لازالت النتيجة السلبية المسجلة لشباب تموشنت نهاية الأسبوع المنصرم أمام صاحب المركز الرابع نصر حسين داي برسم الجولة السابعة من رزنامة مرحلة العودة لبطولة الرابطة المحترفة الثانية تلقي بظلالها في أوساط الشارع الرياضي بعاصمة "سيفاكس"... إذ أثارت الخرجة الغريبة لأبناء تموشنت سخط واستياء الجماهير التموشنتية وحتى غيرها على اعتبار أن الخسارة المسجلة لا تمثل إطلاقا ناديا بحجم "السيارتي" الذي يعاني الأمرين هذا الموسم، كما اعتبر جميع من أدركته النتيجة التي انتهت عليها المقابلة الأخيرة أن الإخفاق هذا بمثابة وصمة عار في جبين الجميع سيما المقربين الذين لا يزالون يتركون الفرصة لمن هب ودب لتسيير أمور النادي التموشنتي المقبل على عقبات صعبة جراء هذا السقوط الحر والمدوي، الذي ستكون مخلفاته ثقيلة وسلبية لا محالة. التاريخ لن يرحم، الذاكرة ستحفظ الواقعة والقاموس الرياضي سيسجل المهزلة يظن كثيرون سيما من يشرفون على تسيير النادي أن الخسارة التي منيت بها تشكيلة شباب تموشنت عادية ومتوقعة بالنظر للمشاكل التي يشهدها الفريق عقب مقاطعة اللاعبين التدريبات طيلة أيام الأسبوع المنصرم، ما جعل المجموعة تكون في وضع بدني ونفسي حرج، كما يمكن لهم اعتبار أن النتيجة السلبية بعشارية كاملة ما هي إلا كبوة جواد، والساحرة المستديرة تجسد عقلية الفوز والخسارة، لكن الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار ووضعه في خانة التشريح، هو أنه مهما سيعمل الجميع لتبرير الخسارة بالظروف القاسية والقاهرة التي يمر بها نادي أبناء سيدي سعيد ومهما ستكون فعالة وناجعة، إلا أن تبريراتهم ستكون مفيدة مع أشخاص معينين ولظرف زمني محدد، لكن التاريخ لن يرحم أحدا، فيما الذاكرة ستحفظ الحادثة والقاموس سيسجل سقوط شباب تموشنت بعشارية كاملة من دون أي هدف شرف، وهو الأمر الذي يجب النظر إليه بعين الغيرة والاهتمام، كما لابد أن تحسب له الحسابات الكبيرة طالما أنه كان بإمكان المسيرين والتشكيلة الحفاظ على سمعة النادي والخسارة بنتيجة أخف وأرحم مقارنة بتلك المسجلة. "هذا العام وحده وسلسلة التبهدايل تتواصل" النتيجة السلبية التي سجلها شباب تموشنت نهاية الأسبوع الماضي ليست الأولى من نوعها خلال هذا الموسم، فقد سبق له وأن جلب العار لتموشنت وأبنائها لما خسر بسباعية كاملة أمام الجار ترجي مستغانم الذي يسعى إلى الظفر بإحدى التأشيرات المتوفرة والمؤدية إلى دوري النخبة، وذلك خلال الدور التمهيدي الرابع والأخير من منافسات كأس الجمهورية التي احتضن وقائعها ملعب الشهيد أحمد زبانة، وعلى الرغم من تلك النتيجة السوداء والكارثية إلى جانب التعبئة التي قامت بها وسائل الإعلام المحلية على رأسها "الهداف" بغية وضع النقاط على الحروف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان وانفجار الوضع، لكن لا حياة لمن تنادي والكل استمر في صمته الرهيب الذي لا يحيي ولا يميت. "جوفنتوس وطاحت... لكن بهذه العقلية لا" وما يمكن التنويه إليه والإقرار به، هو أن كرة القدم تجسد عقلية الفوز والخسارة، وهما عاملان أساسيان ضمن قواعد اللعبة المستديرة، كما يمكن اعتبار الصعود والسقوط من بين أبرز المنح والمحن التي تعرفها الأندية خلال مشاويرها الكروية، السقوط من حظيرة المحترف الثاني إلى حظيرة الثاني للهواة ليس عارا فالكل يدرك أن أكبر الأندية وحتى التي تتمتع بشعبية مميزة وقياسية قد سجلت سقوطها من دوري إلى آخر على غرار أعرق الأندية المعروفة ك "جوفنتوس" الإيطالي، لكن الخيبة في ذلك هو العار الذي يرسم يوميات شباب تموشنت ويلطخ سمعته أمام أعين الجميع بمن فيهم الجهات المعنية التي لم تقدر على اتخاذ القرار الصائب وجعلت الأمور تسير نحو الهاوية. رموز "تموشنت" تهان والكل يتفرج أمر يثير الشفقة والاستياء على حد سواء، ذلك الذي يشهده شباب تموشنت، فكيف لرمز من رموز عاصمة "سيفاكس" التي أنجبت خيرة نجوم الكرة الجزائرية أن يهان على مرأى أبنائه ومسؤوليه، تساؤل يطرح نفسه بحدة في أوساط أنصار "السيارتي" الذين لم يفهموا شيئا عقب التسيب الواقع والإهمال الحاصل بناديهم الذي أصبح حقلا للتجارب ومعقلا للانتهازيين وقد صدق من قال إن شباب تموشنت صار مثل "سيرك عمار" و"بلايستايشن" بين أيدي من يسيروه في عهد إسمه الاحتراف. تحديد المسؤوليات واجب وتبرير الخسارة لابد له من متابعة يبقى الآن وعقب الخسارة المذلة التي لطخت هياكل إدارة شباب تموشنت وأساءت بصفة مباشرة إلى سمعته، ماضيه وحاضره تحديد المسؤوليات ومحاسبة كل المتسببين في هذه المهزلة التاريخية التي ألقت بالفريق إلى مزبلة التاريخ وجعلته من دون عنوان حبيس التسيب والإهمال، وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق فإن سمعة النادي تقتضي ضرورة متابعة شاملة لأطوار سلسلة النتائج السلبية المسجلة على طول الخط سيما من قبل أصحاب القرار ومن يخول لهم القانون في فرض المنطق الذي يجسد ضرورة احترام مشاعر الأنصار.