نزل المدرب الوطني السابق محي الدين خالف ضيفا سهرة أول أمس في حصة “ساعة المونديال” التي يقدّمها الزميل جلال بوزرارة بقناة “ميدي1 سات“ المغربية، وقد كان الموضوع المتناول هي المشاركة الجزائرية في كأس العالم الحالية التي تجري أطوارها في جنوب إفريقيا، وخروج الخضر من الدور الأول بعد انهزامهم أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولم يخف خالف قلقه الشديد من العقم الذي يعاني منه المنتخب الوطني في الهجوم أين قال في بداية الأمر : “من الصعب تقبل الإقصاء بهذه الطريقة لأن كل الشعب الجزائري كان ينتظر تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور الثاني، لأن الحظوظ كانت قائمة إلى غاية الدقيقة الأخيرة من المباراة، لكن لم يحدث ذلك وللأسف فالمشكل يبقى في الخط الأمامي دائما، بحيث لا نتوفر على لاعبين من الطراز العالي ويفتقدون للمهارات الفردية التي تسمح لهم بصنع الفارق في مثل هذه المباريات الحاسمة”. “كنا ننتظر مستوى أفضل وكنا قادرين على التأهل” وبعد نهاية المونديال فقد كانت حوصلة مصغرة لخالف حول مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم فقال عنها : “المشاركة ليست مخيّبة مثلما كان ينتظر ذلك الجميع قبل انطلاق المونديال، وعليه فأنا أؤكد لكم بأن المنتخب الجزائري كان في المستوى المطلوب واللاعبين قدموا مباريات بطولية على الرغم من أن النتائج لا تعكس ذلك بعد الانهزام في مباراتين، ولكن بعد التعادل الثمين المحقّق أمام إنجلترا فإننا كنا ننتظر مستوى أفضل أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن دون مبالغة فإن الخضر كانوا قادرين على تحقيق التأهل إلى الدور ثمن النهائي لأنهم يملكون الإمكانيات اللازمة لذلك، ولكن هذه هي حال كرة القدم”.وأرجع المتحدّث السبب الرئيسي وراء الإقصاء من الدور الأول إلى العقلية التي دخل بها لاعبو المنتخب الوطني لقاءهم الأول أمام المنتخب السلوفيني. “الأداء كان مقبولاً إلى أبعد الحدود وشكرًا للاعبين” وواصل خالف حديثه عن الأداء الذي قدّمه لاعبو منتخبنا الوطني بالإضافة إلى الوجه الذي ظهروا به في هذا المونديال عموما وفي المباراة الأخيرة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بالخصوص، أين قال : “في مجمل المباريات التي لعبها المنتخب الوطني فإنه قدّم وجها مشرّفا وأداءً مقبولا إلى أبعد الحدود، ولا يمكننا أن نلوم اللاعبين لأنهم قدموا كل ما لديهم في كأس العالم وذلك كان ظاهرا عليهم على الرغم من نقص الخبرة بالإضافة إلى تخوفهم من تلقي هزائم ثقيلة، لأن الثقة كانت غائبة عنهم بعد النتائج السلبية المحققة في المباريات الودية أين كان الدفاع يتلقى في كل مباراة ما لا يقل عن ثلاثة أهداف، وعليه فأنا أشكر اللاعبين على كل ما فعلوه في هذا المونديال، وألحّ على أنه لو وضعوا الثقة أكثر في نفوسهم لذهبوا إلى أبعد من هذا”. “المنتخب لم يكن جاهزًا 100 بالمائة قبل المونديال” عاد مرة أخرى خالف إلى الحديث عن نقاط الضعف لدى المنتخب الوطني الذي اعتبر ما فعله حقًا بالإنجاز بالنظر إلى المعطيات التي كانت موجودة قبل انطلاق المونديال، وأضاف : “كلنا كنا نعلم بأن المنتخب الجزائري لم يأت إلى هذا المونديال على أتم الاستعداد وبكامل عافيته مثلما كان عليه الحال في التصفيات المؤهّلة لكأس العالم لعدة أسباب، وعليه فإن سعدان قد استخدم الأوراق الموجودة لديه ولم يكن باستطاعته الطلب من لاعبيه تقديم أكثر مما قدموه، وأنا متأكد من أنه سيشكرهم رغم كل شيء من أجل تشجيعهم ورفع معنوياتهم وهم الذين تمكّنوا من تأهيل الجزائر إلى هذا الحدث العالمي بعد غياب دام 24 سنة كاملة وهذا يكفيهم فخرًا، ولا يجب أن نلومهم كثيرًا لأن الفريق لم يكن جاهزا 100 بالمائة”. “الإصابات ونقص المنافسة لهما دور كبير“ وتوسّع أكثر خالف في هذه النقطة وما يتعلّق بعدم جاهزية “الخضر” في هذا المونديال وتحدّث مليًا عن الأسباب وراء ذلك، فصرّح قائلا : “لا يختلف اثنان أن سعدان قام بكل ما لديه على الرغم من أنه يلام في بعض الأحيان بسبب الخيارات التي كان يقوم بها بالخصوص في الخط الأمامي، ولكن عن الوسط والدفاع فذلك كل ما توفر عليه في المونديال، وكلنا يعلم بأن لاعبينا يعانون من نقص المنافسة مع أنديتهم في أوروبا ومن الصعب تدارك هذا النقص بتكثيف العمل، وهو ما ظهر جليا على مردود زياني والبقية، أضف إلى ذلك أن الإصابات أعاقت كثيرا لاعبينا على غرار يبدة الذي لم يظهر بنفس الوجه الذي تعوّدنا عليه وشاهدناه في كأس إفريقيا الأخيرة، وكما رأينا كذلك فإن اللياقة البدنية لم تكن في المستوى المطلوب لأن اللاعبين انهاروا تماما في النصف ساعة الأخير من لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية”. “المباراة كانت مصيرية، لكننا لم نُشاهد الإصرار على الفوز” تحدّث المدرب السابق للمنتخب الوطني والمحلّل الحالي في قناة “ميدي 1 سات” المغربية أمسية أول أمس عن نقطة مهمة وقف عليها خالف محي الدين في مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الأمريكي، وقال : “المباراة كانت مصيرية جدًا لأن الفائز فيها يتأهل إلى الدور الثاني في المونديال وهذا شيء كبير في كرة القدم في العصر الحالي، ولكن فوق الميدان لم نلمس هذه الأهمية القصوى بالنسبة للمباراة وحتى اللاعبين لم تظهر عليهم الإرادة الكبيرة من أجل تحقيق الفوز، وأنا أتحدث عن الطرفين والدليل على ذلك تضييع فرصة سهلة أمام المرمى من دون تركيز كبير، وهو ما أثار انتباهي وحتى المنتخب الأمريكي كان باستطاعته قتل اللقاء في عديد المناسبات ولكنه لم يتمكّن من ذلك للأسباب التي ذكرتها من قبل”. “سعدان لا يُلام لأنه لا يملك إلاّ صايفي، جبور وغزال” دافع محيي الدين خالف عن المدرب رابح سعدان الذي يتلقى دائما انتقادات لاذعة بسبب الخيارات التي يقوم بها، خاصة في خط الهجوم حيث لم يسجل مهاجمونا أي هدف طيلة المباريات الثلاث في كأس العالم مثلما صرح في هذا الصدد: “العقم الهجومي ليس وليد اليوم فقط، فمنذ التصفيات والمنتخب الوطني لا يسجل أهدافا كثيرة ولو عدنا قليلا إلى الإحصائيات فإننا نجد أن معظم تلك الأهداف سجلها المدافعون أو لاعبو الوسط، ويجب علينا أن لا نلوم سعدان كثيرا لهذا السبب لأنه لا يملك في صفوفه إلا صايفي، جبور وغزال ومن المؤسف أننا لا نملك مهاجمين من المستوى العالي ولو وُجدوا لاستدعاهم سعدان دون مشكل”. “مبولحي رجل اللقاء وتصدى بمفرده للمنتخب الأمريكي” أشاد خالف كثيرا بالحارس مبولحي الذي اعتبره الجميع اكتشاف المنتخب الجزائري في هذا المونديال، وهو الذي لعب مباراتين فقط أمام إنجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث قال خالف: “مبولحي كان رجل اللقاء دون منازع وقام بدوره على أحسن ما يرام في اللقاء الأخير وهو الذي تصدى بمفرده للمنتخب الأمريكي رغم الفرص الحقيقية التي سنحت للاعبي المنافس ليترجمها إلى أهداف لكن حضور مبولحي فوق الميدان جعل مهمة اللاعبين الأمريكيين صعبة للغاية وهم الذين دخلهم الشك لكنهم تمكنوا من الوصول إلى المرمى في الوقت بدل الضائع. وكما شاهدنا فحتى في تلك اللقطة كان بالمرصاد وعلينا أن نفتخر بهذا الحارس الذي يعتبر مكسبا حقيقيا وستستفيد منه الجزائر لسنوات عديدة”. “من غير المعقول تضييع فرصتي زياني وصايفي” ولم يخف خالف تحسّره الشديد عقب الهزيمة أمام المنتخب الأمريكي، حيث اعتبر أن إمكانية تحقيق الفوز كانت ممكنة جدا بالنظر إلى الفرص العديدة التي أتيحت للاعبين من أجل الوصول إلى المرمى، وقال في هذا الشأن: “لقد انزعجت كثيرا من الفرص التي ضيعها اللاعبون. فبغض النظر عن فرصة جبور التي فعل كل شيء ولم يكن محظوظا فيها حيث اصطدمت كرته بالعارضة، إلا أن لقطة زياني في المرحلة الثانية وبعدها لقطة صايفي كانت المنعرج الحقيقي فمن غير المعقول تضييع تلك الفرصتين السهلتين ومن الطبيعي تلقي الأهداف في ظل تضييع فرص مثل تلك”. “الأمور كانت صعبة للغاية على سعدان بعد التأهل إلى كأس العالم” أعرب خالف كذلك عن تضامنه وتعاطفه مع المدرب الوطني الحالي رابح سعدان الذي وجد صعوبات عديدة على رأس المنتخب رغم تحقيقه التأهل إلى كأس العالم مثلما قال: “الشارع الجزائري لم يرحم سعدان إطلاقا وحتى رجال الإعلام كذلك وهذا أمر طبيعي لأن الجميع يتطلعون دائما للأحسن، وبعد تأهل المنتخب إلى المونديال فإن الأمور صارت أصعب بكثير بالنسبة لسعدان خاصة عقب التعثرات أمام مصر برباعية وبعدها نيجيريا في المباراة الترتيبية، إضافة إلى الخسارة في المباريات الودية أمام صربيا وإيرلندا. وكما شاهدنا فحتى الفوز أمام الإمارات لم يشفع للمدرب الوطني وأنا أدرك جيدا حجم الضغط الذي كان مفروضا عليه”. “مكانة زياية لا نقاش فيها ويجب أن يلتحق بالمنتخب بعد المونديال” وفي الأخير، وبما أن المونديال قد انتهى، فقد شدّد محيي الدين خالف اللهجة على المهاجمين الذين لم يكونوا في المستوى المطلوب وخيّبوا كل الآمال التي كانت معلقة عليهم وطالب الاتحادية بالبحث عن المواهب الشابة في هذا المنصب والتي تنشط في أوروبا بما أن الحل صار هناك... وأضاف: “دون شك أن الشارع الجزائري يشاطرني الرأي في هذه النقطة لأنه من غير المعقول ألا يتمكن المهاجمون من تسجيل الأهداف طيلة هذه المدة وحتى لو نقول إنه ليس لدينا صانع ألعاب حقيقي في ظل غياب مغني إلا أنه تنقصنا إمكانات ومهارات فردية في الهجوم لأن المهاجم القوي يصنع الفارق بمفرده في المباريات المصيرية مثلما شاهدنا فورلان وغيره من المهاجمين، وعلى رئيس الاتحادية أن يعيد زياية إلى المنتخب لأنه يستحق ذلك ومكانته لا نقاش فيها”.