إضافة إلى الضغوطات والأجواء الغير عادية التي سيعيشها منتخبنا الوطني في “بانجول” يوم 29 فيفري المقبل، عندما يواجه المنتخب الغامبي لحساب الدور التمهيدي من تصفيات كأس إفريقيا 2013، فإنّ هناك ما سيزيد من هذه المتاعب المنتظرة ويثير مخاوف إضافية، والأمر يتعلق هذه المرة بالتحكيم. فكما كانت “الهداف” السباقة إلى الكشف عنه أمس، عيّن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الحكم الدولي المالي كومان كوليبالي لإدارة هذه المباراة المهمة لمنتخبنا، بما أن ورقة بلوغ الدور المقبل تلعب في لقاء الذهاب، غير أن تعيين حكم مثير للجدل كهذا الحكم بات يثير المخاوف نظرا لعدة أسباب، أبرزها أن الجزائر سبقت وأن لعبت تحت إدارته وأمام المنافس نفسه أي المنتخب الغامبي، وانهزمت على يده بعدما ارتكب أخطاء جسيمة دفع أشبال الناخب السابق رابح سعدان ثمنها غاليا. منح ركلة جزاء خيالية سمحت لغامبيا بالفوز على منتخبنا وكان ذلك في 14 جوان 2008 على ملعب الإستقلال لحساب التصفيات المزدوجة لنهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، عندما دخل منتخبنا الوطني المباراة بقوة وخلق العديد من الفرص السانحة للتهديف، قبل أن يعاقبهم الحكم كوليبالي بركلة جزاء خيالية منحت التقدم للمنافس الغامبي في الدقيقة 18 بواسطة “مصطفى جارجو”، رغم أن الركلة لم تكن شرعية لأن المدافع سليمان رحو لم يعرقل مسجل ركلة الجزاء، بل أن مجرد احتكاكه جعل الحكم يسارع إلى الإعلان عن ركلة جزاء في لقطة كان مهاجم المنتخب الغامبي متسللا، فدفعت الجزائر ثمن تلك الهفوة التي ارتكبها الحكم وتكبدت هزيمة قاسية، ولحسن الحظ أنها تداركتها فيما بعد بتحقيق عددا من الإنتصارات التي قادتها فيما بعد إلى نهائيات كأس العالم 2010. أنذر ثلاثة من لاعبينا مجانا ولم يكتف كومان كوليبالي يومها بالإعلان عن ركلة جزاء خيالية للمنافس، بل استفز لاعبي المنتخب ومنحهم ما لا يقل عن ثلاث بطاقات صفراء مجانية لكل من لموشية، منصوري وبزاز، مكتفيا بتوزيع بطاقة صفراء واحدة للاعبي المنافس في آخر دقيقة من عمر اللقاء، وهو ما يؤكّد انحيازه للمنتخب المضيف عندما يلعب في عقر داره، ويوحي أيضا أن منتخبنا معرض لكي يعيش السيناريو نفسه من جديد بعد مضي ثلاثة سنوات ونصف عن تلك المهزلة، وذلك عندما يتنقل لمواجهة المنتخب الغامبي. منصوري وزاوي أكّدا أنّ المنتخب ذهب ضحية هذا الحكم ما عاشه منتخبنا من ضغوطات وأجواء رهيبة واعتداءات في ملعب الإستقلال لم يقلق اللاعبين يومها، لأنهم عاشوا من قبل سنة 2007 أمام المنتخب نفسه أجواء أخطر أيضا، إلا أن ما أفقدهم أعصابهم هي الطريقة الفاضحة التي أدار بها هذا الحكم تلك المباراة. ولعل ما كشفه لنا الثنائي منصوري وزاوي أول أمس عبر “الهداف” لخير دليل على ذلك، إذ أكد بشأنه أنه حكم يستفز اللاعبين في الميدان، كما كان يومها منحازا للمنتخب المضيف بقراراته التي كانت تصب في صالح هذا الأخير، فضلا عن تأكيدهما أنه أخرج اللاعبين من المباراة منذ البداية. تعيينه لإدارة لقاء المنتخبين وفي المكان نفسه محيّر ويبقى قرار الإتحاد الإفريقي بتعيين هذا الحكم لإدارة مباراة غامبيا والجزائر محيّرا، لأن الأمر يتعلق بتعيينه للمرة الثانية على التوالي في مباراة تجمع المنتخبين وفي المدينة نفسها، أي في بانجول الغامبية، وكان من الأجدر باللجنة التحكيمية على مستوى “الكاف” أن تعين حكما آخر من بلد آخر بما أن “كومان كوليبالي” سبق وأن أدار مباراة بين المنتخبين منذ ثلاث سنوات ونصف، لا أن تجدد فيه الثقة وهو الذي احتج الجزائريون عليه بشدة يوم دفع منتخبنا ثمن أخطائه الفادحة، بإعلانه عن ركلة جزاء غير شرعية من تسلل حقيقي لم يشاهده لا هو ولا مساعديه (مساعداه يومها هما عشيق رضوان من المغرب ومانويل كونديدو من أنغولا). وجدير بالذكر أن هذا الحكم لديه سوابق وسمعة سيئة، إذ سبق وأن عوقب من طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم بسبب رفضه هدفا شرعيا للمنتخب الأمريكي في مرمى المنتخب السلوفيني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010.