نشّط المدرب الوطني رابح سعدان مباشرة بعد نهاية المباراة ندوة صحفية عاد فيها إلى الأداء الرجولي الذي لعب به أشباله ومكنهم من الظفر بنقطة تعادل ثمينة أمام منتخب قوي من طينة المنتخب الإنجليزي وبدا سعدان سعيد جدّا بهذه النتيجة التي بعثت حظوظ منتخبنا في الوصول إلى الدور الثاني من جديد، بعد أن كاد الجميع أن يفقد الأمل عقب الخسارة أمام المنتخب السلوفيني. “حضرنا مباراة كبيرة ينقصها أهداف فقط” واستهل سعدان حديثه عن المستوى الفني الذي آلت إليه المباراة، وصرّح قائلا: “أعربت بالأمس فقط عن أمنيتي في أن نحضر مباراة كبيرة، واعتقد أن ذلك تحقق، لأننا وقفنا على مستوى عال ورفيع من الطرفين، وحضرنا لقاء أكبر لم يكن ينقصه أي شيء سوى الأهداف، سواء من جانبا أو من جانب المنافس. الفرص كانت كثيرة، الأجواء في الملعب كانت رائعة، الحاضرون لم يندموا على تواجدهم لأنهم حضروا نسوجا كروية، وأنا شخصيا معجب بما قدّمناه أمام منتخب قوي من طينةإنجلترا، ومعجب بالأداء الذي قدّمه منافسنا في آن واحد”. “لو لم أسترجع التشكيلة متأخرا لكنا أقوى” بعدها تطرّق المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب إلى السبب الرئيسي الذي جعل التشكيلة تتحسّن مقارنة باللقاء الأخير أمام سلوفينيا، وتحدّث قائلا: “كنت أقول لكم دوما إني استرجعت التشكيلة الأساسية متأخرا، لأننا عانينا من الإصابات في الأشهر الأخيرة، وهو ما جعل لاعبينا يعانون نقص المنافسة وغير ذلك، وقلت آنذاك أننا سنتطوّر بعد استرجاعهم من لقاء لآخر، وهذا ما يحدث اليوم، لأن الأداء تطوّر كثيرا، والثقة في النفس عادت من جديد، والوجه الذي ظهرنا به اليوم هو وجهنا الحقيقي، ولو أني أؤكد أننا لو لم نسترجع لاعبينا المصابين متأخرين لكنا اليوم أقوى بكثير مما ظهرنا به”. “مثلما كان بوسعنا الفوز كان بإمكان إنجلترا الفوز أيضا” وعما إذا كان يرى أنه منتخبه أهدر فوزا كان في متناوله أم أن العكس صحيحا، أضاف سعدان: “مثلما كان بوسعنا الفوز كان بإمكان إنجلترا الفوز أيضا، لأن التكافؤ كان السمة الأساسية لهذه المباراة، فالفرص كانت من هنا وهناك، ولا أحد بسط سيطرته على الآخر، غامرنا سويا، دافعنا بنفس الطريقة، وللأسف أن ما كان ينقصنا للفوز هو الفعالية في الهجوم”. “قلت لكم من قبل لن أردّ سوى على الميدان” وسُئل بعدها مدربنا عن تقييمه للأداء الذي قدّمه الثنائي الجديد “مبولحي – بودبوز”، فرفض أن يقيّم مردوده، واكتفى بالقول إن ذلك من مهام الإعلاميين، قبل أن يستطرد قائلا: “عندما كنت بصدد إحداث تغييرات على مستوى التعداد، وجّهت لي انتقادات من هنا وهناك، وراح كل طرف يتحدّث بهواه، لكني التزمت الهدوء يومها، وقلت إني سأردّ في الوقت المناسب فوق الميدان، واعتقد أن الوقت أعطاني الحق في اللاعبين الجدد الذي جلبناهم وأقنعوا حتى الآن”. “توقعت هذا المردود، لكن صراحة لم أتوقع هذا المستوى العالي جدا” وبصراحته المعهودة، أكد سعدان أنه توقع أن يكون المردود جيدا في هذه المباراة، لاسيما بعد ذلك المردود الجيد في لقاء سلوفينيا حسبه، قبل أن يستطرد قائلا: “الثقة عادت لمنتخبنا في الآونة الأخيرة، وهو ما جعلني متيقّنا أن المردود سكون جيدا مهما كانت قيمة المنتخب الإنجليزي القوي، لكن وللأمانة وصراحة أيضا لم أكن أتوقع بتاتا أن نصل في هذه المباراة إلى هذا المستوى العالي والعالي جدا، ما أذهلني وأعجبني في أشبالي اليوم هي السهولة التي لعبوا بها أمام منتخب قوي وعملاق كمنتخب إنجلترا، لقد لعبوا متحرّرين من أي عقدة، لم يحتقروا أنفسهم، وضعوا الكرة على الأرض، وقاموا عندما وجب عليهم المقاومة، وصمدوا إلى آخر لحظة في وجه إنجلترا.” “إنجلترا لم تكن في يومها أيضا” ورفض المدرب الوطني أن يرفع قيمة هذا التعادل كثيرا، وراح يضيف: “إنجلترا اليوم لم تكن في يومها الحقيقي، وفي اعتقادي الشخصي أنها كانت أفضل في اللقاء الفارط أمام المنتخب الأمريكي أين قدّمت مباراة كبيرة لم تتمكن من الفوز بنقاطها، واليوم وجدت صعوبات أمامنا ولم يكن بوسعها الظهور بمستواها المعهود. وأكتفي بهذا لأن مدربهم هو من يحق له أن يحكم على مردودهم وليس أنا”. “لا أعتقد أن كابيلو وأشباله احتقرونا” وعما إذا كان المنتخب الإنجليزي دفع ثمن احتقاره للمنتخب الجزائري واعتقاده أن مأموريته ستكون سهلة في المباراة، أجاب سعدان قائلا: “كابيلو مدرب كبير ومحترم، وأنا شخصيا أكنّ له كل التقدير والاحترام، ولكني لا اعتقد أنه وأشباله احتقرونا لأن عهد احتقار المنافسين لم يعد له وجود في عصرنا الحالي، هم واجهونا بإمكاناتهم ونحن واجهناهم بإمكاناتنا، وفي نهاية المطاف نجحنا في خطف نقطة تعادل ثمينة وثمينة جدا بالنسبة لنا”. “في مثل هذه المحافل يُمكنناأن نطوّر مستوانا” وعاد سعدان ليتحدّث من جديد عن المستوى الراقي الذي واجه به أشباله الإنجليز، واستطرد قائلا: “منذ 24 سنة لم نضع أقدامنا في المونديال، منذ 24 سنة لم نلعب في ملاعب رائعة كهذه، منذ 24 سنة لم نلعب في مستوى عالي النسق كهذا، هنا وفي مثل هذه المحافل يمكننا أن نحتك بالمنتخبات العملاقة، وهنا أيضا يمكننا أن نطوّر مستوانا، وهذا ما حدث اليوم. حيث لعبنا مباراة راقية المستوى تكتيكيا، بدنيا أمام عملاق من طينة المنتخب الإنجليزي. والمهم الآن في المستقبل أن نحافظ دوما على تواجدنا في هذه المسابقات العالمية حتى نحافظ على مستوانا”. “سنرمي بكلّ ثقلنا من أجل المرور إلى الدور الثاني” وفي الأخير، تحدث سعدان عن لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية القادم، وأكد أنه يجهل القوانين التي توضح له الصورة إن كان المنتخب سيكفيه الفوز أم لا، إلا أنه تحدّث عن تلك المباراة قائلا: “المباراة ستكون صعبة للغاية، لكننا سنرمي فيها بكل ثقلنا من أجل المرور إلى الدور الثاني. قلت دوما إننا نحضّر المنافسات لقاء بلقاء، وعلينا الآن أن ننسى لقاء إنجلترا، وأن نفكّر في اللقاء القادم ونحضّر له في هدوء تام حتى نظفر بنقاطه”. “تأثرت لدى عزف النشيد الوطني لأني أحمل ثقلا كبيرا على عاتقي” وتلبية لرغبة أحد الزملاء أبى سعدان إلا أن يجيب عن سرّ التأثر الذي بدا على ملامحه لدى عزف النشيد الوطني قبيل المباراة، فأجاب وعيناه مغرورقتان بالدموع قائلا: “أنا شخص حسّاس، أتأثر كثيرا لكلّ ما يمت بصلة بالوطنية، أتأثر كثيرا لدى عزف النشيد الوطني، وكيف تريدوني ألا أتأثر ونشيدنا يعزف؟ الأمر يشعرني بعبء ثقيل على كتفي، لأني هنا بصدد تمثيل الوطن والدفاع عن ألوانه“.