأقل اجتماعا من أجل تشخيص مكمن الداء وإيقاف النزيف وليس الحديث والتصريح عن عدم أحقية اللاعبين في المطالبة بأموالهم وأمور أخرى وكل هذا من أجل التهرب من المسؤولية. العيب لم يكن أبدا من اللاعبين بقدر ما كان في المسيرين لأن في «الداربي» الفريق كان قادرا على الفوز ولا يصل الأمر إلى حد ما وصل إليه بزرع الفتنة بسبب النشرية التي وزعتها إدارة «الكاب» في «داربي» الذهاب وتصريحات مسيريها بعدم خوضهم «الداربي» إلا بعد 49 سنة. عندما لا يساهم المسير في تهذيب الجماهير ويطلق العنان لتصريحاته النارية فأظن أنه فقد دوره الفعّال، بل وساهم في زرع الفتنة. الفريق يسعى إلى التواجد في البطولة الاحترافية الموسم القادم، فهل ترى أنه قادر على الاحتراف؟ إذا واصلنا في هذه السياسة لن نذهب إلى الاحتراف بل إلى الانحراف... وحتى تدخل الاحتراف هذا ما ينص عليه قانون الجمعيات: «ضرورة عقد جمعية عامة والجمعية العامة هي التي تحدد رأس مال الفريق» وأتساءل في هذه النقطة كيف لم يعقدوا جمعية عامة ويريدون تأسيس الشركة. محضر الجمعية لم يصرح إطلاقا بأن الدائنين يدخلون في ممتلكات الفريق فهذا الأمر لا يصلح مطلقا وحتى من الجانب القانوني لا يسمح وليس بهذه الصيغة وهناك إجراءات قانونية يجب اتخاذها مثل الاستنجاد بخبير معتمد من أجل تقييم ممتلكات الفريق وهذه طريقة مالية قانونية محضة وليست من صلاحيات الرئيس وهكذا حتى نفتح الباب للجميع من أجل دخول الشركة ذات أسهم من أجل توفير السيولة المالية، «الناس راهي تتحايل» على القانون وتقول إنها ستِؤسس شركة ب 100 مليون... هذا هو «البريكولاج» بأم عينه ونقاط أخرى في هذا الصدد أريد التطرق إليها. تفضّل... كل الفرق على المستوى الوطني تسعى إلى جلب رؤوس الأموال إلا في فريق باتنة عضوين «حاطين يديهم» على أناس معيّنين. هناك أناس «تسال الصوارد» ومع ذلك مستعدة لجب الأموال وتساهم في الشركة ذات أسهم، إلا أن المسيرين الحاليين لا يجلبون سوى الأشخاص الذين يعجبونهم أما الأشخاص الذين لا يعجبونهم فلا وهنا أطرح علامة السؤال: لماذا لا يفتح الباب لجميع الأشخاص الذين يرغبون في الاستثمار في الفريق و»الكاب» ليس ملكا لفلان أو علان. أطلب منهم وضع «الكاب» جانبا وتأسيس شركة لوحدهم وأتمنى أن تصلهم الرسالة. هل من توضيحات أخرى؟ أقول حان الوقت لأسرة الفريق لتلم شملها من أجل تعيين أناس في المستوى على رأس الفريق لديهم مبادئ وقيم يسيرون عليها، يفكرون في مصلحة الفريق، أين هي سياسة التكوين وسياسة التشبيب التي كان «الكاب» ينتهجها؟ لقد وصل بنا الأمر إلى حد أن يلعب لاعب ما 15 أو 20 دقيقة مقابل 200 أو 250 مليون هذه الكارثة العظمى.