سيكون عبد المؤمن جابو أمام فرصة حقيقية للمشاركة في أول مباراة رسمية مع المنتخب الوطني بمناسبة استقبال "الخضر" للمنتخب البنيني يوم الثلاثاء في إطار الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2014، حيث تبدو كل الظروف مهيأة لنجم وفاق سطيف السابق من أجل تسجيل حضوره بصفة أساسية أو كاحتياطي مع "الخضر" بعد 28 شهرا عن أول وآخر ظهور له بالألوان الوطنية، والذي كان خلال مباراة لوكسمبورغ الودية في عهد الناخب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة. أرقامه مع الإفريقي تؤكد جاهزيته التامة ويفرض معشوق جماهير النادي الإفريقي نفسه مرشحا بقوة لحجز مكانة أساسية في تشكيلة حليلوزيتش أمام البنين بالنظر إلى المستويات المبهرة والعروض الراقية التي يقدمها رفقة نادي العاصمة التونسية في الأشهر الأخيرة، حيث لم يمنعه شغله لمنصب صانع الألعاب من المنافسة على لقب هداف البطولة بتسجيله لسبعة أهداف كاملة في آخر تسعة لقاءات لنادي "باب الجديد" في المسابقة، وهي الأرقام التي أبهرت العديد من المتابعين للكرة التونسية وجعلتهم يصنفونه كأفضل لاعب في البطولة التونسية حتى الآن. تكتيك حليلوزيتش الهجومي يعزز فرصه وتعتبر حاجة المنتخب الوطني الماسة لنقاط الفوز في مباراة 26 مارس عاملا آخر في صالح جابو، إذ ينتظر أن يلجأ الناخب الوطني للاعتماد على النسخة الهجومية من خطته المعهودة (4-3-3)، والتي تعتمد في شقها الهجومي على وجود صانع ألعاب، جناح أيسر وآخر أيمن، ورأس حربة، فتوفير هذا التكتيك لثلاثة مناصب كاملة في خط الوسط الهجومي سيزيد حتما من فرص هداف "الإفريقي" في المشاركة، خاصة وأن امتلاكه لميزة تعدد المناصب جعلته يشغل جميع تلك المراكز مع الأندية التي لعب معها. غياب بودبوز وتراجع قادير يخدمانه وبالإضافة إلى عاملي الجاهزية والخطة الهجومية اللذان يدعمان خيار إشراك جابو في مواجهة البنين، يصب غياب رياض بودبوز عن المباراة لأسباب انضباطية في مصلحة لاعب وفاق سطيف السابق الذي كان سيصنف كخيار بديل من طرف حليلوزيتش في حال تواجد نجم سوشو، كما أن تراجع مستوى فؤاد قادير في الفترة الأخيرة مع ناديه مرسيليا الذي فقد مكانته معه وظهوره بمستوى متواضع في كأس أمم إفريقيا الفارطة، يجعل جابو يأخذ أسبقية ولو بسيطة في سباق حجزه لمكانة أساسية مع "الخضر". البوسني قد يفاضل بينه وبين براهيمي وبنظرة بسيطة على مناصب الوسط الهجومي في تشكيلة "الخضر" نجد أن منصب الجناح الأيمن محجوز ل سفيان فغولي، فيما يبدو هلال سوداني المرشح الأبرز لشغل الرواق الأيسر بالنظر إلى تألقه الملفت للانتباه مع فيتوريا غيماريش في المباريات الأخيرة، ليبقى منصب صانع الألعاب محل منافسة بين جابو، الوافد الجديد ياسين براهيمي وبدرجة أقل قادير، حيث ينتظر أن يفصل المدرب البوسني في الاسم الذي يتولى القيام بمهمة صناعة اللعب خلال تربص سيدي موسى الذي سيقف خلاله على جاهزية الأسماء السابقة. تعرضه للإصابة الهاجس المحتمل الوحيد ويبقى مدلل أنصار وفاق سطيف السابق المتواجد في لياقة ممتازة مطالبا بتوخي الحذر من تلقي إصابة خلال تدريبات المنتخب الوطني التي تسبق المباراة، حيث يدرك جابو أن تكرر سيناريو تربصات "الخضر" السابقة التي كانت تشهد إصابته وابتعاده عن القائمة الرسمية بصفة متكررة، قد يفوت عليه فرصة مثالية لإثبات إمكانياته وأحقيته بمكانة أساسية ضمن تشكيلة "الخضر"، خاصة وأن المواعيد اللاحقة ستشهد تنافسا أشد شراسة على المراكز بعودة بودبوز واندماج براهيمي بصفة كاملة مع المجموعة.