مثلما توقعته السلطات الأمنية لجنوب إفريقيا، فإن مباراة المنتخب الجزائري أمام المنتخب الإنجليزي هي مباراة الحساسية... والأمور بدأت تظهر من خلال رغبة كل طرف من أنصار الفريقين في التصادم مع الطرف الأخر. ورغم أن السلطات الجنوب إفريقية عمدت إلى إبعاد أنصار “الخضر” إلى منطقة “سلوم بيتش“ البعيدة ب 60 كم عن وسط مدينة “كاب تاون“ من أجل تفادي تلاقي أنصار المنتخبين، إلاّ أن المئات من أنصار الفريق الوطني من المغتربين الذين تنقلوا مباشرة من المدن الأوروبية يتواجدون منذ أول أمس بمدينة “كاب تاون“ نفسها. هتافات سهرة الأربعاء أمام مطعم تحوّلت إلى مشادات وكانت بداية المشادات سهرة أول أمس أمام أحد المطاعم التركية في وسط مدينة “كاب تاون“، حيث بدأ العشرات من أنصار “الخضر” في التجمع والهتاف ملوّحين بالأعلام الوطنية في هذه المنطقة التي تقع وسط مجموعة من الفنادق التي حجز فيها الأنصار الإنجليز. أنصار إنجلترا لوّحوا بزجاجات الخمر من الشرفات وفي تلك اللحظة خرج أنصار المنتخب الإنجليزي بكثرة إلى شرفات الفنادق التي يقيمون بها لأجل مراقبة ما يحدث، قبل أن يشرعوا في التلويح بزجاجات الخمر من شرفات غرفهم بالفنادق. من تبادل إشارات النصر إلى تبادل الإشارات البذيئة وفي البداية، سارت الأمور بشكل عادي جدا بين أنصار المنتخبين واكتفى الطرفان بتبادل الإشارات الخاصة بالفوز أو عدد الأهداف، قبل أن يتطور الموقف إلى إشارات بذيئة بين أنصار الفريقين الجزائري والإنجليزي. الموقف تطوّر والإنجليز يرشقون قارورات الخمر وبدأ الموقف في التطور بين أنصار المنتخبين الجزائري والإنجليزي بعد أن بدأ أنصار المنتخب الإنجليزي في الرشق بقارورات الخمر من شرفات الفنادق، وهو الأمر الذي عقّد الوضعية. الجزائريون أرادوا الصعود والشرطة منعتهم ومباشرة بعد أن تم رشقهم بالقارورات فقد أنصار الفريق الوطني أعصابهم وطلبوا من نظرائهم الإنجليز النزول إلى الأسفل أو الصعود إلى غرفهم بالفنادق، لكن في هذه اللحظة وصلت عناصر الشرطة الجنوب إفريقية التي تلقت مكالمة من صاحب المطعم وقامت بتفريق الجزائريين وطالبتهم بالمغادرة. أمس الخميس الجزائريون أكثر ظهورا في المدينة ورغم أن أنصار المنتخب الإنجليزي هم من استحوذ أكثر على التذاكر إلا أن الوضع أمس في مدينة “كاب تاون“ موقع مباراة اليوم كان مختلفا تماما، إذ أثناء قيامنا بجولة خفيفة في شوارع المدينة لاحظنا أن أنصار المنتخب الجزائري أكثر انتشارا أمس في شوارع المدينة من نظرائهم الإنجليز. ... ويتجوّلون مجموعات مجموعات وأكثر من ذلك أن الطريقة التي لاحظنا بها أنصار الفريق الوطني أمس الخميس في شوارع “كاب تاون“ مختلفة تماما لأنهم يسيرون وكأنهم كتيبة عسكرية من خلال تجمعهم في مجموعات بين 10 و20 مناصرا، وكلهم يرتدون أقمصة المنتخب الجزائر أو يرفعون أعلام الجزائر وهذا لعلمهم المسبق بإمكانية إختلاطهم بالإنجليز.