يعتبر وسط ميدان “الخضر”، حسان يبدة، المباراة التي سيخوضها المنتخب الوطني هذه الأمسية بمثابة نهائي حقيقي ولقاء كأس بأتم معنى الكلمة، لأنه سيجمع منتخبين يبحثان عن تحقيق الفوز من أجل ضمان التأهل إلى الدور المقبل. كما يؤكد أن مفاتيح الفوز بنقاطها تكمن في اللعب بروح لقاء إنجلترا الأخير، وفي أكبر المواعيد التي خاضوها من قبل. حسان، كيف هي المعنويات ساعات قليلة فقط قبل المباراة الحاسمة التي تنتظركم أمام المنتخب الأمريكي هذا الأربعاء؟ المعنويات مرتفعة للغاية، لأن الثقة عادت إلى المجموعة بعد النتيجة الجيدة التي حققناها أمام إنجلترا، وهي النتيجة التي أعادتنا إلى السباق من جديد والآن نسينا كل ذلك ودخلنا مرحلة التركيز على اللقاء الذي ينتظرنا هذا الأربعاء أمام المنتخب الأمريكي. أجمعتم جميعا على أنّه لقاء كأس ونهائي حقيقي قبل الأوان، بالنظر إلى الحاجة الماسة لكل منتخب إلى نقاط اللقاء، فهل أنتم على إستعداد لكسب هذا التحدّي؟ هذا صحيح، هو نهائي حقيقي، لقاء كأس بأتم معنى الكلمة، نحن في حاجة إلى فوز وهم محكوم عليهم الفوز كذلك للتأهل، ما يزيد من صعوبة المباراة وإثارتها. ونحن مجبرون على أن نكون على أتم الإستعداد لها... وصلنا الآن إلى مرحلة حاسمة وهي الفوز من أجل بلوغ الدور ثمن النهائي، وبالتالي لا مجال لإدخار أي مجهود ولا مجال للتساهل، بالعكس علينا أن نرمي بكل الثقل حتى نُحقق هذا التأهل. التأهّل سيكون تاريخيا بما أنها المرة الأولى التي تتأهل فيها الجزائر إلى الدور ثمن النهائي، أكيد أن ذلك يهمكم كثيرا؟ لا أنكر أن دخول التاريخ وقيادة الجزائر إلى الدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخها يهمنا كثيرا ويشرّفنا أكثر نحن الجيل جديد، لكن قبل أن نفكر في ذلك علينا أن نهتم بما ينتظرنا فوق الميدان، لأن المهمة ستكون صعبة للغاية والتركيز أكثر من ضروري للتصدي للمنتخب الأمريكي دفاعيا ومباغتته هجوميا، الفوز أوّلا والتفكير بعدها في دخول التاريخ الذي وإن تحقق سيكون إنجازا رائعا لا مثيل له. الفوز بهدف وحيد قد لا يكون كافيا في حال إكتفاء إنجلترا بهدف يتيم أمام سلوفينيا، ألا يُقلقكم هذا؟ صحيح أنّ الحسابات في تلك الحالة تدفعنا إلى التفكير في الفوز بفارق هدفين، لكن من الخطأ أيضا أن نهتم باللقاء الثاني، وننسى ما ينتظرنا فوق الميدان هذا الأربعاء، علينا أن نركز على ما ينتظرنا أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية والبحث عن الحلول التي تجعلنا نتفوّق عليهم وبعدها سنرى ما ستفعله إنجلترا في الوقت نفسه أمام سلوفينيا. هل ترى أن إنجلترا قادرة على التفوّق على سلوفينيا بفارق أكثر من هدفين؟ بطبيعة الحال قادرة على ذلك، إنجلترا تمتلك تشكيلة قوية للغاية تضم لاعبين كبار قادرون على رفع التحدّي في الأوقات الصعبة، ثم إن تعثرها في اللقاءين الأول والثاني يجعلها اليوم مجبرة على الضرب بقوة من أجل ضمان التأهل من جهة واستعادة الثّقة في نفسها والتأكيد أنها منتخب قوي حلّ هنا من أجل الذهاب إلى أبعد دور ممكن وليس من أجل تخطي الدور الأول فقط، وكل ذلك يتطلب أن تفوز أداء ونتيجة على منافسها. ضمان التأهل يتطلب هذه المرة التسجيل، وللأسف الشديد حتى الآن هجومنا لم يُسجل ولو هدف يتيم في هذه المنافسة، في رأيك ما الحلّ لأجل فك هجومنا تلك العقدة هذه المرة؟ الحديث عن عقم الهجوم نال قسطا وافرا من الأحاديث منذ فترة، وفي كل مرة كنا نؤكد أن الحظ لم يسعفنا ولم يسعف مهاجمينا في الوصول إلى مرمى المنافسين في أكثر من مناسبة. أمام سلوفينيا كما تابعتم لعبنا بطريقة جيدة لكننا فشلنا في مسعانا، وأمام إنجلترا لعبنا بطريقة أروع ووصلنا إلى منطقة عمليات المنافس في أكثر من مناسبة دون أن نسجل. هذه المرة نحن أمام حتمية التهديف بأي وسيلة حتى نتأهل، الأمر لا يشكل ضغطا شديدا علينا لأننا مطالبون التحلي بالهدوء أولا، اليقظة والحذر من تلقي هدف مباغت من المنافس، عدم التسرع، وبعدها سيأتي الهدف في وقته المناسب لأني متيقن من أمر واحد. وهو؟ إذا حافظنا على نظافة شباكنا، سنتمكن من الوصول إلى مرمى المنافس بأيّ وسيلة. مضى وقت طويل لم تسجلوا على إثر الكرات الثابتة، ألا تعتقد أن العودة إلى الأصل فضيلة كما يقال، وأنّ تلك الكرات هي الحل الوحيد للحد من هذا العقم الهجومي في هذه المباراة؟ صحيح لم نسجل إثر كرات ثابتة منذ فترة طويلة، ففي السابق كنا نجد الحل عندما نواجه صعوبات من خلال تلك الكرات، هذه المرة لم يحدث معنا ذلك، لكننا سنحاول هذا الأربعاء بكل الطرق أن نصل إلى مرمى المنافس، سواء كان ذلك بواسطة كرة ثابتة أو ركلة جزاء أو قذفة من بعيد، أو رأسية أو عمل جماعي منسق، ولا تهم الكيفية التي علينا أن نسجل بها ولا مسجل الهدف، المهم أن نسجل ونحقق الفوز. عيبكم أيضا أنكم لا تصوبون من بعيد، لكننا شاهدناكم في الحصص الأخيرة وأنتم تتدربون على ذلك، فهل هي تعليمات من المدرب؟ في الحقيقة ليس عيبا، لأن المساحات غالبا ما تكون ضيقة في مثل هذا المستوى، فأن تصوّب نحو مرمى المنافس براحتك ودون أي مراقبة نادرا ما تحصل على فرصة مثل هذه، في لقاء إنجلترا صوّبنا ووجهنا بعض القذفات نحو مرمى المنافس لكنها لم تصب المرمى، وهذه المرة وبعدما أخضعنا المدرب إلى بعض التمارين الخاصة بالقذفات من بعيد سنحاول مجددا في لقاء أمريكا، لعل الحل يأتي منها. بما أنكم تابعتم مباريات أمريكا خلال هذه الدورة، وعاينتموها رفقة الطاقم الفني، فما هي نقاط القوة والضعف التي وقفتم عليها؟ منتخب قوي من كل الجوانب، لاعبوه يعتمدون على بنيتهم المورفولوجية القوية، السرعة والقذف من بعيد، وبالتالي علينا ألا نترك لهم المساحات الشاغرة التي تسمح لهم بمباغتتنا، حيث لا بد أن ننتشر جيدا فوق الميدان، وألا نترك لهم زمام المبادرة وألا نتحمّل عبء المباراة. وما هي مفاتيح الفوز في رأيك؟ الحيطة والحذر منذ البداية لتفادي تلقي أي هدف مباغت يخلط أوراقنا، استغلال أدنى فرصة للتسجيل والتحلي بتلك الروح العالية التي تحلينا بها أمام إنجلترا. إذا توفّر كل هذا أعتقد أننا قادرون على إحراز التأهل. ما هو الأمر الذي تتخوّفون منه؟ لا نخاف من أي شيء، فسبق لي وأن أكدت أننا منتخب صلب ومتماسك لا يهاب أي منتخب كان، وقد أثبتنا ذلك في مختلف المواعيد الكبرى، وسنسعى من أجل التأكيد أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية. متفائل بتحقيق التأهل إذن؟ بطبيعة الحال متفائل، لا شيء يجعلني أشك في إمكاناتنا لأننا عندما نكون في يومنا نحقق ما نصبو إليه، ثم إننا ندرك أن شعبا بأكمله في انتظارنا هنا وبالجزائر وعلينا أن ندخل الفرحة في قلوبهم جميعا.