أكد لنا المدرب السابق لشبيبة القبائل عز الدين آيت جودي من خلال المكالمة الهاتفية التي جمعتنا به بعد نهاية مباراة المنتخب الوطني الجزائري أمام المنتخب السلوفيني بهزيمة “الخضر“ بهدف مقابل صفر، أن المنتخب الجزائري قد فوت فرصة ثمينة لاحتلال صدارة الترتيب بالنظر إلى الأداء العام لرفقاء المدافع حليش، موضحا ذلك في قوله: “صراحة المنتخب الجزائري لم يعرف كيف يستغل المساحات وإيجاد الحل الأنسب لتسجيل أهداف، بكل موضوعية أقول إن الخضر ضيعوا النقاط الثلاث. ومن جهة أخرى وسط الميدان لم يكن سريعا في تمرير الكرات إلى الهجوم، لكن على العموم تفاجأنا بالمستوى الرائع الذي ظهرت به الجزائر، لاسيما في المرحلة الأولى، لأن فريقنا عرف كيف يتحكم في زمام المباراة، إلا أن المنتخب السلوفيني لم يظهر بمستوى جيد وقد فاجأنا أيضا”. “المشكلة تكمن دائما في الهجوم وخروج غزال ليس منعرج اللقاء” أما النقطة الثانية التي تطرق إليها آيت جودي بخصوص المباراة الأولى للخضر في هذا المونديال، تتعلق بالعوامل التي حالت دون وصول جبور وزملائه إلى مرمى الحارس السلوفيني “هندانوفيتش”، حيث قال في هذا الشأن: “أعتقد أنه من بين العوامل التي حالت دون إنهاء المباراة لصالح الخضر هو العقم الهجومي الذي لازال يتواصل مرة أخرى، رغم أنه كانت لهم العديد من الفرص، لكن هذا المشكل ليس بالجديد بل يتكرر في كل مرة، حبذ لو أقحم المدرب سعدان غزال إلى جانب جبور وضحى بقادير. إلا أن هذا لا يعني أبدا أن هذا الأخير لم يكمن في المستوى، بل أدى ما عليه، لكنه كان محدودا نوعا ما، وهذا الأمر مفهوم كونه تنقصه الخبرة، ولا يمكن أن نعتبر خروج غزال منعرج المباراة”. “وقعنا في فخ الكرات الطويلة” وواصل آيت جودي كلامه حول العوامل التي جعلت “الخضر“ ينهزمون في أول خرجة لهم في هذا المونديال ولخصها في قوله: “ليس العقم الهجومي فقط السبب الوحيد الذي حال دون أن نخرج بكامل الزاد في هذه المباراة، بل ارتكبنا أيضا عدة أخطاء على غرار وقوعنا في فخ الكرات الطويلة التي كان يعتمد عليها المدافعون ولاعبو الوسط نحو المهاجمين. لكن في الجهة المقابلة المنافس استغل الوضع لكي يباغتنا بهدف لم يكن منتظرا على الإطلاق”. “الشيء الإيجابي في الخضر هو أن اللاعبين كانوا مركزين أكثر” وما تبقى من حديث آيت جودي كان عن الإشادة بالدور الممتاز الذي أداه بعض اللاعبين وعن بعض الإيجابيات أيضا، وقال في هذا الصدد: “الشيء الإيجابي في هذه المباراة بالنسبة لمنتخبنا هو أن اللاعبين كانوا مركزين منذ بداية اللقاء وتحكموا في الكرة كما ينبغي، رغم النقص العددي الذي عانوا منه بعد خروج غزال بالبطاقة الحمراء، بل زادهم ذلك تحفيزا ورموا بكل ثقلهم في الهجوم من أجل تسجيل أهداف. في بداية اللقاء حاولنا الاحتفاظ بنتيجة التعادل والحذر من المنافس مع محاولة مباغتته من حين لآخر، لكن للأسف النهاية لم تكن في صالحنا وانهزمنا بهدف مقابل صفر”. “شاوشي أدى مباراةفي المستوى والهدف ليس خطأه لأن الكرة اصطدمت بالأرض” وفي الوقت الذي كانت كل السهام موجهة نحو الحارس شاوشي الذي حمّله البعض مسؤولية الهزيمة المرة التي تجرعها المنتخب الجزائري في هذا اللقاء، فإن المدرب عز الدين آيت جودي دافع عنه بقوة عندما قال: “بكل صراحة شاوشي لا يتحمل مسؤولية الهزيمة التي مني بها المنتخب الجزائري، بل الكرة قبل أن تصل إلى أيدي حارسنا اصطدمت بالأرض وباغتته. وهذه الحالة تشبه كثيرا حالة الهدف الذي سجله المنتخب الأمريكي على المنتخب الإنجليزي لما باغتت الكرة الحارس الإنجليزي غرين. أقول إن شاوشي أدى مباراة محترمة وصد العديد من المحاولات التي كانت صعبة”. “لقاء الإنجليز سيكون أصعب بكثير وأتمنى ألا يتأثر اللاعبون بالهزيمة” وقبل أن يختم عز الدين آيت جودي حديثه معنا تطرق إلى المباراة التي تنتظر منتخبنا الوطني الجزائري هذا الجمعة في الجولة الثانية أمام المنتخب الإنجليزي، وأكد لنا أن معطيات هذه المباراة سوف لن تكون نفسها مقارنة بالمواجهة الماضية، وقال في هذا: “طبيعة المباريات تتغير في كل مرة، ومن المنتظر أن تكون المباراة في غاية الصعوبة، لاسيما للمنتخب الجزائري كونه انهزم في اللقاء الأول والمنتخب الإنجليزي تعادل. أتمنى ألا يتأثر منتخبنا من الناحية النفسية جراء ما حدث له في المباراة الأولى، كما أتمنى أن يستوعب الخضر هذا الدرس ويظهروا أحسن أمام الإنجليز، وعليهم أن ينسوا ما حدث لهم ويركزوا جيدا على مباراة الجمعة وأنا واثق من إمكاناتهم”.