مثلما ذكرناه في أحد أعدادنا الفارطة، سيكون قائد المنتخب الوطني مهدي لحسن غائبا عن لقاء البينين المقرر يوم 26 مارس القادم لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم، وهذا بعد الإنذارين اللذين تلقاهما في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة على التوالي أمام الطوغو ثم كوت ديفوار، واللذين يعرضانه للعقوبة الآلية ومنه الغياب عن اللقاء الرسمي الموالي للمنتخب الوطني، والذي سيكون أمام البينين حتى إن كان هذا اللقاء يدخل ضمن فعاليات تصفيات كأس العالم التي تكون تحت تنظيم "الفيفا" واللاعب تلقى إنذاريه في "الكان" التي تندرج تحت لواء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. العقوبات تكون سارية المفعول في جميع المنافسات الدّوليّة وإذا كانت بعض الأطراف قد ذهبت إلى نفي عقوبة لحسن، مستندة إلى أن المنافسات تختلف والعقوبة التي تسلط على لاعب في كأس العالم ليست تلك التي تحتسب في كأس إفريقيا، فإن الأمر خاطئ لأن العقوبات تكون سارية المفعول في أية منافسة دولية ولا علاقة للأمر بالعقوبة الانضباطية ولا العقوبة الآلية، لأن "الكاف" وإن كانت هي من تسهر على تنظيم وسن القوانين المتعلقة بالمنافسات القارية، بما فيها نهائيات كأس إفريقيا الأمم التي تبقى أكبر تظاهرة كروية في القارة السمراء، فإنها تبقى تابعة إلى الإتحادية الدولية لكرة القدم، ومنه فإن عقوبة لاعب في منافسة إفريقية مثل الكان تبقى سارية المفعول حتى في منافسة تحت لواء "الفيفا" مثل تصفيات أو نهائيات كأس العالم. "الفيفا" هزمت السّودان على البساط في قضيّة مشابهة لوضعيّة لحسن ولتأكيد عقوبة لحسن أكثر لقرائنا واستحالة مشاركته في لقاء البينين، نتوقف عند حادثة اللاعب السوداني سيف الميساوي الذي تلقى إنذارين في "كان 2012"، وهذا في الدور الربع النهائي أمام زامبيا، وهو ما كلفه الطرد وعوقب آليا بلقاء (الطرد بعد تلقي إنذارين يكلف صاحبه عقوبة آلية ليست انضباطية، لأنه يستحيل معاقبة اللاعب أكثر من لقاء بعد طرده بسبب إنذارين)، إلا أن اللاعب شارك (وضعيته مثل لحسن حاليا) في اللقاء الموالي الرسمي ل السودان، وكان هذا في تصفيات كأس العالم 2014 أمام زامبيا دائما، وهو ما ألزم لجنة الطاعة والانضباط للاتحادية الدولية لكرة القدم يوم 9 أكتوبر الفارط لمعاقبة السودان بحرمانها من نقاط فوزها المحقق (2\0) أمام زامبيا في تصفيات كأس العالم 2014 وأقرت بمنح فوز بثلاثية نظيفة للمنافس. "الفاف" متأكّدة من عقوبته ولهذا السّبب سارعت إلى تأهيل تايدر ولأن "الفاف" تعلم جيدا أن لحسن سيكون معاقبا أمام البينين نهاية الشهر الجاري، وأنه عدا قرار من "الكاف" بمسح الإنذارات التي تلقاها اللاعبون المشاركون في "الكان" الأخيرة لن يمكن له لعب اللقاء (لن يحدث هذا الأمر)، قامت بكل شيء حتى تتمكن من إقناع تايدر باللعب مع المنتخب الوطني وتأهيله على مستوى "الفيفا" في وقت سريع، وبالتالي يتسنى له التواجد في قائمة حليلوزيتش القادمة ويمكنه تعويض غياب لحسن الأكيد عن اللقاء بسبب عقوبته الآلية التي سيستنفدها أمام البينين. حليلوزيتش بحاجة إلى لاعب آخر رغم قدوم تايدر، وبوشريط مرشّح بقوّة ورغم تأهيل تايدر وتأكيد اللاعب بصريح العبارة في الحوار الحصري الذي خص به "الهدّاف"- بعد قرار الفيفا بتأهليه للعب مع المنتخب الوطني- أنه تحت تصرف المدرب حليلوزيتش وسيلبي الدعوة إن وصلته بخصوص لقاء البينين، فإن هذا الأمر لن يعني أن التقني البوسني سيغلق الباب في وجه لاعبين آخرين يلعبون في منصب وسط الميدان الدفاعي، بل يبقى بحاجة للاعب آخر ينشط في وسط الميدان الدفاعي، فاللاعب تايدر وإن كان سيعوض لحسن، فإن لاعبا آخر مطلوب لتعويض لموشية الذي لن يستدعى للقاء بسبب وضعيته مع النادي الإفريقي، وهنا يبقى بوشريط مرشحا بقوة للانضام إلى المنتخب بسبب مستواه المميز الذي يقدمه اللاعب مع شباب قسنطينة هذا الموسم.