دخل المدرب الألماني اوتمار هيتسفيلد تاريخ المنتخب السويسري بعدما قاده اليوم الأربعاء لفوزه الأول على الإطلاق على نظيره الاسباني بطل أوروبا 1-0 في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال جنوب إفريقيا 2010 "لو علم والدي بنجاحي كمدرب، ليس مع بوروسيا دورتموند أو بايرن ميونيخ، بل مع منتخب سويسرا لكان قد شعر بسعادة عارمة لان سويسرا موطننا"، هذا ما قاله "الجنرال" قبيل انطلاق النهائيات الأولى على الأراضي الإفريقية، وهو الذي ترعرع كلاعب في هذا البلد ان كان مع بال (1971-1975) أو لوغانو (1978-1980) أو لوسيرن (1980-1983)، في حين اقتصرت مشاركته في الدوري الألماني على شتوتغارت بين 1975 و1978. أمل الألماني البالغ من العمر 60 عاما ان يرد للسويسريين جميل الأيام المميزة التي أمضاها في بلدهم كلاعب أو مدرب من خلال قيادة منتخب "شفايتزر ناتي" (بالألمانية) أو "لا ناتي" (بالفرنسية) أو "سكوادرا ناسيونالي" (بالايطالية) على اقله الى الدور ربع النهائي وذلك للمرة الأولى منذ 1954 عندما احتضنت سويسرا النهائيات وتفوقت على ايطاليا في المباراة الفاصلة (4-1) بعد ان تغلبت عليها في الجولة الأولى من دور المجموعات أيضا (1- 0)، قبل ان تخرج في ربع النهائي على يد النمسا (5-7). نجح هيتسفيلد في رهانه الأول مع المنتخب وقائده الى نهائيات العرس الكروي للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخه بعدما تصدر مجموعته الأوروبية الثانية أمام اليونان التي تأهلت لاحقا عبر الملحق، ثم أضاف اليوم انجازا أخر عندما سجل السويسريون فوزهم الأول على الإسبان من أصل 19 مواجهة جمعتهما حتى الآن، أولها يعود الى 85 عاما عندما فازت اسبانيا وديا 3-صفر في بيرن في الأول من جوان 1925 في طريقها لتحقيق 15 انتصارا على "ناتي"، بينها اثنان في النهائيات عامي 1966 و1994 (2-1 في الدور الأول و3-صفر في الدور الثاني على التوالي) وأخر في تصفيات مونديال 1958 (4-1)، مقابل ثلاثة تعادلات أحداها في تصفيات 1958 (2-2)، قبل ان ينجح جيلسون هرنانديز اليوم في تحقيق المفاجأة المدوية التي أسقطت أبطال أوروبا في مستهل مشوارهم بعد ان كانوا مرشحين فوق العادة للخروج من المجموعة الثامنة بعلامة كاملة، واضعا بالتالي حدا لمسلسل انتصارات "لا فوريا روخا" عند 12 على التوالي وملحقا به الهزيمة الثانية فقط من أصل مبارياته ال49 الأخيرة. "انه انتصار تاريخي، لم نتغلب على اسبانيا خلال 105 أعوام (أي منذ تاريخ تأسيس الاتحاد السويسري لكرة القدم)"، هذا ما قاله هيتسفيلد الطامح الى العودة بالمنتخب السويسري 54 عاما الى الوراء عندما تأهل للمرة الأخيرة الى ربع النهائي عام 1954 على أرضه، مضيفا "لقد قطعنا خطوة الى الدور ثمن النهائي، لكن الآن ينتظرون الكثير منا ويجب بالتالي ان نبقى متيقظين ومركزين" وتابع هيتسفيلد، نجل طبيب الأسنان القادم من لوراخ (أصبحت حاليا بادن-فورتمبرغ) الذي عاش أجمل أيامه الكروية كلاعب مع بال حيث أحرز لقب الدوري مرتين عامي 1972 و1973، "ستكون الأمور أمام تشيلي أصعب من اسبانيا. حاول الفريق ان يضيق المساحات. لا يجب ان تنكشف أمام اسبانيا وإلا ستدفع الثمن من الهجمات المرتدة". نجح هيتسفيلد بالتفوق على نظيره الاسباني فيسنتي دل بوسكي وأعاد الأسبان الى ارض الواقع الى لانه عرف كيف يغلق المنافذ على نجوم "لا فوريا روخا" الذين قادوا بلادهم قبل عامين الى لقب كأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964، ولعب على الهجمات المرتدة التي أعطت مفعولها المطلوب، كما حافظ المنتخب السويسري على نظافة شباكه في النهائيات ل484 دقيقة على التوالي لأنه ودع النسخة السابقة من الدور الثاني دون ان تتلقى شباكه أي هدف في المباريات الأربع التي خاضها، ويعود الهدف الأخير الذي تلقاه الى الدقيقة 86 من مباراته مع اسبانيا بالذات في الدور الثاني من مونديال 1994 (صفر-3) وسجله تكسيكي بيغرستاين. أكد هيتسفيلد مجددا انه من ابرز مدربي القارة العجوز والعالم، وان امتياز ان يكون من بين ثلاثة مدربين فقط قادوا فريقين الى إحراز لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا (بوروسيا دورتموند عام 1997، وجاره بايرن ميونيخ عام 2001) لم يأت من فراغ وتفوقه على دل بوسكي الذي اشرف على أشهر وانجح فريق في العالم وهو ريال مدريد من 1999 حتى 2003، فائزا معه بلقب الدوري عامي 2001 و2003 ودوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2002، يؤكد هذا الأمر. دل بوسكي الذي دخل الى مونديال جنوب إفريقيا وهو يحمل على كتفيه عبئا بأنه يشرف على المنتخب الأفضل في العرس الكروي والمرشح الأوفر حظا للظفر باللقب، لم يكن سعيدا على الإطلاق بعد المباراة وهو عبر عن ذلك دون أي تحفظ: "أنا غاضب. لا يمكننا القول ب+انهم تغلبوا علينا وهذا كل ما في الأمر+. كرة القدم لا تعني السيطرة وحسب. كانت السيطرة لنا، أردنا ان نندفع نحو الهجوم، حصلنا على الفرص لكننا افتقدنا الى الفعالية. لعبوا متأخرين كثيرا وحاولوا الاعتماد على الهجمات المرتدة. دافعوا بشكل جيد" ولم تكد المباراة تنتهي حتى صدرت الصحف الاسبانية في مواقعها على شبكة الانترنت بعناوين "كابوس البداية" و"درس في التواضع" و"الإنذار" و"خيبة كبرى في دوربن". من المؤكد ان الأمور لم تنته بالنسبة ل"لا فوريا روخا" وسيكون عليه ان يكون أكثر فعالية في مباراتيه ضد تشيلي وهندوراس، لكن خسارة اليوم قد تجعله مهددا بمواجهة اختبار النهائي المبكر لأنه سيواجه البرازيل في حال حل ثانيا في مجموعته وتصدر "سيليساو" مجموعته السابعة.