صار الشغل الشاغل للمدرب الوطني رابح سعدان في الساعات الأخيرة هو فك لغز عقم الهجوم الذي يلازم الخط الأمامي، لا سيما أن اللقاءات السابقة عجز فيها الهجوم عن التسجيل وهو ما أقلق سعدان بل حتى الشارع الجزائري الذي صار يخشى أن يتكرّر السيناريو في المباراة الحاسمة والهامة والمصيرية التي تنتظر “الخضر“ هذا الأربعاء أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية. سعدان أراح عناصره 48 ساعة بعد المجهودات الجبارة التي بذلتها العناصر الوطنية في لقائها الأخير أمام إنجلترا والتعب الذي نال من اللاعبين، فإن المدرب الوطني منح عناصره 48 ساعة كاملة للراحة من أجل استرجاع لياقتهم والتحضير بشكل جيدا للقاء القادم أمام أمريكا. الحسابات بدأت مبكرا باقتراب موعد الحسم بين المنتخبات الأربعة الممثلة للمجموعة الثالثة في نهائيات كأس العالم، فإن الحسابات بدأت تكثر، وبطبيعة الحال فإن الجزائر تعد حلقة هامة وصاحبة دور فعّال وبارز في المجموعة، خاصة بعد عودة الأمل للاعبين في التأهل عقب التعادل الذي حققه “الخضر” أمام إنجلترا، وهو ما دفع بسعدان للحديث عن الأمر والقول إن تقارب النقاط يسمح بتكافؤ الفرص في التأهل إلى الدور 16. روراوة وسعدان يكشفان الاحتمالات للاعبين وكما ذكرته “الهدّاف” وبالتفصيل في عدد أول أمس حول الاحتمالات التي تجعل الجزائر تكسب تأشيرة الصعود إلى الدور الثاني، فإن المدرب سعدان على دراية بها، وهو ما جعله عقب نهاية مباراة إنجلترا يكشف رفقة روراوة الحسابات للاعبين، ويؤكد لهم أنه إذا أرادوا بلوغ الدور الثاني فما عليهم إلا تسجيل هدفين أمام أمريكا. الجزائر قادرة على التأهل بهدف واحد وإذا كانت حسابات سعدان وروراوة تؤكد أنهما لا يرغبان في انتظار صدقة من أحد أو ربط أمل بلوغ الدور الثاني بمنتخب آخر، وتأكيدهما على ضرورة تسجيل ثنائية أمام أمريكا، فإن الحسابات التي ذكرتها “الهدّاف” أول أمس تكشف أن الجزائر قادرة على كسب تأشيرة التأهل بتسجيلها لهدف واحد فقط، خاصة إذا تغلبت إنجلترا على سلوفينيا بهدفين أو أكثر، أول في حال تعادلهما أو فوز سلوفينيا. حديث المسؤولين لقي الإجماع على ضرورة التسجيل ولقي حديث روراوة والمدرب الوطني سعدان على ضرورة تسجيل هدفين لتفادي الحسابات الإجماع لدى العناصر الوطنية واقتنع الجميع بضرورة التسجيل في شباك الحارس الأمريكي، والتحرر في الوقت نفسه من عقم الهجوم الذي يلازم النخبة الوطنية في العرس العالمي بجنوب إفريقيا. دفاع قوي ووسط ممتاز، لكن يبقى المشكل في الهجوم وبالنظر إلى طريقة اللعب التي كشفت عنها التشكيلة الوطنية سواء أمام إنجلترا أو في اللقاء الأول أمام سلوفينيا، فإن الجميع مقتنع ومتيقن أن دفاع المنتخب الوطني قوي جدا، وصلابته تكمن في استقراره وهو المكوّن من عنتر يحيى، حليش رفيق ومجيد بوڤرة، وفي خط الوسط أيضا سيطرة واضحة وإغلاق محكم للثغرات جعل لاعبي وسط الميدان ينالون العلامة الكاملة، ليبقى خط الهجوم المشكل الذي يقلق سعدان ومن خلفه الملايين من الأنصار والمشجعين، وهذا ما يجب أن يفك أمام أمريكا. سيناريو مباراة مالي في أنغولا وهدف حليش قد يتكرّر عادت ذاكرة محبي المنتخب الوطني إلى المباراة القوية والهامة التي منحت “الخضر“ تأشيرة التأهّل إلى الدور الثاني، وهي مباراة مالي والهدف الوحيد الذي سجلته الجزائر عن طريق المدافع القوي رفيق حليش ومنح التأهل إلى الجزائر، وهو السيناريو الذي يأمل كل جزائري أن يتحقق ويكون مدافع أو وسط ميدان أو حتى مهاجم يشرف مشواره وتاريخ الجزائر بتأهلها التاريخي إلى الدور 16. المدافعون دائما حاضرون في المباريات المصيرية بالتسجيل لا يختلف اثنان حول النقطة التي نحن بصدد طرحها، والتي تخص أن مدافعينا دائما يسجلون حضورهم القوي في المواعيد الكبرى واللقاءات المصيرية التي يخوضها المنتخب الوطني، فتأشيرة التأهل إلى المونديال كانت بقدم المدافع عنتر يحيى في المباراة الفاصلة في “أم درمان“ بالسودان، التأهل إلى الدور ربع النهائي في كأس إفريقيا جاء بفضل رأسية مدافع قوي وهو رفيق حليش أمام مالي في المباراة الثانية، ومعادلة النتيجة في مباراة الدور ربع النهائي أمام كوت ديفوار جاء برأسية أخرى من مدافع قوي وصخرة دفاع المنتخب مجيد بوڤرة وهذا كله يعكس أن الدفاع حاضر دائما في اللقاءات المصيرية. سعدان سيلعب ورقة الهجوم مهما تكن الحسابات التي تفصل المنتخب عن تخطي الدور الأول، ومهما يكن عدد الأهداف التي يجب أن تسجل في اللقاء الأخير، فإن المدرب الوطني رابح سعدان كشف عقب نهاية مباراة إنجلترا أنه سيريح العناصر الوطنية ويعمد في اللقاء الأخير إلى التركيز على ورقة الهجوم، وهذا ليمكن الجزائر من فك عدم التهديف وتحقيق هدفها في بلوغ الدور 16 الذي يعتبر حلما يراودها منذ مونديال المكسيك سنة 1986. “خبرة صايفي نحتاجها، ولكن بعد ضمان التأهل“ بقي سعدان يؤكد ويقول في الندوة الصحفية التي عقدها عقب نهاية مباراة إنجلترا إنه كان يفكر بجدية في الاعتماد على رفيق صايفي في المرحلة الثانية بدلا من عبدون الذي عوّض كريم زياني، وهذا بحكم خبرة صايفي والمخالفات التي يأتي بها أمام منطقة العمليات. كلام سعدان هذا يبقى منطقيا خاصة مع خبرة صايفي، إلا أن المتتبعين أعابوا على صايفي ثقله وعدم قدرته على مجاراة الوتيرة العالية للمباراة، وعليه فإنه ودون شك فإن مباراة الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الأخرى ستشهد المستوى نفسه، وبالتالي وكما قال أحد الحاضرين هنا في كيب تاون: “خبرة صايفي نحتاجها ولكن ليس لنحقق الفوز وإنما بعد أن نضمن التأهل لأنه قادر بخبرته على جلب مخالفات يكسّر بها رغبة المنافس في التسجيل“.