"لو كنت أفضل مدافع أيمن في العالم لما بقيت ألعب مع أجاكسيو" بعد أكثر من شهر عن انتهاء كأس أمم إفريقيا، ما هي حصيلتك التي خرجت بها على الصعيد الشخصي؟ في حقيقة الأمر، أنا لا أحب الحديث كثيرا عن مردودي أو الحكم على نفسي والمهم بالنسبة لي أن أكون على أتم الاستعداد لما يعتمد عليّ المدرب وأسعى لتقديم الإضافة للمصلحة العامة، ما يعني بأن مصلحة الفريق أهم بالنسبة لي من مصلحتي الشخصية. الخروج من الدور الأول يعتبر بمثابة إخفاق، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال وبالنظر إلى النتائج التي سجلناها في هذه الدورة فإننا أخفقنا على طول الخط بالخروج من الدور الأول، لأن هدفنا كان التأهل إلى الدور الثاني والأكيد هو أننا كنا قادرين على تحقيق نتائج أفضل خاصة بعد الأداء المقبول الذي قدمناه وهذا ما يبشر بمستقبل واعد إن شاء الله. البعض يعتبر مشاركة منتخبنا الوطني في "الكان" الأخيرة كارثية، ما تعليقك في هذا الصدد؟ من السهل الحديث والانتقاد من بعيد عقب إخفاق مماثل، وكل طرف يسعى لتقديم الدروس والنصائح للمدرب وكذلك للاعبين، لكن ليس من السهل أن تكون أنت المعني بالأمر خاصة أننا قمنا بعدة تضحيات مع المنتخب وسعينا لتقديم أفضل ما لدينا، لكن النتائج خانتنا وخرجنا على العموم ببعض النقاط الإيجابية خاصة أمام تونس أين كان الفوز قريبا منا وكان ينقصنا هدف الفوز فقط وأمام كوت ديفوار أظهرنا وجهنا الحقيقي، يجب ألا نخجل بهذه المشاركة وعلينا أن نستفيد من الدروس قدر المستطاع. لعبت في منصب وسط ميدان مسترجع وبعدها تحولت إلى ظهير أيمن، ما هو المنصب الذي تجد فيه راحتك أكثر مع المنتخب؟ بكل صراحة أنا أجد راحتي أكثر في منصب وسط ميدان استرجاعي، وهو المنصب الذي أشغله كذلك مع فريقي "أجاكسيو" ووجدت معالمي كثيرا في هذا المنصب وحتى في المنتخب أحبذ شغله، ولكنني أقول وأعيد إنني تحت تصرف الناخب الوطني في أي منصب يرى بأنني أصلح للعب فيه وسألعب من دون أي مشكل. ألم تزعجك الانتقادات خاصة لما لعبت في منصب الظهير الأيمن؟ ليس كثيرا، أتقبل كل شيء بصدر رحب لأنني لست أفضل ظهير أيمن في العالم ولو كنت كذلك لما بقيت ألعب مع "أجاكسيو". المدرب حليلوزيتش اعتبرك بمثابة اللاعب المثالي وقال إنك كنت رائعا في "الكان"، ما تعليقك؟ من النادر أن تجد مدربا في الوقت الراهن يعترف بالمجهودات التي يقوم بها لاعبه والتضحيات وقليلا ما تكون هناك مجاملات، ولكنها لما تأتيك من رجل مثل حليلوزيتش والذي لديه خبرة طويلة في الميادين فهذا يشرفني كثيرا، خاصة أن الأمر يتعلق بمدرب يعرف جيدا ما الذي يريده وقيمة اللاعب وما يقدمه داخل وخارج الميدان. لحسن سيغيب عن المباراة المقبلة أمام البينين بسبب العقوبة وهذه فرصة بالنسبة لك للعب في وسط الميدان الاسترجاعي، هل أنت مستعد لتعويضه؟ ما يسعني القول في هذا الصدد هو إنه من المؤسف غياب مهدي لحسن عن هذا اللقاء لأنه ركيزة في المنتخب ومن الصعب تعويضه، هو لاعب مهم في الفريق ويجب ألا ننسى بأنه القائد، وفي حال وجه لي المدرب الدعوة واعتمد عليّ في هذا اللقاء فإنني سأعمل كل ما في استطاعتي لتقديم الأفضل أمام البينين والمساهمة في تحقيق نتيجة إيجابية في هذا اللقاء المصيري. سيكون هناك تدعيم في التعداد وهناك حديث عن بلفوضيل، براهيمي، تايدر، وغيرهم من اللاعبين، هل من كلمة في هذا الصدد؟ طالعت عبر الأنترنت بأنه تم تأهيل براهيمي رسميا للعب مع المنتخب الوطني الجزائري وهذا مؤشر إيجابي، فرحت له كثيرا وصراحة إنه من الرائع أن تسمع مثل هذه الأخبار لما يتعلق الأمر بلاعبين مهاريين مثل بودبوز، غلام، براهيمي، تايدر وبلوفوضيل، فهم سيكونون بمثابة أسلحتنا للتأهل إلى المونديال وتحقيق الأهداف المرجوة إن شاء الله. لا تزال تفصلنا ثلاثة أسابيع عن مواجهة البينين، كيف ترى هذا اللقاء؟ هي مباراة في غاية الأهمية بالنسبة لنا ومن الطبيعي أن أفكر فيها، الأكيد أنه من الضروري تقديم أقصى ما لدينا ولا يجب تضييع فرصة الفوز في هذه المباراة التي ستكون مصيرية لنا للتأهل في هذه المجموعة والمشاركة في كأس العالم ستكون بمثابة إنجاز كبير على الصعيد الشخصي وسأضحي لتحقيق التأهل. رسالتك ستصل المدرب حليلوزيتش رغم أنه لا يحب الحديث عن أهداف المنتخب الوطني عبر وسائل الإعلام، ما قولك؟ معه حق، لكن هدف بلوغ المونديال يبقى حلما وحقا مشروعا لكل لاعب في العالم، ومن جهتي سأعمل كل ما في وسعي لبلوغ هدا الهدف إن شاء الله مع منتخب بلادي الجزائري وطموحي كبير لتحقيق ذلك، صراحة أنا فرحت كثيرا لبقاء المدرب حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية مثلما هو الحال بالنسبة لبقية اللاعبين والجمهور الرياضي الجزائري الذي يعرف جيدا كرة القدم. صديقك مجاني غادر فريق "أجاكسيو" باتجاه "موناكو" وتركك بمفردك، ألا تفتقده؟ كان جاري في "أجاكسيو" وكنا نقضي الكثير من الوقت سويا، أنا سعيد له بحيث التحق بفريق كبير بحجم "موناكو" وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في الصعود إلى الليغ 1 في نهاية الموسم. نعلم بأنك من محبي "أولمبيك مرسيليا" وأنت بالتأكيد تعيس بعد الخسارة في مناسبتين أمام "باريس سان جرمان"... نعم تأثرت كثيرا للخسارة في مناسبتين متتاليتين أمام "البياسجي"، خاصة أن صديقي وأخي فؤاد قادير يلعب في "مرسيليا" وفي اللقاء الأول ظهر بوجه رائع لكن في المباراة الثانية لم يكن كذلك، رغم هذه الخسارة أنا فخور بانتمائي وحبي لنادي "أولمبيك مرسيليا" (يضحك). ينتظرك لقاء مهم أمام "باستيا"، ما الذي يمكن أن تقوله عن هذا "الداربي"؟ منذ سنتين وأنا هنا في "كورسيكا"، ويمكن لي التأكيد بأن الحساسية الموجودة بين "مرسيليا" و"باريس سان جرمان" هي نفسها أو أكثر بين "باستيا" و"أجاكسيو"، سيكون لقاء في غاية الإثارة بيننا وسنعمل كل ما في وسعنا للفوز وإدخال الفرحة في قلوب أنصارنا.