رغم بعد المسافة بين الجزائروجنوب إفريقيا، إلاّ أن التواجد الجزائري كان مميّزا زوال أمس في ملعب “بيتر موباكا” في بولوكوان من خلال الآلاف من أنصار المنتخب الوطني الجزائري في مدرجات الملعب. وقد بدأت “بولوكوان“ تعرف الأجواء الجزائرية منذ أمسية السبت، من خلال بدء توافد أنصار المنتخب الوطني من مختلف الدول الأوروبية، كندا والخليج العربي، والذين كانوا قد حجزوا مباشرة من بلدان إقامتهم إلى جنوب إفريقية. مواكب السيارات لأجل التعبير عن جزائريتهم ولأن الجزائري لا يُمكن له العيش دون حماس، فقد عرفت مدينة “بولوكوان“ أمسية السبت وصبيحة أمس الأحد إنطلاق مواكب السيارات التي اكتراها جزائريو المهجر، وكذا سيارات الأجرة في صنع أجواء حماسية رائعة في مدينة “بولوكوان“ من خلال تلويحهم بالأعلام والهتافات بالجزائر. قافلة أنصار الجزائر تنقلت ب 30 حافلة أما أنصار المنتخب الجزائري، والذين تنقلوا من الجزائر في الرحلات السبع التي نظمتها الخطوط الجوية الجزائرية في اتجاه جوهانسبورغ، فقد تنقلوا في صبيحة أمس وبدءا من الساعة السابعة صباحا في قافلة من 30 حافلة من بريتوريا إلى بولوكوان. 23 حافلة دفعة واحدة من جامعة بريتوريا وكانت القافلة التي انطلقت من جامعة بريتوريا مخصصة للأنصار العاديين، فقد تكوّنت من 23 حافلة تم تسييرها دفعت واحدة من خلال الإنطلاق في توقيت واحد وسط أجواء خاصة بعودة الجزائر إلى المحفل الكروي العالمي بعد طول إنتظار. ... و7 حافلات أخرى تحت تصرف ضيوف “الفاف” وعائلات اللاعبين في حين أن الحافلات السبع الأخرى فكانت مخصصة لأنصار الفريق الوطني من ضيوف “الفاف“ وعائلات اللاعبين الحاليين، وكذا اللاعبين القدامى، والذي كان فندق “فار وين” مقر إقامتهم نقطة الإنطلاق. توقف بعد ساعة ونصف ونزلوا لأجل خلق أجواء في الطريق وبعد مرور ساعة ونصف من السير بالحافلات نحو جوهانسبورغ، توقف أنصار الجزائر في منتصف الطريق أين نزل كل أنصار المنتخب الوطني من الحافلات وخلقوا أجواء خاصة في الطريق تسبّبت حتى في تعطيل حركة المرور، لأن الكثير من الجنوب إفريقيين ركنوا سياراتهم وبقوا يتفرجون ويصوّرون حماس المنتخب الجزائري. الوصول إلى الملعب في 11 سا وكان وصول أنصار الفريق الوطني إلى مدينة “بولوكوان“ والنزول مباشرة عند الملعب في الساعة الحادية عشرة (دائما بالتوقيت الجنوب إفريقي)، وهو التوقيت الذي كان محددا للوصول منذ البداية. عائلات اللاعبين وضيوف “الفاف” أُدخلوا المنصة الشرفية ومباشرة بعد الوصول إلى ملعب “بولوكوان“، تم إدخال ضيوف “الفاف“ وعائلات اللاعبين إلى المنصفة الشرفية الأولى، وهذا لطبيعة التذاكر التي يمتلكونها والخاصة بهذه المنصة، وهذا ما يُفسر تواجد الأنصار الجزائريين في جهتين مختلفتين من الملعب أمس. سفير الصحراء الغربية حاضر من أجل نصرة الجزائر وكان الموقف الأول المثير للإنتباه هو تواجد علم الصحراء الغربية يلوح أمام الملعب، ولما تقدمنا من المعني علمنا أنه سعادة سفير جمهورية الصحراء الغربية في جنوب إفريقيا، والذي جاء من أجل تشجيع الجزائر، وكان المعني قد تلقى دعوة من السفير الجزائري من أجل مشاهدة اللقاء. تحدث إلى التلفزيون الجزائري بعلم بلاده وقد تحدث سعادة سفير الجمهورية العربية الصحراوية إلى التلفزيون الجزائري قبل ساعتين تقريبا من اللقاء، وأكد أنه مناصر للمنتخب الجزائري مثله مثل كل الشعب الصحراوي الذي لن ينسى فضل الجزائر في دعم القضية الصحراوية. بن قايدية احتار في وجود مناصر من إيرلندا وفي الوقت الذي كان صحفي التلفزيون الجزائري إسماعيل بن قايدية يجري حوارات عن وصول الأنصار، فوجئ بتواجد شخص يعرفه جيدا ويتعلق الأمر بجزائري من إيرلندا الجنوبية يعمل سائق سيارة أجرة، وكان قد تطوّع أثناء تواجد الفريق الوطني في إيرلندا في نهاية الشهر الماضي وبقي يومين متطوعا في خدمة فرقة التلفزيون بسيارته، ليلتقي هذه المرة مع بن قايدية في مكان لم يكن أحدا يتوقع منهما أن يلتقي الآخر فيه (بولوكوان)، الأمر الذي جعل هذا المناصر (أخينا) لا يتوقف عن القول “يا سبحان اللّه ولا إله إلا اللّه ” . “الجزيرة” وقنوات كثيرة غطت وصول الأنصار وخارج الملعب دائما، تحدثت فرقة “الجزيرة الرياضية” مع أنصار المنتخب الوطني وتغطية وصولهم والأجواء التي خلقوها قبل اللقاء، خاصة أن عددهم كان يظهر للعيان أنه محترم جدا، وقد قامت قنوات أجنبية أخرى بتغطية وصول الأنصار. دراجي تنقل إليهم وتحدث مع الكثيرين ورغم أن تغطية أنصار الفريق الوطني مكلّفة به فرقة أخرى من “الجزيرة الرياضية”، إلا أن حفيظ دراجي لم يُفوّت فرصة تواجده في بولوكوان للتنقل إلى مقر تواجد أنصار المنتخب الوطني في الجهة الغربية من مدخل الملعب، أين تحدث إليهم وهي الفرصة التي استغلها الكثيرون من أنصار المنتخب الوطني لأخذ صور تذكارية معه. داخل الملعب رايات الفرق وكل الولايات وداخل الملعب، ومع بدء أنصار الفريق الوطني في تعليق راياتهم الوطنية والأعلام الكبيرة، سجلنا تواجد عشرات الرايات لأنصار مختلف الفرق الجزائرية، ومن أقسام مختلفة، إذ امتزجت رايات المولودية العاصمية مع إتحاد الحراش، شبيبة القبائل، إتحاد البليدة، إتحاد عنابة، أمل الأربعاء، عين ولمان، وداد تلمسان، بشار، بوسعادة، جمعية عين مليلة، إتحاد الشاوية، بسكرة، شباب قسنطينة، مولودية بجاية وراية أنصار أهلي البرج “حذار إنفلونزا الجراد“، والكثير من الرايات الأخرى التي لم نتمكن من قراءتها. علم فلسطين حاضر بقوة إذا كان علم النجمة والهلال هو الأكثر حضورا أمس في ملعب بولوكوان، فإن العلم الفلسطيني كان أيضا حاضرا وبكل قوة في مدرجات ملعب بولوكوان أمس، في يوم اعتبره أنصار المنتخب الوطني يوما لنصرة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب غزة. راية عين مليلة: “غزة لن نتخلّى عنك أبدا” وكان الصورة الأصدق تعبيرا عن مناصرة الجزائريين للقضية الفلسطينية ووقوف الجزائريين إلى جانبها هي الراية التي أعدها أبناء عين مليلة وفيها عبارة: “غزة لن نتخلى عنك أبدا” ومكتوبة باللغة الإنجليزية حتى يفهمها كل العالم. ... وأعلام المغرب، تونس، السعودية ودول عربية أخرى وقد حضرت أعلام المغرب وتونس بكثرة أمس في مدرجات ملعب بولوكوان، وإذا كان بعض “التوانسة“ والمغاربة هم من أفراد الجالية في جنوب إفريقيا، فإن العديد ممن التقيناهم خاصة المغاربة تنقلوا خصيصا من بلدهم من أجل مناصرة المنتخب الوطني الجزائري... والأكيد أن كل الجاليات العربية كانت حاضرة أمس في “بولوكوان“ أين سجلنا تواجد علم المملكة العربية السعودية أيضا. علم مصر خلف المرمى وأكثر من ذلك ومثلما وعدوا به أثناء وصول الفريق الوطني إلى الفندق مقر الإقامة، كان الثلاثي المصري الذي كتبنا عنه في عدد “الهدّاف“ يوم أمس الأحد حاضرا لمناصرة الفريق الجزائري، وكانت الراية المصرية تلوح خلف المرمى الذي كان فيه الحارس السلوفيني في الشوط الأول وفوزي شاوشي في الشوط الثاني. أنصار “الخضر” تجاوزوا 3000 مناصر وحتى إن كان جلوس أنصار الفريق الوطني في مدرجات مختلفة وليس مدرج واحد من الملعب يصعب من مهمة معرفة عددهم بالضبط، خاصة لاختلاطهم بأنصار جنوب إفريقيا، إلا أن التقديرات المبدئية لأنصار “الخضر” من الجزائريين وحدهم سواء الذين قدموا من الجزائر أو من أفراد الجالية الجزائرية في جنوب إفريقيا أو من جزائريي المهجر والذين تنقلوا بالمئات أيضا كانت 3000 مناصر. “وان، تو، ثري... فيفا لالجيري” دوّت أقوى من المزامير ورغم الأصوات العالية التي كانت تحرج من المزامير والفوفوزيلا وسيلة التشجيع الأولى في جنوب إفريقيا، إلا أنصار الفريق الوطني تمكنوا من إسماع صوت “وان، تو، ثري... فيفا لالجيري” في أوقات كثيرة من اللقاء، وبكل قوة رغم أن أصوات المزامير كانت قوية و“تصدع الراس“ فعلا .