أكيد أن قلوب الجزائريين لن تكون وحدها التي تخفق ل “الخضر” اليوم بداية من الساعة الثالثة بالتوقيت الجزائري، حين يلعب المنتخب الجزائري أمام المنتخب الأمريكي، لأن المقابلة تجرى تحت ضغط أشد. وأهمية المواجهة تتعدّى الجانب الكروي لدى الشعب الجزائري، الذي يريد الفوز بها أكثر من أي مواجهة أخرى في المونديال، ورغم أن المنتخب هذه المرة يلعب من أجل التأهل إلى الدور القادم، إلا أن الجزائريين يجمعون على أن الفوز على أمريكا هو الأهم. العرب والمسلمون كلهم مع الجزائر وإذا كانت المباراة السابقة ل “الخضر” أمام إنجلترا هي لإثبات مستواهم الحقيقي، فإن مواجهة اليوم أمام المنتخب الأمريكي سياسية للشعب الجزائري وسيجمع الشعور بضرورة الفوز على منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية ورفع التحدّي أمامها، كل العالم العربي ولن يكون حكرا على الجزائر وحدها، لأن 22 بلدا عربيا اكتوى بنيران الغطرسة الأمريكية، خاصة مساندتها لإسرائيل ضد العرب ويمتد الشعور نفسه إلى كل الشعوب الإسلامية. ستكون أشبه ب أمريكا-إيران وستكون مواجهة الجزائر أمسية اليوم أمام أمريكا أشبه بتك التي لعبها المنتخب الإيراني أمام المنافس نفسه قبل 12 سنة، حيث تحدّى القوة العظمى وكانت المباراة سياسية، وهو الأمر الذي كان وراء فوز إيران. وفهم اللاعبون الجزائريون الرسالة أن مواجهة أمريكا أكثر من مجرد 3 نقاط، وأنها مزدوجة التحفيز من خلال الفوز والتأهل وبالتالي دخول التاريخ بتحقيق أماني كل الشعوب العربية. رسالة فلسطين وصلت والفوز سيُخرج كل العرب إلى الشوارع كما وصلت رسالة فلسطين إلى اللاعبين بعد مباراة إنجلترا، حيث علموا أن الفلسطينيين احتفل بعد تعادلهم أمام الإنجليز، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شاهد المباراة وكان في الصفوف الأولى مع أبناء شعبه في رام اللّه. والمؤكد أنه في حال نجاح الجزائر في تحقيق الفوز في مباراة اليوم، فإن الخروج إلى الشوارع للإحتفال سيشمل العديد من البلدان العربية، وليس فلسطينوالجزائر فقط. العراق، السودان والصومال أكبر المتضرّرين وإلى جانب فلسطين، فإن أكثر الشعوب وقوفا مع المنتخب الجزائري في هذه الأمسية ستكون العراق التي اكتوت بنيران الإحتلال الأمريكي، وكذا السودان الذي ما زال يعاني من الحصار ورئيسه له مذكّرة توقيف دولية بضغط من الولاياتالمتحدة، دون أن ننسى الصومال الذي ما زال يُعاني من التفرقة والحرب الأهلية بسبب أمريكا، لكل هذه الشعوب ستلعب الجزائر من أجل الفوز. فلسطين لم ننسها من قبل، فكيف ننساها أمام الأمريكان!؟ وكما كان عليه الحال في المواجهتين السابقتين حين رفرف العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الجزائري، كما كان حاضرا في كل المواجهات التي لعبها المنتخب الجزائري في السنوات السابقة، وحتى في لقاءات الأندية الوطنية فيما بينها، فالأكيد أن الجزائريين لن ينسوا فلسطين أمام الأمريكان. الجزائر ستلعب ل 300 مليون عربي والمؤكد أنه إذا فاز المنتخب الجزائري وتأهل عصر اليوم، فإنه لن يفجر فرحة 35 مليون جزائري فقط، بل ستشمل الكثير من العواصم العربية والإسلامية الأمر الذي يعني أن الجزائر تلعب ل 300 مليون عربي.