انطلقت الجولة الأوروبية التي برمجها الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش مؤخرا كما سبق وأن كشفنا وكشفت عنه مختلف العناوين الصحفية، غير أنّ الجولة لم يبدأها البوسني الذي فقد شقيقه بل بدأها مساعدوه الذين سينتشرون عبر عدّة ملاعب أوروبية من أجل التحدث مع اللاعبين المستهدفين من جهة، والاطمئنان في الوقت نفسه على الدوليين المصابين وغير المصابين، بداية الجولة الأوروبية كانت مساء أمس من "سانت إتيان" أين حضر المحضّر البدني "سيريل موان" مباراة الفريق المحلي أمام الضيف "فالنسيان" لحساب الجولة "14" من الدوري الفرنسي، وهي المباراة التي تواجد فيها لاعب مستهدف بات قريبا من الالتحاق بصفوف المنتخب الوطني، الأمر يتعلق بالظهير الأيسر لنادي "سانت إتيان" فوزي غُلام الذي أبدى رغبة شديدة في الدفاع عن ألوان بلد الأصول. تحدّثا عقب المباراة واللاعب أكّد له اختياره اللعب للجزائر وتفيد مصادرنا الخاصة أنّ مكالمة هاتفية جمعت اللاعب غُلام بالمحضر البدني "للخضر" سيريل موان تمّ فيها ضبط هذا الموعد، حيث أكّد له الأخير حضوره اللقاء من أجل متابعته في المباراة التي لعبت سهرة أمس، للوقوف على إمكاناته عن كثب، قبيل الالتقاء مباشرة عقب نهاية المباراة في مكان تمّ الاتفاق عليه، وهي الجلسة التي من المؤكد أن "سيريل موان" قد شرح فيها لغُلام السبب الذي جعله يأتي من أجل معاينته، وهي الحاجة لظهير أيسر إضافي، كما أنه يكون حصل على موافقته النهائية للعب لصالح الجزائر، ففي السابق كانت تلك الموافقة عبارة عن تصريحات صحفية كشف فيها غُلام عن قرار اختيار الجزائر، لكنّ جلسة أمس مع "موان" كانت جلسة مباشرة سمع فيها مساعد البوسني جوابا مباشرا من اللاعب بالقبول النهائي. قد ينضم في أي لحظة تحسّبا لكأس إفريقيا ولن تكون مباراة الأمس المعيار الحقيقي للحكم على إمكانات غُلام الذي يتفق الجميع على أنه ظهير أيسر جيّد سيعطي الإضافة للمنتخب الوطني بقدومه، كما أن معرفة حليلوزيتش لإمكاناته من خلال المباريات التي يكون قد تابعها من قبل تجعله لا يحكم على مستواه من خلال لقاء "فالنسيان" سواء تألق أو لم يتألق، غير أن الأهم هو أن غُلام بات وبعد الجلسة التي جمعته ب "موان" قريبا من الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني، وهو ما قد يكون بنسبة كبيرة تحسبا لنهائيات كأس إفريقيا التي ثبت بأن تعداد المنتخب يحتاج إلى تدعيم من أجلها، لا سيما في خطوطه الخلفية التي بدت غير مؤمّنة. لديه جواز سفر جزائري، يحتاج إلى وثائق لتأهيله وسبق له زيارة عنابة وكما سبق وكشفنا عنه، فإن غُلام أثبت أكثر من مرة تعلقه وارتباطه بالجزائر، وإبداؤه أمس رغبته في اللعب للجزائر لدى ملاقاته ل "سيريل موان" ليس وليد اليوم، لأن اللاعب سبق وأن صرح بذلك، وسبق له زيارة الجزائر حين حطّ الرحال بمدينة عنابة التي قضى فيها بضعة أيام، ناهيك عن امتلاكه جواز سفر جزائريا، ويبقى ينقصه لكي يتقمص ألوان "الخضر" بصفة رسمية أن تتخذ إجراءات تأهيله على مستوى "الفيفا" بما أنه سبق وأن حمل ألوان منتخب "الديكة" في أصنافه الصغرى، وهي عملية لا تستعصي على "الفاف" التي أهلت بلفوضيل في ظرف وجيز منذ شهر. حال مصباح هي التي جعلت البوسني يفكر في ظهير أيسر معاينة غُلام أمس والحصول على موافقته النهائية، وغير ذلك من الكلام الذي دار بينه وبين مساعد البوسني، يحمل رسالة واضحة وهي أن حال ظهير "آي سي ميلان" جمال مصباح تقلق كثيرا حليلوزيتش، فاللاعب كان ولا زال الظهير الأيسر الأول في المنتخب، إلاّ أنّ غيابه عن أجواء المنافسة الرسمية منذ 13 مباراة كاملة، واكتفاءه بلعب بضع دقائق معدودة في "الكالتشو" الإيطالي منذ بداية الموسم، واحتمال بقائه خارج حسابات "آليڤري" في الفترة المقبلة، جعل البوسني يبحث عن البدائل، ورأى في غُلام أحد الحلول التي يمكن اللجوء إليها لتدعيم الجهة اليسرى من الدفاع والتي صارت مصدر قلقه بعدما كان ذلك الرواق سابقا آمنا ولا خوف عليه. سدّ الطريق في وجه من يطالبون بعودة بلحاج تواجد مصباح، كادامورو وبن موسى واستهداف غُلام لضمه مستقبلا، يسدّ الطريق في وجه كل المطالبين بعودة صاحب الخبرة نذير بحاج، فمعلوم أنّ مسؤولي الاتحادية طالبوا بعودة بلحاج إلى صفوف المنتخب كي يكون حاضرا بخبرته في "الكان" غير أن حليلوزيتش رفض ذلك جملة وتفصيلا، وقالها بصوت عال: "لن أعيد من اعتزلوا اللعب دوليا"، وها هو يمرر رسالة جديد من وراء استهدافه غُلام بأنه لا يحتاج لبلحاج، بقدر ما يحتاج إلى نفس جديد في المنتخب، ويبقى الرجل مسؤولا عما يقوم به، لأنه ومثلما قد ينجح في رهانه على العناصر الحالية وبعض العناصر الجديدة، ويرد على منتقديه ممن هم يعتبرون غياب عامل الخبرة في المنتخب قد ينعكس على نتائجه سلبا، مثلما قد يفشل في رهانه أيضا وتصوّب سهام الانتقادات تجاهه. الفرصة كانت مواتية للوقوف على حال قادير وتجدر الإشارة إلى أنّ مباراة "سانت إتيان" أمام "فالنسيان" تواجد فيها لاعب جزائري آخر، والأمر يتعلق بالدولي فؤاد قادير ، والفرصة كانت مواتية ل "سيريل" كي يقف على لياقته، ومن المؤكد أنه اطمأن عليه بما أن مستوى قادير يبقى نفسه أو أفضل من مباراة لمباراة يخوضها في الدور الفرنسي، ناهيك عن أنه ممرر وهداف حاسم في فريق "فالنسيان". قريشي في ريمس من أجل ماندي وإذا كان المحضر البدني سيريل موان أمس في سانت إتيان من أجل غُلام، فإنّ المدرب المساعد نور الدين قريشي سيتواجد سهرة اليوم في "ريمس" من أجل الوقوف على إمكانات المدافع عيسى ماندي الذي كثر الحديث عن ضمه إلى صفوف الخضر في الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يجمعه به حديث للفصل فيما إذا كان مستعدا لتدعيم تعداد المنتخب الوطني مستقبلا.