بالغ الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في أخذ الحيطة والحذر من المنتخب التونسي، وهذا باعتماده على ثلاثة مسترجعين منذ بداية اللقاء في صورة توضح أن المدرب خشي على فريقه من مهاجمي المنتخب التونسي أكثر من اللازم، بل بالغ حسب المتتبعين في الخيارات الدفاعية الحذرة التي كلفتنا خسارة قاسية جدا في أول ظهور قاري خلال الطبعة 29 من نهائيات كأس أمم إفريقيا. المنتخب التونسي ليس بالذي نواجهه بثلاثة مسترجعين كما يتضح أن حليلوزيتش تمادى كثيرا في إعطاء أهمية كبيرة وأكثر من اللازم للمنتخب التونسي، في حين أن ما كشفت لنا عنه أطوار الشوط الأول يوضح أنه ليس بالمنتخب الذي نواجهه بثلاثة مسترجعين طيلة فترات اللقاء، يعني بكل من لحسن، ڤديورة ومهدي مصطفى، لذا فقد كان بوسعه الإبقاء مثلما جرت عليه العادة على لاعبين وتعزيز الهجوم بلاعب آخر. الجزائر كانت الأخطر وسيطرتها كانت واضحة، لكن... لا يمكن لأي أحد أن ينكر المستوى الكبير الذي ظهرت به العناصر الوطنية في المباراة، حيث سيطر زملاء مهدي لحسن بالطول والعرض على مجريات اللقاء، وقد بدا ذلك واضحا سواء من حيث الفرص الكثيرة التي أتيحت للهجوم أو الحيوية التي ميزت عناصرنا الوطنية مع السيطرة على الكرة، لكن كما يقال السيطرة لا تعني الفوز، وهذا ما حدث بالفعل مع المنتخب. الطرابلسي عرف كيف يقضي على حذرنا المفرط بداية الشوط الثاني كانت توضح أن المدرب التونسي درس بشكل جيد طريقة لعبنا وحذرنا المفرط باللعب بثلاثة مسترجعين، بدليل أنه دخل الشوط الثاني بوجه مخالف تماما عن الشوط الأول، وقد تمكن من خلال الأوراق التي اعتمد عليها أو التوصيات التي قدمها للاعبيه من تهديد مرمانا في عدة مناسبات قبل أن يصل يوسف المساكني لهز شباك مبولحي في الوقت بدل الضائع. تغييرات حليلوزيتش كانت متأخرة جدا وعلى العكس من الطرابلسي الذي درس بطريقة جيدة نقاط ضعف وقوة المنتخب، وكانت توجيهاته صائبة، فإن المدرب وحيد حليلوزيتش واصل سياسة الاعتماد على ثلاثة مسترجعين، قبل أن يتفطن في اللحظات الأخيرة ويقحم هلال سوداني، بل حتى تغييرات "فيها وعليها"، طالما أنها كانت متأخرة مثلما فعل مع إشراك عودية مكان مصباح. دخول لموشية يوضح أن "حليلو" كان مقتنعا بالتعادل كما أن التغيير الاضطراري الذي قام به حليلوزيتش والذي كان منصبا بمنصب، بمعنى إشراكه خالد لموشية مكان عدلان ڤديورة، يوضح أن المدرب الوطني كان مقتنعا بالتعادل، لا سيما وأن المنتخب الوطني كان متعادلا إلى غاية الوقت بدل الضائع الذي احتسبه الحكم، وهذا ما يجعلنا نتأكد أن "حليلو" كان مقتنعا أو يبحث عن التعادل من البداية. النتيجة قاسية جدا والجزائر أمام منعرج خطير خسارة المنتخب الوطني سهرة أمس تضع زملاء سفيان فغولي في وضعية صعبة جدا وسط المجموعة الرابعة، خاصة وأن لقاءه القادم مقرر يوم السبت أمام المنتخب الطوغولي الخاسر هو الآخر في لقائه الأول أمام كوت ديفوار، ما يجعله مطالبا برمي كل أوراقه للتغلب على "الخضر"، وهذا دون الحديث عن اللقاء الأخير أمام كوت ديفوار، ما يوضح أن الخسارة أمام تونس قاسية جدا على الجزائر وقد وضعتها في منعرج خطير. ------------------------------ أنصار الطوغو وكوت ديفوار بقوا في الملعب عرفت المباراة بقاء أنصار المنتخبين الطوغولي والإيفواري في ملعب "رويال ستاديوم" لمتابعة "الداربي" المغاربي بين المنتخبين الوطني والتونسي، باعتبارهما المنافسين المقبلين لمنتخبيهم، إضافة إلى أن الأمر يتعلق ب "داربي" مغاربي فضلوا متابعته في الملعب إلى نهايته. سليماني "شد راسو" بعد العارضة كاد إسلام سليماني يزور الشباك في الدقيقة 29 بعد كرة في العمق ارتقى خلالها فوق المدافع التونسي وتابعها برأسية محكمة اعتقد الجميع وحتى اللاعب بأنها ستدخل الشباك، لكن كرته ارتطمت بالعارضة التي رفضت دخولها أمام حيرة هداف شباب بلوزداد وحسرته، إلى درجة أنه أمسك رأسه لفترة وكأنه لا يصدق أن كرته المتقنة لم تسكن الشباك. حليلوزيتش عاتب لحسن في (د5) عاتب الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في الدقيقة الخامسة قائد تشكيلته مهدي لحسن وطالبه بالعودة إلى الخلف من أجل مساعدة زملائه على استعادة الكرات، خاصة وأن المنتخب التونسي كان يعتمد على الهجمات المعاكسة ويترقب صعود لاعبي "الخضر"، وهو ما يترك المساحات للتونسيين، الأمر الذي تفطن له البوسني وطلب منه العودة بسرعة ومساعدة زملائه في وسط الميدان. مجاني لعب بحرارة واندفاع شديدين قدم المدافع المحوري كارل مجاني مباراة في المستوى خاصة في الشوط الأول، حين لعب بحرارة شديدة واندفاع للتصدي لرفقاء المساكني. وأبى مدافع "أجاكسيو" أن يفوت فرصة قيادة دفاع "الخضر" بحماس، حيث رمى بكل ثقله وكان حاضرا حتى في الكرات الثابتة لمساعدة زملائه على الصعود إلى الهجوم. مبولحي أنقذ "الخضر" في (د42) من هدف محقق في الوقت الذي كان الجميع ينتظر الهدف الأول للمنتخب الوطني وقام بعدة محاولات خطيرة خاصة في الشوط الأول عن طريق سليماني وقادير، كاد المنتخب التونسي يحدث المفاجأة ثلاث دقائق قبل نهاية الشوط الأول بعد انفلات صابر خليفة في الرواق الأيمن وتوغله في منطقة العمليات، حيث واجه مبولحي الذي تألق في التصدي للتسديدة ببراعة، منقذا "الخضر" من هدف محقق من فرصة وحيدة في الشوط الأول. سيدريك شجع مبولحي مع انتهاء الشوط الأول بعد إعلان الحكم عن انتهاء المرحلة الأولى، توجه مباشرة الحارس الثاني محمد سيدريك نحو مبولحي لأجل الثناء عليه، بحيث شكره على المجهودات التي بذلها في المرحلة الأولى وتصديه لكرات خطيرة سمح له بالحفاظ على نظافة شباكه، وأثنى بدوره مبولحي على مبادرة سيدريك وهو ما يؤكد الروح الأخوية بين حراس المنتخب الوطني بمن في ذلك دوخة الذي لم يكن معنيا بهذا اللقاء، إلا أنه تضامن كثيرا مع زملائه في المنتخب. سوداني رفع معنويات سليماني من جهته، فإن المهاجم الاحتياطي هلال سوداني اقترب بين الشوطين من زميله إسلام سليماني وشكره على المجهودات الكبيرة التي بذلها وصموده أمام مدافعي المنتخب التونسي الذين اعتمدوا على الخشونة البدنية، ورغم ذلك إلا أن سليماني تمكن من صنع بعض الفرص السانحة للتهديف، أبرزها تلك الكرة التي ارتطمت بالعارضة الأفقية لمرمى الحارس بن شريفية وكاد سليماني يفتتح باب التسجيل. مناصر جزائري اقتحم أرضية الميدان قام مناصر جزائري بين شوطي المباراة باقتحام أرضية الميدان وتوجه نحو مرمى المنتخب التونسي ورمى عليه الماء ظنا منه بأن هذه الطقوس ستسمح لمنتخبنا الوطني بافتتاح باب التسجيل، ولم يسمح رجال الأمن المتواجدين في الملعب لهذا المناصر المتسلل خفية إلى أرضية الميدان بإكمال القيام بما كان يريد فعله. أمن الملعب أخرجه دون مشاكل وفور وطأت قدما هذا المناصر الجزائري أرضية الميدان، ركض خلفه رجال الأمن في الملعب لأجل القبض عليه وفعلوا ذلك ثم أخرجوه من الأرضية دون افتعال مشاكل على الرغم من أنه يحق لهم أخذ هذا المناصر إلى قسم الشرطة وفتح تحقيق معه، لكنهم سمحوا له بالعودة إلى المدرجات وحذروه من تكرار فعلته مرة أخرى لأن العواقب ستكون حينها وخيمة ولا مجال للتسامح معه. الأنصار تفاعلوا مع "لا... هولا" في المدرجات صنع أنصار المنتخب الجزائر في ملعب "روستنبرغ" صورا جميلة جدا طيلة أطوار اللقاء، وهم الذين تنقلوا بأعداد هائلة إلى جنوب إفريقيا لأجل مناصرة رفاق فغولي في هذه الدورة الإفريقية، وفي مختلف فترات اللقاء تفاعل أنصار "الخضر" مع حركة "لا... هولا" الشهيرة والتي تعتبر حركة إسبانية صنعها بإحكام الجمهور الجزائري الذي كان في المستوى وقدم صورة مشرفة عن المناصر الجزائري في هذا المحفل القاري الكبير. أنصار جنوب إفريقيا ساندوا الجزائر ما وقفنا عليه خلال متابعة هذه المباراة، هو أن المئات إن لم نقل الآلاف من أنصار جنوب إفريقيا فضلوا التواجد في المدرجات الخاصة بالجمهور الجزائري لأجل مساندة "الخضر" في لقائهم أمس أمام تونس، وفضل الجنوب إفريقيون مناصرة الجزائر خاصة بعدما وقفوا على الأعداد الهائلة للأنصار الجزائريين الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا وصنعوا صورا جميلة في مدينة "روستنبرغ" قبل وأثناء اللقاء. استحضروا أيام "المونديال" أكد لنا العديد من أنصار جنوب إفريقيا الذين فضلوا مناصرة منتخبنا الوطني على حساب المنتخب التونسي، أنهم أعجبوا بالأجواء التي يصنعها أنصارنا، بالإضافة إلى ذلك فإنهم استحضروا أيام كأس العالم 2010 والتي جرت في جنوب إفريقيا وشارك فيها منتخبنا الوطني وصنع أجواء مميزة عند مواجهته إنجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وكذا سلوفينيا. اللاعبون عانوا من الإرهاق، الحرارة والارتفاع ميّزت الشوط الأول من مباراة أمس بين منتخبنا الوطني الجزائري ونظيره التونسي وتيرة بطيئة ووجد اللاعبون صعوبات جمة في التحرك على أرضية الميدان، وهذا راجع حسب الفنيين المتواجدين هنا في ملعب "روستنبرغ" إلى درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة بالإضافة إلى الارتفاع عن سطح البحر، وهو المعروف عن جنوب إفريقيا، حيث أن المدرب حليلوزيتش أخذ احتياطاته بالتنقل مبكرا حتى يتعود لاعبونا على الأجواء المناخية السائدة في جنوب إفريقيا. مصباح طبق تعليمات حليلوزيتش الهجومية طبق الظهير الأيسر جمال الدين مصباح التعليمات التي قدمها له المدرب حليلوزيتش بحذافيرها خاصة تلك الهجومية، بحيث طالبه حليلوزيتش بالتكثيف من الهجمات ومساعدة رفاقه في الخط الأمامي من خلال تقديم توزيعات عديدة لسليماني وقادير، وكان مصباح في المستوى المطلوب ولم يظهر عليه التأثر من نقص المنافسة مع فريقه "ميلان" الإيطالي، بحيث لم يلعب تقريبا طيلة مرحلة الذهاب من "الكالتشو". ريّال شجع بلكالام بين الشوطين كان المدافع السعيد بلكالام من بين أحسن العناصر في الشوط الأول من مباراة أمس، وبعد انتهاء المرحلة الأولى توجه المدافع علي ريال نحو زميله بلكالام وهنأه على المردود الطيب الذي قدمه وهو الذي يعتبر من بين أصدقائه، بحيث يلعب معه في نفس المنصب في المنتخب وكذا في شبيبة القبائل، لكن الروح الأخوية هي السائدة بين لاعبي المنتخب وهو ما نجح المدرب البوسني حليلوزيتش في تحقيقه بين اللاعبين. "حياتو" تابع اللقاء خلف روراوة حظيت المباراة بين الجزائروتونس باهتمام كبير من طرف العديد من الشخصيات الإفريقية وعلى رأسها رئيس "الكاف" عيسى حياتو، هذا الأخير جلس خلف روراوة في المنصة الشرفية وتابع اللقاء باهتمام رغم توسط مستواه، والظاهر أن "حياتو" وفي ظل غياب منتخب بلاده الكاميرون، أبى إلا أن يكون خلف الجزائر مناصرا لمنتخب زميله روراوة. طائرة "هيليكوبتر" تحوم فوق الملعب نجحت السلطات الأمنية الجنوب إفريقية في تنظيم المباراة من داخل وخارج الملعب، سواء من حيث التفتيش الصارم على مستوى الأبواب أرضا، أو جوا أيضا لأن طائرة "هيليكوبتر" ظلت تحوم فوق الملعب منذ انطلاق اللقاء حتى نهايته.