تقترب مباراة “الحساسية” -كما سمّيت- بين المنتخبين الجزائري والإنجليزي، وتزداد بالتالي الإجراءات الأمنية صرامة وهو ما تعكسه التنظيمات الخاصة باللقاء... لقاء الجزائر – إنجلترا كان أحد المباريات التي نفدت تذاكرها بسرعة، إذ أن كل التذاكر ال 70 ألفا تم بيعها عن طريق الإنترنيت وقبل بدء المونديال. ومن خلال معطيات التذاكر، فإن أنصار المنتخب الإنجليزي اقتنوا الغالبية العظمى منها، إذ تشير إحصائيات اللجنة المنظمة أن 75 بالمائة منها كانت للإنجليز. ورغم أن المواجهة ستجرى سهرة الغد، إلا أنه خلال تجولنا في شوارع “كاب تاون”، لاحظنا أن المدينة كانت هادئة جدا، حيث خلت تقريبا من المناصرين، إلا أن هناك توقعات بغزو مكثف للمناصرين الإنجليز بدءا من صبيحة اليوم، حيث تعكس الحجوزات على مستوى فنادق مدينة “كاب تاون” أن الآلاف من الإنجليز سيصلونها هذا الخميس. وتشير توقعات الشرطة البريطانية أنه من جملة 50 ألف مناصر بريطاني، فإن 40 ألفا منهم على الأقل سيكونون سهرة الغد في مدرجات ملعب “كاب تاون ستاديوم”. سلطات “كاب تاون” تتفادى إلتقاء الإنجليز بالجزائريين ولأن سلطات جنوب إفريقيا تعرف جيدا عقلية المناصرين الإنجليز، وفي نفس الوقت تلقت كل التفاصيل عن عقلية المناصرين الجزائريين، فإنها تقوم باتخاذ الإجراءات التي كانت قد اتخذتها أنغولا في لقاء الجزائر – مصر في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، حيث بدأت تعمل على تفادي تلاقي المناصرين الإنجليز بالجزائريين. وفي أولى الإجراءات المتخذة، قامت السلطات الأمنية بتغيير المكان الذي كان من المفترض أن يقيم فيه أنصار الفريق الوطني، من خلال تخصيص إقامة جامعية بعيدة عن “كاب تاون” ب 60 كم، بعد أن كان الأنصار سيقيمون في جامعة “كاب تاون” نفسها، خصوصا أن السلطات على علم بما حصل بين أنصار المنتخب الإنجليزي والجزائريين المقيمين في مرسيليا سنة 1998، على هامش مباراة المنتخبين التونسي والإنجليزي في كأس العالم، حيث كان علم سلطات جنوب إفريقيا بالحادثة من خلال التقرير المقدم لها من طرف “الفيفا”، على خلفية الأحداث السابقة بين مناصري الفرق. إضافة إلى ذلك فإن ما دفع السلطات الجنوب إفريقية إلى رفع درجة التأهب الأمني في مواجهة الغد وأيضا في المواجهة القادمة بين الجزائر وأمريكا، هو المواقف السياسية البريطانية والأمريكية من العالم العربي، وهو ما جعل سلطات جنوب إفريقيا تتخوف من أي انزلاق في ظل أزمة غزة الأخيرة، ووجود الراية الفلسطينية بقوة خلال المباراة الأخيرة للجزائر. قافلة من 22 حافلة وصلت سهرة أمس وإذا كان حوالي 400 مناصرا جزائريا قد وصلوا إلى نواحي “كاب تاون” (60 كم عنها) منذ أول أمس الثلاثاء على متن الطائرة، فإن قافلة من 22 حافلة حملت بقية أنصار المنتخب، وهذا بعد أن قطعوا ال 1000 كم المتبقية لهم من الرحلة التي كانوا قد قطعوها منذ صبيحة أول أمس. وكالعادة وكما حصل في اللقاء الأول ب “بولوكوان”، كان أفراد الجالية الجزائرية في المهجر هم أول من يصل إلى “كاب تاون”، حيث وجدنا العشرات منهم لم يكونوا حاضرين في اللقاء السابق، ولكنهم حاضرون هذه المرة في اللقاء الذي جاؤوا خصيصا من أجله.