يبدو أن واقع شباب تموشنت بات رهين أمور عديدة، إذ لم يعد بإمكانه الخروج من قوقعته التي جلبت له المشاكل والتي لم يكن يتوقع أحد أنها ستصنع هذا السيناريو الذي سئم الكل من حلقاته، وأصبح الشارع الرياضي بعاصمة "سيفاكس" يستيقظ كل يوم على وقع مشكل جديد من سيء إلى أسوأ... فمن تهديدات التشكيلة بالمقاطعة والدخول في إضراب مفتوح خلال أطوار مرحلة الذهاب إلى حصول جمعية وهران على نقاط "الداربي" على البساط، إلى أن أتى هذه المرة الدور على إقرار المجموعة بحجم المشاكل وتنفيذ قرارها الرامي لمقاطعة البطولة إلى غاية تنفيذ مطالبها. اللاعبون يرفضون العودة إلى التدريبات يرفض لاعبو شباب تموشنت العودة إلى التدريبات واستئناف المران عقب إسدال الستار على منافسات بطولة الرابطة المحترفة الثانية في شطرها الأول، ومن خلال حديثنا إلى بعضهم تأكد لنا أن السبب الأول راجع إلى المستحقات المالية التي يدينون بها خزينة النادي والمقدرة بأربعة أجور شهرية، معتبرين أن الإدارة فرطت كثيرا في حقهم ولم تعرهم أي اهتمام، خصوصا وأنها كانت في وقت سابق قد قدمت لهم وعودا بشأن تسوية كل الأمور العالقة لا سيما خلال فترة الراحة الحالية إلا أن لا شيء من ذلك حدث، وهو ما أثار حفيظة المجموعة التي يبدو أنها مصممة على عدم العودة إلى أجواء التحضيرات قبل أن تضبط وتسوى الأمور. يريدون تحقيق مطالبهم وتسوية أجورهم من خلال حديثنا إلى بعض اللاعبين للاستفسار عن الدوافع الحقيقية التي دفعتهم إلى اتخاذ قرار المقاطعة والدخول في إضراب مفتوح – ولو أن الجواب واضحا- كانت إجاباتهم واحدة كما رصدتها "الهداف" من قبل ولخصها جلهم في عبارة: "نريد أجورنا الشهرية التي تعدت ثلاثة أشهر"، ومن هذا المنطلق تتضح الفجوة الكبيرة التي خلفتها المشاكل المالية بين هؤلاء والمكتب المسير، وعلى ضوء هذا المشهد يربط لاعبو شباب تموشنت عودتهم إلى الميدان لاستئناف المران بتحقيق مطالبهم -التي يرونها مشروعة- بتسوية أجورهم الشهرية، وهو ما يستدعي ضرورة التدخل المقنع من قبل الهيئة المسيرة. الإدارة في حيرة وتضع الموقف ضمن الأولويات من جهتها، تحاول الإدارة بكل أعضائها الوقوف على المأساة التي يعيشها شباب تموشنت خلال هذه الفترة من البطولة، والتي كان من المفترض أن تعزز فيها الصفوف وتعمل على انتداب لاعبين بإمكانهم مد الفريق بالإضافة اللازمة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، فالوضع لا يشجع أبدا على ذلك بالنظر للأزمة الخانقة التي جعلت كل شيء حبيس لها، وهو ما وضع المكتب المسير في حيرة من أمره خصوصا افتقاره للحلول الناجعة التي تساعد على إطفاء نار الأزمة. الأزمة المالية مبررها، لكن... أصبح المبرر الوحيد للإدارة هو الأزمة المالية التي تعصف بنادي أبناء سيدي سعيد، فكلما طالب اللاعبون بمستحقاتهم المالية كانت إجابات الإدارة واضحة: "لا توجد سيولة مالية، والخزينة فارغة" وهو ما أرهق كاهل التشكيلة التي طال صبرها، وفي هذا الخصوص بالضبط يرى كثيرون أن أعذار الإدارة باتت من الماضي ولم تصبح المبرر المقنع الذي تتحجج به لأن الوقت قد تجاوزه، مطالبين إياها بضرورة البحث عن الموارد المالية من خلال عقود السبونسور، وطرق أبواب الجهات المعنية والمسؤولين سيما وأن النادي محترف، ما يستدعي ضرورة الاعتماد على النفس. حدو: "الخزينة تعاني وليس بإمكاننا تسوية الأجور" أكد المدير العام للشركة الرياضية ذات الأسهم لشباب تموشنت هواري حدو أن النادي يعاني من أزمة مالية خانقة، مرجعا الأسباب إلى عدم الاستفادة من أي إعانات مالية من قبل السلطات المحلية والولائية على حد سواء، ما شكل عجزا فادحا على مستوى الخزينة، إلى جانب ابتعاد التجار ورجال المال والأعمال عن دعم الفريق بمالهم الخاص، وفي هذا الصدد قال أيضا: "تسوية مطالب اللاعبين في الوقت الراهن ليس بالأمر الهين، صراحة الضائقة المالية التي تعصف بالفريق عويصة جدا، الأبواب سدت في وجوهنا ولم نقدر على إيجاد السبيل والمنفذ للتخلص من هذه المأساة". اللاعبون: "عيينا صابرين وملينا" من جهتهم، أكد جل اللاعبين الذين كان لنا حديث معهم أن اتخاذ قرار المقاطعة وعدم العودة إلى التدريبات الخيار الأفضل لدفع الإدارة إلى التحرك والبحث عن المنفذ، وبالرغم من أنهم مدركون حجم العواقب التي قد تخلفها الغيابات المتتالية عن التحضيرات والتدريبات إلا أنهم مصرون ومصممون على عدم الاستئناف إلا بعد تسوية مستحقاتهم المالية، وفي سياق كلامهم جاء أيضا: "وقفنا وقفة رجل واحد، رفضنا مقاطعة البطولة في شطرها الأول لأكثر مرة على الرغم من الوضع الكارثي الذي عشناه، لكن اليوم لا نعتقد أننا سنعود من دون تحقيق مطلبنا، عيينا صابرين ورانا ملينا، نريد حقنا فقط". رويسي وموسى يتدربان على انفراد يواصل موفق موسى ورويسي زين العابدين تدريباتهما بانتظام بالملعب البلدي أمبارك بوسيف منذ اختتام البطولة المحترفة الثانية في شقها الأول، وعلى الرغم من الظروف الكارثية التي يمر بها فريقهما إلا أنهما يسعيان للحفاظ على مستوى اللياقة البدنية والإبقاء عليه للدخول مرحلة العودة بكل قوة، تجدر الإشارة إلى أن التشكيلة التموشنتية لم تستأنف التدريبات بعد. رافضان للوضع الذي يعيشه فريقهما ويدركان حجم المصيبة أبدى رويسي وموسى أثناء لقائنا بهما قبل مباشرتهما التدريبات على انفراد استياءهما البالغ إزاء الوضع المأساوي الذي يشهده نادي أبناء سيدي سعيد، مبينين أن الأمر أصبح خطيرا ما يستدعي ضرورة تدخل الهيئات الرسمية لانتشال الفريق من المأزق والأخذ به إلى بر الأمان قبل فوات الأوان، ولو أن الأمر أصبح مستعصيا بالنظر للتأخر الملحوظ على مستوى الإدارة وهياكلها بما في ذلك قضية المستحقات المالية التي يدين بها اللاعبون والتي تشغل بالهم يوما بعد يوم. رويسي: "نسعى للحفاظ على اللياقة البدنية، لكن للأسف الوضعية لا تشجع" أكد الظهير الأيسر رويسي زين العابدين أنه يسعى قدر المستطاع للحفاظ على لياقته البدنية للبقاء دائما في أتم الاستعداد والجاهزية على الرغم من الوضع الكارثي الذي يعيشه النادي والذي لا يبعث على الارتياح، كما أنه محطم للمعنويات ما يصعب العمل بكل جدية وعزم، وقال رويسي في السياق ذاته: "أرغب في أن تعود المياه إلى مجاريها، تتحسن أمور بيت السيارتي وتتطور نحو الأفضل، الوضع المأساوي الذي يشهده الفريق حاليا مرير ولا يشجعنا أبدا على العمل والتحضير، إلا أن الإرادة التي تحدونا تدفعنا إلى قلب الموازين واستغلال الظروف وكما يقال تعلم كيف تصنع من الليمون شرابا حلوا". موسى: "نحاول البقاء على أتم الاستعداد، والكرة الآن في مرمى الإدارة" من جهته أكد المهاجم موسى موفق أنه يحاول قدر الإمكان الاستمرار في نفس النسق من خلال عدم العزوف عن التدريبات والتدرب على انفراد بغية الحفاظ على اللياقة والبقاء دائما على أتم الاستعداد والجاهزية، خصوصا وأن مرحلة الإياب تتطلب الكثير من المجهودات بالنظر للنسق العالي الذي تفرضه المنافسة، وقال أيضا موسى: "المشاكل التي تحيط بفريقنا أضرت بنا كثيرا وأحبطت معنوياتنا، وعلى الرغم من كل هذا إلا أننا لازلنا واقفين، الكرة الآن في مرمى الإدارة، لأن دورنا انتهى مع انقضاء مرحلة الذهاب وكنا عند حسن ظن الجميع بمن فيهم الأنصار".