كل من تابع مباراة أمس التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره السلوفيني، يحاول إيجاد التبريرات والحجج ويبحث عن أسباب تلك الهزيمة وبما أن الجزائر هزمت بهدف وحيد فإن الكل قد يحمل المسؤولية كاملة للحارس شاوشي الذي أساء تقدير الكرة في تلك التسديدة.. وتلقى هدفا مباغتا، رغم أنه أدى مباراة كبيرة خاصة في الشوط الأول الذي تلقى فيه عدة كرات ساخنة وتمكن من التصدي لها ببرودة أعصاب، أما في المرحلة الثانية في تكن لديه فرص كثيرة، ولعل هذا يعتبر من الأسباب التي جعلته يفقد تركيزه ويخرج عن المباراة. أول كرة أساء إعادتها إلى الميدان إذا رجعنا إلى بعض اللقطات التي كان بطلها الحارس فوزي شاوشي، نجد أنه دخل المواجهة مرتبكا بعض الشيء، وهذا أمر طبيعي لحارس يشارك للمرة الأولى في منافسة عالمية وكبيرة مثل كأس العالم، فرغم أنه حارس يتمتع بإمكانات كبيرة إلا أنه بدا مرتبكا خاصة في الفرصة الأولى التي صنعها منتخب سلوفينيا في (د3)، حيث تدخل شاوشي ببراعة وتصدى لفتحة مهاجم المنافس، لكن عندما أراد إعادة الكرة إلى مهدي لحسن في وسط الميدان، قدمها خطأ إلى المنافس، الذي حاول مرة أخرى تهديده لولا أن الكرة خرجت إلى الركنية. تصدى لتسديدة قوية قبل نهاية المرحلة الأولى الفرصة الوحيدة التي جعلت الحارس شاوشي يدخل في المباراة ويكسب ثقة كبيرة في نفسه في مواجهته الأولى في المونديال، هي التسديدة القوية التي جاءت من المهاجم “بيرسا“ في (د43)، حيث أبعدها شاوشي بكل براعة وأنقذ مرماه من هدف محقق كان سيقضي على أحلام كل الجزائريين، لأن الفرصة جاءت قبل نهاية الشوط الأول ببضعة دقائق، ارتماءة شاوشي التي أبعد بها الكرة إلى الركنية زرعت الثقة في نفوس اللاعبين، الذين رأوا الكرة متجهة مباشرة إلى المرمى نظرا لقوة التسديدة. لم يختبر بأي كرة خطيرة في الشوط الثاني أما في المرحلة الثانية، فقد انخفضت وتيرة اللعب خاصة من جانب المنتخب السلوفيني الذي لم يهدد مرمى الحارس شاوشي إلا نادرا وبكرات سهلة، إلى أن جاءت لقطة الهدف التي لم يكن ينتظرها أحد حيث كان بإمكان الحارس شاوشي أن يتصدى لها دون أي عناء لو عرف كيف يتفاوض معها، لكن يبدو أن فوزي لم يشاهد الكرة بسبب وجود بعض لاعبي المنتخب في نفس اتجاهها مثل بوڤرة. أساء تقدير الكرة مرّة واحدة كلفت المنتخب غاليا طيلة اللقاء لم يرتكب الحارس شاوشي إلا خطأ واحدا لكنه كلف المنتخب الوطني غاليا، فقد مني بهزيمة غير منتظرة تماما بالنظر إلى مستوى منتخب سلوفينيا، وضيع فرصة احتلال المرتبة الأولى في المجموعة، وحسب بعض الاختصاصيين أمثال الحارسين السابقين ناصر دريد ومهدي سرباح، فإن مسؤولية الهدف الوحيد في المباراة يتحملها شاوشي الذي لم يقم بالتصرف اللائق لإبعاد الكرة عن المرمى. سرباح: “كان على شاوشي ألا يثق في تلك الكرة” وقصد التعرف على أراء الحراس المرمى، اتصلنا بالحارس السابق للمنتخب الوطني مهدي سرباح، الذي شارك في مونديال 82 في إسبانيا والذي صرح في هذا الشأن قائلا: “بالنسبة للحارس شاوشي، أقول وأكرر إنه لا تزال تنقصه الخبرة اللازمة، ففي لقطة الهدف ما كان عليه أن يتمدد على بطنه ليتصدى لكرة مماثلة، كان عليه بالأحرى أن يمدد نفسه على الجانب حتى تكون الكرة سهلة ولا يجد صعوبة في رؤيتها حتى وإن خادعته الأرضية، فلو استعمل هذه الطريقة ما دخلت الكرة مرماه. عموما هذه الأخطاء تأتي نظرا لنقص التحضيرات والتمرين من هذا النوع”. “لم أر مدرب حراس لا يحضّر حارسه من الناحية النفسية” وأضاف الدولي السابق مهدي سرباح قائلا: “أرى أن الحارس شاوشي ليس مسؤولا عما يقوم به في المباريات، أنا أحمل المسؤولية الكبرى للطاقم الفني، لم أر في حياتي مدربا لا يحضر لاعبيه من الناحية النفسية قبل المباراة، منذ عدة مباريات وأخطاء الحراس تتكرر، ألا يعني أن هناك خللا في الطاقم الفني الذي لا يقوم بدوره كما ينبغي؟ على المدرب سعدان أن يراجع الحسابات، ويعمل مع أعضاء لهم كفاءة ليكونوا في العارضة الفنية للمنتخب الوطني”. “الجزائر كان لا بد لها أن تلعب للتسجيل لا للاستحواذ على الكرة” أما فيما يخص المباراة، فقد أكد مهدي سرباح قائلا: “لقد سبق لي أن أكدت أن منتخب سلوفينيا ليس المنافس القوي الذي نخشاه، وقد اتضح ذلك من خلال مباراة اليوم، التي سيطرت الجزائر على كامل مجرياتها، لكن كان من الأفضل أن نلعب من أجل التسجيل وصنع الفرص لا الاستحواذ على الكرة، لقد سيطرنا على وسط الميدان لكن دون أن نهدد مرمى المنافس، ضيعنا فرصتين في المرحلة الأولى، وما عدا ذلك لم نفعل شيئا، لقد كانت أمامنا فرصة ثمينة وضيعناها، للأسف الشديد لا أرى أن هناك حظوظا أخرى لتحقيق نتائج إيجابية في المبارتين الأخيرتين”. دريد: “سبق أن قلت إن شاوشي غير جاهز للمشاركة في كأس العالم، وها هي النتيجة” كما اتصلنا بحارس دولي جزائري سبق له أن شارك في مونديال المكسيك سنة 1986، وهو ناصر دريد الذي بدا غاضبا ومستاء من هذه الهزيمة، حيث صرح قائلا: “أرى أن الحسرة والندم لا يجب أن يكونا بعد أن تحسم الأمور، في وقت سابق كنت دائما أؤكد أن الحارس شاوشي غير جاهز للمشاركة في منافسة كأس العالم لأنه تنقصه الخبرة، وليس لدي أي مشكل معه إلا أن الجميع لم يشاطرني الرأي واعتبروني حاقدا عليه، كلامي تحقق اليوم أمام منتخب سلوفينيا، الحارس المحترف لا يرتكب خطأ مماثلا، لم يكن عليه أن يتمدد على بطنه ليتصدى لكرة أتت على الجانب، كان عليه بالأحرى أن يتدخل ويوقف الكرة في السماء حتى يتفادى مخادعة الأرضية له، لكن للأسف ما حدث قد حدث والمباراة انتهت، الله يجيب الخير في المباريات القادمة، حيث تنتظرنا مواجهة أصعب بكثير أمام المنتخب الإنجليزي الذي لن يكون منتخب سلوفينيا”. “سعدان كان مطالبا بالمغامرة في الهجوم” وأضاف دريد قائلا: “كنت متخوفا نوعا ما من المباراة لأني لا أعرف مستوى المنتخب السلوفيني، لكن بعد أن شاهدتهم قلت إنه سيكون بإمكاننا مخادعته، خاصة أنه كان من الضروري أن نفوز في هذه المواجهة بالنظر إلى نتيجة مباراة إنجلترا أمام الولاياتالمتحدة، التعادل لم يكن ليخدمنا كثيرا، لذلك كان ضروريا على المدرب سعدان أن يغامر بعض الشيء ويعتمد على أكثر من مهاجم واحد، صحيح أننا سيطرنا على الكرة لكن ذلك لم يكن كافيا. بالنسبة إلي لم تعد هناك حظوظ في التأهل إلى الدور الثاني، بعد فرطنا في استغلال المباراة التي كانت بين أيدينا”. -------------------- مرزقان يتهم سعدان بالاعتماد على الدفاع وتضييع النقاط الثلاث حمّل شعبان مرزقان، أحد نجوم المنتخب الجزائري لعام 82، المدرب رابح سعدان مسؤولية خسارة المنتخب الجزائري من سلوفينيا في أولى مبارياته ضمن المجموعة الثالثة للمونديال، مؤكدا أنه خسر الرهان و“الكوتشينغ” على طول الخط، وقال مرزقان: “سعدان أكثر المدربين حرصا على تطبيق الخطة الدفاعية بمقابل حذره في الهجوم، أنا أعرف سعدان جيدا منذ أن كنت لاعبا لديه في الثمانينات حيث كان يطلب منا تحصين الدفاع ليس إلا”، وأضاف: “أعتقد أن سعدان أخطأ في تقدير الأمور بالرغم من أن فريقنا أدى مباراة في المستوى لكنه فشل في استغلال بعض الفرص التي سنحت للاعبين ولم يغامر في الهجوم”، مؤكدا أنه إذا لم يفز المنتخب أمام سلوفينيا فمن الصعب تحقيق فوز في المباراتين الأخريين، وتابع: “كان يجب عليه إدخال المهاجم الشاب رياض بودبوز لتنشيط الهجوم لميزته العالية في الاحتفاظ بالكرة وتقديم الإضافة المرجوة للمهاجم رفيق جبور الغائب بسبب عدم تلقيه كرات من لاعبي الوسط”. فيما اعتبر ناصر بويش النجم الأسبق لمولودية الجزائر أن سعدان لم يتفطن للخلل الهجومي وقال: “كان بمتناولنا كسب ثلاث نقاط وليس نقطة واحدة فقط”، محمّلا شاوشي مسؤولية الهدف الذي دخل شباكه.