لم يكن أنصار "الخضر" وأشد المتشائمين يتوقعون أن ينهار منتخبنا الوطني في مباراته الثانية أمام الطوغو ويتعرض إلى هزيمة ثانية كانت أقسى من الأولى، كما لم يتوقع أحدا أن الفريق العربي الوحيد الذي كان حاضرا في آخر مونديال بجنوب إفريقيا أن يكون أول منتخب يغادر "الكان" ملعب روايال بافوكينغ ب"روستنبورغ"، جمهور متوسط، أرضية صالحة، إنارة جيدة، تنظيم محكم، التحكيم للثلاثي نامبيا ندرازا حمادا الموسى من مدغشقر، كابوندا فيليسيان من رواندا وماروا رونج من كينيا. الحكم الرابع كيروا كينق ستار من كينيا. الإنذارات: مهدي مصطفى (د2)، ڤديورة (د38)، لحسن (د48)، حليش (90+9) من الجزائر. جوناتان أيتي (د41)، عبدول ماماه (د62)، سيرج أكاغبو (90) من الطوغو. الأهداف: أديبايور(د31)، وومي (د90+3) ل الطوغو الجزائر: مبولحي مهدي مصطفى مصباح بلكالام حليش ڤديورة لحسن (بوعزة 83( قادير (بزاز 65) سليماني (عودية 75( فغولي سوداني المدرب: حليلوزيتش. الطّوغو: آغاسا كوسي جين داكونام أورتيغا سيرج غاكبي (ماني صابول د73( روماوو ألكسيس جوناتان آيتي(بوسو د87( آميو كوملان ساليفو مصطفى (دوف وومي د57( عبدول ماماه أكاغبو سيرج إيمانويل أديبايور نيبومبي داري المدرب: ديديي سيكس. في البلد نفسه وبأداء هزيل ومهزلة من حليلوزيتش وأشباله الذين غادروا الميدان أمس على وقع الرشق القارورات من الجمهور الجزائري الذي قطع 10 آلاف كلم من أجل مشاهدة لاعبين دون روح ومدرب فاشل رغم الأموال الطائلة التي صرفت على هذا المنتخب الذي لم يشرّف الألوان الوطنية. "الخضر" يدخلون بدون مقدمات وسليماني يضيّع دخلت العناصر الوطنية بشكل جيد في اللقاء وفرضت ضغطا متواصلا على دفاع طوغو الذي عاش لحظات ساخنة جدا في (د12)، قبل أن يمرّر فغولي كرة ذكية إلى سليماني في (د14) ورغم تواجد هذا الأخير في وضيعة جيدة إلا أنّ قذفته خرجت جانبية عن القائم الأيسر، ليردّ عليه أديبايور برأسية لم تشكّل خطورة كبيرة على مبولحي. ڤديورة ولحسن كادا يسجلان وتواصلت هجمات "الخضر" بنفس الطريقة والسيناريو الذي حدث أمام تونس في غياب الفعالية رغم كثرة الفرص على غرار رأسية ڤديورة بعد ركنية فغولي في (د22) التي تألق الحارس أڤاسا وحوّلها إلى الركنية، وبعد تنفيذ الركنية مباشرة سدّد لحسن تسديدة قوية جدا اصطدمت بيد أحد المدافعين قبل أن يصدّها الحارس بصعوبة. أديبايور عندما يتحرّر من المراقبة لا يضيّع وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظرون فتح باب التسجيل للمنتخب الوطني جاءت المفاجأة من النجم أديبايور عكس مجريات اللعب، فالسيطرة لا تعني الفوز والفعالية كانت من طرف المنتخب الطوغولي عندما تلقى أديبايور كرة من ألكسيس وتحرّر من مراقبة بلكالام في (د31) وخرج وجها لوجه مع مبولحي ودون عناء فتح باب التسجيل وسط دهشة حليلوزيتش والجمهور الجزائري. سليماني يضيّع هدف التعادل ورمى "الخضر" بكل ثقلهم في ربع الساعة الأخير من المرحلة الأولى واستفاد سليماني من فرصة توقيع هدف في (د36) وهي أخطر فرصة للمنتخب الجزائري في هذا الشوط، إذ استقبل كرة في العمق من مهدي مصطفى ووجد نفسه وجها لوجه مع أڤاسا لكن المهاجم الجزائري سدّد الكرة في وسط الإطار ليصد الحارس الطوغولي الكرة. سوداني وقادير يواصلان تضييع الفرص على غرار ما حدث في مباراة تونس، فقد فرضت التشكيلة الوطنية سيطرة عقيمة وعشوائية في الكثير من المرات في الشوط الثاني مع فشل المدرب الوطني في إيجاد الحلول لعقم الهجوم، حيث فشل قادير، سليماني، فغولي وسوداني والبقية في الوصول إلى شباك الحارس البارع آغاسا. ففي (د52) ضيع سوداني برأسية وفي (د55) أخرج دفاع الطوغو كرة حاسمة من بين قدمي قادير. دفاع طوغولي صلب وحارس ممتاز لقنوا "الخضر" درسا رفقاء فغولي لم يفرقوا بين السرعة والتسرع على غرار سليماني الذي لم يكن في يومه وخرجت رأسيته فوق العارضة في (د69)، وكان قبله فغولي قد جرّب حظه بمخالفة مباشرة لم تمر بعيدة عن العارضة الأفقية لتتواصل المحاولات العشوائية من طرف الفريق الوطني في غياب كلي للتركيز من جهة ومن جهة ثانية الدفاع الصلب للمنتخب الطوغولي والحارس الممتاز آغاسا الذي أوقف كل قذفات قديورة ورفقائه. فلسلفة حليلوزيتش لم تجلب أي هدف وأي نقطة في مبارتين في ال 25 دقيقة الأخيرة من هذا الشوط لعب حليلوزيتش كامل أوراقه الهجومية بإقحام بزاز، عودية وبوعزة من أجل إنعاش الهجوم وفك الشفرة على الأقل من أجل معادلة الكفة، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل أمام حيرة الجمهور الجزائري، حيث فشل قديورة مرة أخرى بقذفة من بعيد في التسجيل أمام براعة آغاسا الذي تصدى للكرة قبل أن تتاح فرصة هدف قاتل للطوغو في (د80) لولا أن البديل وومي لم يحسن القذف ليرد بزاز بمحاولة من خارج المنطقة إلا أن كرته مرت فوق العارضة. سيكس أدخل وومي جلب هدفا قاتلا وحسرة شديدة عند الجزائريين رغم أن الحكم الملغاشي أضاف 13 دقيقة وقت بدل الضائع بسبب توقف المباراة عند سقوط إطار المرمى، إلا أن أشبال حليلوزيتش أظهروا فشلهم بل تسببوا رفقة مدربهم في مهزلة بمردودهم العشوائي وتلقيهم الهدف الثاني من البديل وومي في (د90+3). هدف كان قاتلا وطعن كل الشعب الجزائري الذي خابت كل آماله في منتخب لم يشرّفهم وكان أول منتخب يغادر "الكان" ويقصى رسميا من دورة جنوب إفريقيا. خيبة تجلّت بداياتها في جنوب إفريقيا حينما "أمطر" الجمهور الجزائري اللاعبين بالقارورات وأتبعهم حتى إلى الفندق في انتظار الحساب الكبير في الجزائر. ---------------------------- حدث المباراة: الجزائر أوّل منتخب يقصى في "الكان" لم نجد حدثا أبرز في هذه المباراة سوى إقصاء منتخبنا من نهائيات كأس إفريقيا 2013 في دور المجموعات، وهو أوّل منتخب يقصى في هذه الدورة، إذ أن منتخبات كل المجموعات لا زالت تملك حظوظا في التأهّل إلى الدور ربع النهائي، غير أن منتخبنا هو أوّل من غادر الدورة بصفة رسمية بعد خسارتين متتاليتين أمام تونس وطوغو، ما يجعل من مباراة كوت ديفوار في الجولة الثالثة شكلية له. ويبقى إقصاء "الخضر" من الدور الأول ل "الكان" وصمة عار في جبين كلّ من منحوا الأمل للشعب الجزائري بأن المنتخب سيصل للدور نصف النهائي. ----------------------- رجل المباراة: الجمهور الجزائري ساند المنتخب إلى آخر دقيقة وإن كان الحكم "آمادا" ساهم في خسارة وإقصاء منتخبنا الوطني من نهائيات كأس إفريقيا سهرة أمس على يد منتخب طوغو، إلا أن هذا لا يُبعد المسؤولية عن لاعبينا الذين تفنّنوا مرة أخرى في تضييع الفرصة تلو الأخرى، وهو ما جعلنا لا نجد منهم من نمنحه لقب أفضل لاعب في المباراة، ولم نبحث كثيرا لنجد رجل هذه المباراة، حيث كان الأنصار هم رجال هذه المباراة، لا لسبب سوى لأنهم بقوا أوفياء للمنتخب، وساندوه إلى آخر دقيقة من عمرها، رغم أن كل المؤشرات كانت توحي بأن منتخبنا لن يسجّل حتى لو يلعب سنة واحدة... ومن سوء حظ جمهورنا الغالي أنه غادر حزينا لخروج منتخبنا من "الكان" في دورها الأول. ----------------------- لقطة المباراة: المباراة تتوقف بسبب تكسير ڤديورة إطار المرمى عوض أن يسدي ڤديورة خدمة للمنتخب الوطني في الدقائق الأخيرة من عمرها، ساهم في الحدّ من الضغط الذي كان المنتخب يفرضه من أجل تعديل النتيجة، إذ أنه وفي إحدى الفرص وبعدما خرجت رأسيته فوق العارضة، دخل إلى المرمى وراح و"تعلّق" بالشبكة، ما أدّى إلى تزعزع إطار المرمى، وبعدما رأى الحكم أن الإطار صار معوجّا، طلب من المختصين على مستوى ملعب "روايال بافويكنغ ستاديوم" التدخل لإعادة ترميمه، وهو ما استغرق 10 دقائق كاملة. واستحقت تلك اللقطة أن تكون لقطة اللقاء. ----------------------- البطاقة الحمراء: "آمادا" شبيه "كوفي كوجيا" استحق الحكم الملغاشي "آمادا" أن تمنح له البطاقة الحمراء، لأنه ساهم بشكل كبير في خروج الجزائر من نهائيات كأس إفريقيا في دورها الأول، بطريقة فاضحة عندما حرمها على الأقل من ركلتي جزاء شرعيتين شاهدهما الجميع إلا هو، في سيناريو ذكرنا بالبينين "كوفي كوجيا" الذي ساهم في خروج الجزائر من كان 2010 على يد منتخب مصر.