بعد أن تيقنوا من صعوبة المأمورية في الوصول إلى مرمى المنافسين عن طريق الأطراف، أو العمق أو حتى بواسطة عمل جماعي منسّق، لم يعد أمام اللاعبين من حل في لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية سوى أن يعودوا إلى سلاحهم القديم، ألا وهو، الكرات الثابتة الذي غالبا ما كان يأتي بثماره في الكثير من المباريات الهامة، إذ أننا وخلال مختلف الأحاديث التي جمعتنا ببعض اللاعبين لمسنا رغبتهم الشديدة في الاعتماد على الكرات الثابتة المباشرة وغير المباشرة لعلها تفك شفرة هذا الهجوم غريب الأطوار، على غرار عنتر يحيى الذي قالها لنا بصريح العبارة: “مضى وقت طويل لم نسجل فيه بكرة ثابتة، وعلينا هذه المرة أن نجرّبها من جديد لعلها تكون نافعة ومثمرة“. تدرّبوا عليها مؤخرا ونجحوا فيها وإذا كانت تلك هي رغبة اللاعبين، فإن المدرب سعدان هو الآخر تفطن بأنّ الحل قد يكون أمام أمريكا بواسطة كرة ثابتة، بدليل أنه أخضع لاعبيه في مختلف الحصص الأخيرة إلى تمارين تعتمد على طريقة تنفيذ الكرات الثابتة من الجهتين اليمنى واليسرى والمباشرة أيضا، ولعل أهم ما وقفنا عليه من خلال الحصص التي حضرناها أن أشباله أبدوا نجاحا في تنفيذها، وهو النجاح الذي شجع اللاعبين ربما على اتخاذ قرار التركيز هذه المرة في تنفيذها عندما تتاح لهم الفرص. ... وتدرّبوا أيضا على القذفات من بعيد ونجحوا فيها سعدان لم يركّز على ذلك فحسب، بل درّب لاعبيه على طريقة القذفات من بعيد، لأنه لاحظ خلال لقاءي سلوفينيا وإنجلترا أن الفرص أتيحت لهم في أكثر من مناسبة للتصويب دون يفعلوا ذلك، حيث كانوا في كل مرة يصرون على اختراق الدفاع والدخول بالكرة دون أن يصوبوا، فأخضعهم لذلك مثلما ذكرناه، خلال حصتي أمس وأوّل أمس. وبدا لنا أيضا أن بعض اللاعبين كانوا ناجحين للغاية في مختلف قذفاتهم على غرار حسان يبدة الذي سجل كل القذفات التي وجهها نحو المرمى، أو عدلان ڤديورة الذي اكشتفنا قذفاته الصاروخية التي منها ما اصطدم بالعارضة الأفقية. حليش آخر من سجل إثر كرة ثابتة ويعود آخر هدف سجّله المنتخب الوطني إثر الكرات الثابتة إلى شهر جانفي الفارط، وبالضبط إلى مباراة الدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا التي أقيمت بأنغولا أمام المنتخب المالي بواسطة المدافع المحوري رفيق حليش الذي استغل مخالفة غير مباشرة من زياني على الجهة اليسرى وضعها برأسية داخل الشباك، ومنذ ذلك الحين لم يسجل منتخبنا بواسطة كرة ثابتة في أي مباراة، إذ أن أهدافه الثلاثة في مرمى كوت ديفوار كانت مصنوعة، كما أن هدفه في مرمى الإمارات خلال اللقاء الودي كان عن طريق ركلة جزاء، دون أن ننسى أن نذكر أنه في مباريات مصر، نيجيريا، صربيا وإيرلندا عجز عن التهديف كلّية. رؤوس عنتر يحيى، حليش وبوڤرة تتربّص كرات بلحاج وزياني وبما أننا نكاد نفقد الأمل في مختلف المهاجمين الذين يضع سعدان ثقته فيهم في كل مرة، ونخص بالذكر غزال وجبور، فإن أملنا يبقى عريضا في المدافعين عنتر يحيى، حليش وبوڤرة، لأن هؤلاء أنقذوا المنتخب برؤوسهم أو أقدامهم في أكثر من مناسبة ومنحوا “الخضر“ انتصارات حاسمة وثمينة، ف عنتر يحيى مثلا لطالما كانت أهدافه حاسمة إلى غاية لقاء مصر بالسودان، وحليش هو الآخر كانت رأسيته حاسمة أمام مالي، وبوڤرة كانت رأسيته منقذة ل “الخضر” من خسارة أكيدة أمام كوت ديفوار، وعليهم اليوم أن يتأهبوا لتأدية دورهم المعتاد بالتربص لمخالفات بلحاج على الجهة اليسرى أو اليمنى، ومخالفات زياني من الجهتين أيضا.