“راهنوا على محاربي الصحراء، فمشاركة فلسطين معهم مضمونة في المونديال”... هذا هو الشعار الذي يرفعه كل الفسلطينيين في الأراضي المحتلة، الذين أنستهم مشاركة “الخضر“ في المونديال هموم الحياة ومشاكلهم اليومية كيف لا وأنصار المنتخب الوطني الذين يوجدون هذه الأيام أينما يحل ويرتحل أشبال المدرب رابح سعدان في جنوب إفريقيا حاملين معهم الرايات الفلسطينية ويحاولون إيصال صوت إخوانهم في الأراضي المحتلة عبر العالم ضاربين لوائح بلاتير التي حذّرت من إقحام السياسة في الرياضة عرض الحائط. ولم يجد الأشقاء الفسلطينيين من وسيلة أخرى يردون بها جميل من يقفون معهم ظالمين أو مظلومين سوى بمؤازرة المنتخب الجزائري في مبارياته المونديالية بكل قوة والهتاف بحياة المدرب الوطني رابح سعدان، لكن ما لم يكن متوقعا هو أن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صف مواطنيه ويشاركهم منافسات المونديال، حيث جلس وسطهم أول أمس في إحدى الساحات العمومية في رام الله وشجع “الخضر“ بكل قوة أمام الإنجليز كما أكدته عدة مصادر إعلامية فلسطينية وعربية. كان إلى جانبه أمين سر منظمة التحرير، اللواء جبريل وحتى وزير الأوقاف وحسب هذه المصادر الإعلامية دائما، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبى إلا أن يكون وسط المواطنين ويتفاعل معهم وهم يهتفون بحياة ممثل العرب الوحيد في المونديال وكان مرفوقا بعدة شخصيات سياسة يتقدمهم اللواء جبريل الرجوب وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه المعروف بولوعه بشؤون الكرة وكان وراء جلب فريق دينامو موسكو إلى الأراضي المحتلة لإجراء مباراة ودية أمام المنتخب الفلسطيني، إضافة إلى مستشار الرئيس السياسي نمر حماد وحتى وزير الأوقاف محمود الهباش، وبعض الوجوه الرياضية في صورة رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس اللجنة الأولمبية في فلسطين. شجّع “الخضر“ بكل قوة وتفاعل مع أداء الجزائريين كانت سعادة الرئيس الفلسطيني عارمة جدا وهو يشاهد صور ومظاهر الفرحة على شعبه الذي أنهكت كاهله معاناته من العدوان الإسرائيلي، لكن سعادته الأكبر كانت بالأداء الراقي للمنتخب الجزائري الذي شرّف العرب والمسلمين وأرغم المنتخب الانجليزي القوي على الانحناء أمامه، حيث تفاعل محمود عباس مع لقطات “الخضر“ وصفق، شأنه شأن أبناء شعبه بكل حرارة وصرح عباس في الأخير أن حجم التشجيع الواسع يرسخ أكثر فأكثر أن الفسلطينيين يعشقون بطبعهم العرب والعروبة باعتبارها امتدادهم الطبيعي. الصحافة الفلسطينية ابتهجت كثيرا بإنجاز “الخضر” في سياق ليس بعيدا، عبّرت الصحافة الفلسطينية عن ابتهاجها بالعرض القوي والمشرف الذي قدمه “الخضر“ أمام إنجلترا وخرجت الصحف بعناوين بالبنط العريض تمجد إنجاز المدرب سعدان وأشباله الذي أعاد الإعتبار لكل العرب في هذا المحفل الدولي. وكانت صحيفة “الأيام“ الواسعة الانتشار في فلسطين قد عنونت صدر صفحتها الأولى ب: “الجزائر تشرّف العرب بأروع منتخب”، فيما عنونت المقال في صفحتها الداخلية ب: “محاربي الصحراء يؤكدون أنهم أشداء” بينما عنونت وكالة “معا” الإخبارية مقالها: “أسود إنجلترا تخشى الاقتراب من محاربي الصحراء”. كما فضّلت بعض الصحف استطلاع رأي بعض المواطنين الذين أثنوا على قوة المنتخب الوطني الجزائري.