خصصت حصة “صدى الملاعب“، التي يُقدمها مصطفى الآغا على قناة “الآم. بي. سي”، حيزا هاما من عددها يوم أول أمس إلى المباراة البطولية التي لعبها المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره الإنجليزي والتي أعادت الأمل إلى الجزائريين في رؤية “الخضر“ في الدورالثاني من المونديال.. حيث تم الاتصال مباشرة بكل من المدرب الوطني رابح سعدان، وكذا رئيس الإتحادية الجزائرية محمد روراوة الذي لم يتوان في تهنئة الجزائريين بالمباراة البطولية التي لعبها رفقاء بودبوز ورفع سقف أمنيات هؤلاء من خلال تعهّده بعمل المستحيل من أجل الظفر بتأشيرة العبور إلى الدور الثاني. وفي حديثه عن الإنجاز التاريخي ل”الخضر“، قال روراوة إن الوجه الذي ظهر به أشبال سعدان جاء ليخرس الألسن التي أساءت للمنتخب الجزائري خلال الفترة الفارطة وأن المنتخب الجزائري أكد بأدائه الأسطوري أمام الإنجليز أنه يستحق تواجده بين كبار العالم وأن تعثره في المباراة الأولى لم يكن سوى سحابة صيف عابرة. “حلم الدور الثاني أصبح مشروعا وسنعمل المستحيل على تحقيقه“ وعن حظوظ الجزائر في بلوغ الدور الثاني في ظل المعطيات التي أفرزتها نتائج الجولة الثانية، قال رواروة إن النتيجة التي حققها “الخضر“ أمام إنجلترا أعادت الأمل من جديد في إمكانية اقتطاع ورقة العبور إلى الدور الثاني وأن هذا الحلم أصبح مشروعا بالنسبة للجزائريين بصرف النظر عن صعوبة المهمة التي تنتظرهم في المباراة الأخيرة أمام منتخب الولاياتالمتحدة الذي تعادل بدوره أمام المنتخب السلوفيني بعدما كان منهزما بثنائية. وأضاف روراوة أن “الخضر“ سيعملون المستحيل من أجل المضي في سكة النتائج الإيجابية وتشريف الكرة الجزائرية والعربية، بل وسيُقاتلون من أجل بلوغ الدور المقبل من المونديال لأول مرة في تاريخ المشاركات الجزائرية في هذا المحفل العالمي. “منتخبنا سيكون أفضل بكثير بداية بمونديال البرازيل” وبخصوص تقييمه لأداء اللاعبين أمام الإنجليز، قال روراوة إن جميعهم يستحقون الإشادة والتقدير بعد صمودهم أمام أحد أقوى المنتخبات العالمية المرشحة إلى التتويج وأن اللاعبين الجزائريين سيستفيدون كثيرا من مثل هذه المواجهات العالية المستوى، لا سيما أن معظم لاعبي “الخضر” لا زالوا في بداية مسيرتهم الكروية وينتظرهم مستقبل زاهر مع التشكيلة الوطنية التي تؤكد في كل مرة أن المستقبل سيكون لنا وأن منتخبنا سيكون أفضل بكثير في المواعيد الدولية القادمة بداية بمونديال البرازيل الذي بدأ التحضير له منذ الآن. “نتيجة إنجلترا مهداة إلى كل العرب” وفي ختام مداخلته الهاتفية، أصرّ روراوة على الرد ولو بطريقة غير مباشرة على أولئك الذين لا زالوا يصطادون في المياه العكرة ويروجون لبعض الأفكار المسمومة التي يحاولون من خلالها إخراج الجزائر من محيطها العربي وذلك من خلال إبلاغ تهانيه إلى كل العرب الذين وقفوا مع “الخضر” مثل رجل واحد منذ بداية المونديال وتأكيده على أن المنتخب الجزائري لا يُمثل الجزائر وحدها في مونديال جنوب إفريقيا، بل كل العرب وهي الكلمة التي أعادها روراوة ثلاث مرات إلى درجة أضحكت مقدم الحصة “مصطفى الآغا” الذي فهم، على ما يبدو، ما كان يهدف إليه روراوة من وراء كلامه الذي كان موجها بالدرجة الأولى إلى أولئك الذين قالوا إن الجزائر تلعب بلاعبين فرنسيين ولا تستحق أن تمثل العرب في منافسة بحجم المونديال. سعدان: “سأعد الخطة المناسبة لأجل قهر الأمريكان“ من جهته، وفي تدخله عبر الحصة نفسها، أعاد المدرب الوطني ما قاله خلال الندوة الصحفية التي عقدها بعد مباراة إنجلترا مؤكدا أن المنتخب الجزائري استحق النقطة التي خطفها أمام الإنجليزية وأنه لا أحد كان سيتفاجأ لو ظفر “الخضر“ بالنقاط الثلاث بالنظر إلى المهارات التي أظهروها ووقوفهم الند للند أمام التشكيلة الإنجليزية المرشحة إلى الظفر بالتاج العالمي. وأضاف بعبارات تعلوها الغبطة والسرور أنه يدرك أن الكل أصبح يتطلع إلى ما هو أفضل خلال اللقاء الأخير أمام المنتخب الأمريكي من خلال إحراز النقاط الثلاث والتأهل إلى الدور الثاني، جازما أنه سيعد الخطة المناسبة لأجل قهر الأمريكان كما فعل في لقاء انجلترا، رغم إقراره بقوة التشكيلة الأمريكية التي استطاعت العودة في النتيجة أمام سلوفينيا بعدما كانت متأخرة بثنائية. “كل اللاعبين كانوا في المستوى والتغييرات أتت أكلها“ وبخصوص الوجه الذي ظهرت به عناصره في لقاء أول أمس وما إن كان الفضل في النتيجة الرائعة التي أحرزها “الخضر“ أمام انجلترا يعود إلى أسماء دون أخرى، رد سعدان بالتأكيد على أن كل العناصر الوطنية التي شاركت في لقاء انجلترا تستحق الإشادة والتهنئة، مضيفا أن التغييرات التي أدخلها في هذا اللقاء من خلال إقحام كل من بودبوز ومبولحي أساسيين وتغيير أماكن بعض اللاعبين كان لها أثرها الإيجابي على أداء التشكيلة الجزائرية التي أقنعت وأمتعت أمام نجوم كبار من عيار روني ولامبارد والقائمة طويلة. ڤندوز يتراجع عن مواقفه ويُهنّىء سعدان رغم إصراره في كل مرة على تقزيم أداء المنتخب الوطني وانتقاد اللاعبين والخطة، إلا أن النتيجة التي أحرزها “الخضر” أمام انجلترا لم تترك أي مجال أمام الدولي الجزائري السابق محمود ڤندوز لمهاجمة أشبال سعدان هذه المرة، بدليل إصراره على الحديث مع سعدان مباشرة لما كان هذا الأخير بصدد الحديث إلى حصة “صدى الملاعب”، كما أصرّ ڤندوز على تقديم تهانيه الحارة، معترفا له بتفوّقه التكتيكي على الداهية كابيلو من خلال الخطة التي لعب بها وكذا التغييرات التي أدخلها على التشكيلة الجزائرية والتي كان لها مفعول سحري على أداء “الخضر“ أمام الإنجليز. ولم يتوان ڤندوز الذي كلفته مواقفه السابقة من “الخضر“ الدخول في مشاكل لا حصر لها مع أنصار التشكيلة الوطنية في التأكيد على أنه سيكون بقلبه مع “الخضر” ومدربهم سعدان خلال المباراة المقبلة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية وأن حلم المرور إلى الدور الثاني أصبح مشروعا بالنسبة إلى رفقاء مطمور بعد أن قدم هؤلاء أحسن مباراة لهم منذ أكثر من سنة. محمد حمادة: “لم أتأسف على هزيمة سلوفينيا بقدر ما تأسفت على تضييع الفوز أمام انجلترا“ وإذا كان العالم كله كان متفقا أول أمس على أن الجزائر كانت أحسن من انجلترا وأن “الخضر“ ضيّعوا فوزا كان في متناولهم أمام منتخب لم يجد ضالته طيلة تسعين دقيقة، فإن الناقد الرياضي محمد حمادة لم يخرج عن هذا الرأي ولو أنه حاول التقليل من قوة “الخضر“ من خلال قوله أن المنتخب الإنجليزي هو الذي كان غائبا في مباراة أول أمس وأن المنتخب الجزائري لم يعرف كيف يستغل الفرصة والفوز بالنقاط الثلاث. وذهب حمادة الى حد القول إنه لم يتأسف على خسارة “الخضر“ أمام سلوفينيا كما تأسف لإكتفائهم بالتعادل أمام الإنجليز وأنه سيظل يتحسّر على ذلك لأن تشكيلة سعدان ضيّعت على نفسها فرصة الإطاحة بأحد أكبر المرشحين إلى الفوز بكأس العالم ودخول التاريخ مرة أخرى بعد أن دخلته قبل 28 عاما يوم أطاحت بالعملاق الألماني بمناسبة مونديال 82 الذي احتضنته إسبانيا.