عندما أعلن محمد روراوة الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية في آخر ندوة صحفية عقدها بالجزائر قبيل السفر إلى جنوب إفريقيا، عن رغبة الجزائر في الترشّح لتنظيم نهائيات كأس إفريقيا 2019.. كان يعتقد أن الطريق سيكون مفتوحا ومعبّدا للجزائر لتنظيم هذه الدورة، بما أن لا أحد من الدول أعرب عن رغبته في ذلك، لكن ها هي زامبيا تعلن بدورها عن ترشّحها لتنظيم الحدث الإفريقي في تلك السنة، على لسان "كالوشا بواليا" رئيس الاتحادية الزامبية لكرة القدم، في تصريحات أدلى بها لإحدى الصحف الزامبية، ما يجعل زامبيا حتى الآن المنافس الوحيد والشرس للجزائر على تنظيم هذه التظاهرة الإفريقية، التي ستلي طبعتي 2015 بالمغرب و2017 بليبيا. كالوشا بواليا: "حان الوقت لتحتضن زامبيا نهائيات من هذا الحجم" وخصّ "كالوشا بواليا" اللاّعب السابق للمنتخب الزامبي وأحد أبرز الناجين من حادث سقوط الطائرة، الذي أودى بحياة كل لاعبي منتخب زامبيا في التسعينات، إحدى الصحف الزامبية بحوار أعلن فيه عن اتخاذ زامبيا قرار الترشّح لتنظيم نهائيات كأس إفريقيا 2019، وقال في تصريحاته: "أعتقد أن الوقت حان أخيرا لتحتضن زامبيا محفلا كرويا من هذا النوع. زامبيا من قبل لم تنظم هذا النوع من الدورات، لكننا هذه المرة عازمون لاحتضان هذا العرس لأول مرّة في تاريخنا الكروي، وذلك تلبية لرغبة الشعب الزامبي، الذي يبقى يحلم بأن تتمكن زامبيا من تنظيم نهائيات كأس إفريقيا". "نلقى دعم السلطات ونأمل أن نقنع "الكاف"" وإن كانت زامبيا تملك الإمكانات الضرورية التي تسمح لها بتنظيم نهائيات كأس إفريقيا 2019، أضاف بواليا في تصريحاته قائلا: "نلقى الدعم اللازم من السلطات العليا للبلاد، وبتضافر كل الجهود سننجح في تقديم ملفّ ثقيل نقنع به الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وبالتالي تجسيد رغبة الشعب الزامبي في رؤية المونديال الإفريقي وهو يجرى على ملاعب بلده". الجزائر عليها التحرّك لأنها لم تعد وحدها الآن وإن كانت زامبيا تملك كل الحقّ في الترشح لتنظيم هذا المحفل الكروي القاري، وإن كان لبلدان أخرى الحقّ في ذلك أيضا، إلا أن الجزائر عليها أن تتحرّك من الآن إن هي أرادت أن تحظى بشرف احتضان هذه النهائيات سنة 2019، والرسالة هنا موجهة لمسؤولي الكرة الجزائرية، المطالبين بتكثيف جهودهم من أجل تقديم ملفّ ثقيل على مستوى "الكاف" من أجل الظفر بشرف تنظيم الدورة، لاسيما أن المعطيات الآن تغيّرت بعدما كانت الجزائر منذ إعلان روراوة عن ترشحها لتنظيم النهائيات الوحيدة المرشّحة لذلك، قبل أن تلتحق زامبيا بالسباق كي تعلن عن ترشّحها لتنظيم هذه الدورة. تجهيز الملاعب يصبّ في صالح الجزائر والحديث عن تحرّك مسؤولي الكرة الجزائرية والسلطات من أجل عدم تضييع فرصة تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للمرة الثانية في تاريخ الجزائر بعد دورة 1990، نقصد به مباشرة التحرّك من أجل تجهيز الملاعب، لأن توفير الملاعب الصالحة لاحتضان عرس من هذا الحجم وحده من سيشفع للجزائر بتنظيم هذه النهائيات لثاني مرة في التاريخ، و6 سنوات تبدو كافية لكي تجهز كلّ الملاعب لاحتضان العرس الكروي سنة 2019، وإن لم نفلح في ذلك فلا داع أن نصف الجزائر بلد كرة القدم، لأنّ من لا يملك ملاعب تمارس عليها كرة القدم، لا يمكن أن نطلق عليه تسمية بلد كرة القدم.