يتطرق رئيس شباب باتنة فريد نزار في هذا الحوار إلى الأسباب التي ساهمت في سقوط فريقه بعد أول موسم من الصعود والمشاكل التي اعترضت سبيله في مجال التسيير، كما يؤكد أن الفريق الجار مولودية باتنة بتصرفه مع “الكاب“ وجرّه إلى السقوط معه قد زاد من الأحقاد... “الكاب“ يعود إلى القسم الثاني بعد أول موسم من عودته إلى حظيرة الكبار أستغل فرصة الحديث معكم لتوضيح عدة أمور لم أتحدث عنها من قبل وكانت سببا في سقوط الفريق. أول ما أبدأ به حواري هو طرح التساؤل الأتي: لماذا وصل الفريق إلى الوضعية التي وصل إليها وهو الذي أنهى مرحلة الذهاب ب 23 نقطة وحقق 95 من المئة من أهدافه المسطرة في بداية الموسم كما أنهى مرحلة الذهاب بفارق ب 6 نقاط فقط عن رائد البطولة وأجرى تربصا تحضيرا لمرحلة الإياب في تونس وسخر إمكانات مادية كبيرة من أجل إنهاء الموسم بقوة والحفاظ على مكانته في حظيرة الكبار وفي نهاية الموسم يجد نفسه أحد الفرق المعنية بالسقوط وبفارق 20 نقطة عن رائد الترتيب؟ كما أتساءل: لماذا نشّط الفريق نهائي الكأس في 1 ماي في بحضور رئيس الجمهورية وكانت تنتظره في البطولة 7 مقابلات منها 5 في باتنة، يحتاج فيها إلى 9 نقاط من أصل 21 ممكنة من أجل تحقيق هدف البقاء في حظيرة الكبار ليجد نفسه ثالث الفرق النازل؟. لا نستطيع أن نرد الأمر إلى سوء التسيير لأن مسيري الفريق كانوا في 1 ماي يتلقون التهاني من كل جهة على أساس أنهم استطاعوا أن يصلوا بالفريق إلى مستوى صنع الحدث على المستوى الوطني. إذن حدثنا مباشرة عن الأسباب التي كانت سببا في انهيار الفريق في الجولات الأخيرة بعد مقابلة نهائي الكأس حدثت أحداث كثيرة المناصر البسيط ليس على دراية بها، ربما لا يدري مثلا أن فريقه كاد لا يلعب نهائي كأس الجمهورية وأنه عندما استقبلنا الوالي كان اللاعبون يهددون بعدم التنقل إلى العاصمة بسبب منحة التأهل إلى النهائي. ولتوضيح الرؤية أكثر أقول إنه في بداية منافسة الكأس تحدثنا مع اللاعبين وأكدنا لهم أن المقابلات التي تلعب أمام منافسين أقل مستوى لا تكون فيها منحة على أن تكون المنحة أمام المنافسين من نفس المستوى حسب الجدول الذي وضعناه والمقدرة ب 30 ألف دينار لكل مقابلة، لكن إدارة الفريق وبعد أن رأت أن فريقها تقدم في منافسة الكأس كثيرا قامت برفع منحة الفوز على مولودية الجزائر إلى 70 ألف دينار جزائري كما وعدت ب 100 ألف دينار في حال تجاوز عقبة شبيبة القبائل والمرور إلى النهائي وبعد التأهل قررت الإدارة مضاعفة هذه المنحة إلى 20 مليون سنتيم لكل لاعب، لكن اللاعبين هددوا بعدم اللعب إلا في حال رفع المنحة إلى 25 مليون وهو ما استجابت له الإدارة التي اشترطت من جهتها الفوز على جمعية الخروب في البطولة من أجل تقديم 10 ملايين أخرى فكانت مفاجأتنا الكبرى أنه عندما قدمنا لكل لاعب شارك في مقابلة شبيبة القبائل وجمعية الخروب المبلغ المطلوب بدا لنا وكأن اللاعبين في شبه إضراب وهو ما حتم علينا عقد اجتماع معهم للاستفسار عن السبب الذي جعلهم “ماهوش عاجبهم الحال“ وهم مقبلون على مباراة نهائية، حيث اشترطوا علينا الحصول على الصكوك الخاصة بالشطر الثاني وحتى لا تكون هناك “تبهديلة“ أودعت الإدارة الصكوك عند عريبي على أن توزع بعد نهاية المقابلة، حيث رفضنا منحها قبل نهائي الكأس تفاديا لإفقاد اللاعبين تركيزهم وهو ما كان له تأثيرا كبير بدليل خسارة نهائي الكأس بنتيجة عريضة. وما الذي حدث بعدها؟ تفاجأت كثيرا بشيء لم أتوقعه بعد خوضنا النهائي مباشرة وهو أن لم اللاعبين لم ينتظروا على الأقل طلوع شمس اليوم الموالي وطلبوا من عريبي تسليمهم الصكوك، فرغم أنني كنت ليلتها مع ضيوفي وأصدقائي إلا أنهم حتموا علي عقد اجتماع معهم من أجل المحاسبة وهو ما تركني أبقى معهم رفقة غضبان إلى غاية الواحدة صباحا والغريب أن كل لاعب كنا نجلس معه على الطاولة كان يقول إنه مقتنع بالقيمة المالية التي تحصل عليها. بعد هذا انهار اللاعبون في مباراة بجاية لأن تفكيرهم كان في مصلحتهم أكثر من مصلحة الفريق وعقب العودة إلى باتنة وبتحريض من أطراف طالب اللاعبون قبل مقابلة وفاق سطيف بأموال الكأس التي استفاد الفريق منها نظير بلوغه النهائي واعتبروها حقا من حقوقهم رغم أن كل أموالهم تلقوها وهذا باعترافهم في الوثيقة التي أمضوا عليها بأنهم لا يدينون بشيء للفريق، أفهمناهم أنه لا يمكن أن نسلمهم منحة مقابل تضييع الكأس وهو ما جعلهم ينهارون في مدة 20 يوما بدليل أن وفاق سطيف الذي واجهنا في البطولة على أرضنا عائدا من سفرية إفريقية شاقة هزمنا بكل سهولة رغم أن المقابلة كانت في المتناول. هل نفهم أن اللاعبين يتحملون كل المسؤولية؟ الوضعية تشرح نفسها وإلا كيف نفسر أن الفريق كان في القمة يوم 1 ماي وإذا به في ظرف 20 يوما يجد نفسه في الحضيض. المسيرون لديهم جزء من المسؤولية والطاقم الفني كذلك يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لأن لم يقدر على التحكم في المجموعة ويمكن القول إن الفضل في وصولنا إلى النهائي كان بفضل عمل بوعراطة لأن عمل بسكري في المرحلة الثانية التي أشرف فيها على الفريق لم يأت بثماره بدليل أن الفريق أصبح ينهار من الجانب البدني في المقابلات الأخيرة كما أصبح يجد صعوبة بل يعجز عن بلوغ مرمى المنافس. صراحة، المقابلات الخمس الأخيرة التي لعبناها في باتنة كانت في صالحنا لو كان الفريق محضرا جيدا لأنه ليس وفاق سطيف الذي واجهنا في ظروف خاصة جدا يفوز علينا وليست مولودية باتنة التي واجهتنا بالشبان تنتصر علينا... (نقاطعه).. على ذكر الداربي، كلام كثيرا قيل بخصوص هذه المواجهة التي ساهمت في سقوط الفريق، الأكيد أن لديك ما تقوله في هذا الشأن التشكيلة دخلت في فخ السهولة أثناء “الداربي” ومحيط الفريق ساهم في هذه الوضعية من خلال تحسيس اللاعبين بأن المباراة مرتبة. عدة رؤساء فرق ظلوا يسألونني في العاصمة عما حدث في باتنة بسقوط فريقين من ولاية واحدة. أقول إن الذي حدث سيبقى وصمة عار في باتنة والتاريخ سيبقى يذكر هذه الحادثة لأنه عوض أن تكون فرصة التقائنا بمولودية باتنة في مباراة لدفن الأحقاد وإذا بمسيري المنافس يحيون هذه الأحقاد مجددا وسيبقى هذا الحقد الدفين على مر السنين. أضيف في هذا الصدد قائلا إن مولودية باتنة دخلت التاريخ بمسيريها الذين أسقطوا فريقين في القسم الوطني الأول من ولاية واحدة. الكثيرون اعتبروا أن تصريحاتك النارية أنت وفرحي تجاه الفريق الجار جعلت هذا الأخير يسعى إلى إسقاطكم معه، ما تعليقك؟ في نهائي كأس الجمهورية اشترى عدة مسيرين في الفريق بذلات رياضية وادعوا أنهم شاركوا في وصول الفريق إلى النهائي، لكن بعد السقوط تبرأوا وأرادوا تحميلي أنا وفرحي المسؤولية. ما قيل في نشرية الفريق في داربي الذهاب لم يكن سوى سرد للتاريخ ولم نحاول مطلقا الإساءة للفريق الجار فقد تكلمنا عن فريق المستعمر وعن تاريخ الداربيات وبالنسبة إلينا فريق مولودية باتنة تأسس سنة 1962 أما إذا كانوا يريدون القول إن فريقهم امتداد للفريق المستعمر فهذه قضية تخصهم. أما فيما يخص فرحي فقد كان المقربون من الفريق وبعض المسيرين يتباهون بالأمس القريب فقط بتصريحاته وكانوا يفتخرون بها لكن عندما جاءت النتائج عكسية حاولوا إلصاق التهمة به والإدعاء أنه من تسبب في سقوط الفريق. مولودية باتنة للتوضيح اتخذت هذا الأمر مبررا من أجل اللعب بشحنة أمام “الكاب“ ليس لرد الاعتبار لنفسها ولكن بسبب رغبتها في نيل الأموال التي تلقتها من فرق أخرى نافستنا على ضمان البقاء. من جهتنا أثبتنا على مر التاريخ أن “الكاب“ يسيّره شهام بدليل أنه قبل موسمين كانت مولودية باتنة بين أيدينا ولكن حفاظا على سمعة باتنة وحتى لا نضحك علينا الناس فضلنا التنازل على حقوقنا... على كل حال سيبقى وصمة عار على جبين الفريق الجار أنه عمل المستحيل من أجل حرمان باتنة الولاية من فريق في القسم الوطني الأول، وإذا كانوا يتحدثون على النزاهة في هزمنا فلماذا غابت هذه النزاهة أمام البليدة وأمام فرق أخرى؟ نحن نعرف كل شيء عنهم، لا بأس أنهم فازوا علينا لكن عليهم أن يتأكدوا أن الحقد بين الفريقين سيكون كبيرا والجزائر بأكملها لم تجد وصفا لجيراننا من مولودية باتنة إلى أي من صنف البشر ينتمون. ألا تشعر بالإحراج حينما يحملك الجميع مسؤولية سقوط الفريق؟ مثلما نتبنى الأشياء الايجابية يجب أن نتبنى الأشياء السلبية. الرجال هم الذين تكون لديهم شجاعة الاعتراف بالخطأ، لكنني أشير إلى أننا تلقينا العديد من الضغوط التي كانت سببا في سقوط الفريق. تصوّر أنه عند خروجي من الاجتماع مع اللاعبين قبل مقابلة وفاق سطيف وجدت محضرا قضائيا بانتظاري يبلغني بأن أحد المسيرين يطالب بدينه. لم يبق لديكم أي أمل لتجنب السقوط سوى الاحتراف فأين وصلت خطواتكم في هذا الملف؟ طلبنا من مديرية الشبيبة والرياضة عقد جمعية استثنائية لتقديم استقالتي وترك المكانة إلى أشخاص آخرين بإمكانهم تقديم الأفضل، لكن الظرف الحساس الذي يمر به الفريق والآجال المحددة التي تفصله عن تاريخ تقديم ملف الاحتراف قبل 30 جوان جعل المديرية تطلب مني التريث إلى غاية الانتهاء من إجراءات دخول الفريق البطولة الاحترافية حتى يضمن بقاءه في حظيرة الكبار الموسم القادم وقد وافقت وأريد توضيح ما قيل لنا على هامش اجتماع نائب رئيس الاتحادية مع رؤساء أندية القسم الوطني الأول. تفضل قال لنا إن البطولة الاحترافية ستنطلق الموسم القادم وستتشكل كحد أقصى من 24 فريقا ستقبل ملفاتهم، لذا نبقى متفائلين لأن “الكاب“ يملك الشروط مقارنة مع فرق ضمنت بقاءها هذا الموسم وفي هذا الصدد أؤكد أن باتنة ستكون ممثلة الموسم القادم في البطولة الاحترافية، خاصة أن رأسمال الشركة قد وضع و7 مساهمين سيكونون معنا مبدئيا كما أن النادي يمتلك عقارات وكل الوسائل المطلوبة. الخطوات الجادة في ملف الاحتراف بدأت وكان أول شيء قمنا به هو الحصول على اسم النادي من قبل مصلحة السجل التجاري وننتظر صدور دفتر الشروط حتى نبدأ تلبية الشروط شيئا بشيء. قمنا بتعيين مدير الشركة وهو عبد اللطيف شيخي ومدير مركز التكوين شطوح حسين، كما سنعين مديرا ماليا ومديرا فنيا حتى نستجيب للشروط المطلوبة وسنتقدم إلى السلطات بطلب تأجير ملعب 1 نوفمبر بالإضافة إلى الوحدة المركزية للإيواء وأيضا وضع مركز التكوين تحت تصرفنا. نقوم أيضا حاليا بمعية الخبير بمعاينة ممتلكات النادي حتى تكون في رأسمال الشركة وأريد إضافة أشياء أخرى. ما هي؟ بعض الأطراف حاولت إدخالنا في مشاكل مع اللاعبين وأيضا المسيرين ورغم هذا أعطيتهم المثل بأنني كنت قادرا على سحب أموالي بعد الاستفادة من وصولنا إلى النهائي لكني وضعت مصلحة الفريق في المقدمة من خلال وضع الأموال لدى الموثق لتأسيس رأسمال الشركة. أنا الشخص الوحيد في المكتب المسير الذي كان لدي موقف شجاع بشأن بوعراطة لكن عدة أطراف لم يكن يعجبها وجوده واليوم تأكد لها أن عمل بوعراطة كان كبيرا والدليل أن الفريق بدأ ينهار شيئا فشيئا بعد ذهابه، يضاف إلى هذا تربص تونس الذي حدثت فيه بعض المشاكل التي أثرت سلبا على الفريق وهو ما جعل بعض اللاعبين يتعمدون التعثر الحراش والبليدة من أجل إبعاده ما تسبب في تضييع 5 نقاط كاملة كانت ستضمن بقاءنا. أيضا بسكري لم يتصرف معنا تصرفا حضاريا بعدم إنهائه الموسم وتقديم حصيلته حيث جرّنا معه إلى الخطأ ففي كل مقابلة كان يطمئننا على أن أنه لا خوف على “الكاب“ وأنه يستطيع البقاء لكنه عجز عن تحقيق نتيجة ايجابية أمام وفاق سطيف في الظروف التي لعبت فيها وأيضا على مولودية باتنة التي شاركت أمامنا بالشبان لأنه لم يحسن القيام بالعمل النفسي. ضميري لا يؤنبني اليوم لأنني حاولت القيام بواجبي والجميع على دراية بذلك وليس من مسؤولياتي تسجيل الأهداف واشتراء المقابلات ولكن عندما تكون في موضعي و“تشوف الحفير“ من كل جهة فإنك لا محال تتأثر. بعض الجبناء يقولون لك كلاما وفي غيابك يقولون كلاما آخر، أنا على أتم الاستعداد لمواجهة أعضاء الجمعية العاصمة لأنني سخرت صحتي ومالي من أجل خدمة الفريق وأفتخر كثيرا بالمناصرين الأوفياء مثل آل بوعبد الله وأريد الكشف عن المزيد من الأسباب التي جعلت الفريق ينهار في 20 يوما. لك ما تريد ميدالية بوتفليقة “دارت فتنة“ كبيرة وحتى يدرك المناصر فقد منحتنا الرئاسة عددا محددا من بطاقات الاعتماد لتوزيعها على المعنيين بتسلم الميداليات لهذا منحنا 18 لاعبا البطاقات وبسكري قال لنا إن مساعده حريتي يجب أن تمنح له واحدة وحفاظا على شعور لعلاوي منحناه بطاقة اعتماد حتى يتسلم الميدالية لأنه منذ البداية وهو مع الفريق، لتتبقى بطاقة اعتماد واحدة منحتها لأكبر مسير في الفريق وهو رئيس سابق للفريق ولاعب سابق وثاني أكبر المساهمين من الجانب المادي وكنت اعتقد أن خياري كان صائبا لكن بعدها حدث الذي حدث عندما لم يصعد مسيرون لتسلم الميدالية وخلقوا لي لي مشاكل كبيرة.. لا أريد أن أذيع أسرار كبيرة وبالمختصر أموال بوتفليقة والميدالية كانا أيضا سببين في المشاكل التي ساهمت في الوضعية التي وصلها الفرق في نهاية الموسم.