نزل المدرب الوطني الأسبق محي الدين خالف ككل يوم ضيفا على حصة “ساعة المونديال“ بقناة “ميدي 1 سات” المغربية التي كان موضوعها عشية أول أمس الجمعة مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الإنجليزي العنيد، وقد استهل حديثه على النحو التالي: “في البداية أستغل الفرصة لتهنئة الشعب الجزائري على هذا الإنجاز الكبير لأن تحقيق التعادل في هذه المباراة أمام منتخب إنجليزي قوي جدا أمر رائع، وأنا سعيد جدا بهذا التعادل الذي أعاد لنا الهيبة من جديد بعد الإخفاق الأخير أمام منتخب سلوفينيا وخيبة الأمل الشديدة للشارع الجزائري، وأريد الإشارة فقط إلى أن سعدان كان ذكيا في هذه المباراة وتغلّب تكتيكيا على نظيره كابيلو وأهنّئه على هذا الكوتشينغ الذي رد به على منتقديه بطبيعة الحال”. “أمام إنجلترا شاهدنا طريقة لعب فنية جزائرية خالصة” وأشاد خالف محي الدين كثيرا بالأداء الذي قدمه لاعبو المنتخب الوطني وأضاف: “ما أعجبني في لقاء المنتخب الوطني أمام منتخب إنجلترا أنني شاهدت طريقة اللعب الجزائرية الخالصة بالاعتماد على الفنيات والمهارات العالية للاعبين بالإضافة إلى الانسجام الكبير الذي أبان عنه اللاعبون، وهو الوجه المعروف عن الجزائريين منذ القدم وأنا راض كل الرضا عما قدموه وأتمنى أن يستمروا في الاستمتاع وأن يظهروا بالوجه نفسه في المباراة المقبلة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية”. “اللاعبون اكتسبوا الثقة وهذا هو الأهم في الوقت الراهن” نقطة مهمة تلك التي تحدث عنها المدرب الوطني السابق عندما أكد على أن اللاعبين الجزائريين اكتسبوا الثقة بعد مرور 10 دقائق فقط من انطلاق اللقاء أمام إنجلترا، وقال: “الأهم بالنسبة للمنتخب الوطني في الوقت الراهن أن اللاعبين قد استعادوا الثقة في النفس التي غابت عنهم منذ مدة بعد النكسات المتعددة في المباريات الودية التحضيرية وأضف إلى ذلك الهزيمة في أول ظهور في هذا المونديال أمام منتخب سلوفينيا، لكنهم تخطوا كل هذه العقبات وحققوا الوثبة المعنوية على حساب منتخب قوي وعريق مثل إنجلترا وعليهم أن يستفيدوا من ذلك جيدا”. “سعدان غامر، لكنه ربح حارسا كبيرا إسمه مبولحي” وقال المدرب الوطني الأسبق عن الحارس مبولحي: “صحيح أن سعدان غامر بإشراك الحارس مبولحي الذي يعتبر مجهولا عند الكثيرين وهو الذي لم يعتمد عليه حتى في المباريات الودية ويعتبر من بين الوجوه الجديدة التي جلبها المدرب الوطني إلى المنتخب في الأشهر القليلة الماضية وكلنا كنا نتوقع أن يشرك سعدان شاوشي أو على الأقل ڤاواوي، لكنه فضّل المغامرة واعتمد على مبولحي الذي فاجأنا بمردوده الطيب وأظهر احترافية عالية طيلة اللقاء ولم يرتكب أي خطأ واستحق العلامة الكاملة، وأتوقع أن يجدد سعدان الثقة فيه خلال المباراة المقبلة لأنه ربح بكل بساطة حارسا كبيرا وهذا في صالح الجزائر”. “الروح القتالية واللعب الرجولي عوّضا نقص التحضير” وتحدث خالف بإسهاب عن الإرادة التي لعب بها لاعبونا في هذه المباراة وهم الذين عاشوا ضغطا رهيبا في الأيام القليلة الماضية وقال: “الروح القتالية والإرادة الفولاذية هي التي كانت وراء تحقيق هذه النتيجة الإيجابية، فلا يختلف اثنان على أن معظم لاعبي المنتخب الوطني كانوا يعانون من نقص المنافسة مع لاعبيهم ولم يحضّروا لهذا المونديال بالشكل الملائم مثل زياني، مطمور، عنتر يحيى وحتى حليش الذي لم يلعب كثيرا في الجولات الأخيرة مع فريقه بسبب خيارات مدربه غير المنطقية، وكثرة الإصابات للركائز على غرار بوڤرة ويبدة، لكنهم عوضوا كل هذه النقائص بالإرادة وحب الوطن بالإضافة إلى عزمهم على تحقيق شيء لمنتخب بلادهم الذي منحهم الكثير وصنع منهم نجوما في بلادهم وخارجها حيث لاحظنا أنهم يحظون باستقبال الأبطال أينما حلوا وفي مختلف التربصات”. “الجزائر معروفة أنها كبيرة دائما عند مواجهة الكبار” وساند خالف جميع من قال إن الجزائر تبقى كبيرة عند مواجهة المنتخبات العالمية الكبرى وقال: “الجزائر معروفة في العالم بأسره بأنها قادرة على رفع التحدي في الظروف الصعبة ولما تواجه المنتخبات الكبرى تكون دائما ندا قويا، وهذه هي العقلية الجزائرية في مختلف الميادين وليس كرة القدم فقط وعليه فلم أتفاجأ كثيرا بمشاهدتي للإرادة القوية التي أظهرها اللاعبون في هذه المباراة، حيث لم نشاهد أي فارق في المستوى بين الإنجليز ولاعبينا وهو ما حدث كذلك في كأس إفريقيا الاخيرة لما تكهن الكثيرون بإقصاء منتخبنا من الدور الأول عند مواجهة منتخب مالي لكنه حقق الفوز بفضل الإرادة والأمر نفسه أمام منتخب كوت ديفوار المدجج بالنجوم، وبكل بساطة هذا هو الفرد الجزائري الذي أكد أنه غير عادي ومن طينة الكبار دائما”. “حليش، بوڤرة وعنتر يحيى تغلّبوا على روني الذي استفزهم كثيرا” بعد ذلك تطرّق المتحدث إلى الجانب الفني ومردود اللاعبين في تلك المباراة خاصة المدافعين وأضاف: “لقد أعجبني كثيرا الاندفاع البدني لدى لاعبينا وكأنهم كانوا يضحون بأنفسهم فوق الميدان ولا يخشون أي شيء، على غرار حليش الذي أبهرني إلى جانب بوڤرة وعنتر يحيى الذين ردّوا على مهاجم إنجلترا روني الذي استفزهم كثيرا قبل انطلاق اللقاء ووعد بتسجيل عدد كبير من الأهداف ولم يعر أي أهمية للاعبينا الذي كانوا في المستوى المطلوب ولم يتركوا أي مجال لمهاجمي منتخب إنجلترا للتحرك والوصول إلى مرمانا”. “غرور الإنجليز كلّفهم غاليا أمام الواقعية الجزائرية” وواصل خالف حديث قائلا: “لطالما تحدثنا عن الغرور وما يمكنه أن يكلّف الإنجليز في حال استصغروا الفريق المنافس وبالتحديد منتخبنا الوطني، فبعد مشاهدتهم للقاءاتنا الودية أمام إيرلندا، صربيا وحتى الإمارات بالإضافة إلى الظهور المحتشم في أول مباراة أمام سلوفينيا اعتقدوا أنهم سيحققون فوزا سهلا على حسابنا، لكن في الميدان اكتشفوا بل تأكدوا بأن المعطيات اختلفت تماما لأن المنتخب الوطني كان في المستوى المطلوب واللاعبين الإنجليز المغرورين اصطدموا بالواقعية الجزائرية لأنه من المستحيل أن تفوز باللقاء قبل بدايته”. “تكثيف اللاعبين في الوسط أتى بثماره هذه المرة” كما أثنى محي الدين خالف كثيرا على الخطة التكتيكية التي اعتمد عليها المدرب الوطني رابح سعدان لإيقاف نجوم المنتخب الإنجليزي وقال: “لقد أدخل سعدان اللاعبين الأكثر جاهزية من دون مشاعر هذه المرة وهذه نقطة تحسب له بعدما أبعد منصوري وصايفي بالإضافة إلى غزال الذي كان معاقبا وعلى ما أعتقد حتى لو لم يكن معاقبا فإن سعدان لم يكن ليعتمد عليه لأنه فضل الاعتماد على عدد كبير من اللاعبين في وسط الميدان من أجل السيطرة على هذه المنطقة الحساسة، وكانت بالتالي الغلبة ل يبدة ولحسن أمام كل من جيرارد ولامبارد اللذين لم يتمكنا من فعل أي شيء على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي يتمتع به كل لاعب في المنتخب الإنجليزي، وعليه فإن تكثيف اللاعبين في وسط الميدان من طرف سعدان أتى بثماره هذه المرة”. “المشكل يبقى في 30 مترا الأخيرة من منطقة المنافس” على الرغم من الأداء الرجولي والمباراة المقبولة إلى أبعد الحدود الذي قدمها لاعبونا أمام منتخب إنجلترا إلا أن محي الدين خالف تطرق إلى بعض النقاط السلبية التي وقف عليها خلال هذه المباراة وقال: “صحيح أن اللاعبين قدموا مباراة كبيرة من عدة نواحي وسيطروا على منطقة وسط الميدان ولم يسمحوا للمنافس بالاقتراب من خط دفاعنا، لكن في الخط الأمامي شهدنا بعض الضعف لأن مطمور كان معزولا وهو الذي لم يلعب في منصبه لكنه يبقى مشكورا على الجهود التي قام بها أمام مدافعين مثل جون تيري وأشلي كول، وما وقفت عليه كذلك أننا لا نشكل أي خطورة عندما نصل إلى 30 مترا قبل مرمى المنافس وهو ما يجب على سعدان مراعاته في المباراة المقبلة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية لأننا مجبرون على تسجيل الأهداف حتى نتأهل إلى الدور المقبل”. “على سعدان أن يضع بودبوز خلف مطمور لأجل فك العقدة” وقدّم خالف بعض الحلول للمدرب الوطني رابح سعدان بحكم الخبرة التي يتمتع بها وقال: “يجب على سعدان أن لا يغيّر كثيرا في هذا اللقاء لأن اللاعبين تعوّدوا على بعضهم البعض فوق الميدان، ويبقى المشكل كما أشرت إليه من قبل في الهجوم وهناك إمكانية الاعتماد على بودبوز الذي يملك إمكانات كبيرة ويستطيع الاحتفاظ بالكرة من دون أي خوف كما شاهدناه في لقاء إنجلترا، ورأيت أنه لم يكن فعالا كثيرا على الجهة اليمنى إلى جانب قادير ومن الممكن أن يعتمد عليه سعدان وراء مطمور في قلب الهجوم من أجل فك العقدة التي نعاني منها في تسجيل الأهداف”. “لاعبونا سيدخلون بمعنويات مرتفعة وسيحققون الفوز... ولم لا التأهل إلى الدور الثاني” وفي الأخير تطرق المدرب الوطني الأسبق إلى حظوظ منتخبنا الوطني في التأهل إلى الدور الثاني عند مواجهة منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث قال: “المهم أن لاعبينا حققوا الوثبة المعنوية ولا خوف عليهم عند مواجهة المنتخب الأمريكي لأنهم قادرون على تخطي عقبة هذا الفريق على الرغم من قوته الذي أظهرها في اللقاءين الأخيرين، وبالتالي فإن لاعبينا سيدخلون بمعنويات مرتفعة بالإضافة إلى أن أداءهم يتحسّن من مباراة إلى أخرى وأنا متأكد من أنهم سيحققون الفوز ولم التأهل إلى الدور الثاني الذي سيُدخلهم التاريخ من بابه الواسع وكلنا نتمنّى ذلك”.