حسب مصادر مقربة جدا من منتخب الطوغو فإن العلاقة بين المدرب الفرنسي "ديدييه سيكس" ولاعبيه متدهورة جدا خاصة أن غالبية اللاعبين أصبحوا لا يتحدثون مع مدربهم في صورة قد تبدو للكثيرين غريبة... غير أن ما شاهدناه من جو مكهرب داخل غرف حفظ ملابس منتخب "الصقور" أول أمس مباشرة بعد نهاية اللقاء أمام كوت ديفوار يجعل الأمر لدينا عاديا. لاعبون كثيرون احتجوا على تغييراته السيئة في اللقاء وحسب ما علمناه من مصادرنا فإن الكثير من زملاء القائد "أديبايور" احتجوا على مدربهم في نهاية اللقاء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ولاموه على تغييراته الثلاثة التي أجراها والتي اعتبروها سيئة وكانت سببا في تلقي منتخبهم لهدف ثان في الدقائق الأخيرة من إمضاء "جيرفينيو"، خاصة أنّ المردود المقدم في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول ومع مطلع الشوط الثاني كان جيدا. "أغاسا" (حارس مرمى الطوغو): "اللاعبون الذين دخلوا لم يقدموا أي إضافة" وكتأكيد واضح وصريح على غضب اللاعبين من مدربهم على التغييرات التي قام بها في اللقاء والتي كان لها انعكاس سلبي على مردود التشكيلة وخسارتها في النهاية أنّ حارس المرمى "كوسي أغاسا" لم يتوان في انتقاد مدربه علانية في نهاية اللقاء حين التقينا به في المنطقة المختلطة، إذ قال لنا بصريح العبارة: "أعتقد أن اللاعبين الاحتياطيين الذين دخلوا أثناء سير اللقاء لم يكونوا في المستوى وهو السبب الذي جعلنا نخسر اللقاء". "سيكس" دافع عن خياراته بقوة وألقى المسؤولية على لاعبيه ويبدو أنّ المدرب الفرنسي لمنتخب الطوغو لم تعجبه انتقادات لاعبيه وهو ما جعله يدافع بقوة عن خياراته حتى أنه في الندوة الصحفية التي نشطها مباشرة بعد اللقاء وإن كان غاضبا جدا على الحكم الذي رفض هدفا كان يبدو شرعيا سجله منتخب الطوغو في (د60)، فإنه لم يتوان أمام رجال الإعلام عن انتقاد لاعبيه الذين حسبه لم يطبقوا كامل تعليماته وهو كلام حتما لم يرض أشباله حين اطلعوا عليه أمس. اللاعبون يدعمون زميلهم "أديبايور" على حساب مدربهم ويبقى الأكيد أنّ خروج كثير من لاعبي الطوغو عن الصف وتأزم علاقتهم مع مدربهم "ديدييه سيكس" ليس بالأمر المفاجئ بل هو تعاطف بطريقة مباشرة مع زميلهم "إيمانويل أديبايور" الذي لا يكلّم مدربه منذ عدة أيام بعد أن وصلت العلاقة بينهما إلى طريق مسدود، رغم تدخل أكبر هيئات الدولة في الطوغو لأجل المصالحة بينهما لكن دون جدوى. ----------------------------------------------- رغم هزيمتها أمام كوت ديفوار... الطوغو تفاجئ الجميع بمستواها الجيد وتهدّد "الخضر" حقق منتخب كوت ديفوار المرشح الأول للتتويج بكأس أمم إفريقيا لهذه السنة فوزا بشق الأنفس مساء أول أمس في أول ظهور له في "كان" 2013 وهذا أمام الطوغو، إذ انتظر إلى غاية (د88) لتسجيل هدف الفوز عن طريق "جيرفينيو" مهاجم أرسنال الإنجليزي، وفاجأ المردود الذي قدمه منتخب "الصقور" كل من كان حاضرا في ملعب "روايال بافوكينغ" في "روستنبورغ" بالنظر إلى المشاكل الكثيرة الذي مرّ بها زملاء القائد "أديبايور" في فترتهم الإعدادية ل "الكان"، وهو ما سيجعل الناخب الوطني حليلوزيتش يحسب ألف حساب لهذا المنتخب خاصة أن اللقاء سيكون مصيريا للمنتخبين والمنهزم فيه سيودّع المنافسة بصفة تكاد تكون نهائية. الكرات الثابتة مصدر كل الخطورة وحذار من ارتكاب الأخطاء وفي تحليل لأداء تشكيلة "ديدييه سيكس" أمام كوت ديفوار أول أمس فإن أكثر ما لفت انتباهنا هي قوة منتخب الطوغو في الكرات الثابتة التي شكل بها خطرا على المنافس حتى أن هدفه الوحيد أمام "الفيلة" الذي وقعه "جوناتان أييتي" في (د45+2) كان بعد تنفيذ ركنية، مع الإشارة إلى أنّ الطوغو كانت في (د60) قد سجلت هدفا آخر عن طريق "نيبومبي داري" بعد تنفيذ ركنية لكن الحكم رفضه بحجة قيام المنافس وقتها بتغيير. وبدا جليا أنّ لاعبي الطوغو يعملون دائما على استغلال قاماتهم الطويلة وقوتهم البدنية من أجل التفوق على منافسيهم في الكرات العالية خاصة عند تنفيذ الكرات الثابتة، وهو ما يلزم مصباح وزملاءه بتفادي ارتكاب الأخطاء يوم السبت القادم. قوته أيضا في سرعة الهجمات المعاكسة النقطة الثانية التي لفتت انتباهنا في مردود منتخب الطوغو هي الطريقة التي يقود بها لاعبوه هجماتهم المعاكسة والتي تكون سريعة جدا، فإن كانوا أمام كوت ديفوار رفضوا المجازفة هجوميا كثيرا وفضلوا انتظار منافسهم في منطقة دفاعهم فإنهم بمجرد أن يسترجعوا الكرة كانوا يشنون هجمات معاكسة سريعة لنقل الخطر في أقصر وقت إلى دفاع الإيفواريين، وهي العملية التي نجحوا فيها كثيرا مستغلين سرعة كل من المهاجم "روماو" وزميليه في وسط الميدان "جوناتان أييتي" و"غاكبي" إلى جانب مهاراتهم الفنية التي تسمح لهم بصنع الفارق في أي لحظة من اللقاءات. اللاعبون مصرّون على التدارك وهزم الجزائر" لاعبو الطوغو الذين خسروا لقاءهم أمام كوت ديفوار بطريقة رأوها قاسية جدا بالنظر إلى أدائهم من جهة وأيضا إلى قرار الحكم التعسفي الذي حرمهم من هدف كان يبدو شرعيا من جهة ثانية، لا يتكلمون إلاّ عن الفوز على المنتخب الجزائري يوم السبت القادم في لقاء سيكون مصيريا بالنسبة لهم للتأهل إلى الدور ربع النهائي. زملاء الحارس "أغاسا" يدركون جيدا أنّ لقاءهم أمام "الخضر" سيكون أهم لقاء يلعبونه منذ مشاركتهم في مونديال 2006 لأن الهزيمة فيه ستسدل الستار على جيل كامل يتقدّم "أديبايور" الذي بنسبة كبيرة يشارك حاليا في آخر "كان" له. ----------------------------------------------- "جاك ألكسيس روماو": "سألعب لقاء خاصا أمام الجزائر لأنّ زوجتي جزائرية لكني سأدافع عن الطوغو بقوة" "الخطر سيأتي من فغولي ويجب أن نحرمه من الكرة إذا أردنا الفوز" "لعبت مع فغولي في ڤرونوبل وما يفعله حاليا مع فالنسيا لم يفاجئني" "سنلعب مثلما فعلنا أمام كوت ديفوار وهذه المرة يجب أن نفوز" يعتبر "جاك ألكسيس روماو" لاعب وسط ميدان منتخب الطوغو من الركائز في تشكيلة "الصقور"، وقد التقينا به في المنطقة المختلطة بعد لقاء منتخب بلاده أمام كوت ديفوار وكان لنا معه هذا اللقاء الشيق الذي فاجأنا خلاله بالتأكيد لنا أنه متزوج من جزائرية. رغم المردود الجيد الذي قدمتموه أمام كوت ديفوار إلاّ أنكم انهزمتم في النهاية، فما رأيك؟ اليوم (الحوار أجري أول أمس) أعتقد أننا أدينا لقاء كبيرا ولم نكن نستحق الخسارة، لكن هذه هي كرة القدم والمنافس كان أكثر فعالية منّا وهذا هو الأمر الذي صنع الفارق. هذه الهزيمة يصعب جدا تجرعها لكن ليس لنا خيار آخر. يبدو أنّ غضبكم بنسبة كبيرة موجّه تجاه الحكم الذي رفض احتساب هدف يبدو أنه كان شرعيا، أليس كذلك؟ لا أعرف حتى الآن السبب الذي جعل الحكم يرفض ذلك الهدفن لقد قال إنه لم يصفر لتنفيذ الركنية التي جاء منها الهدف. مدربكم "سيكس" كان في حالة غضب شديد بعد اللقاء وانتقد التحكيم كثيرا، فهل تشاطره الرأي؟ من الطبيعي أن يكون في حالة غضب، بعدها هذا رأيه. أنا لست هنا للدخول في متاهات لن تجدي نفعا لأن اللقاء لُعب وانتهى بهذه النتيجة وقد خسرنا ولا يمكن أن نقول شيئا آخر. هل يمكن أن نقول إنّ الأفضل اليوم هو من لم يفز باللقاء؟ نعم يمكن قول ذلك، أعتقد أن خبرة اللاعبين الإيفواريين لعبت لصالحهم أمامنا، نحن نملك تشكيلة شابة وتنقصنا الخبرة في مثل هذا المستوى. لا أحد توقع أن تظهر الطوغو بهذا المستوى ونحن متأكدون أنكم حاليا تراهنون على تكرار هذا الأمر في اللقاءين القادمين أمام الجزائر وتونس... صحيح أن لا أحد كان ينتظر منا أن نظهر بهذا المستوى، لكننا كنا نعرف ما نحن قادرون عليه، لسنا متفاجئين بما قدمناه حتى إن كنت قد قلت لكم قبل قليل إنّ الهزيمة أفسدت علينا كل شيء، على كل حال اللقاء الرائع الذي قدمناه اليوم سيعطينا أكثر ضمانا للمستقبل وسنحاول أن نظهر بنفس المستوى أو حتى أحسن أمام الجزائر في لقائنا القادم. على ذكر الجزائر لقاؤكم أمامها سيكون مصيريا، أليس كذلك؟ هذا أمر واضح ونحن مجبرون على الفوز ولو نفشل في تحقيق ذلك فإننا سنعود إلى المنزل لهذا سنكون أمام حتمية Favoris & Partage : | | | PLUS