كما كشفنا في أحد أعدادنا السابقة فإنّ رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، لم يهضم حتى الآن الطريقة التي خسر بها منتخبنا الوطني أمام نظيره التونسي مساء الثلاثاء الماضي بنتيجة هدف دون ردّ.. كما لم يهضم المسؤول الأول على الكرة الجزائرية تغاضي الحكم الغامبي "باكاري ڤاساما" عن ركلة جزاء واضحة لصالح المنتخب، إثر تعرّض المهاجم سفيان فغولي للعرقلة داخل منطقة العمليات قبيل أن يسجل المنافس هدف الفوز في الوقت القاتل، وتفيد مصادرنا الخاصة أن روراوة لم يكتف بتقديم شكوى للاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن الأداء السّيئ لهذا الحكم، بل وضع النقاط على الحروف مع طارق بوشمّاوي رئيس لجنة التحكيم التابعة ل"الكاف"، وأنّبه على تعيين حكم لم يكن في مستوى "داربي" مغاربي كبير كالذي جمع الجزائروتونس. التقى رئيس لجنة التحكيم التونسي واشترط عليه معاقبة "ڤاساما" وتفيد مصادرنا أن رئيس "الفاف" محمد روراوة كان جادا وحازما، خلال الحديث الذي جمعه ب طارق بوشمّاوي لدى التقائه به عقب مباراة تونس ب"جوهانسبورغ"، إلى درجة أن الأمور بينهما كادت تتطوّر بما أن روراوة كان مستاء من تعيين حكم ضعيف لمباراة كبيرة بحجم الجزائر أمام تونس، كما تضيف المصادر ذاتها أنّ روراوة طالب بمعاقبته وحرمانه نهائيا من التوجه إلى البرازيل سنة 2014 لإدارة مباريات "المونديال"، بما أنّ الغامبي "ڤاساما" كان من أكبر المرشحّين للذهاب إلى بلاد "السامبا". الشكوك ساورت روراوة لأنّ بوشمّاوي تونسي وعلمنا أن روراوة ما كان ليضخّم القضيّة لولا أنّ الصدفة شاءت أن يحرم منتخبنا من ركلة جزاء، في مباراة كان منتخب تونس طرفها من جهة وكان من يعيّن الحكام على مستوى لجنة التحكيم التابعة ل"الكاف" تونسي من جهة ثانية، فالرجل لم يتّهم بوشماوي بتعمّد تعيين الحكم "ڤاساما" حتى يخدم منتخب تونس على حساب الجزائر، بل إن الشكوك التي ساورته في الأمر جعلته لا يغض النظر عما حصل، فوضع النقاط على الحروف معه حتى لا يتكرر الأمر في مبارتي الطوغو وكوت ديفوار، وأصرّ أيضا على معاقبة "ڤاساما" بحرمانه من التوجه إلى البرازيل سنة 2014. روراوة بهذا يدافع عن لاعبيه ويمنحهم فرصا جديدة وإن كنا لا نشكّ أبدا في سهر روراوة على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمنتخب الوطني، ودفاعه في كل مرة عن حقوقه عندما يحاول البعض هضمها، ناهيك عن توفيره كل الظروف المواتية كي يحقق هذا المنتخب أفضل النتائج في كل المنافسات التي يلعبها، إلاّ أننا في قراءة لما قام به بتقديم شكواه ضدّ الحكم الغامبي لدى الاتحاد الإفريقي، والنقاش الذي جمعه برئيس لجنة التحكيم على مستوى "الكاف"، تأكّدنا أن الرجل أراد التغطية على لاعبيه والدفاع عنهم عقب الخسارة، لأن منتخبنا بكل صراحة حتى إن كان يستحق ركلة جزاء لم تحسب لصالحه فإنه فوّت فرصة الفوز على نفسه، وأهدر ثلاث نقاط ثمينة كانت في متناوله أمام منتخب لن ننقص من قيمة فوزه لكنه كان متناول منتخبنا، وبذلك يكون روراوة قد منح لاعبيه فرصة جديدة ستلعب اليوم أمام الطوغو، وهو الذي اجتمع بهم ورفع معنوياتهم عقب الخسارة التي مني بها منتخبنا الوطني الثلاثاء الفارط. الرجل وفّر كل شيء ولا يرغب في أن يضيع كل شيء بين عشية وضحاها ويسعى روراوة أيضا بهذه الخطوة التي قام بها إلى الحفاظ على ما بناه من جديد، على مدار سنة ونصف منذ استقدامه البوسني وحيد حليلوزيتش، ومنحه الورقة البيضاء في إحداث ثورة حقيقية في التشكيلة وغربلتها، بإبعاد القدامى ووضع الثقة في لاعبين شبان ناهيك عن توفيره كل الإمكانات اللازمة، من أجل جني ثمار كل هذا العمل الذي يقوم به خلال النهائيات الإفريقية الجارية فعالياتها في جنوب إفريقيا، كما لا يرغب روراوة أن يتهدم كل شيء بين عشية وضحاها بخروج منتخبنا خالي الوفاض من هذه النهائيات، التي يبدو فيها كل شيء ممكنا كنهائيات "الغابون وغينيا الاستوائية" سنة 2012، لذلك يضع ثقته في لاعبيه ويسعى دوما للدفاع عنهم وحمايتهم من أي انتقاد قد يوجه لهم. اللاعبون عليهم ألا يخذلوه اليوم أمام الطوغو كلّ هذا سيزيد الضغط على اللاعبين، لكن هذا الضغط سيكون إيجابيا لأنهم سيشعرون بمسؤولية أثقل تجاه ما ينتظرهم بداية من اليوم أمام الطوغو، عوض رمي المنشفة مبكّرا بمجرد أنهم خسروا أمام تونس، وبمجرّد أنهم سيواجهون منتخبين قويّين بحجم الطوغو وكوت ديفوار، ولذلك عليهم ألا يخذلوا رئيسهم الذي وفّر لهم كل ما لم يحصل عليه الجيل القديم من اللاعبين الذين أسعدونا سنة 2010، وألا يخذلوا الشعب الجزائري الذي لا يزال يضع ثقته فيهم وينتظر منهم انتفاضة سهرة اليوم أمام منتخب الطوغو، وإلا فإنهم سيخسرون كل شيء بنوه مع روراوة وحليلوزيتش في ظرف سنة ونصف من العمل.